أول صور لما سيكون عليه 'متحف زايد الوطني'
ملكة بريطانيا ومحمد بن راشد يزيحان الستار عن التصميم الخاص بـالمتحف، والشيخ خليفة يعتبره منارة لرؤية مؤسس دولة الإمارات.
ميدل ايست أونلاين
أبوظبي - أزاحت الملكة إليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي الخميس في الساحة الغربية لفندق قصر الإمارات الستار عن التصميم الخاص بـ "متحف زايد الوطني" المتوقع إفتتاحه عام 2014 في جزيرة السعديات.
ويروي "متحف زايد الوطني" سيرة مؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (1918 - 2004) فيما يعرض الجهود التي بذلها لتوحيد الإمارات كما يسلط الضوء على التاريخ الحافل للمنطقة وصلاتها الثقافية مع العالم.
وتتناول أبرز القصص التي يسردها المتحف القيم الراسخة التي تمسك بها الشيخ زايد إلى جانب إيمانه العميق بضرورة الاهتمام بمجالات التعليم والحفاظ على العادات والتقاليد والاستدامة البيئية والتراث والثقافة وذلك انطلاقا من حسه الإنساني العالي وإيمانه العميق.
وتم تأسيس "متحف زايد الوطني" ليحتفي بأعمال الراحل وإنجازاته فيما سيصبح المتحف أحد أبرز الصروح المعمارية ومركزا للتعلم والحوار الثقافي.
وأكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن المتحف سيكون منارة إشعاع تبرز رؤية مؤسس الدولة الراحل الشيخ زايد.
وقال الشيخ خليفة بمناسبة أزاحة الستار عن التصميم الخاص بالمتحف "إن المتحف يعكس الفكر الثاقب لمؤسس دولة الاتحاد وإنجازاته العديدة وعلى رأسها توحيد أبناء الإمارات كافة تحت راية واحدة وبناء دولة قوية ومزدهرة ليبقى هذا الصرح الوطني الشامخ رمزا لإرثنا الثقافي العريق وشاهدا حيا للأجيال القادمة على الإنجازات الكثيرة التي تحققت في عهد الشيخ زايد وحافزا لنا جميعا لمواصلة بناء دولتنا الغالية بالنهج والعزيمة ذاتهما."
ومن جانبه قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم دبي "إننا نبارك ولادة هذا الصرح الثقافي التراثي الذي يحمل اسم زايد الإنسان والتاريخ والعطاء آملين أن يكون هذا المتحف الرائد مرآه تعكس الإنجازات الحضارية والإنسانية والمكتبات الوطنية التي حققت لشعبنا على مدى أكثر من ثلاثة عقود بفضل وفاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لشعبه وحبه لوطنه الإمارات وعشقه للعمل الوطني والخيري والإنساني."
وأكد سموه أن متحف زايد الوطني سيكون نافذة يطل منها زواره وضيوف دولة الإمارات على تراث شعب الإمارات وإرثه الثقافي ونهضة دولتنا الاقتصادية والمعيشية والبيئية والتعليمية والصحية وغيرها التي يفاخر بها شعبنا أمام العالم وهو يستذكر بصمات زايد الذي رحل عنا بجسده وبقي بروحه وذكراه الخالدة يعيش في قلوب أبناء وبنات شعبه الذي يتطلع بفخر واعتزاز إلى مؤسس دولته العصرية وباني نهضتها الحديثة التي تتعانق وأصالتنا العربية المتوارثة والمتجذرة في رحم هذه الأرض الطيبة كجذور نخلة مثمرة لا تموت ولا تيبس.
