المحرر موضوع: مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ(2)  (زيارة 905 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
مناضل من طراز خاص (حبيب هرمز ميخا)شهادة للتاريخ (2)
nassersadiq@hotmail.com
ناصر عجمايا \ملبورن - أستراليا                          
التقينا مع المناضل الشيوعي الرفيق حبيب هرمز ميخا , بمناسبة أنقلاب شباط الأسود ، كان لنا الحصيلة التالية:
س: ممكن ان تحدثنا على الوضع الاجتماعي العائلي؟
ج:متزوج قبل ثورة 14\تموز\1958 بفترة قصيرة ، بعد تخرجي من المدرسة الصناعية العسكرية ، لي ولدان وثلاثة بنات ، وعندي احفاد من البنات والاولاد ، جميعهم خارج العراق ، في امريكا واستراليا وكندا.
س: ماهي الترقية العسكرية التي تدرجت لحين اعتقالك؟
ج:تدرجت في الترقية العسكرية حتى رتبة رئيس عرفاء ، امارس مهنة فنية في الصناعة العسكرية.
س:هل كنت في وحدتك العسكرية عند حدوث الأنقلاب يوم 8 شباط \1963؟
ج:الحقيقة لم اكن متواجدا ، في الوحدة يوم الانقلاب الاسود الفاشي الدموي ، كون الأنقلابيين خططوا له مسبقا ليكون يوم الجمعة ، بحيث غالبية العسكر مغادرين مواقعهم ووحداتهم ، منذ يوم الخميس بعد الدوام الرسمي ليلتحقوا بثكناتهم العسكرية صباح السبت.  
 س:هل التحقت يوم السبت كما هو متفق عليه؟ وماذا جرى لك؟
ج:كلا ، في نفس يوم الانقلاب الاسود الجمعة ، حال سماعي نبأ الانقلاب ، غادرت البيت مسرعا للالتحاق بوحدتي ، كوني ملتزم بالاوامر العسكرية ومهني ، عند وصولي شارع الجمهورية ، شاهدت سيارة قاسم العسكرية ترافقها سيارة المهداوي ، متوجهين الى وزارة الدفاع ، والجماهير واقفة ومتيقضة تحييهم ،  وتطالبهم بالسلاح لحماية الثورة ، للاسف !! لم يستجب قاسم لنداء الجماهير الغفيرة المحتشدة امام وزارة الدفاع ، واثقا من نفسه بالقضاء على الانقلابيين ، دون مراعاته لدور وقدرة الشعب ، على تغيير المسار الاسود الذي اسقط الجمهورية الفتية ، وراح ضحيته قاسم ومعه خيرة قادة ومثقفي وسياسسي الشعب.
التحقت بوحدتي العسكرية من دون تأخير تنفيذا للاوامر العسكرية الواضحة للالتحاق المباشر عند طاريء ما ،  
س: ماهي انطباعاتك حال وصولك للوحدة؟
ج:الوضع مؤلم جدا للرفاق الشيوعيين وأصدقائهم ، قررنا عدم ادلاء باي اعتراف مهما كانت قسوة الانقلاببيين ، وفعلا تم استدعائنا ، من قبل لجنة خاصة في وحدتي ، برئاسة الملازم سعدي طعمة الجبوري ، الا انني نفيت التهمة كوني شيوعي ومصرا على موقفي ، رغم تهديدي بالاعدام من قبله في وحدتي أذا ثبت عكس ذلك .
س:كيف تم أعتقالك ؟ وأين؟
ج : كنت كالعادة في أجازة قصيرة اسبوعية (نزول عوائل خميس وجمعة) ، في 20\03\1963 دخل داري  زميل عسكري من داخل وحدتي العسكرية ، المدعو زيا كوركيس على علم بعنواني في بغداد ، استدرجني على اساس الوحدة بحاجة طارئة لخدماتي في معسكر الرشيد ، لكنني تيقنت ان هناك امر مخفي وراء ذلك ، وبالفعل بعد خروجنا من الدار ، تفاجئت بسيارة عسكرية تحمل مسلحين بأنتظاري أمام الباب ، متهيئين لأعتقالي وهو ما حصل فعلا ، وحال وصولنا الى الوحدة ، تم فتح تحقيق مباشر من قبل اللجنة التي يرأسها الملازم سعدي ، ومورست كل انواع التعذيب الجسدي والنفسي معي لانتزاع البراءة والاعتراف على رفاقي ، فلم يتمكنوا من الحصول على نواياهم الشريرة ، حتى شارك في تعذيبي حقدا علية شخصيا ، المدعو النقيب سعدون غيدان الذي كان قوميا في حينه.
س:من هو الشخص الذي اعترف عليك ، وسبب في اعتقالك انت ورفاقك في الخط العسكري؟
 ج:الحقيقة كنا مرتبطين تنظيميا بشكل شبه خيطي ، كان تنظيمنا قوي جدا ، ومن الصعوبة التعرف واحدنا على الآخر ، الا بحدود كسب الاصدقاء ومن ثم ترشيحهم لفترة محددة ، وبعدها يتم تزكيتهم لعضوية الحزب ، من قبل المسؤول الحزبي الذي كسبه ، تنظيمنا العسكري كان مرتبطا بالخط المدني ، فهمنا فيما بعد الاعتقال بفترة ، ان المسؤول المدني للخط العكسري هو سعد يحي القاف ، الذي انهار في التعذيب الجائر ، معترفا على رفاقه في الخط العسكري وخصوصا الضباط ، وهؤلاء اعترفوا ودواليك ، الى ان وصلت الى خلايا الاعضاء في الوحدات ، وهكذا تم التعرف علية من خلال الاعترافات  التي طالت وحدتنا ، من قسوة التعذيب حتى يصل الى الموت في اكثر الاحيان .
س:انت اعترفت على انك عضو شيوعي ملتزم ، هل اعترفت على احد من رفاقك؟ وهل قدمت البراءة من الحزب؟
ج:نعم اعترفت انني عضو بسيط بالحزب ، ولا علم لي بأحد كان ، سوى مسؤولي الذي اعترف علية ، ولم اقدم البراءة من الحزب ، وعليه تم احالتي الى المحكمة العسكرية الخاصة ، حكمت علية بالسجن خمسة سنوات لرفضي تقديم البراءة ، وكانت محاكمة شكلية بعيدة بلا حقوق للمتهم ، ومن غير محامي يوكلني ، وبدون دفاع شخصي والحاكم  يحكم  على المتهمين بالجملة ، خارج الدفاع وبلا حقوق وطنية كمواطن عراقي منزوع الحقوق.
(يتبع)
ناصر عجمايا
ملبورن \ استراليا