المحرر موضوع: افتتاحية العدد 79 من جريدة نيشا  (زيارة 747 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اتحاد بيث نهرين الوطني

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
    • مشاهدة الملف الشخصي
افتتاحية العدد 79 من جريدة نيشا

الزمن هو العامل الأهم في تكوين وديمومة الشعوب والأمم وقد يكون في أحيان أخرى العامل الرئيسي في إزالة وإنقراض شعوب وأمم، كما هو الحال بالنسبة لشعبنا الكلداني السرياني الآشوري في الوقت الحاضر..
الزمن الآن يسير بالاتجاه المعاكس والمضاد لشعبنا بالمعطيات والموجودات الحالية، وقد يكون هذا لاسامح الله المقطع التاريخي الأخير من قصة ومسيرة هذا الشعب، فلا الحكومات المتعاقبة منذ السقوط ولحد الآن جادة في مد يد الإنقاذ له وليس هناك دول خلف الحدود يهمها أمر هذا الشعب بشكل حقيقي فضلاً عن من له أجحندة نصب عينيه لمحو وإزالة وقطع هذا الشعب من هذه الأرض، ويقيناً قطع هذا الشعب عن هذه الأرض يعني بالنتيجة الحتمية نهايته كوجود وديمومة، فكل يوم يمرّ والإضطهاد مستمر، أحياناً يشتدّ وأحياناً يخف، ولكنه يبقى مستمراً، حوصرنا في شريط ضيق من سهل نينوى وهو غيض من فيض من أرضنا التاريخية، وهناك من يطمح في إنتزاع هذا الشريط الضيّق من البلدات والقرى وكأن الأرض ضاقت به ولم يبق له غير هذه المساحة الصغيرة التي يسكنها أبناء شعبنا.
وجودنا الحقيقي والعميق في المدن كبغداد والموصل وكركوك والبصرة وغيرها من المدن تلاشى ولم يبق منه سوى وجود باهت، فالكثير لا يحسب له أي حساب بعد أن كان وجوداً عددياً ذو ثقل ثقافي وسياسي وإقتصادي وتاريخي.... إلخ
دودة الهجرة تنخر في جسدنا يوماً بعد يوم وشعبنا يغادر وطنه (دون رجعة) على الأقل في المنظور القريب، ومن المعروف بأن الشعوب تترسّخ في الأرض من خلال ثقلها العددي..
بلداتنا ومدننا مهملة، الكثير منا يغادر وطنه بسبب البطالة، تدني الخدمات وصل في مدن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري إلى أقصى المديات قياساً لبقية أجزاء العراق ومدنه عوامل التشرذم والإنشقاق أصبحت مثالاً يحتذى به في إنشقاق الشعوب وتترسّخ وتتعمّق يوماً بعد يوم وتصبح بالنسبة للكثيرين حقيقة..
حتى قد نبدوا لأبناء الشعوب الأخرى ولبقية الشعب العراق بأننا قبائل متناحرة وفي حالة حرب، ومن يعتقد منا بأنه كبير ويتشرنق بهذا الوهم للوصول إلى مكاسب ذاتية هي الأخرى وهم بالنسبة لحقوق شعبنا متسربلاً بحسابات ضحلة وسطحية لا قيمة لها أزاء الزمن وإستمرار ديمومة الشعب، فكيف ستجابه حسابات هؤلاء عندما يصبح (المسيحيون) أقل من 1% من مجموع الشعب العراقي إذا سارت الأمور بهذه الوتيرة
الأضواء والكراسي والوزارة وما يستقتلون من أجله أصبح بالنسبة لهم الغاية والوسيلة هل هذا الطريق لنيل حقوقنا وديمومة وجودنا ورفع الإضطهاد عن شعبنا وإيقاف الهجرة أم هو وسيلة لدر الأموال وتسليط الأضواء والتماهي في الغرور والتعالي
لقد وصل الأمر بالبعض أن بيع كل شيء حتى شعبنا من أجل هذه الكراسي والوزارة وبلا مناسبة يطالبون بها والطامة الكبرى بأن مطالبتهم هذه هي باسم المسيحيين والتجارب أمامنا فمن الوزير حتى أبسط الحرس هو من التنظيم المحدّد وباسم المسيحيين، هل نحن حقاً بحاجة إلى الوزارة أم لنيل كامل حقوقنا القومية والوطنية والخروج من هذا النفق المظلم الذي يقبع به شعبنا والتخلص من صخرة سيزيف المغروسة بالسكاكين عن كاهلنا؟
مرة أخرى ما العمل؟
لنستبط من الشعوب قديماً وحديثاً ومن هم حولنا ومن هم ليسوا حولنا سنجد ونقولها للمرة الألف بأن الوحدة هي السبيل الوحيد لخلاص الشعوب، ودون وحدتنا سنبقى نناطح الصخر ونحن منقسمون مختلفون، وما نقصد بوحدتنا ليس إنصهارنا بمذهب ديني واحد أو بحزب واحد ولكن تكمن وحدتنا من خلال وضع مصالح شعبنا ووجودنا القومي فوق أية مصلحة وان نتفّق على الثوابت في العمل والنضال من أجل بقاء وتجذّر شعبنا بهذه الأرض والعمل بمبدئية ووضوح بعيداً عن الألاعيب والحيل السياسية والتموضع بالأخلاق والتواضع وعدم التعالي والغرور الذي نلاحظه في الكثير من سياسينا فنراهم يلومون الآخرين بالمتجارة ولكنهم في الواقع أكثر منهم غروراً ومتاجرةً بمصير شعبنا وينطبق عليهم قول الشاعر (لاتنهى عن فعل وتأتي بمثله.. عار عليك إن فعلت عظيم).