المحرر موضوع: " من سيحمي السجل الحضاري الأيزيدي من العبث والتدمير ؟ "  (زيارة 760 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سندس سالم النجار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 252
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

" من سيحمي السجل الحضاري الأيزيدي من العبث والتدمير ؟ "

ـ ماهو الارث التاريخي ؟
 ـ من المسؤول عن حمايته او تدميره  ؟
ـ هل من المنطق ان يدمّر شعب ماضيه ويبيع
ذاكرته ؟
ــ ما المغزى الاخلاقي والجوهري للشهادة تضحية ًلقضية ما ؟
ــ من سيحمي الذاكرة الايزيدية من العبث ؟

انني اسوق هذه التساؤلات  التي تنتظر الاجابة من ذوي الشان وصنّاع القرار ، من باب مسؤولياتي الدينية والانسانية والاخلاقية والمهنية والقومية .
الارث التاريخي بحد ذاته ، ارقى مراحل التطور الفكري والادبي والعمراني والعلمي ، وحماية المواقع الاثرية وكل ما خلفه التاريخ للانسان يعتبر تاريخ ومخلفات الاجداد العظام . وما تشكله المعالم التاريخية من اهمية في حياة الفرد ، انما تشكل جزءا لا يمكن العيش بدونه لكونه يمثل الهوية القومية والدينية للشعوب ، واي شعب كان ، فضلا عن انه ، فخرا ورفعه و كبرياء الشعوب والامم .. 
لنسوق مثالا حيا من عراقنا   المنكسر، الذي يعرّف بانه المنبع الثر لاقدم الحضارات البشرية ، وكلنا يعلم ما تعرض للسرقة والتدمير من التحف والتماثيل  والرموز التاريخية والنصب التي لا تقدر بثمن ، من جماعات مجهولة قاصدة المعنى وعمقه التاريخي والحضاري الذي تحمله تلك الرموز ،، انها تروي للاجيال عَراقة العراق وتطوره وعمقه وثقافته وحضارته ..
 لنصوغ مثال آخر ـ  حركة طالبان هي الاخرى قامت بذلك العمل البربري تحت ذرائع دينية وسياسية ، بتدمير تماثيل ( بوذا )  الافغانية في افغانستان ، حيث علق السيد ( فضل الله سيرحاي ) عالم الاثارومدير متحف بيشاور قائلا : من بيشاور الى باميان لعبت المنطقة دورا هاما في تطور البوذية ، ومن هنا وصلت البوذية الى الصين وكوريا واليابان . انها رموز هامة لتقاطع الحضارات فيما بينها  اي انها جزء هام من تاريخ افغانستان ، لذا من الضروري الحفاظ عليها كنموذج للثقافة والتاريخ الافغاني قبل الاسلام ..
ومن البديهي ان الحروب ظاهرة لا انسانية تُفرض على الشعوب ، وما تسببه من خراب ودمار التاريخ و مخلفاته جريمة ، لو قورنت بتلك التي يلعبها الانسان في تدمير بقايا التاريخ من خلال اهدافه التجارية والمادية المطلقة مدفوعا بجشع وطمع الانانيين والماديين من القائمين عليها تحت اسم ( التطور العمراني لمواكبه العصر ) ، متناسين انه تدمير الماضي لضمان الحاضر وبناء المستقبل .
وهكذا الامثله كثيرة ومتنوعه لبُقاع لا تحصى من العالم تعج بأوابد التاريخ والحضارات قد ازيلت كل معالمها عن الوجود بسبب طمع وجشع المتنفذين من رؤوس الاموال ليقيموا مكانها شواهد على عصور اكلتها الاموال والمصالح الذاتية والتبعية النفعية ، وبهذا تمحي منه تاريخه وانسانيته واصالته .
وكثير من المواقع الاثرية التي  تدمر وتنهى  لا ينضوي تحت اجنحتها الا محترفون ومشايخ وزعماء وسماسرة ورجال مال واعمال وتجارة ومرتزقة والباحثين عن الجاه والثراء على معابر الدين والذاكرة والتاريخ في دراما لا يمكن للمجانين تصديقها ..
ونحن الان بصدد ( كهف قرقوري ) الاثري الذي ابيد فيه ( 300 ) كوردي ايزيدي على يد الباشا الاعور عندما كان حاكما على راوندوز وقالت مصادر اعلامية على ان المجلس الروحاني قد اجتمع ووافق بالاجماع على هدم هذا الكهف بحجة تعمير بيت لالش ، وبدعم من حكومة الاقليم وتحت ذريعه تخفيف وطأة العداء بين الكورد المسلمين والايزيديين واليوم قرانا نبأ ايضاح من الامير ( تحسين بك ) ..
ايضاحمن سمو الامير تحسين بك حول كهف قرقوري
ايضاح

بالنظر لكثرة المقالات التي تناولت موضوع كهف قرقوري نود أن نوضح لجميع الايزيديين بأنه لم يتخذ أي قرار بهدم أي كهف أو أي موقع في معبد لالش وبخصوص كهف قرقوري أتخذ قرار بوقف أي تلاعب بالكهف ونتمنى أن يشاهد الايزيديين هذا الواقع في لالش بعيونهم وكل من له ملاحظة يستطيع أن يتأكد بنفسه في معبد لالش
وشكراً .
 
