المحرر موضوع: ((القمة العربية وأحزابنا القومية))  (زيارة 949 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لجنة محلية صبنا الكلدانية

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 106
    • مشاهدة الملف الشخصي
 ((القمة العربية وأحزابنا القومية))
تتسارع وتيرة انعقاد مؤتمر القمة العربية المزمع انعقاده في العاصمة العراقية بغداد في شهر اذار المقبل من هذا العام. ويأتي انعقاده نتيجة إجراءات مستفيضة ومتواصلة بين الحكومة العراقية من جهة وبين هيئة الجامعة العربية من جهة أخرى نجح العراق من كسب ود المجموعة العربية من خلال عدة محاور فأستطاع امتصاص مخاوف الرأي العربي الحكومي من الوضع الراهن المترنح في العراق إن كان امنيا أو سياسيا أو طائفيا واستطاع أيضا من إبقاء نفسه في المحيط العربي الإسلامي رغم الجهود الحثيثة التي بذلتها الدول المجاورة لجر العراق نحو حافة التبعية والطائفية من خلال فرض اجنداتيها على الحكومات المتوالية بعد سقوط النظام عام 2003. ويأتي مطلب انعقاد هكذا مؤتمر استثنائي في ظل ظروف استثنائية يمر بها العراق من تهدئة للساحة السياسية ومقدرة الكتل بعد صراع دام اكثر من سبعة اشهر بعد الانتخابات البرلمانية من تشكيل حكومة وطنية ذات قاعدة عريضة ارضت اغلب شرائح الشعب العراقي ؟ ؟ وعطلت مشاريع الكثير من دول المحيط التي حاولت كثيرا ان يكون لها  موطئ قدم في الخارطة السياسية الجديدة !.
يأتي انعقاد المؤتمر أيضا في ظل ظروف استثنائية جديدة تمر بها منطقة الشرق الأوسط  من نزاعات فكرية وملفات شائكة وساخنة وعالقة لمسارات سياسية جديدة هي بالحقيقة موغلة في القدم قدم الحكومات الثابتة على كراسيها لاجيال مضت التي ادت الى إضعاف الفرد الشرق الأوسطي العربي اقتصاديا وماديا وفكريا فعطلت بذلك قدرته من المشاركة الفعلية في صنع القرار. اذن استطاع العراق من كسب ود المجموعات العربية والجامعة العربية عن طريق عراب الخارجية العراقية السيد هشيار زيباري الذي لعب دورا حيويا في بلورة فكرة انجاح هكذا مؤتمر في هكذا ظروف يمر بها الوطن ليبرهن ان العراق قادر وباستطاعته الانخراط والمشاركة في القضايا العربية وايظا اعادة احياء العراقي عربيا بعد انقطاع للود دام سنين .
ومن منطق القول ان الرفض او الرد الايجابي للجامعة العربية في إقامة مؤتمرها في العراق يكون العراق قد خطى خطوات ايجابية نحو استكمال مشروع إعادة هيكلة العراق جغرافيا في النادي السياسي العربي والشرق الأوسطي من منظور حكومة ذات قاعدة واسعة تحظى باحترام الجيوسياسي للمكونات العراقية .
بالطبع ستكون هناك عناوين رئيسية من الجانب العراقي على شكل رسائل مباشرة توجه الى القادة المشاركين وهي مطالب مدروسة وسيكون لها أولويات قصوى في المؤتمر. ومفادها ان التركيبة الوراثية للمجتمع العراقي بكل أطيافه وألوانه بين اقلية وأكثرية وميول ورفض وبين دين الدولة الواحد والأديان الأخرى وتعدد القوميات بهذه التركيبة الفسيفسائية والواقع الملموس على الأرض يمكن للجامعة العربية والدول العربية ان تتعامل مع العراق وحكومته التي تحاول بقدر الإمكان من خدمة الإنسان العراقي من الشمال إلى الجنوب والعمل على الحفاظ على وحدة العراق على الطريقة التي اختارها الشعب . من هنا نستطيع ان نقول بان القمة المقبلة ومن خلال تسارع الكثير من قادة الدول العربية بتأييدها وقبولها وإطلاق البيانات الايجابية تجاهها نستطيع إن نقول بأنها المفتاح الذي سيفتح به باب الشرعية العربية تجاه الحكومة العراقية التي كثيرا ما عانت من إيصال مفهوم احترام وجودها الشرعي الى العالم العربي والإسلامي الذي رفضها مرارا وتكرارا بحجة مكننة الحكومة طائفيا اذن من واجب الحكومة العراقية المتشكلة من البرلمان العريض للاطياف العراقية ان تطرح  جملة مطالب مهمة وملحة وعلى الجانب العربي ان يقرأها بتاني ورؤى اكثر صدقية لمستقبل هذا البلد ومحيطه وعليها أيضا ان تعرف ان ارادة العراقيين هي الفيصل الاخير في كل المعادلة السياسية التي ستشكل منها الحكومات المقبلة   والحكومة الحالية هي نموذج لهذه المعادلة والتي هي بنظر الكثير من العرب حكومة جهة واحدة او طيف معين ولكنها في الحقيقة خرجت من رحم صناديق الاقتراع وتفاوض سياسي طويل الامد واستطاعت من إثبات وجودها على عدة محاور عربية واقليمية وما انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد ألا دليل واضح على ذلك.
