أصدر أمين بنعالية بروش، الشاب الفرنسي ذو الأصول العربية، والذي خاطبه وزير الداخلية والهجرة الفرنسي بريس أورتوفو، بكلمات أثارت الجدل، كتابا يكشف فيه كل ما حدث. أمين يقول في كتابه إنه "كذب" عندما دافع عن الوزير قائلا إن أقواله والتي تم تصويرها ونشرها على الانترنت، لم تكن تنم عن "عنصرية".
حسناء مليح (نص)
في تجمع لشبيبة الحزب الحاكم في فرنسا "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني عام 2009، صدرت عن وزير الداخلية بريس أورتوفو جملة تلفظ بها وهو يخاطب شابا من أصول عربية، كان يريد التقاط صورة معه، ("لا بأس عندما يكون واحد منهم - العرب -، لكن إذا صاروا كثيرين فعندها تبدأ المشاكل"). وقد صورت قناة فرنسية كانت في المكان كلام الوزير. بعدها بث الشريط على الانترنت مثيرا جدلا واسعا. وفي أوج الجدل، قدمت جمعية مناهضة للعنصرية في فرنسا شكوى ضد أورتوفو الذي تمت إدانته بغرامة مادية لكنه طعن في الحكم وستتم إعادة محاكمته في 2011.
أمين بنعالية بروش كان مناضلا في الحزب الحاكم، لكنه غادره لينضم إلى صفوف التجمع السياسي الجديد الذي أنشأه خصم الرئيس ساركوزي، دومينيك دوفيلبان، "جمهورية متضامنة". في كتابه الجديد، "كونفيسيون دان ساركوزيست روبونتي" (اعترافات مؤيد لساركوزي تائب) يقول إنه "طُلب" منه الدفاع عن الوزير وأنه أدرك منذ البداية أن كلام الوزير كان "عنصريا".
فرانس 24: في كتابك، تشرح أنك "كذبت" للدفاع عن بريس أورتوفو، لماذا؟
أمين بنعالية بروش: كذبت لأن مريم أباتي وهي عضو في حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" طلبت مني أن أقول إن أورتوفو لم يكن يقصد بكلمة "هم" التي استعملها في جملته، العرب وإنما كان يقصد "سكان منطقة أوفيرني". قالت لي: "أمين، علينا أن نحمي الوزير وإقفال الباب أمام هذا الجدل الذي أثارته هذه القصة بسرعة". هي في الوقت نفسه كانت تريد أن تحمي نفسها، لأنها هي من نسمعها في الشريط تضيف بعد كلام الوزير "إنه يأكل لحم الخنزير ويشرب الكحول" (كانت تتحدث عن أمين).
لكن ساعتها، لم أكن قادرا على الرد. ليس من السهل مواجهة وزير عندما لا يتجاوز عمرك 22 عاما. كنت خائفا وقلقا جدا. اطلعت على العدد الهائل للأشخاص الذين شاهدوا شريط الفيديو ، فخجلت وأدمعت عيناي. لم أكن قادرا على العودة إلى البيت. توجهت إلى بيت صديق وبقيت في بيته لفترة.
أصبحت اليوم عضوا في حزب "جمهورية متضامنة" التي يتزعمها دومينيك دوفيلبان. هل هذا ما جعلك تكتب كتابك والإفصاح عما تسترت عنه في السابق؟
ليس لدي أي اتصال بدومينيك دوفيلبان. لاعلاقة لانضمامي إلى حزبه بإصدار كتابي. هذا الكتاب هو بالنسبة لي وسيلة للإفصاح بكل ما كنت أريد قوله حول هذه القضية. اليوم أثق بنفسي أكثر من السابق. كما أنني استعدت حريتي في الكلام، لأنني لم أعد عضوا في حزب الوزير ولست مجبرا على احترام قواعد الحزب. وكذلك، أنا لم أعد خائفا من التعرض لمضايقات في الشارع وذلك منذ مغادرتي للحزب الحاكم. وعلى عكس ما قد يعتقده البعض، فأنا لم أنضم لحزب دوفيلبان بسبب علاقاته المتوترة مع رئيس الجمهورية، ولكن لأني أجد أن دوفيلبان يمثل التيار الداعي إلى التلاحم الاجتماعي داخل الأحزاب اليمينية.
ستتم إعادة محاكمة الوزير بريس أورتوفو في 2011. وقلت إنك لا تستبعد إمكانية رفع شكوى ضده إذا لم تتم إدانته هذه المرة. هل هذا صحيح؟
نعم هذا صحيح. لأنني أريد أن تتم إدانته. أريده أولا أن يعتذر بشكل واضح عن أقواله وأن يعترف بالخطأ الذي ارتكبه. ثم أريده أن يقدم استقالته من الحكومة. كما أريد أن يتوقف المناصرون لأورتوفو عن القول إن الشريط الذي تم وضعه على الإنترنت والذي صور كلام أورتوفو، صُور خفية. كانت هناك القناة البرلمانية وهي من صورت هذا الشريط، بشكل علني وعلى مرأى من الجميع.
