المحرر موضوع: للأخ حبيب تومي مع التحية  (زيارة 1090 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يونس كوكي

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 43
    • مشاهدة الملف الشخصي
للأخ حبيب تومي مع التحية
« في: 20:34 11/08/2010 »


قبل كل شئ أبلغك تحياتي القلبية و أن تتذكرني كما اتذكرك جيدآ يا جاري العزيز في القوش الحبيبة و كذلك في بغداد من عدة مشاركات بأمسيات جمعية أشور بانيبال الثقافية . بصراحة كنت أتوسم خيرآ في الجماعة التي كانت تحضر تلك الأمسيات من حس قومي ناصع و نحن نعيش تلك الظروف العصيبة أيام الحكم الدكتاتوري البغيض ، اما ما تلا التغيير الذي حصل بعد 2003 أظهر الكل على حقيقتهم ، وان الأمر الذي وصل اليه ابناء شعبنا ( الكلداني السرياني الأشوري ) من نزعات انفصالية و تخوينية و تشرذم أدى الى الأنقسام و الضعف و كما قالها جبران خليل جبران :  ويل لأمة مقسمة و كل ينادي أنا امة .
أخي العزيز ، لا اريد ان اثبط من عزيمتك و لكن مناداتك ( لا حياة لمن تنادي ) فأرى من خلال مقالاتك كمن ينفخ في قربة مثقوبة  و كذلك عدد اخر ممن تستهويه الكتابة على الأنترنيت ، لأن الواقع الذي عشت فيه و لأكثر من عقد في المهجر الأمريكي كمغترب اعكسه لك كالمرآة و لعل من لديه الرؤية و مؤهلات القيادة لأصلاح الخلل الموجود في شعبنا لمواكبة الحركة العالمية طالما انها تدور و لا تقف عند حد و لكن لمن يشاء ان يتفرج عليها فحتمآ ان العجلة ستقف عنده .
يقال و العهدة على الراوي ان الكلدان في ولاية ميشغان الأمريكية قرابة 150 الى 200 ألف شخص و يقدر البعض ما يملكه الكلدان في هذه الولاية بخمسة مليارات دولار و اكثر من 5 الاف مخزن مشروبات و محطة وقود وغيرها من الاعمال التجارية  و كذلك 8 كنائس و عدة مراكز اجتماعية ملحقة بالكنيسة او مستقلة و عشرات المطاعم و الأندية و محلات التبضع و الاسواق الشرقية و في الجالية عدد لابأس به من الأطباء بمختلف الأختصاصات و محامين و مهندسين و اساتذة يضاف لكل هذا عدد من الأذاعات المحلية و محطة تلفزيونية ، لو هذا العدد و بكل هذه الأمكانيات و ضعتهم على جزيرة او في اي بقعة من العالم ليكونوا دولة و شعب ، و لكن هنا يذوب اكبر شعب في بلد هائل شعبه مختلف الثقافة . فيا عزيزي تصوراتك و كما كنت احلم قبل عقود من اننا اصحاب حق  و الذين هم في الخارج ستكون لهم اليد الساندة لنيل تلك الحقوق لقربهم من مركز السلطة و القرار العالمي ، فما اسهل الوصول لهذه المراكز لو شاؤا ولكن لا احد يفعل ، ماذا تترجى من هذه الآلاف لم يذهب منهم للأنتخابات الأخيرة الا 5 بالمئة على اكثر تقدير  ،
الكل منغمس في الركض وراء المعيشة و عبادة الدولار ، الذين تعنيهم امور السياسة و همومها بامكانك ان تعدهم عدآ اما الشباب فلا يوجد من تهمه هذه الأمور و حتى القادمين الجدد ، كثير من هذا الشعب و خاصة من الذين يكسبون المال بطرق ملتوية و حرام تراهم يوم الأحد يحضر القداس بأحلى هندام و يلتفت يمينآ و يسارآ لأنه يضع بسخاء في التبسية و يشعل شموع لتمثال العذراء ، أترى هذا النفاق ؟ فعن اي قومية تتحدث ياخي ؟ هنا اخوة يتحاربون فيما بينهم على الرزق ، احدهم حرض ( زنجي ) لقتل اخيه من اجل المال ، تصور المأساة . عندما اغتيل المطران الجليل فرج رحو  هاجت و ماجت الجالية الكلدانية و لكن عندما حان وقت الاحتجاج لم يجتمع غير بضع عشرات من الأشخاص لم يراهم او انتبه اليهم احد من مسوؤلي الحكومة او البرلمان و الحالة نفسها عندما فجرت كنائسنا في الوطن فتجمع 250 شخص ليلآ في ساحة الكنيسة للتظاهر و الاحتجاج ، يا لها من مهزلة قياسآ بعدد الكلدان في امريكا ، هذا كان رد فعلهم !!!
اما بعد انتهاء الموسم الدراسي فتتقزز من اعلانات المهرجانات الأجتماعية او الثقافية ، كل اسبوع مهرجان للكنيسة الفلانية و على حدائق كذا و ستجدون ما يسركم من المأكولات الكلدانية كالدولمة و الكباب و الكص ، ثم دعاية المطرب الفلتة و اغانيه المملة التي يغنيها منذ عقود  { انطيني الدربين لأنظر حبي و أشوفه } مع الدبكة و الجوبي ، يدعي القائمون على هذه المهرجانات بارتياد اللآلاف من ابناء الجالية و لكنك لا تجد الا بضع مئات معظمهم عاطلين عن العمل ، أهذه هي المهرجانات الثقافية و الاجتماعية التي تعرفنا للأخرين و على تأريخنا و حضارتنا ؟ اما عن المنحرفين و الساقطين من كلا الجنسين ، يخجل الفرد ان ينسب نفسه الى هؤلاء امام الأخرين ، اين الوداعة و الثقافة و الألتزامات ، و كانهم كانوا على موعد لكسر الطوق ليطلقوا العنان امام هذا الفراغ القاتل .
أخي حبيب علتنا في هجرتنا و تركنا وطن الاباء و قبور الأجداد لنصبح مجرد ارقام في دول المهجر حيث لا رابط يربطنا به و لا امل بعودتنا الى احضان الوطن و صدق المصريون بمثلهم ( اللي يطلع من دارو  يئل مئدارو ) و قالها  احيقار الحكيم : القطيع المشتت يصبح من نصيب الذئاب . سوف لن اسرد المزيد من ما دونته ذاكريتي و ليس لي ان الا اردد ما قاله المرحوم جميل روفائيل :
دعـوا الصامدين في الوطن و شوؤنهم .


                                                                                    يونس كوكـــــــــي
                                                                                  ميشكان  آب  2010