المحرر موضوع: مضاهرة كاور باغي في شركة نفط كركوك  (زيارة 3216 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل sabri oghanna

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 544
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
        مضاهرة كاور باغي في شركة نفط كركوك
 
         صبري عيسى أوغنا

 لوقارنا بما يحدث ألآن من مضاهرات في مناطق مختلفة من ألعراق لتحسين الخدمات ألأساسية من كهرباء وماء والبطاقة التموينية ولا سيما إلأفتقار الى ألأمن والعمليات الأرهابية التي تحصد شهداء بين حين وآخر، وتتوقا للعيش الكريم والقضاء على الظلم والمجاعة والفقر المدقع.
 وبما حدث في مضاهرة كاور باغي ..
   لرئينا تشابه في الرؤى  والظلم الذي عانى منه الشعب العراقي ولا زال
 يعاني بالرغم من سقوط نضام الطاغية صدام حسين في منذ ثمانية سنوات، ومات الحلم ، كان يتأمل المواطن العراقي شيئا من التغيير ولكن لم يحصل.
  وحكومة المالكي تكدس بالوزراء والنواب ، فلم يشهد العالم بحكومة تضم ٤٢ وزيرا حتى في الصين !. مما يرهق كاهل الدولة  ويقلص ميزانيةالدولة، في سبيل تهىيئة فرص عمل للعاطلين،
وتحسين الخدمات. لا يوجد كهرباء ولا ماء الفساد المالي مستشري في جميع الدوائر و المؤسسات ، والمستنقعات تغطي الشوارع  بالمياه الآسنة ،فهناك اربعة ملايين ارملة، والأطفال الأيتام والمعاقين باعداد كبيرة، وعيش الكثيرين من العراقيين على النفايات، بالوقت الذي يعتبر العراق في صدارة الدول المنتجة للنفط.  اين سرقت ثلاث  مائة مليار دولار  من قوت الشعب إ؟.
لقد يشهد العالم العربي اليوم من تغيير نحو الديمقراطية كما
في تونس ومصر وتلحق بها دول عربية آخرى للتخلص من الدكتاتورية والأستبداد.  آن ألآوان اليوم ان يحدث هذا في العراق الجريح .
 ان ما حدث من مضاهرة عمال نفط كركوك الأخيرة  للمطالبة بحقوقهم أشبه بمضاهرة (كاور باغي) الشهيرة والتي حدثت في عهد نوري سعيد لشركةنفط العراق (IPC) وقد سارت اعداد غفيرة من عمالها  بالتضاهرة من اجل حقوقهم المشروعة وضد احتكار ألأنكليز لنفط كركوك  ونهج اسلوبهم القمعي والدموي ، وفي يوم 13 تموز / يوليو توجه العمال إلى كاورباغي للخروج بالمظاهرة الى الشوارع إلا أن قوات الشرطة قامت بمحاصرة المتجمهرين في كاورباغي من الغرب والجنوب مدينة كركوك وكان العمال يطلقون الهتافات ، فتقدم إليهم معاون الشرطة سعيد عبد الغني وانذرهم بالتفرق ثلاث مرات ، فلم يتفرقوا ، فأمر أفراد الشرطة الخيالة بتفريقهم بواسطة العصى فحدثت بعض المناوشات بالحجارة بين الطرفين ، إلا انه سرعان مابدات الشرطة بإطلاق الرصاص من بنادقهم باتجاه العمال وسقط (6 ) شهداء و ( 14) جريحاً ، وقيل هناك عدداً من الجرحى لم يراجعوا المستشفى خوفاً من المحاسبة . ولم تذكر المصادر أسماء الجرحى والشهداء سوى اثنين من الشهداء منهم : ( حبيب سيد صالح ، شاكر مردان ) .
وبعد انتهاء الإضراب عقد الوفد الرسمي اجتماعاً مع مدير الشركة حضره متصرف لواء كركوك واستمر خمس ساعات بحثت فيه مطاليب العمال واتفق الطرفان على اجابتها ، وبذلك حصل العمال على مطاليبهم ولكن ليس قبل تقديم القرابين من أبناء المدينة الأبرياء .

 وهنا أسرد مثالا حيا لما حدث لوالدي وكونه احد المتضاهرين انذاك والذي إصيب بطلقة نارية في كتفه ألأيسر، فلم يفلح إلا أن زحف نفسه قليلا الى الرصيف وفي هذه ألاثناء وقف شرطي آخر مصوبا له بندقيته لقطع النفس الأخير وما حدث لم يكن في الحسبان وقف وراءه رجل شهم وقال إنه مصوب لماذا تقتله ؟ إن أنهيته سأنهيك في الحال، وبذلك أنقذ والدي من موت محقق كملاك حارس !!
 لقد عانى الشعب العراقي من العنف والظلم في فترات متعددة إبتداءا من الحكم العثماني ولحد الآن ومن السياسات القمعية والدموية ومن الحروب وقاس ابشع انواع التعذيب في السجون والمعتقلات والذي يعتبر
إنتهاكا لحقوق الأنسان و هجر المهجرين ، وقد آن ألأوان اليوم لأعادة النظر في حقوق جميع المواطنين العراقيين وتصفية المناخ السياسي من التحزبات  الطائفية الضيقة ومن كافة انواع التخلف  والتطرف الديني والقضاء على الأرهاب وقطع الطريق امامهم  واللذين يستغلون الصراعات السياسية على السلطة لقتل ألأبرياء من شعبنا ومحو تاريخه الطويل وتراثه  العريق والذي مر عليه آلاف السنين، لتحقيق أهدافهم السوداء.
 آن الآوان لجر العراق الى بر الأمان. وليعود عراقا زاهرا ولا تسرق احلام العراقيين بعد الآن.