المحرر موضوع: لنجعل من نوروز يوما للحوار الصادق... والعطاء للشعب الكوردي  (زيارة 1212 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صباح قدوري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 148
    • مشاهدة الملف الشخصي
لنجعل من نوروز يوما للحوار الصادق... والعطاء للشعب الكوردي

د. صباح قدوري

كنت انوى ان اكتب بعض اسطر عن عيد نوروز هذه السنة.وقد وجدت اليوم بان الحالة التي يمر بها اقليم كردستان العراق ، في ظل الاحتقان السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، التي تحولت الى الازمة الحقيقية بين الشعب الكوردي، وخاصة في المناطق السليمانية وحلبجة وكرميان، والقيادة الحاكمة والمتمثلة بالحزبين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني. فان كتابتي عن نوروز قد تكون متشابهة الى حد ما بتلك الاسطر المتواضعة التي كتبتها بهذه المناسبة في عام 2002 اي قبل تسع سنوات . لذا فكرت في اعادة نشرها مرة اخرى اليوم ، قد تكون في مكانها بهذه المناسبة ، وعسى ان نتعلم دروسا من اخطاءنا السابقة والالتفاف حول مكتسبات نضالات شعبنا، وعدم التراجع عنها، بل حمايتها وتطويرها من اجل تحقيق مطالب شعبنا، التي يعبر عنها بمناسبات عديدة، وليس فقط المصالح الحزبية الضيقة.

"في 21/اذار من كل سنة ، يحتفل الشعب الكوردي بعيده القومي – نوروز. وهو يوم حافل في تاريخ نضاله الوطني. يعتبر رمزا لانتصار كادحي الاكراد على حكم الظلم والاضطهاد. وهو يوم الاول من الربيع . وبداية السنة الكوردية الجديدة، حيث تزهر الاشجار وتخضر الارض، وتظهر الابتسامات والبهجة والمحبة والسلام على وجه وقلوب الناس في ارجاء المعمورة. وهو عيد كل الاكراد، وفي كل اجزاء كردستان، وله معاني كثيرة . وهو ايضا جزء من عادات وتقاليد والثراث الثقافي للشعب الكوردي. اذ يشارك الكل، وكذلك اصدقاء، ومحبو الشعب الكوردي في بهجته ، بغض النظر عن انتمائهم الديني والسياسي.

ان العزلة التي تتميز بها اليوم التنظيمات السياسية الكوردية عن بعضها، والنظرة الحزبية الضيقة في معالجة الخلافات والطروحات فيما بينها، واحتكارالسلطة، مما تؤدي بلا شك الى تشتت في طاقاتنا وامكانياتنا الكبيرة المتواجدة في الخارج. وان الاصرار في الاستمرار على ممارسة هذه النزعة، لا تخدم بالتاكيد القضية الكوردية، ولا تؤدي الى توحيد الصفوف التي نحن جميعا بامس الحاجة اليها في الوقت الحاضر ، ولا سيما في محنتا وغربتنا هذه.

ان توحيد الصفوف وجمع كل الطاقات المتواجدة في الخارج، هي مسئولية كل الاكراد المنتمين وغير المنتمين الى المنظمات السياسية ، والمهنية والثقافية، وذلك في سبيل ترميم البيت الكوردي ، وتوحيد الخطاب السياسي، وتوجيه الثقافة والتربية وفق مشروع تنويري حضاري. لقد حان الوقت ان نفكر وبطريقة عصرية في مجابهة خلافاتنا، التي لا نستطيع انهاءها الى الابد، بل محاولة تخفيف حدتها على الاقل ، من خلال ممارسة الديمقراطية الحقيقية في المناقشات والطروحات والحوارات. والخروج بحصيلة مشتركة، تعبر عن طموحات الجميع ، وتخدم مسيرة نضال شعبنا، وتدافع عن تراثنا وتقافتنا. ومن اجل زرع روح المحبة والتعاون والعمل المشترك. واستغلال كل المناسبات الثقافية والثراثية والدينية والقومية والسياسية بهذا الاتجاه. وان المشاركة الجماعية في اقامة فعاليات ونشاطات مختلفة في ذكرى نوروز، فهي خير تجربة في هذا المجال.

لنتعلم دروسا من تجاربنا السابقة ، ونفكر من الان بضرورة خلق اجواء ديمقراطية صحيحة في التعامل، وعدم الالتجاء الى التكتلات الحزبية الضيقة وتاجيج نبرات الخلافات واستخدام السلطة والنفوذ في الداخل، وحصة السفارات العراقية المقسمة على اسس المحاصصة والحزبية الضيقة، و تدار من قبل اعضاء الحزبين الحاكمين في الخارج، وحصرالاحتفال بعيد نوروز مع  الاعضاء وبالطريقة خاصة.العمل في تشكيل لجان تنسيق مشتركة من المنظمات المهنية والثقافية والسياسية والسفارات، وكذلك الاكراد المستقلين، من اجل اعداد برامج عمل مشتركة لاحياء المناسبات القومية والوطنية والدينية. التفاعل مع ثقافات العالم ، والعمل مع المنظمات السياسية والمهنية وحقوق الانسان التقدمية في العالم، من اجل كسب تعاطف الشعوب في تاييد قضيتنا ودعمها انسانيا وسياسيا، بغية حلها بشكل سلمي وديمقراطي وحضاري. ومحاولة تطوير نموذج الفيدرالية المكتسبة، والتي هي ثمار نضالنا المشترك، وممارستها بشكل ديمقراطي ، في ظل السلام الدائم والحقيقي، والادارة الموحدة فعليا في الاقليم، وتفعيل مؤسسات والسلطات القضائية والتشريعية والتنقيذية والاعلام، بعيدا عن التدخلات الحزبية المباشرة فيها، وحمايتها من مؤمرات الفئات الانتهازية والعميلة، وازلام النظام الديكتاتوري الصدامي المقبور والملطخة اياديها بدماء  شهداء وطننا في عمليات الانفال والحروب الكيمائية، والتدخلات الاقليمية. ومن اجل بناء مجتمع السعادة والتقدم والازدهار، تتحقق فيه العدالة الاجتماعية ، والقضاء على الفساد الاداري والمالي، وتصان فيه حقوق الانسان وكرامته".