المحرر موضوع: بطلان الادعاء بأن ارض نينوى هي اشورية  (زيارة 1114 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل soraita

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 797
    • مشاهدة الملف الشخصي
التاريخ المكتوب يخبرنا بأن السكان الأصليين لأقليم الشمال الرافدي هم السومريون ، وفي حوالي اواسط الألف الثالث قبل الميلاد تدفقت على الأقليم موجات الهجرة الشوبارية وهم من القبائل الجبلية وعن هؤلاء القبائل الأجنبية نقرأ في كتاب ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) ص 99 لمؤلفه الباحث المتخصص في تاريخ وادي الرافدين عامر حنا فتوحي قوله ( ...ذلك
ان الاشوريين الأوائل هم شعب آسيوي من الأرومة الهندو-اوربية وأسمهم القديم الذي يتفاخرون به هو شوبارو أو سوبارتو
-shubaru-
وهم قبائل بدوية مقاتلة بربرية من منطقة جبال بتليس ، أقتحمت شمال الرافدين الذي كان يقطنه المزارعون السومريون في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد وأستقروا هناك .
والى هذه الحقيقة ( الشمال السومري ) ، يشير الوزير الكاتب والمؤرخ يوسف رزق الله غنيمة قائلآ : أثبتت التنقيبات التي قام بها الألمان بين سنة 1903و1914 م بأن سكان (إقليم ) اشور القدماء لم يكونوا ساميين ( تسمية ابتكرها المؤرخ اليهودي شلوتزر عام 1871م) بل شمريين ( سومريين ) .
وبديهي ان المعنى من كلام الأستاذ المؤرخ يوسف غنيمة والذي يؤكده الباحث الآثاري نورمان بانكروفت هنت
هو ان شمال الرافدين كان أصلآ موطن الشمريين ( السومريين ) ، لكن قبائل البدو -Norman Bancroft Hunt -
الشوبارية غزته على مراحل زمنية متفاوتة وطويلة كان آخرها في حدود 2250 م ... ) . انتهى الأقتباس من كتاب ( الكلدان .. منذ بدء الزمان ) .
وتجدر الاشارة ان الباحث التاريخي الأستاذ عامر حنا فتوحي كان قد تطرق الى هذه الحقائق في مقالة رائعة كان قد كتبها تحت عنوان ( الآشورية كصفة ( قومية ) .. وحدث العاقل بما يعقل ؟ ) ، ( الرابط ادناه ) ، حيث كتب في النقطة 3 ما يلي ، ( 3- تعرض سكان الشمال الأصليين ( السومريون ) لضغوط مزدوجة أساسها زيادة في السكان تناسبت عكسيآ مع المحصول الزراعي ، إضافة إلى التسرب المستمر للأقوام الهندوأوربية منذ منتصف الألف الرابع ق.م والتي انتهت عهدذاك بالهجرة الشوبارية الكبرى في حدود 2250 – 2300 ق.م ، حيث ( أقام الشوباريون الأجانب مدينة آشور على مستوطن زراعي سومري ) وأستخدموا اللغة السومرية وبنوا معبدآ لإلاههم آشور ( لأول مرة في التاريخ الرافدي ) وذلك على اساس معبد مخصص للإلهة إنانا / عشتار في عهد الشيخ البدوي الشوباري ( أوشبيا ) في حدود ( أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الأول ق.م ) . انتهى الاقتباس
إذن وبنفس المنطق وعلى نفس القاعدة التي عاملنا بها الأكراد والعرب والكلدانيين يكون ايضآ تعاملنا مع الآشوريين القدامى ومن بعدهم العموريين مؤسسي الدولة الآشورية ممن غزو أوأستوطنوا اقليم الشمال الرافدي الذي كان أصلآ موطن السومريون ، أي ولنفس السبب التاريخي لا يمكن لأي آشوري أو متأشور ان يدعي ان الأرض التي اقيمت عليها يومآ ما مدينة نينوى هي ارض آشورية لأن تاريخ تلك الأرض لم يبدأ بالآشوريين وايضآ لم ينتهي بهم بل انهم وكما هو الحال بالنسبة للكلدانيين والسريان الاراميين والأرمن والعرب والأكراد والتركمان والشبك والايزيديين حيث جميعهم سلات وسطية متتابعة ويعتبرون إما غزاة او مستوطنين لموطن السومريون ، وبالتالي لا فضل ولا منّة لأحد على الأخرين بل لهم جميعآ نفس الحق والحقوق في العيش المشترك المتساوي والعادل على تلك الأرض ، لكن الشيء الوحيد الذي تبقى له خصوصيته هو التتابع أو التسلسل الحضاري للأقوام التي توالت على ارض الرافدين .
وأيضآ عن عموم المنطقة الشمالية بما فيها القرى والبلدات المسيحية والمنطقة التي قامت عليها الدولة الآشورية القديمة يقول الباحث التاريخي الأستاذ عامر حنا فتوحي في كتابه الموسوم " الكلدان .. منذ بدء الزمان " ص 104 ( ... لا سيما وأن معظم تلك البلدات قد أسست على أسس مدن ذات أصول أكدية وطنية وأصول شوبارية أجنبية قديمة وأصول شومرية محلية وطنية أقدم ؟ !! ) انتهى الاقتباس ، لذلك فأي ادعاء لمنتحلي التسمية الاشورية مخالف لتك الأصول هو إدعاء باطل وقول زائف لا يمت الى الحقيقة بصلة .
وإذا ما أصر بعض المتأشورين على مخالفتهم للحقائق التاريخية وكأنهم كما يقول السيد فتوحي في احد ردوده " ... قد نزلوا فجأة من السماء أو يكونوا قد خرجوا هكذت بغتة من ثقب الأرض في نينوى ..." فعليهم أن يدركوا بأن مَن تسموا بالتسمية الاشورية في بلاد الرافدين هم ثلاث فئات وعلى منتحلي التسمية الاشورية أن يختاروا الفئة التي يعتقدون بأنها الأقرب الى حقيقتهم وتلك الفئات هي :-

