مناسبات مترابطة

  • فقدت داري في وطني وفقدني الربا: 05/12/2010

المحرر موضوع: فقدت داري في وطني وافقدني الربا اخر في مهجري . قصة عقائدية لمهاجر عراقي  (زيارة 2190 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور عوديشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 294
  • الجنس: ذكر
  • الشماس
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فقدت داري في وطني وافقدني الربا اخر في مهجري . قصة عقائدية لمهاجر عراقي                  
                                               للشماس ادور عوديشو

يا اعداء خلاص الانسان . ها ان المسيح يراقبكم فاحذروا  ان تكونوا زوان هذا العالم
 قصتي واقعية وحقيقية ، حدثت اثناء احدى ليالي حروب التخلف الاعتيادية في العراق ، تمثل حيرة الانسان العراقي الضحية .
 استجدت اثناء تلك الحروب مفاهيم مرعبة مثل :- التجنيد الاجباري مدى الحياة ... معسكرات التدريب  ... الخطوط الامامية  ... الهجمات ، والكر والفر ... الله اكبر القصف ، وانواع القنابل والصواريخ ...التلاعب بالكلمات والاستهتار بحقوق الانسان ... بيوت مهجورة ... شباب بين الموت والضياع ... شعب يهاجر الى المجهول  ... تتمزق العائلة وتتناثر اشلاؤها في شتى بقاع العالم .
 المؤرخون هم ادرى بلا عدالة الكم ... والكيف ... والمتى ... فالى متى يدوم تعامل هذه الكلمات السلبي مع ضحايا الموت المقدس والدستوري في كتب الشرق والغرب على السواء (باستثناء الانجيل المقدس حياة المسيح وتعاليمه) ، وكل يبررمن موقعه  وقوانينه
احداث القصة المضحكة المبكية
   اثناء الحرب العراقية الايرانية اللعينة (مثل غيرها من الحروب) ، حارب البعض وهرب البعض ومات الكثيرون ليشهد العالم ان هذا ليس بجديد كما هو معلوم .
   في احدى الليالي الحالكة  المرعبة المخيفة  …. لنرى ، ماذا فعلت الحرب بجارنا الشاب عبد المسيح :-
   البارحة كان موعدنا في المعسكر للتحرك الى الخطوط الامامية لصد هجوم ايراني قوي ...  شعرت اني امام موت محقق ، فقررت ان اهرب بجلدي ...  لهروب بقية الفوج زملائي ... فعلا  ... قفزت فوق السياج  ، واخذت امشي ليلا ، حتى وصلت داري في ساعة متأخرة من تلك الليلة ، لاجد امي واخوتي قد غادروا  الدار الى احدى القرى الامنة القريبة من المدينة .
   دخلت الدار لاعد لي شيئا لاكله ... وقبل ان اضع اللقمة الاولى في فمي واذا بصافرة الانذار المرعبة بصوتها المخيف تدوي خارج الدار ، وكالعادة انزويت في احدى الزوايا الامنة البعيدة من النوافذ وجسمي اشبه بخشبة يدور بها الدم بسرعة ، واكاد اسمع دقات قلبي من الخوف ، واذا القذيفة تسقط قريبة جدا من داري ... لم اصب بأذى  لكن الخطورة التي واجهتها بحيرة ...  ان من اين اهرب .
   كان الظلام دامسا ، وحاجتي الى اي شمعة كانت شديدة جدا  ، كعادتنا لا نتذكر ما نحتاجه ، الا عندما لا نحتاجه ، فلا هذا ولا ذاك هو مهم بقدر حاجتي الى ان انجو بروحي واخرج الى العراء خارج الحي ... حيث اللاهدف .
   وما ان دخلت ظلاما في العراء اشد سوادا من عباءة امي ، واذا بمجموعة من الكلاب باصوات نباحها الناشز يشق ذلك السكون الذي اعقب القصف متجهة نحوي ... ما هذا يا الهي ، يا لهذه الليلة السوداء ... يبدوا هولاء الكلاب اسعد مني ، ام ماذا … دارت هذه الكلمات في ذهني بنفس السرعة التي كنت اعدوا خلالها راجعا الى داري غير الامنة ، بعد ان تراجع المهاجمون ، ولم تحصل خسائر بشرية ولا حيوانية ، لكن ما صعقني مرة اخرى بعد اطمئناني الموقت  ان الغارة المفاجئة لم تنته ولم انتبه لانتهاء الانذار وصفارة انتهاء القصف .
