المجلس الشعبي وحقل القومية في استمارة الإحصاء القادم ( كلام غريب وفعل عجيب )

[سيزار ميخا هرمز]

المجلس الشعبي وحقل القومية في استمارة الإحصاء القادم ( كلام غريب وفعل عجيب )

الإحصاء المزمع أقامته لعموم العراق في الداخل بالإضافة إلى الخارج فيما بعد ( أن لم أكن مخطئاً ) تم تأجيله لغاية يوم 05- 12 – 2010 على خلفية التشنجات والمخاوف التي أبدتها بعض القوى السياسية من اجراءه بالإضافة إلى القوى العربية والتركمانية في كركوك جنباً إلى جنب مع بقية المناطق المعروفة بالمتنازع عليها , و يأتي  قرار التأجيل لإعطاء الوقت لتسوية جميع الملاحظات والإشكالات مع حكومة الإقليم والحكومات المحلية والمكونات الاجتماعية. وخاصة بعد التلويح الأخير الذي جاء على لسان وزير التخطيط العراقي السيد علي بابان  بان نية الوزارة تتجه إلى إلغاء سؤال حقل القومية من استمارة الإحصاء القادم وهذا التصريح الشخصي يبدو أنه جاء بنية مزدوجة أولها من أجل العبور إلى بر الأمان وإقامة الإحصاء الذي تبنى عليه جميع الخطط المستقبلية التي من شانها التقدم والتطور وإنعاش المستوى الاقتصادي بالإضافة إلى الدراسات الأخرى وإيجاد قاعدة بيانات واضحة المعالم يُـعتمد عليها في كل الممارسات والاستحقاقات القادمة , أما النية الثانية جاءت بهدف سياسي كبالون اختبار يجعل من هذه المسالة باب للمساومة مع الورقة الكردية ببنودها ال 19 وخاصة إذا عرفنا أن الإخوة الكرد رفضوا إلغاء حقل القومية وجاءت ردة فعلهم تصاعدية على لسان كافة قيادي الكتل الكردستانية إلى أن وصل لدرجة التهديد بالمقاطعة عن المشاركة في الإحصاء لعموم إقليم كردستان إذا تم رفع سؤال حقل القومية !! وهو حق لما طال القومية الكردية في الحقبة الماضية !!
الأمر الذي يتطابق مع توجه القوى الكلدانية وحقها لما طال القومية الكلدانية من تهميش وإقصاء ومحاولات عديدة للالتفاف عليها تحت ذرائع وحجج واهية , فابتدءا بالحزب الديمقراطي الكلداني و ندواته المتعددة وتنسيقه مع المجلس القومي الكلداني لإقامة ندوة مشتركة في عنكاوا حسب تصريح السيد ابلحد افرام و مروراً بتصريح المجلس القومي الكلداني لوكالة السومرية نيوز ( المجلس القومي الكلداني يهدد بعدم السكوت على إلغاء حقل القومية من استمارة التعداد ) الرابط أدناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,450473.msg4874736.html#msg4874736
في حين طـَبق صمت القبور على حزب المجلس الشعبي الحليف المقرب والمدعوم من قبل الكتل الكردستانية ويبدو أن سكوته هو علامة رضا من إلغاء حقل القومية !! وهو يناقض نفسه من جهة تحالفه مع القوى الكردستانية وتوجهاتها وتشجنها مع إلغاء حقل القومية  لأنه طبق عليه صمت القبور ولم يحرك ساكناً , ومن جهة أخرى ما جاء بتاريخ 04 – 10 – 2010  ولوكالة اكانيوز على لسان السيد سعد طانيوس القيادي عن قائمة عشتار لحزب المجلس الشعبي تحت عنوان   " انه لا مشكلة للمسيحيين بشأن حقل القومية في استمارة الإحصاء "
 للإطلاع الرابط أدناه
http://ishtartv.com/viewarticle,31569.html
من جملة ما جاء بتصريحه ما يأتي وقال إن "إي مواطن يعتقد انه سرياني يكتب سرياني ونفس الشيء بالنسبة للكلداني او الأشوري، وان أية كلمة تصب في خانة التسمية الموحدة كلداني سرياني آشوري، لأننا نؤمن إننا شعب واحد بهذه المسميات". ( انتهى الاقتباس )
