المحرر موضوع: الى صديقي المغادر مبكرا !!!! الىالراحل عبد علوان صخي ....  (زيارة 694 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى صديقي المغادر مبكرا !!!!
الىالراحل عبد علوان صخي ....

كنا أفترقنا منذ عقدين بعد اخر لقاء لنا في شارع الحبوبي في الناصرية التي ودعنا فيها الاصدقاء والاحبة ونحن متوجهين للمجهول الارحم علينا من سياط الجلادين وقرفهم ,وحملت لك في قلبي وذاكرتي بصمة سنوات طويلة من الالفة والمحبة ,تنتظم في صفحةالشوق الي من عشت معهم سنوات عمري من الاحبة والاصدقاء في مدينتنا التي لاتنسى, وبعد ضياعنا في الشتات جاءت لحظة اللقاء بك كأنها القائدة لاتجاه فينا لم يفارقنا منذ عقود , في باريس ونحن نستقل الباص الذي ينقلنا الى موقع مهرجان اللومانتيه في العام الماضي,فاجئتني ياصديقي بصوتك الذي لازال طريا في مسمعي وانت تردد ( هذا صوت علي فهد ) وقد كنت في حديث مع صديقنا الجميل عدنان الشاطي القادم من امريكا بعد ان حرضته على اللقاء لنطفئ شوق أستمر أكثر من ثلاثة عقود ,وكان عناقنا قد أدار الرؤوس لركاب الباص القادمين من شتى بقاع الارض .
كنت حريصا أن أردد على مسامع الحاضرين في خيمة العراق خيمة طريق الشعب أن واحدة من أروع فضائل المهرجان لقاؤنا بمن أفترقنا عنهم وبمن نعرفهم بالاسم ولم نلتقيهم ,وكنت في لقاء العام الماضي أحد قلبين مع عدنان الشاطي أناروا في دهاليز القلب ضوءا فارقنا وكنا نحتاجه للتواصل بين صفحات اليوم وظلام الماضي البغيض,
أطلعتني على علتك فضممت أجنحة صدري عليها , لكنني وجدتك فارسا في شقائك ومحنتك ,لقد كنت قنديلا جميلا للبهاء وحضنا واسعا للفرح وهذا ديدنك مذ عرفتك.
تواصلت معك طوال الاشهر الماضية , وكنت أختصر الحديث في الهاتف كي لاأتعبك ياصديقي , لكنني وحقك لم أشفى من شبح ملتصق بي مذ ودعتك .... ذاك شبح فراقك !!!! أه ياصديقي النبيل كم هي موحشة الحياة حين يصطف الغياب أمام ناظري ويكون عنوانه أنت !!!! .
تعال معي أيها المغادر ليعانقك الاحبة في الناصرية عناقا أخيرا كما تعودنا في سنوات الضيم , تعال معي كي يعانقك
أصدقاؤك الاوفياء , تعال ليعانقك عبد جبروأحمد عبد الله وعبد الرضا عناد وحسين الشنون وحسون الشنون ومحمد نوري وكاظم شهد وعبد الحسين عبد الصاحب ونعيم هندي وعبد نافل وهشام المفجوع بابنه وعربي عبد جبر ومحسن خزعل وعلوان الذي سبقك للرفاة وصاحب شناوة وكريم بهلول وكريم ريسان تعال ليعانقك الشهداء حسن مرجان وفيصل ورياض طارش , تعال معي ليعانقك العناق الاخير داوود امين وستار عناد وامير امين وحسين بهاء و سمير أمين وأبو بافل وكل من يعرفوك .
ألان وأنت مسجى في دهليز في أحد مستشفيات الغربة بأنتظار نقلك لقبر بارد في مقبرة في الدنمارك بعيدا عن كل أحبابك كي يوارى عليك تراب لايعرف خصالك وسجاياك يا أبن العراق الحاضنة أرضه لدفء الشمس , سيكون مدفنك الما في قلوبنا بعد أن يغطيك تراب بارد وانت أبن ذاك التراب الذي تدفئه شمس العراق .
وداعا يا أبن العراق
وداعا يا صديقي
علي فهد ياسين