   كان الهدف هذه المرة خزانات النفط المجاورة فلم ادري ماذا افعل  وتلاشت من ذهني جميع قوانين الدفاع المدني الى ان  كتب الله لي السلامة ، عندما اخطأ الطيار الهدف  .
ما ذكرني بهذه القصة الحقيقية ، هو القصف الارهابي الغاشم لقرى مسيحية حدث في تشرين الثاني 2007  وابادة مصلين في كنيسة النجاة في بغداد وغيرها وغيرها ...  هذه القرى بالرغم من الفاجعة تتنازع عليها قوى سياسية بتاسيس مقرات لها في القرى التي لا تعود اليهم لا من قريب ولا من بعيد بقصد الهيمنة ، واستغلال تعاسة العراق .
   فالى متى نكون طائفة او اقلية او فئة او جالية تعيش تهميشا ظالما واغتصابا مهينا دفعهم الى الهجرة  وارهبهم وقتلهم وحرقهم وهم احياء  .
مع احترامي للطيبن في كل مكان
يهربون الى الشمال فهناك من لا يروق له ، ينزلون الى الجنوب يزعل فريق اخر ... يستشهدون يتاجر باستشهادهم فريق ثالث ، يأتون الى امريكا ، يواجهون كلابا سائبة تنهش الاعراض وتنهش كرامة الجنس وتتاجر بتعب الفرد ليصبح ضحية الربى الفاحش الذي اصاب الفقير المهاجر الذي انهكه الفراق ليصل الى سن متأخرة  تدفعه بعض القوانين الى نوع من التهميش القاتل لولا بعض الادمغة الطبية الراقية الذين لا يمكن انكارهم ، الا جازاهم الله بكل خير اينما كانوا .
سمعنا بارجاع العراقيين من السويد الى العراق باقرب طائرة فاخطلطت احتمالات وتساؤلات في فكري المتعب... لماذا ! ؟ .   قيل انهم سينسون ... انهم غير متفقون ... يحملون اسماءأ عديدة ، واعلام غير متشلبهة ... فمن هو هذا ،  ومن هو ذاك ، لا ندري
والان لنكرر جميعنا ...  اين نذهب ؟
سمع الجميع بقصة الارهابيين الذين استولوا على بيوت المسيحيين في بغداد  منطقة الدورة ، كغيرها من الاخبار، ونحن كلنا تقريبا لا  اباليين ننسى الاخبار الحزينة لكثرتها وضعفنا حتى امام الحد الادني لما يجب ان نفعله لهم . لقد اصابنا اعياء التشرذم .
   وهنا في وطننا الثاني استبشرنا خيرا وهو كذلك ،  لولا مفاجأة استجدت مع الاسف لتنال من كل من استبشر بان يملك بيتا يأويه . انه تدهور الاقتصاد بسبب الحرب الكتابية الدينية ، والجشع الرأسمالي .
  لنرجع الى اخينا عبد المسيح ، البطل الرئيسئ في هذه القصة
 قبل عشرة سنوات اخونا هاجر الى امريكا واراد ان يستر اطفاله وزوجته في دار بسيطة خيرا من نظام الشقق وهو صاحب 4 اطفال وزوجة .
قبل 5 سنوات اشترى عبد المسيح دارا وكانت الاقساط الشهرية في حدود امكانياته ، والامور كانت تسير بصورة جيدة .   ماذا حصل ...   .
   لا اريد ان اطيل والكل يعلم بقية ما حدث لكل من ملك دارا واخص بالذكر المهاجر عبد المسيح والكثير ممن مثله من ذوي الدخل المحدود .
استلمته المصارف ، فرفعوا الفائدة (اناقش ما حدث واقارن فقط لاجل ايجاد حل ) واذا به امام موقف صعب حيث ارتفع عليه القسط الشهري لما يساوي 3 ايجارات . والرسوم الضريبية .
   اخذ منه الدار وخرج يسأل عن شقة فكان هذا الاحباط دافعه ليقول :-
بيتي في بغداد اخذه الارهابيون وبيتي في امريكا اخذه ارهابيوا الفائدة فالى اين اذهب