المحرر موضوع: الكلدان والمهمات العسيرة  (زيارة 1301 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلدان والمهمات العسيرة
« في: 06:19 11/07/2005 »
                                              الكلدان والمهمات المنتظرة!!

يوحنا بيداويد/ مالبورن-أستراليا
10/07/2005

بعد الاتخابات الاخيرة التي جرت في العراق بعد سنين طويلة من الحرمان، وبعد الخيبة الكبيرة التي تلقاها شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) في حصوله على ستة ممثلين له في المجلس الوطني موزعة بين تكتلات واحزاب مختلفة، كنت قد كتبت مقالا تحت عنوان (الم يحن الوقت لترمييم البيت الكلداني؟!).
ولاننا ( ألكلدان )  اصحبنا نصرخ في كل مناسبة ونقول نحن نشكل القوى الكبرى من حيث العدد لهذا الشعب لذلك يجب ان يكون لنا قول في شؤون شعبنا لذلك يجب ان نبدا مرحلة جديدة من حياتنا السياسية.
 كنت اريد ان اقول في المقال ذاتها، يجب ان تكون القيادة لهذا الشعب (الكلداني الاشوري السرياني) من الكلدان ويجب ان تكون هذه القيادة معتدلة كي توقف تيار التعصب الذي يسود الجبهة الاشورية وتستطيع هذه القيادة تمثيل شعبنا في المؤسسات العراقية من الان وصاعدا وتطالب بحقوقهم وبعقلانية مقبولة وليست مبنية على اوهام قبل 25 قرن.
وبعد فترة قصيرة بدات الحرب الكلامية بين كينات شعبنا بين احزابهم ذوي الاتجاهات المختلفة، والكتاب المتزمتين المتطرفين الذين كانت كتاباتهم مملوءة من السموم (حتى وصل بهم الحد عند البعض التهجم على رجال الكنائس متهمين اياهم بالتقسيم)؟!
المهم كانت النتيجة حدوث تحرك كبير وبصورة عملية على الساحة السياسية الكلدانية لا سيما من قبل المجلس القومي الكلداني الذي عقد مؤتمره الاول في العراق قبل اشهر وانتخب هيئة تنفيذية جديدة له وكذلك تم تشكيل مجلس القوى الكلدانية التي ضمت الاحزاب الكلدانية الكبيرة مثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والمجلس القومي الكلداني والنادي الثقافي الكلداني في عنكاوة واتحاد النساء الكلداني و الدكتور حكمت حكيم الشخصية المستقلة قد التحق بهم المنبر الكلداني فيما بعد
لقد قام الاخوة الكتاب الكلدانيون بحملة توعية ثقافية كبيرة من اجل زيادة الشعور القومي واثبات الهوية الكلدانية في المحافل العراقية والدولية ولا سيما في الدستور العراقي الجديد مثلما هي بقية التسميات القديمة. وقد وصلت هذه الحركة قمتها عندما طلب (من خلال كتابة  رسائل تحريرية) العديد منهم باسم المؤسسات التي ينتمون اليها او باسمائهم شخصيا الى لجنة وضع الدستور طالبين درج التسمية الكلدانية ، كان ذلك رد فعل قوي على رسالة السيد سركون داديشو الى الحكومة العراقية بأسم جميع الاحزاب والمنظمات والهيئات والنوادي والجمعيات الاشورية طالبا فيها اطلاق التسمية الاشورية على جميع مكونات  شعبنا (الكلداني الاشوري السرياني) على اساس ان بقية التسميات هي طائفية كنسية لا اساس تاريخي لها
لاننسى هنا الدور الكبير الذي لعبه سيادة المطران سرهد جمو في محاولة ايضاح موقف الكلدان من الوحدة والتسمية الكلدانية والتسمية كلدواشورية والتي تلخصت بوجوب الاعتراف بتسميات شعبنا كلها والاعتراف بها من قبل جميع المؤسسات قبل اقدامنا على تبني استراتيجية موحدة ، لان بدون هذا الاعتراف تكون وحدتنا مهددة دائما بتيارات الانقسام والضياع على ايادي المتطرفين اجلا ام عاجلا.
 وبعد صراع طويل ونقاش كبير لم يحصل الكلدانيون على اي اعتراف صريح من قبل اخوتهم الاشوريين بالتسمية الكلدانية كتسمية مرادفة ومتساوية للتسمية الاشورية ، فقام غبطة البطريرك عمانوئيل الثالث الكلي الطوبى رئيس الكنيسة الكلدانية ، بمخاطبة الحكومة العراقية ولجنة الدستور رسميا بادراج التسمية الكلدانية كتسمية قومية لشعب الكلداني مثل بقية القوميات العراقية الاخرى.

