المحرر موضوع: عاجل: دكتاتورية جديدة  (زيارة 1251 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عاجل: دكتاتورية جديدة
« في: 02:49 05/08/2005 »
عبدالمنعم الاعسم

عاجل: دكتاتورية جديدة



/ حين قبل الديمقراطيون العراقيون بنتائج انتخابات كانون الثاني الماضي، وانحنوا احتراما لـ(الاغلبية) التي كسبت السباق الى صناديق الاقتراع  كانوا يؤمنون بجدوى بالفروسية المتحضرة التي تعني الاعتراف بحقوق المنتصر، بل وتمهد الطريق نحو بناء التجربة الديمقراطية في العراق، على اساس الثقة وكفالة الكفاح المشترك، المضني والموقع بالدم، ضد الدكتاتورية.
/ وحين كان الديمقراطيون العراقيون يؤكدون بان الديمقراطية، مثل رقصة الفالس، لا يمكن ان يؤديها لاعب واحد بمفرده من دون شريك له، فانهم رصدوا على مرمى ايام كيف يحاول السياسيون الذين كسبوا غالبية المقاعد ان يرقصوا لوحدهم، بل فرصة اعادة انتاج رغبة الاستفراد بالمرقص..تلك الرغبة التي لا تعني إلا شيئا واحدا: نسخة منقحة من الديكتاتورية وإن جاءت عبر البرلمان، فان هتلر هو الاخر جاء عن طريق انتخابات رقص بعدها، وحده، على اشلاء الجثث.
/ وفي الامس قدم لنا الفائزون بالاغلبية اقتراحا باقامة نظام دكتاتوري منقح بعد ان ازيح التجهم من على قسماته واستبدل بابتسامة مصنعة وذلك باجراء الانتخابات على قاعدة المحافظات بديلا عن النظام الانتخابي  المثبت في قانون ادارة الدولة على اساس ان العراق دائرة انتخابية واحدة، بما يضمن تكريس هيمنة الاكثرية المتحالفة  تحت شعارات سياسية ضيقة ومعروفة الامتداد في الطول والعرض.
/ وإذا ما عرفنا بان الانتخابات على اعتبار العراق دائرة واحد من شأنها ان توسع قاعدة التمثيل السياسي وتفسح المجال لاوسع مشاركة شعبية في بناء السياسات العامة وتضمن ايصال اصوات الفئات المهمشة والجماعات المقموعة واصحاب الفرص القليلة الى محافل السياسة وصناعة القرار، وتحول دون استفراد الكتل الكبرى بالهيمنة وعصا الحكم، فانه سيسهل علينا الاجابة على السؤال التالي: لماذا يصر اصحاب الاغلبية في الجمعية الوطنية، الآن، يحرم  نصف السكان (ناقص واحد) من حق المشاركة في تقرير مصائر البلاد والشعب.
أعتقد ان القضية..قضية الخلاف على صيغة النظام الانتخابي المطلوب..اخطر من صفتها الشكلية واللفضية، إذا ما اخذنا بالاعتبار حقيقة ان السياسيين من اصحاب الاغلبية البرلمانية جاءوا الى مقاعدهم في الجمعية الوطنية بزخم مستعار من خارج دورهم او اهليتهم، وهو زخم –على الرغم من دور واهلية الكثيرين منهم- شاهدته الملايين العراقية، بالصوت والصورة..الملايين التي لم تمت بعد.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
..وكلام مفيد
ـــــــــــــــــــــــ
"اني لأخاف من اولئك الذين يستغلون طيبة قلبي"
وول سونيكا
حائز على نوبل