المحرر موضوع: الصعود إلى القمر.......  (زيارة 1445 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل sahir

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 238
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصعود إلى القمر.......
« في: 04:08 11/07/2005 »
2005
الصعود إلى القمر ( قصة الشهيد عبد الكريم قاسم ) 
 
دانا جلال

استشهد زعيم الفقراء …. قيل ان صورته تجسد في تعدد اوجه القمر وقيل ان القمر تجسد في جغرافية ملامحه الأشد عراقية ، قال فقراء وطني ، قال مكعب الشين ( شيعة ، شيوعيين ، شروك) :- ان لم تجدوه في القمر فانه حتما هبط في قلوب الفقراء والشعراء في المسافة الممتدة ما بين الرافدين ) .
انه عبد الكريم قاسم انه الذي امتلك كاريزما الثورة والتصوف في عالم السياسة والتاريخ .
هل كان الزعيم شهيد المحبة ورسالة للتسامح ليحمل فوق صلبان ألمه رسالة احتجاج وتعرية للفاشية التي بدأت تنمو في رحم المؤسسة العسكرية والأحزاب القومية العروبية ؟.
هل كان قاسم شهيد السياسات الانتهازية للأقطاب الدولية المحكومة بالمصالح الاقتصادية ؟ .أم انه شهيد محاولات الارتفاع فوق مفاهيم الصراع السياسي والطبقي في زمن كان الصراع الطبقي وعلى الصعيد العالمي محركا للأحداث ومحددا للعلاقات .
ولكن الأكيد انه شهيد تحرير العراق والخروج من حلف بغداد ، انه شهيد تأميم النفط وتوزيع الأراضي على الفقراء وبناء المدينة التي تبقى حالمة بان تحمل اسم الشهيد ( مدينةالثورة) .
يمكن اعتبار طرح السؤال الافتراض في التاريخ وبالذات بصيغة ( لو ) ممارسة لغباء سياسي وان كان مشروعا في فهم التاريخ الذي لم يولد بعد لذا نتساءل :- كيف كانت ستسير وجهة الأحداث في العراق والمنطقة لو لم يتبع الشهيد سياسية عفا الله عما مضى أو لم يمتلكه الخوف من قوى اليسار وبالذات الحزب الشيوعي العراقي والذي جعله ان يحل المقاومة الشعبية التي كانت قادرة على إجهاض قوى الردة في 8 شباط عام 1963 ، الحزب الذي حاول الزعيم احتواه وكان اغلب أعضاءه في السجون ولكنهم ومع اللحظات الأولى رفعوا شعار ( إلى السلاح ! اسحقوا المؤامرة الرجعية الإمبريالية ….. إننا نطالب بالسلاح) لذا كان البيان رقم 13 من قبل الفاشست بإبادة الشيوعيين ومن ثم تصفية قادته [ سلام عادل ] السكرتير العام للحزب الشيوعي ،حيث قطع الانقلابيين أصابع يديه ورجليه وفقئوا عيناه ،كما استشهد أيضاً من أعضاء اللجنة المركزية كل من : جمال الحيدري ،ومحمد صالح العبلي ،ونافع يونس ،وحمزة سلمان ،وعبد الجبار وهبي [أبو سعيد ]وعزيز الشيخ ،ومتي الشيخ ،و محمد حسين أبو العيس ،وجورج تلو ،و عبد الرحيم شريف ،وطالب عبد الجبار ،بالإضافة إلى المئات من الكوادر الحزبية ورفاق الحزب .
لقد رحل شهيد العراق ، وسيبقى ذكراه في قلوب الفقراء ، في قلوب الشيوعيين والكورد وشيعة علي ، لقد كان الفاشست وكعهدهم عبر التاريخ اغبياء فقد احتاروا باخفاء جسده المعبق بتربةالرافدين ولكنهم لم يدركوا ان قاسم قد دخل قلوب العراقيين فكان عليهم انتزاع ذكراه من القلوب ، لم يستطيعوا لانهم لم يتمكنوا من إيقاف النبضة في قلوب العراقيين .
لقد رحل الشهيد وكان في جيبه نصف دينار ولكن وبعد استشهاده امتلك العراق وحب العراقيين .

