المحرر موضوع: ألكلدان .... شعب أم ماذا؟  (زيارة 2486 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبري يعقوب إيشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألكلدان .... شعب أم ماذا؟
« في: 22:48 15/06/2006 »
ألكلدان .... شعب أم ماذا؟
[/size]

بقلم : صبري يعقوب إيشو
لقد كتب ألكثير الكثير عن الكلدان والآشوريين , ولكني لم أقتنع بكل ما كتب ولم يتم إثبات ما كتب بصورة علمية دقيقة  , لأن ما كتب لم يخرج من نطاق العاطفة أو ألمعاكسة أو لغرض المشاكسة فقط , وأيضاً لم يتجاوز حدود المذكور في كتب التأريخ وخاصة تلك المكتوبة بكتاب ومستشرقين لا علاقة لهم بالهم القومي والسياسي والأجتماعي لأبناء هاتين التسميتين , سوى ما يتعلق بما يخصهم ـ ألكتاب والمستشرقون ـ من أمور تتعلق بالدين والأستعمار واستغلال كنوز الشرق المادية والمعنوية.                                                                                                               
لو تحدثنا عن أجدادنا الذين سموا كلداناً وهناك من يدعي بأننا من ذلك النسل نحن المقيمون في أوسلو والسويد وسدني وألقوش ومانكيش والبتاويين ووو , فأبقى أنا في شك كبير أن يكون هناك ما يربطني بهم  من رابط أو صلة . لأن كلمة الكدان ليست سوى تسمية أطلقت على سكان بابل في فترة ما قبل المسيح . وبعد البحث والتمحيص في مختلف القواميس والمعاجم اللغوية الصادرة قديماً كقاموس حسن بر بهلول وبر علي من القرن العاشر ألميلادي وغيرهما من القواميس الصادرة في أزمنة متأخرة كقاموس مار توما عودو وأوكين منا وغيرهما آخرون كثيرون لم أدرك معنىً لكلمة كلداني ـ كلداياـ سوى ما معناه, ألعارفون بالفلك والأبراج والسحر والتنجيم , وأطلقت بجدارة على سكان بابل قديماً لشهرتهم ومعرفتهم بهذا العلم وهذا يظهر جلياً في آثارهم ونقوشهم المكتشفة في العصور الحديثة وخاصة في القرن الماضي . حتي ما جاء بالعهد القديم والتوراة يدل على هذا المعنى حيث جاء في سفر دانيال ألأصحاح الثاني ـ ألآية 2 ( فأمر الملك بأن يستدعى ألمجوس والسحرة والعرافون والكلدانيون ليخبروا ألملك بأحلامه ...)                                                                 
وجاء في الآية 10 ( ..... لذلك ليس ملك عظيم ذو سلطان سأل أمراً مثل هذا من مجوسي أو ساحر او كلداني ....) وفي ألآية 12 من سفر دانيال ومن الإصحاح أعلاه جاء ( لأجل ذلك   
غضب الملك واغتاظ جداً وامر بإبادة كل حكماء بابل ). كما جاء في قاموس ألكتاب المقدس من تأليف هيئة من المختصين صدر في بيروت عام 1981 في الصفحة 785( لقد ملأوا كل مناصب الكهنوت في العاصمة بحيث أصبح أسم كلداني مرادفاً لكاهن) .وفي نفس المصدر وفي الصفحة ذاتها جاء :( كما ذكر ذلك المؤرخ هيرودوتس  وكان شعب بابل في ذلك الحين يعتقد إن هؤلاء الكهان يملكون ناصية الحكمة ولهم معرفة سحرية ومقدرة فائقة على العرافة والكهانة والتنجيم ومعرفة الغيب ). هل نحتاج إلى إثباتات ودلائل أكثر من هذه لنستدل على ما تعنيه كلمة كلداني التي أطلقت علي رغماً عني ودون علمي وموافقتي ويريد البعض جعلها هويتي وتسميتي  القومية إن شئت أو أبيت وآخر يكفرني إن تنكرت لهذه التسمية .     
