المحرر موضوع: إضاءة وجيه عباس وارتفاع ضغط الدم  (زيارة 662 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حامد الجبوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 385
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
إضاءة
وجيه عباس
وارتفاع ضغط الدم
حامد كعيد الجبوري
         ليس سرا قولي أني من المعجبين  والمتابعين الشغوفين للإعلامي الناجح  والشاعر المبدع وجيه عباس ، وليس سرا اعترافي أن الإعلام أخذ من وجيه عباس الكثير  على حساب شاعريته الجميلة ، وصحيح أنه أستطاع إيصال  ما يريد قولته إعلاميا  للناس أكثر مما يقوله شعرا ، ومن البديهي أن الشعر وبلغة وجيه عباس المفعمة بسبر غياهب  الكلمات الفصحى لا تصل إلا للأذن المثقفة حصرا ، ولذلك كان نجاحه الإعلامي أكبر من نجاحه الشعري ، وبسبب مخاطبته الشارع العراقي بلغتهم القريبة للفصحى ، وهناك ملاحظة بأسلوب حديثه الشيق الـمُُطعَّم أحيانا بأمثال شعبية يحبها ويألفها المستمع ، إضافة لطريقة الطرح التي تنم عن مكامن الصدق الحقيقي والحب للمواطن والوطن على حد سواء ، إضافة لحديثه المسترسل – وكأنه بالع مسجل -  الرصين الذي لا يدع المشاهد إلا أن يُسمّر نظره  صوب التلفاز .
         بعد سقوط صنم الدكتاتورية بأشهر قليلة جمعتني وإياه وآخرون ( الشهيد رحيم المالكي ، صباح الهلالي ، سمير صبيح ، ناظم الحاشي ) في أحدى المهرجانات التي نظمت في إحدى قاعات محافظة بابل ، وبعد أن تكشفت الأمور على حقائقها تمنيت أني لم أحضر لذلك المكان ، وأعتقد أن المبدع وجيه عباس يشاطرني الرأي بما أذهب إليه ، وليس بودي البوح عن ذلك المكان ،  لم أرتبط بعلاقة ما مع وجيه عباس ، وأظن أنه لا يعرفني إلا بالاسم ربما وليومنا هذا ، تابعت وجيه عباس وهو يتنقل ببرنامجه ( تحت نصب الحرية ) من فضائية لأخرى ، وبالمناسبة ليس هو الراغب بالتنقل من هذه الفضائية لتلك ، ولكن حجم الكوارث التي يطلقها برنامجه الفضائي المرئي للملايين ، دعت السادة أصحاب القرار التدخل مباشرة لرفضه – برنامجه - من المكان الذي يعمل به ، لا لحماقة أرتكبها وحاشاه ذلك ، ولا لعدم وطنية يفتقدها ، ولكنه وببساطة متناهية وبالدليل القطعي يفضح المخططات المشبوهة والموبوءة التي (سُرطنت) لنا حديثا وبثت لشارعنا العراقي البسيط الجاهل ، ولأن الوجيه عباس وضع أصبعه على ذلك الجرح المعمق لينكأه ، فلذا ثارت ثائرة السياسيون الجُوف ليعلنوا غضبهم ويصبوه على برنامج ( تحت نصب الحرية ) ، وثقوا تماما لو مُكن هؤلاء الجوف من إلغاء وجيه عباس لفعلوا ، ولكن المحتل المحرر الذي يُسيّر أمورنا سوف يزعل – هكذا أقولها -  عليهم  ويحرمهم من كعكة العراق المنهوبة من سنين طوال ، والحمد لله الذي وجد وجيه عباس ملاذا ليوصل لجمهوره ما يريد ، وأن انقلبت عليه هذه الفضائية لسبب ما  فبين يديه مئات الفضائيات التي تتمنى أن يحرر ويبث برنامجه منها ، وبسعر أكبر وإغراءات يحلم بها الكثير غير الوجيه عباس .
        بعد كل هذا لابد من القول لوجيه عباس ، أنا من المرضى – وما أكثرهم – الذين يتابعون الأخبار وبخاصة العراقية منها ، أورثتني جدتي الشيوعية هذا المرض ، وهي وحين وعيت عليها بخمسينات القرن الماضي  متابعة جادة لأخبار العراق ، الى أن توفيت رحمها الله عام 1975 م ، تنام وقريب من رأسها المذياع وتعرف أوقات البرامج الإذاعية كل حسب وقته ، ولها يوم الثلاثاء طقسا خاصا إذ تستمع لإذاعة إسرائيل بعد الثامنة مساء لبرنامج ( أبن الرافدين ) ، يعده ويقدمه أحد اليهود العراقيون المهاجرون ، وكما قلت أورثتُ هذا المرض الذي أصبنا به وهو متابعة الأخبار ، كنا أبان الشوفينية نستمع لصوت أمريكا ، ومونتكارلو ، ولندن ، وإذاعة العراق الحر ، وإذاعة جمورية إيران الإسلامية وبخاصة فترة الحرب الظالمة ، كل هذه الإذاعات نستمع لها مساءا وليلا ، أما الآن ودخول هذا الكم  غير المعرف من الفضائيات وغير المعرف إيضا  من الولائات  ولمن ، وكل هذه الفضائيات أتابعها ليلا ، إلا أن طلع علينا السيد وجيه عباس ببرنامجه الشيق  ليقدمه لنا فطورا غير شهي بالنسبة لي على أقل تقدير ، فأن أستيقضت  من النوم والتيار الكهربائي موجود فخير على خير ، وأن لا فسأضطر لتشغيل ما يسمى (العاكسة) لتعكس لي ( البلاوي )الحكومية البرلمانية العراقية التي يتحدث بها وجيه عباس ، تزوير وسطو وحرمنة وسرقة ، وهجوم منظم بوضح النهار على المصارف والممتلكات العراقية ، وذبح وتهجير وتفخيخ وتمثيل بالجثث ، ومثلتنا حلال ، وحكومات عربية وغير عربية تتدخل بالشأن العراقي ، ونواب يقتلون ويهربون ، ونواب يقتلون ولا يهربون لأنهم أمنوا أن لا عقاب فمم يهربون ، وضباط برتب عالية تسهل عملية هروب القتلة بحفنة من الدولارات .
        فيا سيدي الفاضل وجيه عباس ، تصور أن رجلا مثلي ينهض من نومه وهو مهزوم  جنسيا ، ولم يستطع أن يرفع الرأس العربي عاليا مع زوجه ليلة أمس ، ومصاب بداء ارتفاع ضغط الدم ثانيا ، ومحب للعراق وأهله ثالثا ورابعا ، ماذا ستفعل به الحقائق التي توردها ببرنامجك هذا ، أنا أدعوك أن تلغي برنامجك عن بثه رحمة لمحبي وطنهم ممن هم على شاكلتي ، ولا أدعو الساسة لأن في آذانهم من أن يسلكوا طريق الوطن فلربما ليسوا  أبناء لهذا الوطن الجريح بأفعالهم  .