1- الآشوريون الأصلاء ، وهم القبائل الجبلية الأجنبية التي تسمى بالشوباريين او السوباريين والتي غزت مستوطن السومريين في اقليم الشمال الرافدي في حدود عام 2250 ق.م وعلى ايديهم تم بناء مدينة آشور وقد اطلقوا تلك التسمية على مدينتهم تلك تيمنآ باسم الصنم معبودهم الإله آشور الذي جلبوه معهم وأدخلوه لأول مرة في بلادنا .

2- مؤسسي الدولة الآشورية ، ويكاد يتفق جميع الباحثين والمؤرخين على ان موطنهم الأصلي هو من بلاد بابل ، فمثلآ المؤرخ والآثاري العراقي طه باقر يقول في ص 472 من كتابه " مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة " ان الآشوريين نزحوا الى موطنهم من جنوب بلاد ما بين النهرين الى الشمال ، وعن المؤرخ الآثوري الانتماء والروسي المولد قسطنطين ماتفييف نقرأ ، إن الخارجين من أرض بابل يممّوا صوب شمال ما بين النهرين وأسسوا لهم هناك موطنآ وكانت آشور أكبر مدنهم ، وأيضآ المؤرخ آلآثوري ايشو مالك خليل جوارا في كتابه " الآشوريون في التاريخ " يرجع أصل الآشوريين الى أرض شنعار ( بابل ) .

3- اشوريي وليم ويكرام وهم جماعة من الكلدانيين النساطرة الذين أبوا أن ينضموا الى الغالبية العظمى من اخوانهم في كنيسة المشرق في استعادة اسمهم القومي التاريخي الكلداني وأيضآ أبوا أن يتحرروا من المذهب النسطوري الدخيل على كنيسة المشرق واستعادة مكانتهم الأولى في اتباع الكرسي الرسولي الأول الذي أسسه القديس بطرس الرسول بناءآ على الوصية المباشرة التي اعطاها رب المجد يسوع المسيح له مما شكلوا صيدآ سهلآ للمبشرين الأنكليكان وعلى رأسهم المبشر وليم ويكرام الذي غرس فيهم احلام وأوهام مثل اعطائهم حق تقرير المصير وانشاء وطن قومي لهم وان تسميتهم اطورايي ( اهل الجبال ) تدل على انهم من بقايا الآشوريين القدماء وهكذا استطاع الانكليز ان يستخدم هؤلاء الكلدان النساطرة تحت التسمية الاشورية في تنفيذ مخططاته الاستعمارية وأن يزرع في نفوسهم الأنانية وروح التعصب القبلي بالاضافة الى كراهية كل شيء يمت الى الكلدانيين والسريان الاراميين سواء كان اسمهم القومي أو تاريخهم وحضارتهم التي تمتد لآلاف السنين .


شكرا لمنصور توما ياقو لافادتنا بهذه المعلومات  القيمة