المحرر موضوع: ماذا لو تشكل برلمان الشعب ليفضح برلمان الحكومة ؟  (زيارة 560 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا لو تشكل برلمان الشعب  ليفضح برلمان الحكومة ؟

لمجرد أني أستطيع أن أرفع صوتي محتجا على خطأ وأستل قلمي لأكتب رافضا أي سلوك يهدم ما أحلم ببنائه في وطني هذا يشكل عندي ردا على سنوات القحط التي سقانا البعثيون الانجاس وأزلامهم فيها صنوفا من القهر لايمكن أن تنسى طوال أربعة عقود من تسلط عصاباتهم على كل أحلامنا في حياة كريمة ووطن نحبه .
لكني لست سعيدا بما أنتجته  شركات السياسيين في وطني من بضاعة لاترتقي لأبسط المواصفات التي أعلنوا عنها خلال الثمانية سنوات التي تصدروا فيها المشهد السياسي العراقي وأذاقوا فقراء الشعب فيها جرعات من الألم قد تكون في بعض تفاصيلها أعمق من الام البعثيين في مفارقة مخجلة يجب أن ينتبه لها الوطنيون المشاركون في أدارة العراق الجديد وأقول الوطنيون لانني على يقين مثلما عليه العراقيون بأن الكثير من البعثيين لازالوا في مواقع ربما تكون أرفع من مواقعهم في النظام السابق تطييبا للخواطر أو تقسيما للأدوار والغنائم .
في دورات الأنتخاب التي قدم فيها شعبنا صورا خالدة في ذاكرة الأنسانية من أجل خلاصه والرد على جرائم عصابات البعث لم يكن ينتظر من قوى كانت تبشره بحياة جديدة أن تتصدر وتتضمن قوائمها أسماء لاتفكر الا في مصالحها الشخصية ومصالح أحزابها وتكويناتها المذهبية على حساب مصالح الفقراء من الشعب وتعتمد قانونا للانتخابات يوفر للكبار خلاصة جهد الاخرين وأصوات ناخبيهم ليكون الكبار في العراق الجديد لصوصا تحت راية الديمقراطية .
ألان بعد أن تصدرت المشهد السياسي للمنطقة تظاهرات الشباب التي أسقطت حكام تونس ومصر وهي في طريقها لاسقاط حكام ليبيا واليمن وعمان والبحرين وكل حكام التسلط في منطقتنا العربية لابد أن ننتبه الى ما أعتمدته الحكومة العراقية من أساليب غير مقبولة في التعامل مع التظاهرات العراقية في ساحة التحرير رغم أنها تدعي أن الوضع في العراق يختلف عن أوضاع البلدان التي تفجرت فيها الثورات وأسقطت حكامها لكنها بدلا من أن تتعامل مع تظاهرات الشباب العراقي بحكمة أستخدمت نفس أساليب الحكومات الدكتاتورية التي سقطت ! فقد كان الرصاص الحي ومنع التجوال والحواجز الكونكريتية والاعتقالات للناشطين بعد تفريق التظاهرات اساليبا قذرة للسلطات بدلا من أطلاق حرية التظاهر لتكون نموذجا للديمقراطية  .
لقد توالت جمع التظاهر منذ الخامس والعشرين من شباط ويبدو انها ستستمر وستكون المواجهات القادمة ساخنة بين قوات الامن المدججة بالاسلحة وجماهير المتظاهرين الرافعة لشعارات فضح الحكومة وبرلمانها بشكل سلمي يدعو للتغيير ومحاربة الفساد بكل أشكاله ولان هكذا مواجهات لابد أن تكون فضاءا لاستغلال أطراف لاتريد للعراق صالحا ولاللعراقيين حياة كريمة تدفعها أجنداتها لمواجهات الدم والضحايا وتدمير الممتلكات العامة للوصول الى فوضى تكون مناسبة لتنفيذ أجنداتها فأن بديل التظاهرات ربما يكون أكثر فضحا للفاسدين وأبعد منالا من القوى المعادية لشعبنا لاستغلاله وأبلغ تأثيرا على كامل العملية السياسية بعد السنوات الثمانية التي خسرها الشعب بانتظار غده الافضل .
أنا أدعو الى تشكيل برلمان الشعب بنفس عدد أعضاء البرلمان العراقي وبنفس نسب التمثيل للمحافظات على أساس عدد سكانها من الناشطين في منظمات المجتمع المدني ومن ممثلي الاحزاب والقوى الوطنية التي سرقت أصوات ناخبيها ومن الشرائح المتضررة من أداء الحكومة والبرلمان في دورته السابقة والحالية بتمثيل منصف للمرأة وببرنامج يناقش كل مالم يناقشه برلمان الحكومة في دورتيه خاصة قانون الانتخابات وقانون الاحزاب وقانون النزاهة وقانون النفط والثروات الطبيعية والتعليم والصحة ورواتب المسؤولين والزراعة والصناعة والتكافل الاجتماعي ومجالس المحافظات وتوزيع الثروات وكل مايناقشه مجلس النواب العراقي المنتخب بمافيه محاسبة الاعضاء على عدم حضورهم الجلسات والغاء القوانين التي أصدروها لصالحهم بمافيها الهبات وقطع الاراضي وكل المنافع التي جعلتهم شريحة متميزة عن ناخبيهم الفقراء الذين ازدادوا فقرا .
لنشكل برلمان الشعب وهو  ضمن حقوقنا التي يكفلها لنا الدستور الذي فرضوه علينا ولنحدد توقيتات ومكان لجلساته وهو لن يكلف الشعب شيئا لان أعضاؤه بلا رواتب فلكية وبلا حمايات وبلا عقارات وبلا أرصدة  وسيكون العضو فيه مشرفا لشعبه ومستحقا لشرف الانتماء له وسيكون فاضحا للمسترخين على مقاعد برلمان الحكومة التي أحتاجت لعشرة أشهر كي تتوافق على اساليب وحصص منافعها والشعب يتلظى على نيران الارهاب والجوع والفساد
ليناقش برلمان الشعب نفس فقرات برلمان الحكومة في جلساته وليعقد جلساته في كل موعد قبل أنعقاد برلمان الحكومة بوقت مناسب كي يعرف الشعب نتائج المناقشات ويعرف نواب المنافع ماذا يريد شعبهم ويجبروا على أن يكونوا نوابا صادقين .
أذا شكلنا فعلا برلمان الشعب وبدءت جلساته سنكون قادرين على عرض كل مطالبنا في برلماننا الذي يناقشها بكامل الحرية وسنكون قادرين على فضح كل أشكال الفساد التي تنخر بجسد المجتمع العراقي منذ عقود وسنكون قادرين على ان نتوحد بشكل أكثر تأثيرا على اللصوص مما نحن عليه الان .
علي فهد ياسين