المحرر موضوع: قاتلــــتي  (زيارة 788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Haitham Sheba

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 16
    • مشاهدة الملف الشخصي
قاتلــــتي
« في: 16:41 13/11/2010 »



قَاتِلَــــتِي


هيثم شيبا


زَرَّعتِ ألْحُبَّ في مُدُونِي
أَنْبَتِّ مَشَاعِرً عَكَسَتِ خَارِطَتِي
سَيْطَرْتِي عَلَى كُلِّ أَفْكَارِي
مَلَكْتِي رُوْحِيَة وَجَسَدِي
وَبِجَمَالُكِ صَنَعْتِ أَجْمَلَّ أَحْلاَمِي
وبِأَكَاذِيِبَكِ بَنْيِتِي أَوْهَامِي
وَأَوْهَمْتِنِي بَأَنَّ حُبَكِ وَارِدَاتِي
وَسَبَيْتِنِي إِلَى أَحْلاَمِي
أَحْلاماً زَلْزَلَتْ عَالَمِي
وأوَقَعْتني فِي شِبَاكَ وَوَهْمِي
أَدْخَلْتِ الجَنُونَ فِي عَالَمِي  
وَأَوْهَمْتِنِي أَنَّ جَمَالُكِ هُوَ جَنَّتِي
وَمَشاعِرَكِ وَإِحْسَاسَكِ مُنْجَزَاتِي
وَحَنَانَكِ مِن أَعْمَالِي
أَوْهَمْتِنِي بِأَنَّكِ مُنْجِزَةَ ثَوْرَاتِي
جَاهِلاً بِكَوْنِي قِيثَارَةً لِعَازَّفِي
بِصَوُتَ لَحْنِي وَيلْمَحُوْنَ عَزِفِي
زَرَّعْتِ الْحُبَّ فِي مُدُنِي
وَجُذَّرَ فِي دَاخِلِي هَمُوْمِي
فَبَذَّرَ حُزْناً قَهَّرَنِي
وَأَنْبَتَ مَصَائِبً فَأَهَلَكَتْنِي
وَحَاصِدَاتِي قَهَّرِي وَأَلَّمِي
نَقَشْتُ صَوْرَتَكِ فِي عَيْنِي
ظَلَّلْتِ رُؤَايَّ وَكَفْفَّتِنِي
تَوَقَّعْتُ أَنَّكِ أَلْحَانَ بِمَسَّامِعِي
فَكُنْتِ سَبَبَ صَمَمِي
أَدَمْتُ عَطُرَكِ فِي أَنْفَاسِي
وَأَصْبَحَ نَفَسُي مَوْتِي
بَنَيِتُ فِيْكِ أَحْلاَمِي
وَجَعَلْتَكِ كُلَّ أَوْهَامِي
فَقَتلْتِي أَوْهَامِي وَأَحْلاَمِي
وَهَدَمْتِي أَمَانِي وَتَأَمُّلاَتِي
وَدَفَّنْتِ اَلأحْزَانُ فِي حَيَّاتِي.
