المحرر موضوع: الغالي والنفيس بين الشعب والرئيس !  (زيارة 1115 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الغالي والنفيس بين الشعب والرئيس !

لم تفارق الحكام الساقطين بفعل ثورات الشباب لآخر لحظة المفردات الرنانة التي تتضمنها خطبهم كأنها حبات دواء صالحة لمعالجة أي مرض يتعرض له الشعب وما أكثرها أمراض الشعوب التي أبتلت بحكامها البغاة والطغاة والاراذل ممن بانت عوراتهم حال سقوط أوراق التوت المركبة لهم بخبرة أسيادهم الداعمين لتسلطهم على شعوبهم بأقذر الوسائل والأساليب كي يكونوا حراسا لمصالح الشركات الكبرى وخدما لمخططات السياسيين الذين يقودون العالم الى الحروب في أكثر من موقع لاستمرار عجلة ألأنتاج الحربي بالدوران والتي تمثل الارباح فيها أضعاف مثيلاتها المتحققة من تصنيع السلع المدنية بمافيها الأغذية والأدوية التي تتعرض مستوياتها الى الانخفاض عن حجم الاحتياج العالمي بنسب مختلفة خاصة في بلدان العالم الثالث مماتسبب في زيادة لأعداد المعرضين للمجاعة والأمراض مقابل زيادات متسارعة في أعداد الأثرياء المستفيدين من هذه التقسيمات غير العادلة للثروات والنفوذ الناتجة عن الهيمنة والتسلط والقمع المستند الى سياسة التفرد في أتخاذ القرار على مستوى العالم مثلما هو على مستوى الأوطان .
الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يعلن في آخر خطاباته , التي أصبحت شبه يومية ,  أنه مستعد للتضحية بالغالي والنفيس من أجل الشعب !! ولم يقل لنا الرئيس ماهو الغالي والنفيس الذي يقصده ؟ هل هو من نفس نوع الغالي والنفيس الذي كان يختزنه بن علي وحسني مبارك ؟ ولماذا ظهر أستعداده للتضحية الآن وهو في الحكم منذ اكثر من ثلاثة عقود والشعب اليمني يتعرض للفقر والحرمان الذي دفع بمئات الالاف من اليمنيين للهجرة للبحث عن العمل ؟
لقد أنتظر الرئيس تفكيك الأزمة بأي طريقة بعيدا عن خزائنه لكن ذلك لم يحصل واشتد عليه الخناق أكثر ,  خاصة بعد ألأنشقاقات المتلاحقة في المؤسسة العسكرية , ولانه يعرف أن بقاء النفائس والغوالي مرهون ببقائه في السلطة لذلك دفع بآخر أوراقه المحترقة في كلا الحالتين أن حدثت حرب أهلية أو عزل عن السلطة بشكل سلمي لان دور القضاء سيأتي لفتح كافة ملفات الفساد التي ثبت في كل الدكتاتوريات ان خيوطها جميعا تصل الى الدكتاتور شاء ام ابى حيث أن لقب دكتاتور له استحقاقاته مثلما له آليات عمل لايمكن يعرفها صالح ومن سيحاكموه .
علي عبد الله صالح ليس ظاهرة متفرده في عالمنا العربي فهو من نفس طينة المتسلطين على رقاب شعوبنا منذ عقود , لكنهم جميعا لايصلون الى ماقام به صدام على مختلف الاصعدة مع أن هناك من يدافع عن صدام تحت ذريعة انه لم يهرٍِِِب أموالا خارج العراق ! متناسين أنه دمر كل تفاصيل الحياة في العراق وكان هؤلاء الحكام الذين سقطوا والذين هم في طريقهم الان الى السقوط هم أذرعه السانده في كل جرائمه وكانت مفردة الغالي والنفيس في أدبياتهم تعني كل ماهو على الارض ملك للحاكم يفعل به مايشاء بعد أن برع الجلاد في صياغة شعار مقيت تحول الى تعويذة للموت ولازال هو أقبح مايتذكره الشعب (بالروح بالدم نفيديك !!!!) الذي عادت له الروح الان ليؤسس للدم في جولة جديدة تدفع الشعوب فيها أثمانا أضافية كي تتخلص من حكامها .
علي فهد ياسين