المحرر موضوع: شاهدت .. سمعت .. قرأت في مكتبتي / 20  (زيارة 687 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي كلو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 190
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شاهدت .. سمعت .. قرأت في مكتبتي / 20

متي كلو
mattikallo@hotmail.com

شاهدت

بعد ان قرر  الطلب على احالته على التقاعد  سمعت انه افتتح مكتبا  تجاريا للاستراد والتصدير  والتقيته  في الكرادة  وهو يرتدي زيا عربيا  انيقا "  الكوفية والعقال " ويضع خاتما ذهبيا ثمينا حول إصبعه و يحمل بيده مسبحة  حمراء اللون  قال انها من العقيق الغالي !! وعاتبني  بسبب عدم  زيارته   في مكتبه  وتهنئته  وكلما التقيه  يعاتبني   ويطلب مني زيارته .
 قررت  في احد الايام  ان  ازوره  بعد ان اتصلت به هاتفيا  وادرجت عنوانه في مغكرتي   وتوكلت على الله لزيارة هذا الزميل  الذي عمل معي في  نفس الشركة لفترة  قصيرة ،   واركنت سيارتي تم دخلت الى البناية التي يقع فيها مكتبه   ودخلت  لاجد سكرتيرة  انيقة  الملبس  ترحب بي  وبعد ان  عرفتها بنفسي قالت لي:
الاستاذ ينتظرك .
دخلت عليه  ونهض من مكتبه ذو الاثاث الانيق ليرحب بي ونتجاذب أطراف الحديث حول الحالة الاقتصادية واستيراد قطع غيار سيارات  من نوع  تويوتا وكيف التجارة  شطارة وكلام معسول  واثناء  الوقت الذي قضيته  في مكتبه  رن  هاتفه  عدة مرات    ليرد عليه الاستاذ :
اهلا حبيبي  اهلا بالغالي اهلا بالذي اكن  لك الحب و الاحترام   و انت تعلم انت الوحيد الذي يامرني ، وانا لا استورد الا العلامات التجارية الاصلية وبارخص  الاسعار ولا تجد في مكتبي من صنع تايوان او الفلبين .
وبعد ان ينهي المكالمة باغلض الحلفان  يتلفت  الي  قائلا مبتسما : انه احد " الاصدقاء "  من الزبائن  الذين يصدقون كلامي بان بضاعتي اصلية وليست من تيوان او الفلبين .
وتكررت المكالمات وتكررنفس الكلام  للاخرين ثم قال لي مقترحا :
لماذا لا تعمل بالتجارة  وانا  ازودك ببضاعة  " وكما تعلم انت الغالي وكما  تعلم انت الوحيد الذي يامرني ، وانا لا  استورد الا العلامات التجارية الاصلية وبارخص  الاسعار ولا تجد في مكتبي من صنع تايوان او .... " .
نهضت  مقاطعا   ومبتسما  وقبل ان اودعه  : مهلا  يا صاحبي  انك معي وليس على  الهاتف قبل ان تحلف ! صح ان التجارة شطارة و لكن  ليس  بالغش !!
!!!

سمعت
احد المبعوثين الدبلوماسين في احدى  مدن الاغتراب ضجر من كثرة الاتصالات الهاتفية التي تتلاقاها بعثته  الدبلوماسية الفتية  والاستفسارات  المكررة  الكثيرة  حول الخدمات التي تقدمها بعثته ، فاستدعى احد الموظفين الذين في معيته وطلب منه  كشفا باسماء  الصحف التي يصدرها ابناء الجالية المغتربين في هذه الدولة مع اسماء رؤساء التحرير والمحررين والكتاب الذين يكتبون بصورة  دائمة وتاريخ تاسيس الجريدة  .
في اليوم الثاني كان الكشف على منضدة  سعادة الدبلوماسي  وعلى متنه ما طلب سعادته من موظفه ، تمعن النظر بالصحف وتصفحها على السريع لان هناك "  مقابلات خاصة " جدا لمصلحة " الوطن "  لابد من اجراءها بعد التمعن في الكشف  ووضع خطا بالقلم التركوازي على احدى الصحف ثم استدعى  موظفه على الفور وطلب منه نشر اعلانا مدفوع الثمن لصفحة كاملة وفيها تفاصيل الخدمات التي تقدمها البعثة لابناء الوطن المغتربين  ولكن الموظف قال لسعادة الدبلوماسي  بكل لطف واحترام وتقدير : لو سمح سعادتكم بان ينشر الاعلان في كل الصحف التي يصدرها  ابناء الجالية المغتربون هنا ،  وهي لا تتعدى اصابع اليد الواحدة ، وبالرغم من اختلافاتهم السياسية الدينية والطائفية والقومية لان بعثتنا تمثل الوطن و اصحاب الصحف هنا من المغتربين  اصدروا صحفهم لتعلقهم  بالوطن واعتزازا بجذورهم  الوطنية  كما كل جريدة لها قراءها واما نشر الاعلان في جريدة واحدة فهذا يعني اننا مع صحيفة  معينة وتهميش الصحف الاخرى  ، قاطعه  سعادة الدبلوماسي  قائلا للموظف  المهذب  : ولكن اصحاب الصحيفة التي اخترت النشر فيها يقدمون الولاء للبعثة دائما وبشكل مطلق الى حد الخضوع !!! قال الموظف لسعادته ولكن نحن نريد ان يكون الولاء للوطن وليس الولاء لسعادكم وهذا ما تعلمته   في الدورة الدبلوماسية لمدة ثلاثة اشهر قبل ان التحق بالبعثة ! رد سعادته على الفور :
هناك اختلاف كبير بين ما تعلمته نظريا في دورتك وبين التطبيق هنا ، لان هنا لابد ان نكون قريبين جدا من " البعض "  لكي نسمع كل شئ ، وقبل ان يخرج الموظف من مكتب السعادة وقبل ان يغلق الباب خلفه :
نحن لسنا جهة مخابراتية يا سعادة ....  !!

قرات
من " حكايات دبلوماسية " لنجدة فتحس صفوة – دار الساقي – الطبعة الثالثة – دار الساقي 2007
" وكثيرا ما نجد في مذكرات الدلوماسيين على احداث معينة ، وملاحظات عن زملاء لهم من دولهم او من دول اخرى ، لم يكونوا ليصرحوا بها حينذاك ، ويصادف ايضا ان يقوم الدبلوماسي  الذي تحدث عنه زميل سابق له في ما كتب ن بنشر مذكراته في وقت لاحق ، فينتهزها فرصة للدفاع عن نفسه ، او مقابلة زميلة بالمثل على ما كتبه عنه ، و" المقابلة بالمثل " من المبادئ  المالوفة في التعامل الدبلوماسي