المحرر موضوع: المغفور له القس البيداري من رجالات النهضة الآشورية  (زيارة 1030 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من رجالات النهضة القومية الآشورية

نشر موقع " المحطة " تحت عنوان – رجالات النهضة القومية الآشورية  ومنها حول شخصية الأب بولس البيداري والنص أدناه ، ولكن أحب  ان أضيف عليها التالي:

مما سمعته وعلمته عن هذا الأب الفاضل حبه وتفانيه من أجل أمته أن الكنيسة الكلدانية في الحقيقة طردته الى سوريا لتتخلص منه بحيث كان الوحيد بعد الرعيل الأقدم من امثال والمغفورين لهما المطرانين أدي شير ويعقوب اوجين منا الذين كانوا يتقنون اللغة جيدا لهذا كانت الكنيسة الظاهر لا تستسيغه.

في الحقيقة أتذكره كوني حدثا، وهذه إحدى نشاطاته إذ مرة  أقام في منطقة الخابور الآشورية مسابقة دراجات وكان يقضي معظم أوقاته في شعبه الآشوري معلما ومرشدا وحتى عندما كان راعي الكنيسة المسماة الكلدانية في القامشلي البطريرك نظرا لحبه حيث كانت اللغة من مواد التي تدرس فيها وما سمعته من افراد عائلتي ، ولكن للأسف الكنيسة يبدو نقلته منها والذي علمت به كان يعيش بين افراد شعبنا الآشوري . اما المدرسة الكلدانية التي كان تدرس فيها زوجتي واخيها،عندما  أوقفت فيها تدريس اللغة ( عمي – والد زوجتي ) المرحوم " يوسف سلمون / بيث شليمون كان قوميا فذا ومشهود من قبل شعبنا الآشوري ومن مختلف الطوائف في مدينة القامشلي أرسل اولاده الى  مدرسة الإخوة السريان الأرثوذكس التي كانت تدرس اللغة بدون انقطاع حتى صدور قانون بإغلاق المدارس الخاصة والتي أممت من قبل الحكومة السورية .

كما ذكر لي أحد الأشخاص كان المرحوم برفقة مطران الكلدان القادم من حلب في زيارة الرعية في منطقة الجزيرة ويبدو كانا في مقابلة المسؤولين الحكوميين ذات مرة وطلب منه التحدث نيابة عن المطران كونه بليغا باللغة العربية والأب البيداري وبحماس يتكلم عن مآثر أجدادنا لمدة طويلة شيئا امتعض منه المطران الذي بين الفينة والفينة وبصوت خفي وبلغتنا يقول له كفاك ، وبصورة مفاجئة وبصوت عال وفي لغتنا توجه الى المطران وصرخ في وجهه ( عفوا  لقول الكلمة ) حيث أخرسه .
...................