وهنا يقع على عاتق القادة العراقيين تعريف (العراق) تعريفا جديدا وصحيحا مبني على الحقائق الملموسة على ارض الواقع بغض النظر عن جغرافية العراق الواقعة على الخارطة العربية .فعراق اليوم اصبح عراق العراقيين جميعا من شماله الى جنوبه وان كان نسبة العرب فيه اكثر من 60% فهذا لا يعني بانه الرقم الاصعب في المعادلة او الرقم الشمولي الأوحد بقدر ما سيبقى هذا الرقم يمثل رقماً وقومية عزيزة تعيش مع الكثير من القوميات الاخرى وان كانت اصغر منها عددا كالأكراد والتركمان والكلدان والسريان والاثوريين والايزيديين والصابئة والشبك وكل شخص يحمل اسما حتى وان كان شخصا واحدا فهو ابن العراق وله الحق في العراق كله, ومن هذا المنطلق وبهذا التعريف البسيط على الجامعة العربية ان تفهم هذا العراق الجديد وتراعي كل العراقيين قبل ان تنظر الى خارطته العربية , والكل يعرف بان العراق هو صاحب نظرية المثلث الديني الإبراهيمي(اليهود والمسيحيين والإسلام).الذي انطلقت اشعاعاته من ارض العراق من اور الكلدانيين .وبما ان احد الاضلاع لهذا المثلث الديني وهم اليهود الذين اخرجو من العراق قسرا وظلما وخسر المثلث الديني في العراق احد اضلاعه فان الضلع الثاني القائم هو ايضا مهدد بالانكسار واخراجه من المعادلة ترهيبا او ترغيبا مما سيؤدي بسقوط الضلع الثالث على مصراعيه وان سقوطه سيكون قويا. اذن فالعراق الان هو عراق الاسلام  والمسيحيين والايزيديين وكل من له دينا مختلفا عن الاخر , وكما قلنا بان الضلع الثاني وهو الحلقة المهددة بالسقوط وهم المسيحيين بكل طوائفهم فان مصير بقائهم ووجودهم على ارض ابائهم واجدادهم يتوقف على الفهم الحقيقي من الطرف الاخر بان المعادلة في العراق ستبقى معادلة موزونة مادام المسيحي يعيش على ارض ابائة رغم قلة عدده. ومن منطلق الفكر والإبداع فانه ليس للأغلبية اي مبرر ليسود على الاقلية بقدر ما يكون الفرد  المعطي هو رمز الإشعاع الفكري والأدبي  الذي ينير الدرب امام الملايين .وهكذا كان المسيحيين العراقيين من كلدان وسريان واثوريين وارمن فقوة عطائهم وابداعهم اللا محدود واصالة حضارتهم وثقافتهم وثباتهم على المباديء الانسانية وحبهم لوطنهم الذي لا يضاهيه اي حب رغم كل المراحل الصعبة التي مرت بها الدولة العراقية كل هذه الصفات الانسانية والاخلاقية جعلت منهم وبأمتياز وعبر شهادات كل العراقيين الغير مسيحيين جعلت منهم الانسان الاول المبدع والخلوق والمحب فاستحق بجدارة لقب الفاضل في الاخلاق والصادق في الحياة.
من هذا المفهوم الواسع الغير معقد في نظرنا على الدول  العربية ان تفهم خارطة العراق الاثنية وتقبل بواقعها الذي لابد منه لأستقرار وديمومة الحياة في العراق. اذن على احزابنا وقوانا السياسية الفاعلة والتي يقع على عاتقها ايصال مطاليبنا المشروعة الى ابواب القمة العربية المقبلة عبر الرئاسات الثلاث  زائدا الخارجية لتستطيع من اشراك الرأي العربي المسلم بالوضع اللا انساني والاضطهاد الحاصل بحق ابناء شعبنا في البلاد الرافدية.
واخيرا انعقدت القمة العربية او لم تعقد فان بقائنا في هذه الارض مرهون بالكثير من التغيرات والوعود التي تقع على عاتق الحكومة المركزية  التي ستتخذها ضمانا لسلامة هذا المكون الصغير في العدد والكبير جدا في تاريخه والاصيل في جذوره وعليها ايضا الحكومة العراقية ترجمة وعودها الكثيرة تجاه هذا الشعب من خلال استبدال او استعدال للكثير من الخطابات الدينية والسياسية الممنهجة التي تعمل على هجرة المسيحيين وتركهم  لبلدهم وبيوتهم وعدم التنصل من الوعود الكثيرة التي قطعتها حتى نلمس شيء يبرد القلوب ويهديء الخواطر وترجع المياه العذبة الى دجلة والفرات ولنا بعد المؤتمر تتمة .




           ماجــــد يوســــف
   لجـــنـة محـــلية صبــنا الكــلدانية