المحرر موضوع: هرج و مرج  (زيارة 1173 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد فيادي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 225
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هرج و مرج
« في: 03:21 05/08/2005 »
هرج و مرج


كنا بالأمس وعندما يخرج علينا الدكتاتور بأحد تقليعاته ( مكارمه كما دأب جلاوزته تسميتها ) نفهم انه يحاول إشغال الشعب عن كارثة جديدة في طريقها إلى الوقوع, وكنا نفهم أيضا محاولات الدكتاتور في إبعاد العراقيات والعراقيين عن كارثة يعيشوها بتقليعة أو كارثة من نوع يختلف عن الأولى لتوجيه الأنظار إلى مكان آخر, وهذا هو شأن الدكتاتوريات, فهناك قاعدة تقول ( إن الدكتاتور عندما يقع في خطأ, يصححه بخطأ اكبر).

اليوم نحن نعيش شكل آخر من لعبة خلط الأوراق, ففي الوقت الذي نعمل فيه على بناء عراق جديد, خالي من الدكتاتوريات وانتهاكات حقوق الإنسان باسم الوطنية والقومية والدين, نرى أن المقترحات تنهال على الجمعية الوطنية وبالجملة, وتتركز اغلبها في مصلحة الفئة المتقدمة بالمقترح, دون مراعاة مصلحة الشعب العراقي, فمنها يصب في تعميق دور الدين في الحياة السياسية وجعل القرآن المصدر الوحيد للتشريع, وتعظيم دور رجال الدين في اتخاذ القرارات العامة,  و تحجيم دور المرأة وتقليص دورها في المجتمع وغبن حقوقها, ومن ابرز التقليعات حول المرأة القرار رقم 137,إضافة إلى تغير الشكل الانتخابي, وسبقه إدخال قومية جديدة إلى المجتمع العراقي, إبراز الطائفية إلى المشهد العراقي وربط المليشيات العسكرية في النزاع المسلح, اقتراحات حول الفدرالية كلها غير عملية وتصب نحوه إلغاء هذا المبدأ, نقطة نظام عبارة نوقشت أكثر من مشكلة الكهرباء والماء, السيد السستاني يحصل على الجنسية العراقية وضرورة إعطائه جائزة نوبل للسلام ( ولا ادري هل يعلم السيد بماهية جائزة نوبل وان الكاتب ماركيز قد اعتذر لقرائه إن اسمه رشح لجائزة نوبل ), يوم السبت عطلة اليهود عطلة رسمية في العراق ( كارثة تعادل احتلال اليهود لأرض فلسطين), لجنة صياغة الدستور هل تتكون من 55 عضو أم 51 وهل يشمل بها العرب السنة, الفدرالية تعني الانقسام( إياكم والفدرالية فهذا يزعج الدكتاتور صدام), فدرالية الجنوب من حق العرب الشيعة, العرب السنة الفدرالية تقسيم للعراق وإضعاف لدورنا في العراق, السستاني عاد عن دعمه لنظام القوائم, الغوث الغوث يجب تغير نظام الانتخابات ما دمنا نشكل الأغلبية, الـــــــــــــــــــخ......

لو استمريت فلن انتهي من تعداد المقترحات, وكلها لا تعد أكثر من محاولات لإشغال المجتمع العراقي( بالعراقي دوخه) عن حقيقة المستقبل الذي يتجه نحوه, ومحاولة لخلط الأوراق للوصول إلى الأهداف الضيقة التي تصب في مصلحة فئة دون أخرى, حكومة السيد الجعفري همها أن تعمل اتفاقات مع الجارة إيران, والكرد همهم تثبيت الفدرالية وإعادة كركوك إلى كردستان والأحزاب الشيعية همها أن تكون لها الأغلبية وان يتحول العراق إلى دولة إسلامية على الشريعة ( الشيعية) والأحزاب والتوجهات السنية تريد أن تعيد أيامها الخوالي يوم كانوا في السلطة واللبراليين همهم إرضاء أمريكا والديمقراطيين في هرج ومرج .

كيف للدستور أن يكتب وسط هذه الفوضى, وكيف ستتمكن المواطنة والمواطن من فهم فقرات الدستور للتصويت عليه وهل سيكون التصويت على الدستور بعمومه أم على فقراته, ومتى سيتمكن المواطنون من قراءة الدستور والكهرباء منقطعة والماء إن وجد فهو غير نظيف والعمل غير متوفر والبطالة صيد سهل للإرهابيين والقتل يجري على قدم وساق وبدون أسباب معروفة من قبل الضحايا وبعض الأحزاب دخلت طرفاً في أعمال القتل وتصفية الحسابات بدون الرجوع إلى الشرطة والقانون كيف نثق بالشرطة وهي طرف في بعض أعمال الخطف والقتل اعتقد من الأفضل اللجوء إلى الحرس الوطني لكن للأسف هو أيضا مخترق من عدة جهات تحاول السيطرة عليه, الم اقل لكم إننا في هرج ومرج.

من المسؤول عن هذا الهرج والمرج, بدأ فان الدكتاتور قد هيئ لذلك تمهيدا لعودته إلى السلطة بعد إسقاطه على يد قوات الاحتلال, وللأمريكان اليد العليا في خلط الأوراق في سبيل تحقيق أهدافها فهي التي دخلت العراق وبتجاهل كامل للمجتمع الدولي وعدم اكتراث للقوى العراقية المعارضة للنظام السابق وفتحت الحدود و ألغت الجيش والشرطة والأمن وتراخت في بناء جيش قوي وشرطة مدربة وجهاز امن بمعدات وأساليب حديثة, يضاف لهما الأحزاب العراقية ذات المصالح الضيقة من أحزاب طائفية إلى قومية إلى علمانية ( لكني لا أضع الجميع في سلة واحدة ), وهناك دول من مصلحتها أن يغرق العراق في الفوضى لكي تحمي نفسها من المخططات الأمريكية وتعطي شعوبها درسا إذا ما حاولوا التعاون مع الغرب لإسقاط حكوماتها, أما الإرهابيين وبمختلف ألوانهم فقد كانوا ولا يزالوا اليد التي تنفذ مخططات تهدف إلى جعل العراق نقطة تجمع للإرهاب العالمي وهي تقتل وتذبح بشعب لم تتوقف دمائه من الجريان يوماً.

           

في حياتنا اليومية

لمن لا يعرف سوق هرج في بغداد .

يقع سوق هرج في صوب الرصافة منطقة الميدان مجاوراً لوزارة الدفاع سابقاً وهو عبارة عن زقاق (دربونة) توسع أخيرا ليشمل مساحة العراق.

 

                                                                                                      ماجد فيادي