أَحْبَبتُكِ وَالْكهْلُ أَسَّرَنِي
أَحْبَبَّتُكِ فَدخَلَ الْحُزْنُ بِمَدُنِي
أزِلتِ الحياةُ مِنْ وَطَنِي
اسْتَوُلَ الظَّلامُ على أَحْدَاقِي
ألْكَفَافُ اَحْتَلَّنِي وَقَتَلَنِي
وَقَتلَّتِي كُلَّ جَمِيلاً بِدَاخِلِي
وَأَصْبَحّتُ سَبِيًّ لِدَمّعَتِي
وَأَنَا هُوَ هَذَا الَّذِي
لَمْ تَدْمَعَ مِنْ قَبْلٍ عَيْنِي
فَدِمَاءٍ مَكَانَ الْدَمعِي
تِقَاطَّرَتْ أَعْيُنِي
لَمْ تَقْبَلِي بِفَرَّحَةً تَأَسِرُنِي
أَوْ جَمَلاً يُضِئَنِي
ضَحْكِتِي قَلَبْتِهَا لِوَيْلاَتِي
وَغِيَّرْتِي كَلاَمِي مِنْ أَغَانِي
 إِلَى نَحِيبِي وَأَهَاتِي
زَرَعْتَكِ فِي كُلَّ أَحْلاَمِي
فَنَبَتِّي شَوْكً فِي حِيَّاتِي
أَلْهَبْتُكِ نَارَاً لِتَدْفّئِينِي
فَحْرَّقتِنِي حَتَى أَفْحَمْتِنِي  
أَحْبَبْتُكِ كَرُوحً لِجَسَدِي
وَأَنْتِ أَحْبَبْتِ قَتْلِي
حَسَّبْتُكِ الْفَرْحَةَ فِي عَالَمِي
وَأَنْتِ كُنْتِ مَسَارَا قَهَّرِي
اَتَّرُكِينِي وَارْحَلِي مِنْ مُدُنِي
اَسّحَبِي اَحْتِلاَلَكِ مِنْ قَلْبِي
اَسّحَبِي سَيُوْفَكِ مِنْ صَدّرِي
فَنَشَّفَتْ جَسَدِي مِنْ دِمَائِي
اسحبيها وأتركِ جثْمَانِي
أَتُّرُكِ لِلْحُزْنُ حَيَاتِي
أَبْتَعِدِ عَنْ شَوَاطِئَ أَحْلاَمِي
مِنْ سوَاحِلَكِ انْفِينِي
فِي بِحَارَكِ لَمْ أُبْحِرَ سُفُنِي
أَمُوَاجُ كِذْبَكِ حَطَّمَتْنِي
حَطَّمَتْ سُفُنَ أَحْلاَمِي
وَغَرَقَتْ أَحْلاَمِي فِي بُؤسِي
اهْجُرِي بِقَوَافْلَكِ مِنْ مدُنِي
ارْفَعِي رَايَةَ جَمَالَكِ بَعِّيدةً عَنِّي
أَعْلِيهَا ورَفْرَفِيهَا بِبَصَرَ غِيْرِي
لاَ تَتْرُكِ شَيْءً فِيْكِ يَذَكرُنِي
حُبَكِ مَوَّرَدَ همُوْمِي .
أَصَبّتِنِي بِسِهَامَ حُبِاً تُفْتِينِي
فَفَتنْتُ وَنِهَايَتِي كَانَتْ فَتْنَتِي
سِهَامَ كَذبَكِ كَانَتْ لِنَفْيِ
فَتنَكِ كَان سَمُومَاً تَنْحُرَنِي
وَسَارَتْ الْسَمُوْمُ بِعَالَمِي
لَمْ تَقْتُلَنِي فَذَلْلَتْنِي
أَنْتِ قَهّرْتِ عُمْرَتِي