وربما تكون هناك حاجة كبيرة وحجج قوية أكثر لإثبات هذا الأمر وما للكلدانية من مدلول, ولا يمكن إعتباره مدلولاً لقومية بقيت محافظة على وجودها وخصائصها ومقوماتها بالمفهوم الذي يريد إثباته وفرضه البعض المحسوبين على المثقفين والواعين على والدتي المسكينة وعلى الكثيرين من أمثالها من بسطاء الشعب .                                                       
أنا من زاخو وحسب علمي ومعرفتي الصحيحة عن زاخو وأهلها , هناك الأكراد ودوماً كانوا ألأغلبية قوماً وديانةً , وبعدهم يأتي السورايي ألمسيحيون ولم اقل ألكلدان المسيحيون لأن هذا هو ألبيت القصيد حيث عشت أكثر من عشرين عاماً من عمري في زاخو وكان في زاخو أكثر من ثلاثين قرية مسيحية عدا مسيحيي محلة النصارى وأنا منها وعباسية في نفس القصبة وللأسف هاجر ألقسم الأكبر منهم بسبب الأحداث المتوالية منذ بداية الستينات  وإلى  يوم سقوط نظام صدام البائد حيث إنقلبت الآية وصارت هناك هجرة معاكسة بحثاً عن الأمن والأمان وبعد أن تم إعادة بناء بعض القرى التي كان قد هجرها أهاليها, وكان معظم مسيحيو زاخو من أتباع الكنيسة الشرقية والتي كانت تدعى ألنسطورية وحتى منتصف القرن التاسع عشر وفي عام 1850 تحولوا إلى المذهب الكاثوليكي وأصبحوا أتباعاً لبطريرك ألكنيسة الكلدانية الكاثوليكية التابعة لروما , والمقصود من هذا كله هو أنه منذ أن فطنت في الدنيا وإلى يومنا هذا لم أسمع أحداً من أتباع الكنيسة الكلدانية من قصبة زاخو قال بأنه كلداني عندما يسأل , ما أنت ؟ ما هويتك ؟ فالجواب يأتي مباشر وبدون تردد ـ آنا سورايا إيون ـ وأكثر من ذلك يقول في رده أيضاً آنا سورايا مشيحايا إيون . مما يثبت بأن كلمة سورايا لا تعني مسيحي كما جاء في بعض المصادر بل لها مدلول آخر نأتي عليه في موضع آخر. ولكن لا أنا ولا غيري يرد على هكذا سؤال بأنه كلداني ـ كلداياـ . وكلمة كلدايا تستعمل فقط في بعض الأوقات والمناسبات, أما كتسمية عمومية فلا وجود لها على الإطلاق .               
ولتحقيق اليقين كما تأكد لي بأني لست كلدانياً كما يفهمه البعض أريد أن أؤكد لغيري من الشاكين بهذا الأمر.                                                                                         
حيث لو قرأنا كتاب برديصان ألفيلسوف الذي عاش في ألنصف الثاني من  ألقرن الثاني الميلادي أي ولد في عام 154 وتوفي في 222 للميلاد ويقول بورفيروس وهورينيموس بأن أصله من بابل وتداروس بر قونيا يذكر بأنه من حدياب ـ أربيل ـ ويؤكد ذلك ميخائيل الكبير وقداسة البطريرك زكا عيواص في كتابه ـ سيرة مار أفرام السرياني  ص 38 ـ لو قرأنا كتابه ألموسوم شرائع البلدان لبرديصان من تأليفي وصدر في ستوكهولم عام 1989 حيث في هذا الكتاب ترجمة حرفية ودقيقة لنسخة مما يعتقد بأنه من تأليف ألفيلسوف برديصان ونشره مع ترجمته الأنكليزية ألهولندي  دريفرس عام 1966 حيث جاء فيه ص54 ما نصه ( قال برديصان : هل قرأت كتب الكلدان الذين في بابل التي كتب فيها ما تفعله الكواكب باقترانها مع أبراج الناس وكتب المصريين التي كتبت فيها كل الأمور التي تحدث للناس ؟               
قال عويدا : قرأت كتب الكلدانية , إلا أني لا اعرف أي منها للبابليين وأي للمصريين ؟       
قال برديصان : إنه نفس العلم للبلدين .                                                                 
قال عويدا : هذا أمر معروف )  .                                                                       

( أكتبه بالكرشوني ـ بحروف عربية ـ لتسهل قراءته )
( برديصان إمّر. قرين لاخ كْثاوي دكلدايي دَبّاول , هنّون دَبهون كْثيو مانا سَعرين كَوكوي بموزاغيهون بْبيث يلدا دَبنَيناشا : وَكثاوي دأغبطايي دَبهون كثيوين زْنايي كولهون دكدشين لَبنَي ناشا .
عوّيدا إمّر . قْْرين لي كْثاوي دكَلدايوثا . إلاّ لا ياذَعنا أيلين إنّون دَبّاولايي : وأيلين دأغبطايي.
برديصان إمّر . هويو يولبانا دّثريهون أثراواثا .