وثائق تفسر الأحداث التي وقعت وتبقى محركة لما قد تقع :-

1- جاء في بعض مؤلفات الكاتب الكبير والصحافي الشهير محمد حسنين هيكل مثل 1- كتابه ( حرب الخليج ) وكما نشرته جريدة الأهرام في 27 أيلول 1963 : أن الملك حسين عاهل الأُردن حدثه في فندق في باريس قائلاً : " أن ما جرى في العراق في 8 شباط قد حظي بدعم الاستخبارات الأمريكية ولا يعرف بعض الذين يحكمون في بغداد اليوم هذا الأمر . لقد عُقدت اجتماعات عديدة بين حزب البعث والاستخبارات الأمريكية . عُقد أهمها في الكويت . أتعرف ان محطة سرية تبثّ إلى العراق كانت تزود رجال الانقلاب بأسماء وعناوين الشيوعيين هناك للتمكن من اعتقالهم واعدامهم ؟ا
2-. ذكر كتاب ثورة 14 تموز لمؤلفه ليث الزبيدي في مقابلة مع هديب الحاج حمود : ان عبد السلام عارف ذكر لأحد الضباط الأحرار الموجودين معه ليلة 14 تموز 958 بأنهم سينفذّون الثورة وهناك ثلاث جماعات يجب استئصالها وهم الأكراد والمسيحيون والشيعة
3- كان عبد الكريم قاسم آنذاك زاهدا وبسيطا فقد كان ال( سفر طاس) الذي كانت تجلبه له أخته إلى وزارة الدفاع، في كل يوم، حاويا غداءه، شاهدا على زهد الزعيم، وقد شهد له الأعداء قبل الأصدقاء، بأنه لم يأخذ معه حين تمت تصفيته في 9 شباط على يد الجلادين، غير نصف دينار، وجدت في جيب قميصه ..لقد كانت موازينه خفيفة حين استشهد وهو يهتف بحياة الشعب وهو يواجه رصاص غدارات بور سعيد!! وقد استغرب مقتحمو وزارة الدفاع ، حين وجدوا في أحد أدراج مكتبه في (جناحه الخاص جدا !!)، وجدوا قائمة بأسماء عوائل كان الزعيم يوزع راتبه عليهم في كل شهر، .. علق في حينه أحد الضباط المهاجمين على تلك القائمة، وهو يمسكها مستغربا: إذن لماذا قتلنا هذا الرجل؟ **
4- يكتب الباحث والمؤرخ المناضل حامد الحمداني وهو المؤرخ الذي ساهم في صنع التاريخ الذي كتبه لاحقا ( رغم كل ذلك فقد أندفع رفاقه وجماهير الشعب التي كانت تقدر بالألوف للذود عن حياض الثورة بكل أمانة وإخلاص ،ووقفوا بجانب عبد الكريم قاسم ،بل أستطيع أن أقول أن الشيوعيين كانوا القوة السياسية الوحيدة التي وقفت بجانبه ،رغم كل ما أصابهم منه من حيف خلال السنوات الثلاثة الأخيرة من عمر الثورة . لقد أندفع معظم الضباط ،وضباط الصف ،والمسرحين من الخدمة العسكرية إلى الالتحاق بالمقاومة وحماية الثورة ،بناء على دعوة الحزب ،وقدموا التضحيات الجسام ، وسالت دماؤهم على ساحات المعارك مع الانقلابين .
كان كل ما يعوز جماهير الشعب هو السلاح الذي كانوا يفتقدونه ،ورغم كل النداءات التي وجهوها إلى عبد الكريم قاسم للحصول على السلاح لمقاومة الانقلابيين ،في أول ساعات الانقلاب إلا أن نداءاتهم ذهبت أدراج الرياح .
واستمرت مقاومة الشعب في بعض مناطق بغداد ،وخاصة في مدينة الثورة ،والشاكرية ،والكاظمية ، وباب الشيخ ،وحي الأكراد والحرية والشعلة لعدة أيام ،ولم يستطع الانقلابيون قمع المقاومة إلا بعد أن جلبوا الدروع لتنفث نار القنابل الحارقة فوق رؤوسهم ،

كما أسرع الانقلابيون إلى دفنه تحت جنح الظلام ،دون أي معالم تذكر ،في منطقة معامل الطابوق ،خارج مدينة بغداد ،إلا أن عدد من عمال معامل الطابوق الذين يعملون شغالة طوال الليل ،شعروا بوجود ثلة عسكرية في تلك المنطقة ،فما كان منهم إلا أن ذهبوا بعد مغادرة الثلة العسكرية ،إلى المكان ، حيث وجدوا ما يشبه حفرة القبر ،دخلت الربية في نفوسهم ،من يكون ذلك الإنسان ؟ ولماذا جاءوا به إلى تلك المكان ؟ صمم العمال على فتح الحفرة ،فكانت المفاجئة جثة عبد الكريم قاسم . اخرج العمال الجثة على عجل وحملوها إلى مكان آخر ،حيث حفروا له قبراً جديداً ،حباً ، واحتراماً لذلك الرجل الذي قاد ثورة 14 تموز .
غير أن الزمرة الانقلابية أحست بما جرى ،فقامت بالتفتيش عن الجثة ،وتوصلت إلى القبر الجديد أخرجت الجثة منه ،ونقلتها تحت جنح الظلام لترميها في نهر ديالى ،بعد أن تم وضعها بصندوق صُب فيه الكونكريت لكي لا تطفو الجثة في النهر ،ويعثر عليها أحداً من جديد .إن ذلك العمل البائس لا يعبر إلا عن جبن الانقلابيين ،وخوفهم من شبح عبد الكريم قاسم ،حتى وهو ميت .
5- وفي سياق الوفاء الشيوعي قام الحزب وبمساعدة أصدقاءه بنصب تمثال الزعيم في شارع الرشيد وبالذات في المكان الذي حاول جرذ العوجة وعصابته اغتياله .

ستوكهولم