وَمَوْتٍ فِي كُلَّ لَحْظَةٍ أَذَقْتِنِي
اَصْطَدتِنِي وَلَمْ يَكُنْ صَيِدَكِ مُغْرِي
وَسْطَ حَرُّ وَقَحْطَ الْبُوَادِي تَرَّكْتِنِي
قَتَلَ الْحَرُّ وَالْعَطَشُ قَوَافلِي
قَتَلْتِي كُلَّ أَحْلاَمِي
وَمَاتَتّ أَمَانِي وآمَالِي
تَاهَتْ فَرْحَاتِ وَتَأَمُّلاَتِي
فَتِهْتُ فِي صَحْرَاءَ هُمُومِي
جَمَالَ الْحَيَاةُ مَنِّي سَرَقْتِي
وَتَرَكتِ الْبُؤسَ آسِرِي
وَحَنَّانُكِ آهاتٍ سَقَى دُنْيَتِي
إِلَيْكِ شَرَّعْتُ حَيَاتِي
فَلَمْ تَقْبَلِي بِأَحْلاَمِي
فَوْقَ أَزْهَاري حَيَّاتِي رَقَصْتِي
لَمْ تَتَأَسَّفِ لِجَرْحِي
تَمَنِّيَاتِي النَار آوَيَتْنِي
وَلاَ فِي جَنَّتَكِ أَدْخَلْتِنِي
وَجَرَاحَي تَنْزِفُ وَتَنْهِينِي
وَتَنْهِي كَذْبَكِ وَعَذَاْبَاتِي
فكُنْتُ نَسْمَةَ بؤسٍ ضَرَبَتنِي
وَنْعَمَتِي حُضْنَ غَيِّرِي
مِنْ أَوَّلَ كَأَسٍ أَسْكَرْتِنِي
مِنْ أَوَّلَ حُبّاً أَعْجَزْتِنِي
أَنْتِ دَاءِي وَقَهَّرِي وَدَمْعَتِي
أَنْتِ مَوْتِي وَجَنَازَتِي
أَنْتِ الْتَهْلِكَةَ ضَرَّبْتِ مُدُنِي
وَقَتْلَ كُلَّ جَمِيلٌ يَبّهِجُنِي
مَاتَتْ بَرَّاءَاتِي وَسُّرِقَا شَبَابِي
شَاخَتْ وَانْتَهَتْ فَرْحَتِي
وَكَبَرَتْ خَيْبَتِي وَزَادَة مُعَانَاتِي
أَتّرْكِ سُفُنِي وَارْحَلِي
أَتْرُكِ سَفُنِي تَغّرَقُ وَتَغْرِقُنِي
لاَ أَرِيدُ مَجَادِيْفَكِ تَنْقِذُنِي
أَغْرَقُ فِي بِحَارَا حُزْنِي
وَأَغُوصَ فِي قَهَّرِي
أَرْحَمَ مِنْ كُلَّ يَوماً هْلاَكِي
اَتّرْكِينِي وَاَبّتَعِدِي وَارْحَلِي
لاَ تَزْورِنِي فِي أَحْلاَمِي
أَخْرُجِ مِنْ عَقْلِي وَفَكْرِي
أَنْتِ سَبَبَ أَلَمِي
بِحَارَ اليَّأَسُ أَسْقِيتنِي
وَبَغَلْتِي بِقَطْرَةَ حَنَان تَنْهِلَنِي
سَخَائِي حُبِّي وَعَطَائَكِ دَمْعَتِي
جِزْيَةَ حُبِّي عَذَابَاتِي
مَنْ جَعّلْتُهَا يَنْبُوعَ فَرْحَتِي
هَيَّ بِحَارَ ألَمِي
مَنْ جَعّلْتُهَا كُلَّ سُبُلَ أَمَالِي
هَيَّ الْتِي أَهَّلَكَتْ أَحْلاَمِي
وَذُلاًّ سَقَتْ طَيْفِي.
