المحرر موضوع: آخر مقالة قومية أم سنبتدئ من جديد ؟  (زيارة 966 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل fadilrammo

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 32
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
آخر مقالة قومية أم سنبتدئ من جديد ؟
فاضل رمو
منذ ما بعد تغيير النظام السابق ابتدأت مرحلة جديدة في العمل القومي لدينا نحن الكلدان السريان الاشور فبرزت قوى جديدة وظهرت على الساحة في داخل العراق قوى لم تكن معروفة وأخرى كانت تعمل في اقليم كوردستان فقط وظهرت شخصيات ونخب مهتمة في الشأن القومي لشعبنا تبارى الجميع فيما بينهم ضمن ما متوفر من ساحات خاصة بنا سياسية وثقافية وغيرها ، حقيقة أن عملنا مراجعة لما حصل وللمسيرة خلال هذه الفترة سنجد أن مسيرة العمل القومي حصل بها تراجع كبير جدا بحيث لم يستطع هذا النشاط من أن يقنع شعبنا بأن يبقى في بلده مما يدعم العمل القومي فمن دون شعب لا قيمة لهذا العمل ومرارا كثيرة نوهنا وطالب العديد من الكتاب المهتمين بالشان القومي لشعبنا بضرورة أيلاء مسألة الوجود أهمية وأولوية لدى القوى السياسية لشعبنا ومسؤوليتهم لأيجاد السبل الكفيلة ببقاء شعبنا على اراضيه التأريخية ، بينما نجد العكس بحيث وصل الامر بأن نجد فصيلا مهما من فصائل شعبنا قد تراجع أصلا عن اسس النضال القومي المعروفة والذي بسببها تأسس، ليتخلى عنها لصالح العملية السياسية في البلد كحزب سياسي حاله حال باقي الاحزاب السياسية العراقية متصارعين من أجل المكاسب المادية لأحزابهم فقط، وذلك بالتنازل عن المطاليب القومية اللازمة لنيل الحقوق القومية الكفيلة ببقاء شعبنا على اراضيه التأريخية ، فالرسم البياني لواقع شعبنا ومسيرتنا القومية وصل هذه المرحلة الى مستوى منخفض جدا قد يؤدي به إلى تجاوز المحور الافقي نحو الجزء السالب منه، مؤديا بالنتيجة الى أنهيار لكل الآمال والطموحات المشروعة بقيام امة تحمل الهوية القومية الكلدانية الاشورية السريانية ، حقيقة نجد هنالك أحباط كبير ليس لدى قطاعات الشعب التي تتقاطر على تركيا هذه الايام بصورة كبيرة جدا مندفعين نحو المغريات الكاذبة التي تقدمها لهم بعض الدول الاوربية التي تتمثل امامهم تلك المغريات وكأنها الفردوس الموعود تنقذهم من جحيم العراق !! لا بل وصل الاحباط حتى بين النخب المهتمة بالشأن القومي كنتيجة ايضا لما يعانيه الواقع القومي لشعبنا وتدهور مسيرته القومية، حيث تبدو الاحوال قد وصلت نحو حالة اللا جدوى فحتى الكتاب القوميون المهتمون بالقضية القومية لشعبنا ونهضته المؤمنون بالوحدة القومية وبضرورة نيل الحكم الذاتي كحق قومي لشعبنا على أراضيه التاريخية كشرط وحيد لديمومة بقاء امتنا حية محافظة على الهوية القومية ، فهؤلاء الكتاب النخبويين حقيقة يتعرضون الان الى حالة من الاحباط الشديد نتيجة لما آل اليه الواقع القومي وخصوصا في الجانب السياسي والاجتماعي مما أثر سلبا على نتاجاتهم الفكرية .
أن أقسى ما يعانيه شعبنا هو الهجرة وفقدان الامل في البقاء في الوطن وبالتالي موت لكل عناصر هويته الدينية والقومية ولكن الاقسى من ذلك هو حالة اللامبالاة لدى ممثليه السياسيين وقادته الدينيين، بينما ما تجتهده بعض النخب من افكار وآراء هدفها محاولة انقاذ شعبنا من الموت لا تجد صداها لدى هؤلاء الذين كسبوا رضا الحكومة كونهم لا يثقلون كاهلها بمطاليب حقيقية تضمن حل لمشاكل شعبهم، فالصورة جدا معقدة وغير واضحة نتيجة لتداخلات عدة ومن أطراف متعددة فالشعب ضعيف فاقد الامل وبفقدانه الامل تزول القوة الساندة للطروحات القومية التي طرحت خلال هذه الفترة ، والقوى السياسية لشعبنا وذات التأثير – أقصد بها تلك التي تمتلك صوتا مسموعا – وهنت وبات الحق القومي بعيدا عن اهتماماتها، شاغلها الوحيد هو الهم الحزبي وكيفية نيل المكاسب الحزبية ضمن الدولة العراقية بعد أن ضمن كوتا شكلية للتمثيل كمنيّة من صانعي القرار في الدولة ، وسؤال يطرح نفسه هل هؤلاء سيستمرون بمنحتهم الكوتا هذه الى فترة طويلة بعد تسرب المسيحيين شيئا شيئا نحو المهجر ؟؟ كما تضاف اليها موقف الكنيسة اللاموقف .
أن الظروف الحالية التي يمر بها شعبنا وخصوصا بعد احداث استهداف كنيسة سيدة النجاة وما تلتها من استهداف لمنازل المسيحيين في بغداد والتي ادت الى نزوح غير طبيعي واستعدادات كبيرة لنزوح عدد أكبر من أبناء شعبنا نحو تركيا أملا منهم بالهجرة نحو إحدى الدول الأوربية أو أميركا واستراليا الذين فتحوا أبوابهم لاستقبال المسيحيين العراقيين حصرا بعد هذه الأحداث ، حقيقة فعلى الرغم من قسوتها وجسامة تأثيرها المؤلم علينا الا انها في نفس الوقت فرصة كبيرة لتحسين الموقف واستثمار تعاطف الحكومة والقوى السياسية جميعها تجاه المسيحيين وإدراكهم بخطورة الموقف الذي قد يؤدي إلى إنهاء الوجود المسيحي في العراق ، فمن الممكن الان ان توحد الموقف السياسي لأحزاب شعبنا ملبين النداءات الصادقة التي غايتها تخليص شعبنا من معاناته وانقاذه من الإرهاب مع ضمان وجوده على ارضه وبلداته محافظين على الهوية الديمغرافيه لها ، فأن صدقت النوايا وأن لا تكون الرغبات والطموحات الحزبية وراءها ، فان هذه الآلام من الممكن ان تتحول الى فرح عظيم .
تلوح في الافق هذه الايام مبادرات وتقارب نتمنى لها النجاح ونطالب جميع المثقفين والكتاب القوميين المهتمين بالشأن القومي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الواحد الضغط لدفع هذه التقاربات بأن تكون هموم شعبنا من أولوياتهم وبقاء شعبنا وتعزيز وجوده على ارضه وبلداته من خلال تثبيت الوحدة القومية ومطلب الحكم الذاتي دستوريا والعمل بأتجاه المحافظة على الهوية الديمغرافية لبلداتنا وضمان الالية اللازمة لذلك والتي لطالما نوهنا اليها في كتابات عديدة لكونها تعمل على طمأنة شعبنا بديمومة الاستقرار الاجتماعي في بلداته، كما يتطلب ايضا الحذر من السقوط تحت نوايا البعض في تمييع هذه النداءات وسحب البساط من تحتها لافراغها عن هدفها القومي وتحريفها لخدمة مصالح هؤلاء البعض .