المحرر موضوع: توظيف الشعائر الحسينية سياسيا ( ركضة طويريج إنموذجا)  (زيارة 594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل حامد الجبوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 385
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
توظيف الشعائر الحسينية سياسيا
 ( ركضة طويريج إنموذجا)


                                                                                               حامد كعيد الجبوري
     حينما منع صدام حسين المقبور إقامة الشعائر الحسينية بداية السبعينات من القرن الماضي ، لم يكن يمنعها لأغراض دينية طائفية  فقط ، بل لأغراض سياسية أيضا ، ومعلوم أن النظام المقبور كان يشجع ويحضر تلك المراسيم والطقوس التي تؤدى أثناء محرم الحرام ، وكنا نشاهد ما يسمى بعضو القيادة القطرية ، وأعضاء الفروع للحزب المجتث  تسير مع تلك المواكب وتشارك فيها أيضا ، لتوهم الناس على أن البعث الفاشيست مع هذه الجموع المعزية ، وقد بينت في الموضوعة السابقة    ( اليسار العراقي وتوظيف الشعائر الحسينية ) تلك الجموع التي كانت تسييس تلك المواكب ، وذكرت أمثلة لذلك .
    من الشعائر الحسينية المهمة سياسيا هي ( ركضة طويريج ) ، ولست بصدد التحدث عن غايات نشئتها بقدر ما يعنيني من أهازيج سياسية منددة بالأنظمة المتعاقبة لحكم العراق ، وقد وعيت على هذه الشعيرة بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ،  تنطلق الجموع المشاركة من مدخل مدينة كربلاء ، ومن نهاية الشارع المؤدي لقضاء طويريج  ، الذي يصل لمحافظة بابل ، وتبدأ المراسيم بعد أن يؤدي أحد رجال الدين صلاة الظهر والعصر قريبا من أحدى القناطر ، وبعد أن ينهي فرضه للصلاة يمتطي صهوة جواده مرددا ( يا حسين ) ، معلنا بدأ المسيرة الراكضة صوب المرقد الشريف للإمام ( الحسين ( ع ) ، وأخيه ( العباس) ع ) ، وبعد أداء الزيارة تذهب الجموع صوب منطقة المخيم الحسيني  لإطفاء النيران التي أوقدت بذلك المخيم ، كان واجب الجيش ،  والشرطة ، وقوى الأمن ، والاستخبارات ، ورجال الأمن الخاص ، والحرس الجمهوري ، وما يسمى بالرفاق الحزبيين ، تنتشر على جانبي طريق  مسيرة الجموع تحسبا للقبض على كل من يخالف النهج الذي تريده الحكومة ، بمعنى عدم السماح بترديد  أي شعار خارج الشعيرة الحسينية ، ومع ذلك كنا نستمع لتلك الشعارات المنددة بالحزب ورجاله ،  وسرعان ما نشاهد رجال الأمن المشاركون بتلك المسيرة ، تلقي القبض على من ردد ذلك الشعار ومن يسير بجنبه ، ولقرب محافظة بابل من مدينة كربلاء كنت حريصا للحضور لتلك ( الركضة ) وتسجيل الشعارات السياسية المنددة بالنظام ، وتعرضت لتساؤل رجل الأمن عما أكتب وأدون أكثر من مرة .
      ظهر أكثر من تقرير صحفي ، وعمود سياسي بجريدة الثورة ، والجمهورية ، وغيرها داعية الناس لنبذ هذه الشعيرة والإستعاظة عنها بمارثون جماهيري ينطلق من بغداد صوب قرية ( العوجة ) ، لتهنئة عائلة الطاغية بولادة مسخهم يوم 28 نيسان ، وفعلا جرت مثل هكذا ممارسة من بعثيين  طلبا للمال والدرجة الحزبية .
     بعد سقوط صنم الدكتاتورية البغيضة لم أذهب لكربلاء المقدسة لمشاهدة تلك المراسيم  والركض كعادتي السالفة ، واكتفيت بمتابعة الفضائيات التي تنقل الشعائر مباشرة ، وفي هذه السنة 2010 م تحديدا أعيدت صياغة تلك الإهزوجات و( الردات ) المعارضة والمحرضة بالنظام الحالي ، وأعترف أن الدكتاتورية قد كممت الأفواه ، والقادم الجديد رفع تلك الأكمام ووضعها بأذنه كي لا يستمع لما يقال ، ومع ذلك فأنا أنقل له وللقارئ الكريم تلك الشعارات التي هزج بها موكب ( طرف العباسية ) الكربلائي ليلة العاشر من المحرم ، ولم أستطع تدوين أجمعها لكثرة الضجيج الذي يصدر من الهازجين ، وهي
1 : 
يا آلهي هذا خيرك مو إلي
                         صبح للأجناب جوعانه هلي
والنتيجه احساب قاسي /  ويّ أصحاب الكراسي
             والله ما نرضه بالذله
2 :
أحنه من نحجي إنتبه كول وفعل
                      عدنه تاريخ التعرفه بالعقل
تشهد الواحد وتسعين  /  والبعث والمجرمين
             والله ما نرضه بالذله
وتشهد الواحد والتسعين دلالة لانتفاضة آذار الخالدة
3 :
أحنه ما نحتاج إلنه أتصوره
                    كلشي نعرف والحقيقه أمنوره
صرنه لسهامك مرامي  /  للمزور والحرامي
               والله ما نرضه بالذله
4 :
السياسه القسمت شيعه وسنه
                     أمفتح أعيونه الشعب يعرفها فتنه
الأمرّك أنت علينه / باجر يشيل الخزينه
                والله ما نرضه بالذله
ودلالة ( الأمرك أنت علينه ) المحتل الذي نصّب هؤلاء قادة للعراق الجديد .