الامير
تحسين سعيد علي
رئيس المجلس الروحاني الايزيدي
الاعلى

وهنا نقول بدورنا للامير تحسين بك ، مشكورا على هذا الايضاح لكنه ليس كاملا  ولا وافيا ولا مقنعا ، لان مشروع تعمير بيت لالش قيد المناقشة بينكم وبين حكومة الاقليم وعلى يد شركةالمانية ، هذا اولا ، وثانيا وفقما نشراختصاصي الاثار  السيد ( قيصر خلات ) ، على انه كان قد قرر النبش والتنقيب في هذا الكهف بهدف التوصل الى حقيقته لكنه مُنع من عمله وتوقف ، ولمزيد من التوضيح الاستعانة بالرابط التالي :

http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?2715-ÞíÕÑ-ÎáÇÊ-íÒÏíä-ÊæÖíÍ-Íæá-ßåÝ-ÞÑÞæÑí..

فعليه اود القاء الضوء على حقائق جوهرية على المجلس الروحاني ان يدركها جيدا واولهم الامير تحسين بك ، الا وهي :
ان هذا الموقع او المعْلم الاثري التاريخي ، يعود الى حقب زمنية بعيدة وعميقة في الارث التاريخي  الايزيدي، وفيه استشهد اكثر من 300 مناضل ايزيدي ، والشهادة  ،دعم متواصل لا ينضب للقضية  وديمومة مسيرتها دون توقف مهما بلغ الثمن ، واي كانت  دينية ام قومية ام وطنية ام سياسة ام شخصية وماالى ذلك من القضايا الانسانية المصيرية والاخلاقية . .
وينبغي لنا ان نقول لأولئك الابطال النزهاء الذين رفعوا عاليا لواء المسيرة الاستشهادية وهم على نهج الجدود سائرين مدافعين مسترخصين دمائهم للذود عن حقوق شعبهم ودينهم وقوميتهم .
و علينا ان نتذكر دائما  ،ان الايزيدي كان وما زال كيانه السياسي منهار بل وغير موجود ،لكنه رغم ذلك كان وما زال مستجيبا للتضحية بدنياه من اجل دينه ومبادئه والابتعاد عن الماديات للتقرب من الخالق وتقديم جسده قربانا للمبادئ والاخلاق .فتلك الصفحات الخالدة الوضاءة قد سطرت بالدماء الزكية لهؤلاء الذين بهم تكمن قوتنا واصولنا وكرامتنا واستقلالية قراراتنا .
علينا جميعا الوقوف في وجه اي قرار يهدف للتلاعب والعبث بمشاعر وارث الشعب الايزيدي الذي تجرع ولا زال يحتسي ، علقم الويلات والعذابات والدماء والوهن .
من الجدير ذكره ، ان المجتمع الايزيدي بالاجماع  وليس المجلس الروحاني وحده ،  المسؤول الاول والاخير  ،  في الحفاظ وحماية اثاره وذاكرته وكرامة تاريخه المتمثله بكرامة ورفعة وشموخ هامة شعبه .
وللصامتون اقول ~ ان صمتهم موافقة رسمية مفجعة لقدسية ماضيهم  اي التاريخ المطمور وان كان يتطلب جهدا وزمنا ومادة ، الذي هو ثروتهم وهويتها الانسانية والحضارية .
والشعوب الواعية تعي قدرها وقيمتها المادية والمعنوية ، والتقييمية ، ولكل من وضع حجرا صغيرا في اساس تلك الذاكرة .
ونقول من باب الاحتياط ، لذوي التبعات الاسيرية الخطيرة مستقبلا ان وضعوا في الحسبان شئ كهذا ، ان لا يكونوا عونا للتاريخ كي يعيد نفسه بمآسيه وآلامه ِ ، وان يدركوا جيدا  ان التاريخ والشعب لن يرحم من وقف ضد حقوق مناضليه وقرابينه وقضاياه  العادلة واتجاه مصير هذا الشعب المنكسر والمذلول . علما اننا لا نكتب للنقش فقط بل ان هذا الانجاز اكبر بكثير من التصور ويحمل بين طياته معان ٍ سامية وكثير المثير من العبر والمواعظ .
افلا ننسى ابدا ، ان تلك العظام والهياكل والدماء اريقت على مذابح حريتنا وكرامتنا وشرفنا ...
 
سندس سالم النجار