الأب بولص بيداري
 
كانت ولادته في سنة 1887 في قرية " بيدار" الاشورية في قضاء زاخو في شمال العراق - وبيدار اسم سرياني (بًيةلآ دٍرِأ) يعني موقع المعركة او ميدان الحرب - وفي مسقط رأسه تعلم مبادئ لغته السريانية وكذلك اللغة العربية . ومنذ نعومة اضفاره ابدى محبته الفائقة للعلم . لذا وقع عليه اختيار الاباء الروحانيين في قريته، وارسلوه الى معهد ماريوحنان الحبيب الكهنوتي في مدينة الموصل , الذي اسسه الاباء الدومنيكان في القرن التاسع عشر , وهناك انكب على الدراسة وارتشاف العلوم من مناهل المعهد المذكور, وبانت مواهبه الخلاقة وبدا متميزا بين اقرانه .
رُسمَ كاهنا سنة 1912, على يد مثلث الرحمة مار طيماثيوس مقدسي ( الالقوشي) مطران زخوا . وخدم في مسقط رأسه لفترة من الزمن , ثم نقل الى سوريا , والتي امضى فيها ردحا من حياته, ولم يعد الى وطنه الا في سنين عمره الاخيرة, حيث توفي في الموصل في السابع من ايلول سنة 1974, وانطفأ ذلك السراج النيّر الذي سنا نوره في سماء ادبنا السرياني.
عاش الاب بيداري حياته قوميا حتى نخاع العظم, ولم تبرد حرارة محبة لامته حتى اخر لحظة من حياته, وكان على الدوام يدعو بني امته من خلال مواعظه وكتاباته , ويحثهم على اعلاء شأنها , والافتخار بانتمائهم اليها , وبعث لغتها المجيدة والمقدسة , والاتحاد بالفة ومحبة , ونبذ اسباب التفرقة مهما كان مصدرها .
يعتبر الاب بولس بيداري اديبا فذا وكاتبا بليغا , وهو واحد من القلة الذين كتبوا وتضلعوا في اداب وقواعد اللغة السريانية في القرن العشرين . وبالاضافة الى لغته السريانية كان يتقن اللغة العربية والفرنسية والانكليزية واللاتينية والكردية . وترك لنا ارثا غنيا من مؤلفاته ولكن مع الاسف فان معضمها بقيت حبيسة في مخطوطاته , ولم تجد طريقها الى النشر, وقسم منها فقد اثناء تنقلاته, وقليلها الذي نشره المؤلف وهو على قيد الحياة وهي :

1. دليل الطلاب , او الموجز في نحو اللغة السريانية, ونشره في الموصل سنة 1923 - مطبعة الاثوريين للكنيسة الشرقية المقدسة .
2. المقال الجامع : ومطلعه " ايتها الامة الحبيبة " ومقال ملحق به يصف فيه الملفان السرياني مار افرام الكبير . وطبع الاثنان في الهند سنة 1957 .
3. قنبلة الاب بيداري , ونشره في بيروت سنة 1936 , وهومؤلف باللغة العربية يحوي مقارنة بين اللغة السريانية والعربية .
4. فضيلة الفتاة , باللغة العربية , نشره في قامشلي بسوريا سنة 1956.
5. بين البتولية والزواج , نشره في قامشلي سنة 1966 , وهو باللغة العربية ايضا .
اما الكتاب الوحيد الذي نشر بعد وفاته فهو " مقالات وقصائد مختارة " نشره الاب ألبير ابونا عن طريق مجمع اللغة السريانية في العراق سنة 1977 . وهو الكتاب الذي اقتبسنا منه هذه المعلومات والقصيدة المنشورة هنا. والكتاب هو بخط ﺃﮔﻴﻟﻲ رائع خطته قصبة المرحوم القس (المطران) يوسف توماس في القوش سنة 1977.

وكثيرة هي المؤلفات التي لم تنشر, واما السريانية منها فهي :
1. درب الصليب (اولآرحِأ دٍؤلتثِأ), ويصف زيارة الاراضي المقدسة , وهي قصيدة على البحر الافرامي.
2. كتاب الرئاسة الكلدانية (رًشِنولآةلآِأ دكٍلدِيُأ), ولكن هذا الكتاب فقد ولم يعثر عليه بين مقتنياته .
3. مقال في المجازر التي حصلت لابناء امته في جزيرة قردو في سنة 1915 . والجزء الاول هو على الوزن الافرامي (السباعي) , اما الباقي فهو على الوزن النرساوي (الاثني عشري) .
4. كتاب في جغرافية الارض (مٍخةلآثِنولآةلآ اِرعِأ ), وهذا ايضا فقد من بين موجوداته . اما مؤلفاته العربية التي لم تنشر في :
5. نثار الملوك,
6. قصة الربان هرمز .
7. قصة مار افرام الكبير .
8. قصة مار بهنام الشهيد .
9. بحث عن مار افرام .
10. بحث في اللغة السريانية , القلم الشرقي والقلم الغربي .
11. كتاب تفسير التسابيح السريانية باللغة العربية .