أَنْتِ كُنْتِ فَرْحَتِي
أَنْتِ كُنْتِ وَتَمَنِّيَاتِي وَآمَالِي
أَنْتِ كُنْتِ بِدَايَةَ تَارِيْخِي
وَأَنْتِ خَتَّمْتِ تَارِيخِي بِقَتّلِي
أَتِيْتُكِ طَالِباً تَحْقِيْقَ أَحْلاَمِي
وَترَكتُكِ وَالْحَزّنُ يَهْلِكُنِي
أَتِيْتُكِ طَالِبَاً إِحْيَائِي
قَتَلْتِنِي وَسَرَقْتِي كَفَنِي
وَفِي الْعَرْاءُ تَرَّكْتِنِي
زَرَعْتَكِ كَوَرْدَةً لِتَجْمَلِّي أَيَّامِي
وَتُعَطِّرِي كُلَّ حَيَّاتِي
فَنَبَتِّي شَوْكَاً وَقَبَّحْتِ أَيَّامِي
وَثُمَّ جرَّحْتِ وَخَنَقْتِ حَيَّاتِي
أَحْبَبْتُكِ مِنْ كُلِّ فِكْرِي
وَلَمْ أَعْلِمُ أَنَّ حُبَّكِ لَعْنَتِي
أَحْبَبْتُكِ وَتَخَيَّلْتُكِ بَهْجَتِي
وَلَمْ أَعّلَمْ بِأَنَّكِ لَعْنَتِي
وَلَمْ أَعْلَمَ بِأَنَّ حُبَّكِ جَنَازَتِي
اتَّخَذْتُكِ أَجّمَلَ أَحْلاَمِي
اتَّخَذْتُكِ نُورَاً لعَيْنِي
وَتَرَّكْتُ لَكِي مِفْتَاحَ قَلْبِي
فَسَرَقتِي مِنِي فَرَّحَتِي
وَحَرَّقْتِي كُلَّ أَحْلاَمِي
لَمْ يَكْفِيِكِ حَرْقُ أَحْلاَمِي
أَحْبَبْتِ قَتّلِي وَإِنْهَائِي
سَرَقْتِي الَجَمَالُ مِنْ حَيَاتِي
وَمَنَّحْتنِي بُؤساً لِيَّنْهِينِي
اتَّخَذْتُكِ طَرُقَ سَرُورِي
 وَقُدَتِنِي إِلَى أَوْجَاعِي
اتَّخَذْتُكِ سُفُنَ ابْتِسَامَتِي
فِي وَسَطْ الْدَمُّعُ أَغّرَقْتِنِي
وَلَمْ تَسْقِ عَطْشِي
جَفَافَاً أَيْبَسَ بَسَاتِينِي
 وَقحْطُهُ قَتَلاَ أَحْلاَمِي
مِنْ كُلَّ الأشْجَارُ الَّتِي بِجَنَّتِي
كَانَتْ شَجَرَّةَ خَطِيئَةَ اخْتِيَارِي
وَأَكَّلْتُ مِنْ ثِمَارَ خَطِيئَتِي
وَطَردَتُ مِنْ فَرْحَتِي
وَلَمْ تَزَّهَرَ حَدَائِقَ حُبِّي
مَاتَتْ كُلَّ أَحْلاَمِي
أَنَا حَرِثْتُ وَزَرِعْتُ بَسَاتِيْنِي
أَنَا سَقَّيْتُ وَالْغَرِيْبُ مَلَكاَ ثِمَارِي
أَسْقِي الْمَاءَ وَيَقْتِلُنِي عَطَشِي
اَسْتِحَالَتِي سَيْفِي يقتُلَنِي
وأَذلْلَنِي وَقهَّرَنِي حَبِّي
جَرَحَّنِي وآلَّمَني وَهَدَمَنِي
وَبُؤَساً جَعَلَ عِيشَتِي
وَمَلَئَ الْحُزْنَ مَلْكُوتِي
وَحَطَّمَا الْقَهْرُ فُؤَادِي
وَقَتَلَ الْدَمْعُ نَضَرِي
وَأنْهَى حُبِّي سرُورِي
وَشَلْلَ لِسَانِي مِنْ عِتَبَاتِي
وَلَمْ تَبَالِي لكَلاَمِي
أَنْتِ سَبَبَ مَأْسَاتِي
أَدّخِلِي سِيُّوْفَكِ فِي صَدّرِي
اُغْرُزِي خَنْجَرَكِ فِي قَلْبِي
وَأوْقَفِي هَمِّي وإِذْلاَلِي