هذه كانت نظرة سريعة على اهم الاحداث منذ الانتخابات الاخيرة لحد الان. لان الكلدان اليوم اصحبوا امام الامر الواقع، لقد  طالبوا باعتراف رسمي بوجودهم، لذلك يجب ان يتم العمل بصورة جدية اكثر من قبل الكل للوصول الى هذا الهدف ،لقد اصبح الكلدان امام مهمات  كبيرة وعسيرة بعد هذه المطالبة ، لابد ان يدركها قادة الاحزاب الكبيرة وجميع السياسين والمثقفين و قادة المؤسسات الاجتماعية وحتى الرئاسة الكنسية.
يجب ان يعترف الكلدانيون ببعض الحقائق المهمة في هذه المرحلة من التاريخ

اولا    
على الرغم من ان الكلدان كانوا في الساحة السياسية خلال فترة القرن العشرين كله ضمن الاحزاب الوطنية العراقية وان الكثير منهم وصل الى مركز القيادات سواء كانت في الدولة العراقية او في قيادات الاحزاب . لكن الكلدان لم يكن لهم حزب او مؤسسة خاصة بهم ذات طابع قومي ما عدا الكنيسة التي كانت
98% من عملها ديني.بحت

ثانيا   
نعم لدينا العديد من المؤسسات الحديثة ونحن لا نستيهن بقدراتهم وقدرات قياداتهم  لكن يجب ان نعترف بالحقيقة نحتاج الى خبرة اكثر في مجال السياسة مقارنة مع الاخوة العرب والاكراد وحتى الاشوريين ، وان ذلك لا يأتي بكتابة مقالات ورفع الشعارات في الندوات او القاء التصريحات الاعلامية.

ثالثا   
على المؤسسات الكلدانية ان تبقى متراصة معا في الحفظ على وحدة الكلمة وان افضل شيء قاموا به السياسيين هو تاسيس مجلس القوى الكلدانية، لكن هذه المؤسسة يجب ان لاتكون حبر على الورق يجب ان تكون على اتصال مع القيادت الحزبية بصورة مستمرة وان تكون جميع القرارات في حالة توافقية مع نهج الذي يحتاجه الكلدان  وان لا ندخل في المتاهات الحزبية الضيقة والانقاسامات الحزبية والفردية التي تتصارع مع بعضها  من اجل مصالح فريدة كما يحصل عادة للاقليات



رابعا   
يجب ان يتخلص الكلدان من الصيغة العشائرية او القروية التي تتصارع من اجل ابراز هوية القرية او العشيرة التي بدأت تغزو مجتمعنا لا سيما في المهجر وكأننا نعيش عهد القرون الوسطى. الكلدان يجب ان يفوقوا من نومهم الطويل ، وان يعلموا ان اتكالهم على الكنيسة كما كان في الماضي يجب ان يتغير، لان رجال الكنيسة يقولونها بكل صراحة ان الكنيسة لن تقوم بدور العمل  السياسي نيابة عنهم ،  لكنها تساعدهم وترشدهم في رسالتهم وعملهم السياسي من اجل المصلحة العامة .
لذلك البقاء في قوقعة الجمعيات القروية هي مثابة عملية تخدير المشاعر ومضيعة للوقت وخسارة في النضال القومي وبالتالي خسارة في مكانة شعبنا للحصول على حقوقه؟!!!

خامسا   
ان خيار الوحدة يجب ان لا ينقطع مهما تصاعدت صيحات المتعصبين من الاشوريين او الكلدانيين ومهما نفخوا في البوق عن التاريخ الماضي لان الحقائق على ارض الواقع تقول شيء اخر ، بدون الوحدة ان الضياع يكون من نصيب الكل في المستقبل القريب خاصة بعد ان يتم وضع الدستور دون الحصول على حقوقهم.
 يجب ان يدرك الكلدان ان المبادرة الان في يدهم ،لانهم الاكثرية في ارض الوطن ولهذا يجب ان يكون الاعتدال طريقهم في التفكير و ويجب ان يكون موقفهم موقف الاخ الاكبر في العائلة وان كان قد اسيء اليهم من بعض الكتاب الجهلة في الماضي خاصة الذين لا يدركون شيئا عن مسار جري التاريخ.

في الختام نقول اذا كان نجم الكلدان قد صعد من الشرق مرة اخرى بعد الفي سنة ، على الكلدانيين العمل بالمثابرة والجهد الكبير كي يصلوا الى حقوقهم  ومكانتهم الحقيقة في المجتمع العراقي ، على الاقل يجب ان يتحملوا نصيبهم من العمل القومي الشامل لشعبنا، والا سوف يمر نجمنا مرة اخرى دون ان نحصل على شيء يذكر مرة اخرى، وربما ستكون هذه المرة الاخيرة يظهر ذلك النجم.