قلق امريكي اسرائيلي من الكشف عن اتفاق بين طهران وكاراكاس لاقامة قاعدة عسكرية في فنزويلا للصواريخ الباليستية الايرانية
زهير اندراوس:
2010-12-01
قالت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الاسرائيلية في عددها الصادر امس ان ايران بصدد اقامة قاعدة عسكرية لصواريخ ارض ـ ارض في فنزويلا، لافتةً الى انّ الامر هو بمثابة كابوس بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية، اذ انّ القاعدة المذكورة ستكون في الساحة الخلفية لامريكا، ولفتت الصحيفة العبرية الى انّ هذا الكشف جاء في صحيفة 'دي فولت' الالمانية، التي اعدّت تحقيقًا صحافيا شاملا عن توطد العلاقات بين طهران وكاراكاس، وبين الرئيسين هوغو تشافيز ومحمود احمدي نجاد.
وبحسب المصادر الغربية فانّ الاتفاق بين الدولتين على انشاء القاعدة العسكرية الايرانية تمّ توقيعه خلال زيارة تشافيز الاخيرة الى ايران في التاسع عشر من شهر تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، وبحسب المصادر عينها فانّ الايرانيين اقدموا على هذه الخطوة لزيادة الردع ضدّ امريكا، ايْ نشر اسلحة استراتيجية في الساحة الخلفية لامريكا، ولفتت المصادر عينها الى انّ المسافة بين ايران وامريكا تصل الى 10 الاف كيلومتر، بينما المسافة بين فنزويلا وامريكا فهي الفا كيلومتر فقط.
وجاء انّ فنزويلا تعهدت بالسماح لضباط ايرانيين بادارة القاعدة العسكرية، بالاضافة الى خبراء في تفعيل الصواريخ وعناصر الحرس الثوري الايراني، وذلك بالتنسيق وبمشاركة ضباط من فنزويلا. وحسب الاتفاق، فانّ القاعدة العسكرية ستستغل من قبل ايران لاطلاق الصواريخ الباليستية، كما انّ فنزويلا باستطاعتها استعمال القاعدة نفسها لاحتياجاتها القومية، مثل ردع كولومبيا.
وزادت الصحيفة قائلة انّ ايران ستنشر بالقاعدة العسكرية الجديدة، والتي سيباشر باقامتها قبل حلول العام 2011 صواريخ باليستية من طراز شهاب 3 وسكاد مطوّر. وزادت انّ توثيق العلاقات بين ايران وفنزويلا يقض مضاجع الامريكيين في البيت الابيض، اذ انّ الرئيس الفنزويلي قام في السنوات الخمس الاخيرة بزيارة طهران 10 مرات، فيما قام الرئيس الايراني نجاد بزيارة فنزويلا 4 مرات، ومنذ ذلك الحين، بحسب المصادر الغربية، تمّ التوقيع على مئات الاتفاقيات المشتركة بين البلدين، ولفتت الى انّ هذا التطور يعيد لدى الامريكيين الى الاذهان ازمة الصواريخ الكوبية، والتي كادت انْ تشعل فتيل الحرب بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي ابان الحرب الباردة بينهما، وذلك في العام 1962. وبحسب المصادر الاسرائيلية فان ايران نفسها لا تخفي نواياها من العلاقات مع امريكا اللاتينية، فيما قال الرئيس الايراني احمدي نجاد نفسه، انّه عندما كانت الدول الغربية تسعى الى عزل ايران، توجهنا الى فناء الولايات المتحدة الخلفي، في اشارة لامريكا الجنوبية. وقالت المصادر عينها انّ تصريح نجاد يكشف عن عزم طهران توسيع تنافسها الاستراتيجي مع واشنطن الى امريكا اللاتيني. واشارت الى انّ ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما دعت الى التنبه الى ذلك، اذ ان نظام احمدي نجاد يعد باصداء استراتيجية بعيدة عن الشرق الاوسط في الجوار الامريكي.
واضافت المصادر الاسرائيلية قائلةً: لقد كان توسع النفوذ الايراني في النصف الغربي من الكرة الارضية سريعًا جدًا، وارتفع عدد الممثليات الايرانية في المنطقة، خلال سنتين ونيّف، من ست الى احدى عشرة ممثلية، وازداد عدد طواقم الموظفين الدبلوماسيين بشكل مطّرد، وقد اتت مضاعفة الروابط الايرانية مع امريكا اللاتينية نتيجة للتقارب الاستراتيجي، وتعتبر طهران اختراقها للمنطقة كامر حيوي لجهودها الساعية الى تقويض تاثير واشنطن الدولي، وتعتبر الحكومات اليسارية الراديكالية ايران شريكة لها، تتشاطر معها دافعًا مشتركًا هو العداء للولايات المتحدة، وزادت نتيجة لذلك فهو تحالف معاد للولايات المتحدة في قلب النصف الغربي من الكرة الارضية.
وتحدثت تقارير اسرائيلية اخرى عن ازدياد اتساع رقعة المصالح التجارية في اعقاب تنامي العلاقات السياسية بين ايران وامريكا اللاتينية، حيث استثمرت طهران في فنزويلا بمجموعة واسعة من الصناعات التي تتراوح بين مصانع للسيارات ومنشآت لانتاج الاسمنت. وفي الاكوادور وافقت ايران على بناء مصفاة للبترول ومنشأة للبتروكيماويات، وبذلت ايران جهودا من اجل زيادة روابطها التجارية والتعاونية مع المكسيك والبرازيل، بالاضافة الى ذلك تسعى الى تطوير روابط عسكرية مع فنزويلا. واقدمت طهران عام 2007 على توقيع اتفاقية تعاون في الشؤون الدفاعية، اسفرت حتى الآن عن توفير عشرات من الطائرات من دون طيار.
وفي نفس الوقت، اصبحت ايران شريكا اساسيا في تطوير البرنامج الفضائي والمشاريع النووية في كراكاس والبرامج المعلنة عنها لبناء مصنع للذخيرة في ولاية كارابوبو في فنزويلا، .الا ان النشاطات الايرانية الاكثر اثارة للقلق، بحسب الاسرائيلية،، هي تلك المرئية على نحو اقل مثل انشاء بنيات تحتية ارهابية مرتبطة بطهران. وبيّنت المصادر انّ توظف طهران بالتوافق فيالق من الحرس الثوري الايراني وحزب الله اللبناني في عملياته الخفية، وقد تنامى حضور كلتا المنظمتين في امريكا اللاتينية بشكل ملموس في الاعوام الاخيرة، حيث تقيم فيالق الحرس الثوري الايراني تعاونا وثيقًا مع وكالات الاستخبارات الفنزويلية، في حين انشأ حزب الله شبكة من العلاقات مع المواطنين الفنزويليين، ما جعل كراكاس منفذ حزب الله الى امريكا اللاتينية.
وذهبت المصادر في تل ابيب الى القول انّه في الوقت الذي شجبت فيه ذلك وزارة المالية الامريكية، وفر احد الدبلوماسيين الفنزويليين المعتمدين في بيروت، ويدعى غزير نصر الدين، الدعم لحزب الله، بما في ذلك المساعدة في بناء جهاز لتجنيد الاموال خاص به في امريكا اللاتينية، وكشفت عن دور حزب الله في نشر المساجد الشيعية في الاكوادور، وخلصت المصادر الى القول انّه يجب اخذ التغلغل الايراني في نصف الكرة الارضية الغربي على محمل الجد، لذلك اختار وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان السفر الى هذه الدول لصد المد الايراني، على حد قولها.
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\01qpt70.htm&arc=data\2010\12\12-01\01qpt70.htm