المحرر موضوع: لان القمة عربية .... فالرؤساء لايبتسمون !!!!  (زيارة 793 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

لان القمة عربية .... فالرؤساء لايبتسمون !!!!
القمة العربية الاستثنائية في سرت .... ملاحظة ثانية

لايكاد يمر يوم دون أن تطالعنا قنوات الاعلام بشتى صنوفها أخبارا عن مؤتمرات ولقاءات وزيارات للساسة والناشطين في شتى مناحي الحياة وفي جميع القارات وعلى كافة المستويات من رؤساء دول وحكومات الى وزراء وخبراء وأكاديميين وأختصاصيين في كافة صنوف المعرفة وعلى أمتداد قارات الارض وعلى مدار العام , وبالطبع هناك الكثير من هذه الانشطة تعقد في الدول العربية سواء كانت محلية أو على أعلى المستويات كلقاءات الرؤساءوالساسة العرب في برامجهم اليومية المعتادة أو لقاءاتهم خارج بلدانهم وفي المؤتمرات العربية والدولية .
في جميع هذه الانشطة التي نشاهدها على القنوات الفضائية يطالعنا المشاركون بابتساماتهم التي قد تكون نسبة كبيرة منها مصنوعة أو مجاملة لوسائل الاعلام , لكنها بالتاكيد تضفي ارتياحا للمتلقي وهو يطالع المضمون الذي يحمله الخبر , لذلك نجد ان رؤساء الدول والسياسيون الكبار يحرصون دائما على الظهور بابتسامات عريضة في لقاءاتهم امام الكامرات التلفزيونية حرصا منهم على دعم وتسويق برامجهم السياسية وكانهم الواثقون من نجاحها والمبتهجون لنتائجها.
لقد اجتهدت طواقم وكالات الانباء العربية والعالمية في تقاريرها المصورة وبذلت جهودا كبيرة من أجل ان ترصد مضامين الحوارات والقرارات على وجوه رؤساء الوفود المشاركة في القمة وقد نجحت في ذلك وبسهولة لم تكن تتوقعها , فعلى مدى الساعات الطويلة لجلسات المؤتمر كانت كل الانفعالات واضحة على وجوه الرؤساء ماعدا الابتسام الذي كان يترك خارج المؤتمر والذي توحدت الوفود فيه كانها وفدا واحدا يقيم مأتما للعزاء على أرواح كل أمنيات الشعوب العربية التي بات تحقيقها ضربا من الخيال تحت ألوية هذه القيادات التي تطالعك وجوهها وكأنها حاضرة قسرا الى المؤتمر .
هؤلاء المجتمعون في سرت تستطيع أن تشاهدهم في لقاءاتهم مع غير العرب, سواء كانوا رؤساء أو على مستويات أدنى من المسؤولية ,وهم يوزعون الابتسامات شرقا وغربا وفي بعض الاحيان ببلاهة لايحسدون عليها لكنهم في مؤتمراتهم العربية يتطلعون لبعضهم وكأنهم أعداء , وزيادة على ذلك تستطيع أن تقرء ردود أفعالهم على خطب وكلمات بعضهم مرسومة بوضوح على ملامحهم وهم يديرون النظر لبعضهم ويضعون أيديهم على خدهم في لقطات تكررت وكأنها تشير الى أن هؤلاء لاحول لهم ولاقوة لان الهم الرئيسي لهم هو البقاء على الكراسي وكل مايأتي دون ذلك للجحيم .
أخر لقطات المؤتمر كانت غريبة أيضا عندما أعلن الرئيس الليبي انتهاء أعمال المؤتمر وطلب من الوفود التوجه الى قاعة الغداء الذي أشار الى أن الدخول اليها هو من الباب الغربي !! في مفارقة لاأعتقد أنها مقصودة لكنها جاءت ذات دلالة واضحة حيث أن مفاتيح خزائن ملوك المال العرب هي في البنوك الغربية التي أدت الهزة الاقتصادية الاخيرة الى خسارتهم ترليون ونصف دولار كانت كافية للقضاء على الجوع في العالم العربي والارتقاء بالتنمية الى مستويات لائقة بكرامة الانسان .
لقد تنفس الجميع الصعداء حين أعلن القذافي نهاية أعمال المؤتمر وانفتحت الاسارير وأصبح من حق الرؤساء أن يبتسموا فقد إنتهت القمة العربية .
علي فهد ياسين




--