وقال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بهذه المناسبة.. "إن هناك من يستحقون الاحتفاء بهم دائما على مر السنوات وتعاقب الأجيال.. هؤلاء هم الخالدون المبدعون الذين استطاعوا تغيير وجه الحياة القاسي إلى أخر مشرق مزدهر ".. مشيرا إلى أن الشيخ زايد "كان أحد هؤلاء العظماء المبدعين الذين غيروا وجه الحياة على هذه الأرض الطيبة وأدركوا بفطرتهم وحكمتهم قيمة الوحدة وملأهم حب الوطن أملا ورغبة في إعلاء شأنه وتثبيت دعائمه فكان اتحاد الإمارات السبع الذي قاد مسيرته بحكمة تقدمت فيها المصلحة العامة للوطن والشعب على كل مصلحة وتراجعت فيها أهمية المال أمام العلم.. حيث آمن بأن أفضل استثمار للمال هو استثمار في خلق أجيال من المتعلمين والمثقفين وإن المال بدون علم يخطط له وعقول مستنيرة تديره مصيره الضياع ".
وأعرب عن أمله أن يفي "متحف زايد الوطني" ببعض من حق زايد على أبناء شعبه من تكريم وإحتفاء وأن يعكس لرواده وجه الإمارات الحضاري المشرق الذي رسمه للإمارات الحب والإيثار.
وقال الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة "إن العراقة والأصالة والتاريخ والإنجازات نتاج فكر رزين وجهد دؤوب وعمل متواصل لرجال دولة سخروا كل طاقاتهم وعطائاتهم ووقتهم ليدونوا في ذاكرة العالم.. مشيرا سموه إلى أن في مثل هذا اليوم ولد مجد سيدوم ويبقى مدى الأعوام تراث عريق تتباهى به الأجيال القادمة قد صنعناه بأقوالنا وأفعالنا وعزائمنا لتشهد عليه أجيالنا القادمة ولتحتذي به وتقتفي أثره ".
وأضاف "لأننا أبناء هذا المجد وأبناء هذا التاريخ وأبناء الإمارات نسعد ونفتخر ونعتز بتراثنا العريق الذي ورثناه عن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وطيب ثراه مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وصانع أسطورة المجد الإماراتي ".
وأشار إلى أن "لما يحمله تراث زايد من أهمية واستفادة للأجيال فقد كانت فكرة المحافظة علي هذه الثروة القيمة بإنشاء متحف زايد الوطني مبادرة تستحق التقدير والإشادة لتبقى السيرة الخالدة للمغفور له مدرسة يحتذى بها ونبراسا يهتدى به فمنها نستوفي المعاني ومنها نستخلص الدروس والعبر ".
وقال الشيخ سعود "اليوم نترجم الفكرة إلى واقع ليدون في ذاكرة العالم أن تراثنا حاضر لا يموت وسيبقى سيرة خالدة يفوح عطرها وطيبها في كل الأرجاء وسيبقى مجد زايد خفاقا للأجيال تلو الأجيال ".
وقدمت 12 شركة معمارية رائدة من 10 دول مختلفة تصاميمها لمتحف زايد الوطني من خلال مسابقة تصميم عالمية أُقيمت لهذه الغاية. وكانت المسابقة مبادرة جديدة لجزيرة السعديات عكست الرغبة لإنشاء صرح فريد ومتميز لتخليد ذكرى الشيخ زايد.
ويأتي التصميم الفائز لمتحف زايد الوطني من شركة التصميم المعماري الرائدة عالمياً "فوستر أند بارتنرز".
وتعكس تصاميم المتحف، التي استُوحيت من ديناميكية طيران وريش الصقر، المكانة التي كانت تحظى بها رياضة الصيد بالصقور لدى الشيخ زايد، وتخلق صرحاً معمارياً يكون رمزاً للدولة. ويضفي التصميم المعاصر، مع المواد وطرق التشييد، بُعداً جمالياً جديداً على الأفق العمراني لجزيرة السعديات.
وسيضم كل تشكيل فولاذي مستوحى من الريشة، والتي يصل ارتفاع أطوله إلى 125 متراً، مساحة عرض بحيث يتمكن الزوار من خلالها من استكشاف تاريخ وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة. وسيحيط الماء بالمبنى من الاتجاهات الأربع بحيث يكون كجزيرة وسط فضاء واسع من الحدائق الخضراء، ومقصداً للجميع، وتكريماً يليق بمقام الراحل.
http://www.middle-east-online.com/?id=100626
