يا قادتنا السياسيين والروحيين ، شعبكم يذبح ، أليس عاراً أن لا تتوحدوا الآن ؟؟؟
كتبت أقلام كتابنا الغيورين الحريصين على مستقبل شعبنا ومصيره ، وبقية الأقلام الوطنية الشريفة من أبناء شعبنا العراقي والعربي والدولي ،أطناناً من المقالات ، تحكي مأساة شعبنا وما تعرض له من ظلم وإجحاف عبر تاريخه الطويل من قبل الشعوب الغازية ، او من الدول والأقاليم المجاورة ، من مجازر يشيب لها الولدان من بشاعة الجرم ، ولا نريد ذكر التفاصيل
والأحداث التاريخية ، ولكن العبرة بالنتيجة كما يقال : فكل المحللين والمنصفين الحاذقين ، يقرون أن السبب في محنتنا المزمنة هي فرقتنا وتمزقنا وخلافاتنا البشعة فتشرذمنا لكي نكون لقمة سائغة في أفواه الأعداء والطامعين .
والأعوام والقرون تترى ، والتاريخ يعيد نفسه ، والمرء لا يلدغ من الجحر مرتين كما يقال،ولكننا نلدغ من نفس الجحر عشرات المرات ، ونكرربغبائنا وإستغبائنا وفرض مصالحنا الشخصية ومكاسبنا وإمتيازاتنا وأطماعنا وتغليبها على المصلحة العامة لشعبنا ، فتتكرر مآساتنا من جديد .
وفي التاريخ القريب جداً وبعد سقوط النظام السابق ، وظهور مساحة من الحرية أمام تنظيمات شعبنا وكنائسنا ومثقفينا ، فماذا كانت النتيجة ؟ وهل أخذنا العبّر من الماضي ؟
المضحك المبكي ، لا قادتنا السياسيين ولا الروحانيين ولا معظم مثقفي شعبنا إستطاعوا توحيد الرؤية ، فتناحرنا مع بعضنا ،وكل يدعي تمثيل شعبنا ، فيقابل هذا المسؤول ويقدم له مطاليب شعبنا وحقوقه ، ويأتي الطرف الآخر طالباً عدم الأخذ بمطاليب الطرف الأول ، ويقدم مقترحات جديدة مغايرة ، وهذا ما فعله مسؤولي كنائسنا بمختلف تسمياتها دون إستثناء ، سواء للحكومة
العراقية أو الحكومةالأمريكية المحتلة ، أو لمسؤولي الدول التي يتواجد فيها شعبنا المهجّر.
ومن المحزن أن لا نستفيد من النصائح المقدّمة لنا فقيل لأكثر من طرف و لمن يدّعي تمثيلنا :إذهبوا وتوحدوا ، ووحدوا مطاليبكم ثمّ تعالوا ، ليتسنى لنا دراستها والأخذ بها .
ومع كل هذه التصرفات المهزلة التي لا تليق بنا كشعب أصيل ( سكان البلاد الأصليين ) ،فإننا لا نستجدي أحداً عندما نطالب بحقوقنا ، ولكن حقوقنا تهدر عندما نتفرق في كلمتنا ومطاليبنا ،وهذه بديهية يعرفها كل من إشتمّ رائحة العقل والمنطق والحكمة .
والمحصلة :
غبن في الدستور، غبن في مجالس المحافظات ، غبن بعدد نواب شعبنا ، تفجير كنائسنا قتل رموزنا الدينية ،إغتصاب بناتنا ونسائنا من قبل الإرهابيين ، تشريد وهجرة إلى دول الجوار فمن مليون ونصف قبل سقوط النظام ،لم يبقَ سوى نصف مليون ، وآخرها مجزرة سيدة النجاة ،وما تلاها من تفجير دور المسيحيين في بغداد ، واليوم إستشهد إثنان آخران من أبناء شعبنا وقوافل الشهداء مستمرة وتسير ، ولكن إلى أين يا ترى ؟ وماذا أنتم فاعلون يا قادتنا السياسيين والروحيين ويا ابناء شعبنا في كل مكان ؟
ألم يؤن الآوان لكي تتوحدوا اليوم وليس غداً، أم أن مصالحكم الثعلبية وحيلكم ومطامعكم قدأعمت بصيرتكم ، لما يحدق بشعبكم من مخاطر وأهوال الإجتثاث من أرض الآباء والأجداد ، فهو ينحر كالخراف فلا حول له ولا قوة ، حيث لا يملك سلاحاً ولا ميليشيات لكي تحميه .
إنه إنذار من القاعدة ودولة ما يسمى بدولة العراق الإسلامية ، وكل المسيحيين مستهدفين ، ويجب أخذ التهديد بأقصى إحتمالات الجد ، وأن نتوحد فوراً ، وأضعين الأيدي فوق بعض بغية حماية ما تبقى من هذا الشعب المسكين المسالم الوطني بإمتياز ، حسب الطريقة التي ترتأونها بعد التباحث والتشاور مع بعضكم ،وكفاناً شجباً وإدانة وإستنكاراً ، ونطالب بحلول عملية على الأرض ولا نريد وعودا وكلاماً منمقاً، فهو لا يحمي حياة شعبنا ومستقبله ، كأن تكون منطقة آمنة مثلا ّ محمية من الدولة وقوات الأمم المتحدة ، متمتعة بالحكم الذاتي ، وحسب الإمكانات المتاحة ، أو أية حلول عملية أخرى بالتنسيق مع القوى الوطنية ومكونات شعبنا العراقي الوطني المخلص ، والضرب بيد من حديد لمن يرتكب هذه الجرائم المروعة بحق شعبنا ، وبقية أبناء شعبنا العراقي من الشمال إلى الجنوب ، والله من وراء القصد .
منصور سناطي