المحرر موضوع: ديمقراطيتهم ونهجنا  (زيارة 764 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل محمد الكحـط

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 958
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ديمقراطيتهم ونهجنا
« في: 22:21 11/03/2011 »
ديمقراطيتهم ونهجنا

مقدمة: عاتبني البعض عن عدم الكتابة طيلة تلك الفترة حول الوضع السياسي، وكان الظن لانشغالاتي، ولكن الحقيقة لم يقصر أحد من الكتابة بل العديد كتب ولا زال يكتب بأهداف نبيلة، لكن للأسف لم يقرأ المعنيون ما نكتبه، كونهم سدوا أذانهم، وأعينهم المتوقدة فقط لرؤية مصالحهم الضيقة، واليوم ومع انتعاش المد الثوري وارتفاع المعنويات لدي جميع الأحرار، نجد لزاما علينا أن نقف وقفتنا مع شعوبنا.
بقلم: محمد الكحط
لا أدري لماذا أتذكر دائما الفقيد الرفيق شمران الياسري "أبو كاطع" عندما يتم الحديث عن الديمقراطية في عراقنا الجديد، وكأن الحال يقول ما أشبه اليوم بالبارحة، كان الفقيد يتحدث عن طريق الشعب والخوف منها، وقال معاتبا ومتندرا في أجواء أيام الجبهة والتي كانت طريق الشعب حينها تصدر علنا، ما معناه:
 لماذا تذكر الإذاعات العراقية والتلفزيون أقوال الصحف المحلية ومقاطع من محتوياتها ولا تأتي على ذكر شيء من صحيفة طريق الشعب، على الأقل أذكروا أن طريق الشعب أوردت درجات الحرارة المتوقعة لهذا اليوم....!!
وهنا أسألكم جميعا، هل سمعتم يوما ضمن برامج الفضائية العراقية والفضائيات العراقية الحالية أن ذكرت ما جاء في طريق الشعب من مواد أو مقالات ضمن برامجها الخاصة بمطالعات الصحف، كما تتطرق إلى الصحف الأخرى...؟
الجواب لدي معروف، كونني أتابع جدا ذلك، والسؤال لماذا هذا السلوك...؟؟؟
والجواب يا فقيدنا أبو كاطع، أنهم يخشون مجرد ذكر أسم طريق الشعب ويخشون أكثر من ذلك نهجها، فهو نهج الناس المحرومين والمضطهدين، طريق العراقيين الشرفاء والوطنيين المخلصين، طريق المثقفين العراقيين والأحرار، رغم أنهم يعلنون كونهم مع مبادئ التحرر، لكنهم يتخبطون ويتصرفون عكس ذلك.
 لأن نهجنا يعبر عن مشاعر الشعب وتطلعاته، لا تطلعات الذين يتربعون على كراسي الحكم، لأننا نعبر عن وحدة الشعب العراقي الحقيقية بعربه وكرده وتركمانه وسريانه وآشورييه وكلدانه، بشيعته وسنته وبمسيحييه ويزيدييه، وصابئته وكاكائييه وغيرهم لا نفرق بين مواطن وآخر ولا نعرف غير الوطن والروح الوطنية، ولا نهادن في مبادئنا ولا ندنس قيمنا، ولا نرتضي الفساد بأنواعه، فتراهم فصلوا القوانين وقواعد الانتخابات على مقاسهم، كي يسدوا النوافذ التي قد تأتي منها رياح التغيير،  فليس سهلا أن نكون وسط الفرقة التي تعزف ألحانا ترتاح لها، ونحن نعزف ألحانا يريدها شعبنا فيكون اللحن المشترك نشازا، بالطبع ليس الجميع لا يرتضي ذلك ونعلم كم يود البعض أن يخرج من ذاك الكهف الذي يقبع فيه لعله يأتي ليعزف معنا لحن الجماهير الخالد لكنه متردد، والشعب الذي أطاح بالبعث المجرم في 14 محافظة في انتفاضة آذار المجيدة سنة 1991م، والذي لم يجد من يقف معه ويسانده آنذاك، وبقي معزولا وأصبح لقمة سائغة بيد قطعان البعث المجرمة والقاتلة، حيث لم تكن حينها هنالك فضائيات ولا موبيلات ولا مواقع الكترونية ولا رأي عام عالمي يقف معه، فهو اليوم يجد العون والدعم وكل شيء مكشوف أمام العالم، ولن تمر جريمة دون عقاب، ان الشعلة التي أطلق التونسي محمد البوعزيزي شرارتها والتي أوقدت حماس الشعوب لتنطلق من أجل المطالبة بالحرية وكسر القيود وليبنوا مستقبلهم الجديد بأيديهم، بعيدا عن التسلط والخوف والفساد، كان يفترض ان تنطلق من بلادنا، فنحن أول شعوب المنطقة التي تخلصت من براثن الدكتاتورية، وكان الأولى أن نكون النموذج الذي يحتذى به لا أن نكون النموذج الذي يُنتقد. فالعالم يتطور بسرعة عجيبة يجب اللحاق به، علما ان مطالب شعبنا بسيطة وإمكانيات وموارد بلادنا كبيرة ولكنها تحتاج إلى العقول النيرة التي تخطط وتبني بحرص ونزاهة بعيدا عن المحاصصة والطائفية والعرقية والحزبية الضيقة، والتفكير الإنساني المتحضر والديمقراطية الحقيقية، وإطلاق الحريات العامة والخاصة وعدم خنق الناس بسن قوانين عفا عليها الزمن والتعذر بواجهات معينة، ولا بد من سماع واحترام الرأي الآخر، والاستفادة من قدرات وطاقات أبناء العراق المخلصين، وطرد الحرامية ومن تلطخت أيديهم بدماء الشعب وسرقة أمواله،  فللأسف نشاهد صراع المتنفذين على منافع السلطة ويتقاسمون فتاتها ويتعاركون على اللاقطة (المايكرفون) ويتشاتمون بأقبح الألفاظ ضد بعضهم البعض أمام العالم، حكومة تفصل وزارات ومناصب لإرضاء أطراف النزاع ولا تعرف أن تقدم خدمات للشعب، وبرلمان تعطل سبعة أشهر ليقرر من يكون صاحب الموقع كذا والموقع كذا، فهل الناس أنتخبتكم لأجل المناصب أم كي تخدموها، فإذا كنتم غير مؤهلين لذلك، فالأولى بكم مغادرة مواقعكم والاعتذار للشعب. علينا جميعا قراءة التاريخ جيدا والاستفادة منه، والتقدم إلى الأمام لا العودة إلى الخلف، فتكون المعاناة أشد.