وهذه عبارة موجودة بين علامتي اقتباس أي أنها منقولة نصاً فلو صدقنا السيد سعد طانيوس فيما يقول وهي حقيقة لا غبار عليها ; فلماذا لعب حزب المجلس الشعبي دوراً كبيراً في تغير حقل القومية من مسودة دستور إقليم كوردستان بصيغتها المقترحة التي كانت بصيغة كلدان وسريان وأشوريين وأرمن ان كانت كل التسميات تصب في خانة واحدة وهي أننا شعب واحد بمكونات متعددة !! إلى حد أن يقوم  مؤسس حزب المجلس الشعبي السيد سركيس اغاجان بتقديم استقالته لحكومة إقليم كردستان أن لم يكن صيغتها حسب مزاجه ومزاج حزبه !!  ولكي تأتي هذه الصيغة التي أدرجها حزب المجلس الشعبي غير متطابقة مع دستور العراق الاتحادي الدائم !! وللأسف أيضا أن حزب المجلس الشعبي عندما يتم سؤاله عن الديانة المسيحية يتكلم فقط عن المكونات ذات الروابط التاريخية المشتركة وهي الكلدان والسريان والاثوريين في حين أن المسيحيين في العراق يوجد بينهم أرمن أيضا !! فالسؤال الأصلي للوكالة إذا كان هناك مشكلة للمسيحيين حول حقل القومية في استمارة الإحصاء القادم ؟؟  وهو يؤكد عن النظرة الضيقة التي يملكها حزب المجلس الشعبي عن الديانة المسيحية في العراق !!
وفقرة أخيرة يقول  ( وبخصوص إمكانية أن يسجل بعض المسيحيين قوميتهم عربا أو كردا، أفاد طانيوس "لا اعتقد انه هناك من سيكتب قوميته كرديا من المسيحيين، لانه لم يكن هناك عمليات تكريد لمناطقنا ليس في هذه المرحلة ولا في المراحل السابقة"، مرجحا في الوقت نفسه وجود "بعض المسيحيين ممن يعتقدون أنهم عرب، ومن المحتمل ان يكتبوا عربا في حقل القومية، لان النظام السابق كان قد قام بمحاولة تعريب مناطقنا وكان هناك ضغوط لتعريب القوميات وليس لتكريدها". ) ( انتهى الاقتباس )
أن كان ما تفضلتم به صحيحاً لماذا لم تتحركوا من اجل التوعية في تلك المناطق التي تعتقدون أن المسيحيين سيكتبون عرباً أليس من واجبكم توعيتهم وخاصة أن برنامجكم الانتخابي يدعوا للدفاع عن حقوقنا القومية والمطالبة بها ؟؟ وهنا أود أن أؤكد أن هناك أيضا من أبناء شعبنا ممن يعتقدون أنهم أكراد وهم كثيرين وخاصة أننا نلتقي معهم ويؤمنون أنهم كرد نتيجة السنوات الطويلة من العيش المشترك حتى باتت الكردية حسب قولهم لغتهم الأم !! وهو دور أخر يقع على عاتق المجلس الشعبي في تناقضاته !!
والأمر الأخير في كلام وفعل المجلس الشعبي حول حقل القومية في استمارة الإحصاء القادم هذا الخبر   ( ندوة عن الإحصاء السكاني لمحلية قره قوش للحزب الديمقراطي الكردستاني في بغديدا )
للإطلاع الرابط أدناه
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,451862.0.html
"  أقامت لجنة محلية قره قوش للحزب الديمقراطي الكردستاني، عصر الأحد 24 تشرين الأول في قاعة لجنة المحلية ببغديدا، ندوة خاصة لمناقشة القضايا المتعلّقة بالتعداد والإحصاء السكاني وبعض النقاط التي تخصّ قضاء الحمدانية ومحافظة نينوى.
 أدار الندوة مناف محمد حسن مسؤول لجنة محلية قره قوش للديمقراطي الكردستاني وشارك فيها وليد آدم مسؤول لجنة محلية برطلة للحزب وعبدالله كوران مسؤول لجنة محلية الخازر.
في بداية الندوة تحدّث مناف محمد حسن عن أهمية التعداد العام للسكان في العراق، وضرورة التركيز على الحقل الخاص بالقومية وبالأخص بالنسبة لشعبنا وضرورة تثبيت تسميته القومية كلداني اشوري سرياني كي يستطيع الحصول على كامل حقوقه القومية في الدستور بما فيها الحكم الذاتي، مستعرضا بإسهاب تاريخ العراق.