اغْتَالِينِي وَأَنْهِي عَذَابَاتِي
اغْتَالِينِي وَأَرِيْحِينِي فِي تَابُوْتِي
أَمِيتِي وَأَكْمِلِي مَسِيرَةَ هْلاَكِي
فَلاَ سُبَاتَا لِي
 وأَنْتِ كَابُوسَ حَيَّاتِي
اغْتَالِينِي وَأَنْهِي عَذَابَاتِي
أَنْتِ تَبّرَعِينَا فِي اغْتِيَالِي
اَنْفِي رُوحِي مِنْ جَسَدِي
وَأَوْقِفِي مَأَسَاةَ حُبِّي
عَيْشُ الْذِلُّ لاَ تَنْفَعُنِي
أَنْتِ خطَأَ حَيَّاتِي
أَنْتِ هِيَّ كُلَّ مَذَلاَّتِي
أَنْتِ بِحَارَ الْحُزْنُ بِدَاخِلِي
لِمَاذَا تَرْحَلِيْنَ يَا قَتِلَتِي
أَنّا أُخَاطِبَكِ لاَ تَرْحَلِي
لَمْ تَتَحَمَّلِين سَمَاعَا أَهَاتِي
ضَمِيْرَكِ زَلْزَلَهُ كَلاَمِي
آذْ رَحَلْتِي لَمْ تَنْتَهِي حكَايَتِي
وَلَمْ تَمُوْتَ مُعَانَاتِي
وَلَمْ أَتَّوَقَّفُ عَنْ عِتَّبَاتِي
تَرْحَلُ وَتَتّرُكِنِي قَاتِلَتِي
لَمْ تتَحَمَلُ ظُلْمَهَا وَمُعَانَاتِي
فَكِيفَ أَنَا أَتَّحَمَلُ عَذَابَاتِي
وَكُلَّ يَوْماٍ قَتْلِي وَمَوْتِي
هِيَّ الْكَوابُيسَ فِي حَيَّاتِي
حَلِمْتُ بِفَرْحَتِي تَنْعِشُنِي
 وَحُزْنِي كَانَ نَعْشِي
أَنَا زَرَّعْتُ الْفَرَّحَةَ فِي دُنْيَتِي
 وَالْحَزْنُ كَانَ حَصَادِي
أَحْبَبْتُ الْحَيَّاةَ تُخَلِّدُنِي
 الْمَوْتُ كَانَ خَلُودِي
أَحبَبتُهَا وهيَّ أَحَّبَّتْ قَهْرِي
أَحْبَبّتُهَا وَهيَّ قَتَلَتنِي
تَرَكُتّنِي كَطَّيِرُ مَقْصُوْصَ جِنَاحِي
وَسْطَ الصَحّرَاءُ تَرَّكَتّ قَوَّافْلِي
وَسْطُ الذِئَابُ تَرَّكَتّ أَغْنَامِي
تَرَّكَتّهَا لِذِئَابُ تَحْرِسُهَا لِي
مَاتَ حُبِّي وَمَاتَتْ فَرْحَتِي
مَاتَتْ تَأَمُّلاَتِي وَمَاتَتْ أَحْلاَمِي
غَرَقَتْ سُفُنِي فِي بِحَارِي
كَكِبُّرَ السَمَاءُ حُزني
كَذِرَّةَ خَرْدَلُ فَرْحَتِي
مِنْ دُونْيَا أَزَّالَتْ وَجُوْدِي
كَضِيَاعُ دَمَّعَةٌ بِالْبَحْرِ أَضَّاعَتْنِي
أَحْرَقْتْ أَجْمَلَ لَوْحَاتِي
قَطَفَتْ كُلَّ أَزْهَارِي
وَسَرَّقْتْ أَجَمَلَّ أَحْلاَمِي
وَهَدَمْتْ كُلَّ مُدُنِي
لِمَاذَا يَحْصِلُ كُلَّ هَذَا لِي
لِمَا تَغْرَقُ فَقَطْ سُفَنّيِ
لِمَاذا تُزَّالُ فَقَطْ أَحْلاَمِي
لِمَا أَنْذَلُّ بِوَسَطُ عُرْشِي
لِمَاذَا تَدّمَعُ فَقَطْ عَيِّنِي
آلمكِ رَمَّدَتّ فْكِيرِي
وَنَثَرَتهُ فِي عالمَ أَحْزَانِي
أَسْئِلَتِي كُبْرَا حُبِّي
إجَابَاتُهَا فُقْرَ حَالِي.