عوّيدا إمّر . إيذيعا صْووثا دْهاخَنّا هي .)

وهنا أكتب هذا الأمر بنصه الأصلي باللغة السريانية .
(   ܒܪܕܝܨܢ ܐܡܪ . ܩܪ̈ܝܢ ܠܟܼ ܟܬܒܼ̈ܐ ܕܟ̈ܠܕܝܐ ܕܒܒܒܠ ؛ ܗܢܘܢ ܕܒܗܘܢ ܟܬܝܒ ܡܢܐ ܣܥܪ̈ܝܢ ܟܘ̈ܟܒܐ ܒܡ̈ܘܙܓܝܗܘܢ    ܒܒܝܬ ܝ̈ܠܕܐ ܕܒ̈ܢܝܢܫܐ : ܘܟ̱ܬܒܐ ܕܐܓ̈ܒܜܝܐ ܕܒܗܘܢ ܟܬܝܒܝܢ ܙܢܝ̈ܐ ܟܠܗܘܢ ܕܓܕܫܝܢ ܠܒ̈ܢܝ ܐܢܫܐ .           
ܥܘܝܕܐ ܐܡܿܪ . ܩܪ̈ܝܢ ܠܝ ܟ̈ܬܒܐ ܕܟܠܕܝܘܬܐ . ܐܠܐ ܠܐ ܝܕܥ ܐܢܐ ܐܝܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܒ̈ܒܠܝܐ : ܘܐܝܠܝܢ ܕܐܓ̈ܒܜܝܐ .     
ܒܪ ܕܝܨܢ ܐܡܿܪ . ܗܘܝܘ ܝܘܠܦܢܐ ܕܬܪ̈ܝܗܘܢ ܐܬܪ̈ܘܬܐ .                                                   
ܥܘܝܕܐ ܐܡܿܪ . ܝܕܝܥܐ ܨܒܘܬܐ ܕܗܟܢܐ ܗܝ . )                                                       
إن ما إستنتجته مما ورد بأن هناك كتب للعلوم الكلدانية والتي قد تكون بابلية , مصرية أو غيرها كأمريكية او سويدية, وفي أعمق من ذلك يذكر عويدا بأنه قرأ كتب الكلدانية كعلم أو حرفة ولم يقل كتب الكلدانيين كشعب كما يريده البعض أن يكون .                                 
 يشرفني أن أكون عضواً وشماساً أي خادماً, نشطاً ومتمكناً في  ألكنيسة الكلدانية المقدسة ولكن هذا لا يعني بأني   خائن لو أحسست بأني  آثوري أو سرياني أو سورايا ألقومية كما يريد ويدعي به رأس كنيستي قداسته مار عمانوئيل الثالث دلي ـ حيث إعتبر كل كلداني يقول بأنه آثوري أو ألعكس فهو خائن ـ وذلك في المقابلة التي أجراها معه الأستاذ جورج منصور وزير الأقليم في كردستان العراق من على شاشة قناة عشتار الفضائية لدى زيارة غبطته إلى أبرشياته في شمال العراق , لكن أقول بكل أسف بأن غبطته لم يفلح بهذا الخصوص في أن يكون قدوة لتعاليم المسيح ومنفذاً مخلصاً وأميناً لما أراده ويريده مسيحنا ومخلصنا أن نكون واحدا كما هو واحد في الآب . عوض هذا المثل الغير الصادق وهو أدرى مني بذلك, كان  من الأجدر به أن يُخَوّن ألنسبة الكبرى من أبناء رعيته الذين أصبحوا عرباً أو أمريكاناً أو بدون إنتماء وتنكروا لأصولهم العريقة ولغتهم المقدسة لغة سيدنا يسوع المسيح من ان يُخَوّن الأخوة بالدين واللغة والإنتماء والأرض والتأريخ والمصير المشترك . لذا أرجو من أبينا الجليل الكلي الوقار أن يسمي شخصه بما يريد, وكذلك كل أنسان آخر يدعوا نفسه بما يريد, ولو أن الأمر يضر بنا ويفرقنا ويضعفنا في هذا العصر الذي نحن أحوج ما نكون فيه إلى الوحدة والتآخي , وأطلب من قداسته أن يصلي لوحدة شعبنا ـ الكلداني الآشوري السرياني ـ 
ووحدة كنائسنا وأن ينعم الله علينا بأبسط حقوقنا الأنسانية في هذا العالم الملئ بالمآسي والأصطرابات والقتل والذبح وأن يمنح السلام لبلدنا بلد الرافديين  , ألعراق الحبيب....                                       [/b]