المحرر موضوع: عاداتُ الكربلائيين طبائع مكتسبة يروّج لها البسطاء ويمقتها المتحضّرون 26/02/2011 09:51  (زيارة 796 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل noor goorg

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3123
  • الجنس: أنثى
    • مشاهدة الملف الشخصي
عاداتُ الكربلائيين طبائع مكتسبة يروّج لها البسطاء ويمقتها المتحضّرون
26/02/2011 09:51


النجف26 شباط/فبراير(اكانيوز)- لاتزالُ الأعراف والعادات أو الطبائع المكتسبة، تهيمن على سلوكيات الكربلائيين وهي عادة ما تصدر من كبار السنّ خاصة النساء الكبيرات بالسن، حتى أصبحت ظاهرة اجتماعية ارتبطت بتاريخ وتراث المدينة وسكانها.

Habits of Karbalaولا يشترط بهذه الأعراف أو التقاليد أن ترتبط بالمفاهيم الأخلاقية، فهنالك الكثير من هذه التقاليد مجرد دعابة أو أحداث عرضية تحدث للإنسان في الحياة وتجد من يحتضنها ويروّج لها مثل أهالي الريف والبسطاء من الناس، فحرق نبات الحرمل لطرد الحسد قبل غروب الشمس وكذلك منع الفتاة من تنظيف البيت ليلاً لكي تتزوّج بأسرع وقت، وتحطيم الأواني الفخارية لطرد النحس عن أهالي البيت هي طبائع مكتسبة على مدى السنوات لدى أهالي المدينة وهنالك من يرحّب بها وآخرون يمقتوها بوصفها تخلّفاً وانتقاصاً للتطور والحداثة.

ويقول أحد أهالي المدينة  وليد محمّد سلطان 53 عاماً لوكالة كردستان للأنباء (أكانيوز) إنّ "التقاليد الكربلائية تعد طبائع مكتسبة لدى أهالي المدينة وقد ارتبطت بهم اجتماعياً وتاريخياً فبعضها قديم جداً وأخرى وليدة الحاضر، وقد ابتدأت هذه التقاليد عند أهالي الريف وتأثر بها أهالي المدينة وأصبحت تمثل لهم تراثاً يعتزون به مع إن الكثير من هذه الطبائع هي بالمنظار الحديث مجرد خرافات أكل الدهر عليها وشرب".

واضاف "عادة ما تصدر مثل هذه الطبائع من النساء كبيرات السنّ حيث يجد الأبناء في ما تقوله العجوز حكمة يجب الأخذ بها وإلا فاللعنة ترافق كل من يتخلى عنها ويحاول الانتقاص منها، ولذلك تولّدت مثل هذه الطبائع بحسب أمزجة مروّجيها وأصبحت عادات اجتماعية متوارثة".

بينما يرى حسنين السلامي وهو معلّم؛ بأنّ "الفطرة التي يولد عليها الإنسان تجعله يصدق ويعتقد بمثل هذه العادات التي يتناقلها البسطاء من حوله، ولذلك تجده يتأثر ويتفاعل معها حتى إن يترك اعتقاداته الدينية جانباً أمام مثل هذه العادات ويقدسّها بحيث تصبح جزءاً من شخصيته".

ويؤكد السلامي بأنّ "الإنسان الواعي والمتعلّم لا يتأثر بمثل هذه المكتسبات الاجتماعية البسيطة وهو ينظر إليها بأنها خرافات أو حماقات تصدر من أناس بسيطين ويحاول أن يبددها بالمفاهيم الحديثة".

وتوضّح الحاجة أم عقيل 60 عاماً بأنها "لا يمكن أن تتخلى عن مثل هذه التقاليد التي توارثتها عن عائلتها وهي تحدّد سلوكها وشخصيتها وتحب أن يكون أبنائها متمسكين بها".

وتقول أم عقيل وهي قابلة مأذونة لـ (أكانيوز) "عندما وعيت على الدنيا وجدت أمي وجدتي وهما يتعاملان بهذه العادات والتقاليد، ولكل يوم أو مناسبة عادة مكتسبة تقوم النساء بممارستها وبذلك توارثتها وأصبحت أعمل بها حرفياً وأخشى أن تفوتني".

وتابعت بالقول  "علمت هذه العادات لبناتي وكذلك لزوجات أبنائي لكي يبقين محافظات عليها، فهنالك لدينا عادات لجلب الرزق وكذلك طرد النحس أو الحسد عن البيت وغيرها".

بدورها تؤكّد المواطنة شذى إسماعيل 30 عاماً وهي ربة بيت لـ (أكانيوز) بأنّ "مثل هذه العادات المكتسبة قد تصبح دعابة أو خرافة تقيّد فكر الإنسان وتجمّد عقله بحيث لا يستطيع أن يفكر أو يبدع ما دامت مثل هذه العادات والتي تسمى شعبياً بـ (سوالف العجائز) مسيطرة عليه".

وتضيف إسماعيل، "لا يمكن تبني مثل هذه العادات التي تصدر عن أناس جهلاء"، بحسب قولها، مضيفةً بأنها "غير مبنيّة على أساس علمي أو ديني وحتى لو تمسّك بها الإنسان فهي غير نافعة وقد تضرّ بصحته كما إن هنالك بعض العادات التي تودي إلى الموت".



http://www.aknews.com/ar/aknews/3/221056/?AKmobile=true