بِالأمسُ كَانَتْ فِي أَحْضَانِي
و أَللآنَّ قَهْرَهَا يَحْضِنُنِي
وَفِي الأمْسُ كَانَتْ أَغْنِيَاتِي
و أللآنَّ نَحِيْبَ بُكَائِي
وَبِالأمْسُ كَانَتْ رَبِيعِي
وَاليَّوْمَ بَرْدَ الشِّتَاءُ يَنْهِينِي
أوْعَانِي وَمُعَانَاتِي مِنْ فَقّرِي
عُسّرَ حَالِي قَتَلَ حُبِي
ضُعْفَ مَالِي حَرَقَ أَحْلاَمِي
وَجُهِّلَ حُبِي لِفَقْرَ حَالِي
وَدَمُوَّعَ أَلَّمِي تَقْتُلَنِي
أَدّحِرْتُ فِي مَنْتَصفُ مَمْلَكَتِي
وَأَسَرُنِي فِي مَعْرَكَتِي
فِي قَيُدَ الْذِلُّ قَيُدُنِي
كُنْتُ سيَّدَا عُرْشِي
وَالآنَ أَسِيرَ جُنْدِي
 قَتَلَ الْمَالُ زَمَانِي
وَذَلَّنِي وَقَتَلاَ عُشْقِي
هِيَّ كَانَتْ أَحْلاَمِي
كَانَتْ أَجْمَلَ أَشّعَارِي
وَكَانَتْ أَسْطُرَ أَوْرَاقِي
كَانَتْ فرْشَاتِي وَرُسُومَاتِي
وَكَانَتْ كُلَّ لَوْحَاتِي وَمَعَارِضِي
سَرَّقَتْ الْجَمَالُ مِنْ عَالَمِي
وَالْحزْنُ مَلَكَنِي وَلاَ يَتّرُكُنِي
وَالْكَآبَةَ اَحْتَلَّتّنِي وَاسْتَعْمَرَتنِي
وَلاَ الحَيَّاةُ عَادَةْ تَنْفَعُنِي
بِيَّدِي أَنْهَيِّتُ تَارِيْخِي
بِقَيَّادتيِ عَرَبَةَ حَيَّاتِي
وَسّطَ سَيُوفَ أَعْدَائِي
فَحَارَبْتُ بَلاَ سَيفِي
فَحَارَبتُ بَلاَ دَرْعِي
فَحَاربْتُ فِي حُبِي
فِي زَمَنٌ أَزَالَ الْمَالَ حُبِي
جَاهِلاً قَتَّلَ الْمَالُ حُبِي
وَسِرْتُ بِنَفْسِي إِلَى هَلاَكِي
فَكَتَبُّتُ حِكَايَّةَ حُبِّي
وَنَحَّتُّهَا عَلَى لاَفِتَةَ قَبّرِي
لَمَحْتُهَا حَظَّرَتْ لِقَتّلِي
اَقْتَرَّبْتُ مِنْهَا نَشَّأَةّ تَابُوْتِي
كَلَّمْتُهَا هَيَّئَتّ لِجَنَازَتِي
عَاشَرْتُهَا حَفَرَتْ قَبّرِي
أَحْبَبتُهَا فَقَتَلَتْنِي وَمُوَّتَّنِي
وَدَفْنَتنِي وَأَنّهَتْ تَارِيخِي


غير متصل نادر البغـــدادي

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 12144
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: قاتلــــتي
« رد #1 في: 14:24 04/12/2010 »
         قصيدة رائعـــــة !

               تسلموا ,

                  خالص تقديرنـا ...