وأشار وليد آدم إلى ضرورة تثبيت التسمية القومية الحقيقة لأبناء شعبنا مهما كان إنتمائه الحزبي.
وأكّد عبدالله كوران بأن أبناء شعبنا هم من أبناء العراق الأصلاء وهم بناة الحضارة فيه وعليهم تثبيت قوميتهم.
بعدها فتح باب الحوار والمناقشات التي أغنت الندوة.
حضر الندوة سعد طانيوس عضو مجلس محافظة نينوى وممثّلين عن الاتحاد الوطني الكردستاني واتحاد بيث نهرين الوطني وحركة تجمّع السريان المستقل وممثّلين عن مجلس أعيان قره قوش- بغديدا وعدد من المؤسسات والمنظمات في بغديدا " ( انتهى اقتباس الخبر )
هل سلمَ المجلس الشعبي أمره على الإطلاق بيد الحزب الديمقراطي الكردستاني لكي يجتمع ويقيم ندوات لأبناء شعبنا في مناطق تواجدنا التاريخية !! لكي يركز على حقل القومية في استمارة الإحصاء  بينما السيد سعد طانيوس وبقية أعضاء و قياديي المجلس الشعبي يكتفون بالجلوس في الصفوف الأمامية !! هل من واجب حزب الديمقراطي الكردستاني المطالبة بالحكم الذاتي لأبناء شعبنا لكي يوعيهم به !!
من يقع عليه حمل وعبء أقامة الندوات الحزب الديمقراطي الكردستاني أم حزب المجلس الشعبي أم أن الأخير فرع من الأصل وجزء لا يتجزأ عن الأول ؟؟؟
أن الإحصاء القادم وحقل القومية يخضع للقانون  والدستور العراقي الاتحادي وان المادة أو الفقرة 125 منه تشير بشكل واضح وصريح، إلى أن الشعب العراقي يتكون من العرب والكرد والتركمان والكلدان والآشوريين وسائر المكونات الأخرى"، وأن "إلغاء خانة القومية يعد تهميشاً وإقصاءً لدور المكونات الصغيرة، فضلاً عن كونه غير قانوني ولا دستوري... وهذا ما يوضحه الخبير القانوني طارق حرب حيث يقول " أن البيانات التي يجب أن تتضمنها استمارة التعداد السكاني حددها قانون الإحصاء السكان والمساكن المرقم (40) لسنة 2008، والمتعلق من النواحي الاجتماعية، الاقتصادية، التعليمية، الثقافية، التربوية والصحية، وايضا من مسميات التعداد الدين والعمر والقومية، وكذلك لا يتعارض مع القانون المذكور عند وضع حقل الطائفة، مبينا أن حقل القومية مكون أساسي من مفردات استمارة التعداد السكان، ولا توجد أية ضرر من ذكر القومية في استمارة التعداد، وان مجلس الوزراء الاتحادي الجهة الوحيدة المسؤولة عن اضافة او حذف وتعديل " ( انتهى الاقتباس )
وان إدراج أي تسمية أخرى كالأتي يشير ويركز عليها لأبناء شعبنا السيد مناف محمد حسن مسؤول محلية قره قوش  لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني لا تنطبق مع دستور العراق الدائم والفقرة 125 أي أنها ستهمل لأنها غير دستورية  وغير قانونية ألا إذا كان يعتبر ان قره قوش جزء من اقليم كوردستان وينطبق عليها دستور الاقليم فيجب تسجيل حقل القومية بما يتلائم معها !!  وان كان هناك لعبة جديدة من قبل الحزب الأشوري المتمثل بالمجلس الشعبي فلينظر إلى دروس الماضي والممارسات الدكتاتورية التي كانت تمارس علينا من أدراج القومية العربية تحت التهديد والمخاوف والمخاطر التي طالت إبائنا من تسجيل اية قومية لا تنطبق مع التوجهات السياسية الشوفينة  !! فالدكتاتورية  اليوم تأتي بتوجه جديد ينهجه الحزب الاشوري مع حلفائه بإجبارنا بادراج قومية لا تمت لنا بأية صلة وان عمرها لا يتجاوز الخمسة سنين والتي جاء استحداثها من اجل توجهات سياسية لا أكثر !!
هل أن زمن الدكتاتورية قد ولى ؟؟ وجاء زمن الوصاية ولوي الذراع وكسر العظام !! واللبيب تكفيه الإشارة !!

سيزار ميخا هرمز – ستوكهولم
cesarhermez@yahoo.com