المحرر موضوع: قراءه في ديوان الشاعر احمد شهاب ...قراءه ذنون محمد  (زيارة 1918 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ذنون محمد

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 155
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
احمد شهاب في ديوانه الاخير ..نسخه جديده .........قراءه ذنون محمد
دفؤك يلتفت البرد اليه ...
عن دار الحضاره للنشر في القاهره صدر الديوان الشعري الجديد لشاعر الموصل المتألق عربيا الاستاذ احمد شهاب في اكثر من خمسه وعشرون قصيده توزعت لتعانق الهم الانساني وتخاطب الوجدان الحي في رسم وقراءه تلك الاشياء التي تواكب النفسيه الانسانيه وما تحمل من أرهاصات ربما متشنجه احيانا  في تعدد الرؤى والتحليل نتيجه الضغط النفسي الذي يسببه الواقع المؤلم على الانسان خصوصا الحالم او الذي لا تفارقه الاحلام حتى في النهار ربما احلام اليقظه تكون أشدا علينا فنحن من يصنعها ولاتفرض علينا .في قصائده الاخيره وفي كل دواينه الشعريه يبرز جمالية المكان ويشد على روحية الانتماء هكذا شعره هو دعوة الانسان الى الالتصاق بواقعه والبحث عن المتغيرات في شعره لايعرف الانهزام او التراخي هو يدعوا الى التثبت والتشبت بالارض وتلك هي الحكمه التي نقرأها دائما في شعره .في شعره دائما ينطلق الى الخيال هو لا يغيب في هذا الجانب طويلا ولذلك سرعان ما يعود الى الارض او الى واقعه وما يحمل من تراكمات او ارهاصات انسانية مختلفه هو يدعوا الى عدم الاطاله في الخيال بل ربما يقصد في ذلك ايصال فكرته او ربما ليجمع بين هذيين العالمين في لوحة شعريه فما يبنى على الواقع وبعض الخياليه يكون أكثر تأثيرا من الاعتماد على جانب واحد  واحده .تحمل اشعاره الجانب الرومانسي وما يحمل من ازاهير مؤثره خصوصا وان هذا الجانب هو جانب ربما لايعيشه الا الحالمون في هذا الكون والسارحين في هواءاته فألرومانسيه هي الانطلاق الى المحهول وما يحمل من تجاذبات وجدانيه او ربما صراعات في عالم الكلمه وما تحمل من سحريه ومؤثره في نفسية المتلقي  يقول شاعرنا في هذا الجانب في احدى ابياته الجميله ..
منشغل انا بمفردة الصباح
لانه صديق خروجك
سرعان ما يغادر هذا الجانب ليعود سريعا الى واقعيته والى عالمه المعاش الذي لايستطيع الابتعاد عنه طويلا فهو وجوده وواقع معاش  لايمكن الهروب منه على الاطلاق مهما غادرنا هذا العالم لابد من العوده اليه ولو بصوره مكرهه فألجانب الحالم يحمل في طياته الرومانسيه المفرطه التي تدغدغ أحاسيسنا في كل لحظه  يقول في هذا الجانب ..
انا عشت كثيرا .رأيت زمان القحط
حيث لاغمامة تمطر
رأيت زمان أنقطاع الماء وقصف
الطائرات
رأيت قصائد الحب محروقة وألاشجار
 تسقط
وأنت أتيت في زمان الخير والحب
والشمس  ..
في هذه الابيات يقارن بين مرحلتين بل يضع لها اطاريين ينتقل من مرحلة الى اخرى ليصف المعاناة التي عاشها في زمان كان الحرمان سيده وبين مرحله ربما لم تشعر بذلك الجانب أي لم تشعر بثقل المعاناة ربما في الحصول على ابسط الاشياء المتاحه الذين عاشوا في زمن الحرمان هم غيرهم الذين وجدت الاشياء متاحه امامهم هؤلاء خلقوا اشياء من المستحيل بعد ان شعروا بأهمية ذلك وهؤلاء خلقوا وفي اياديهم معالق من ذهب لم يجهدوا أنفسهم  في تجسيد ذلك أن العيش في تجارب قاسيه وبصدمات طابعها العنف يخرجون اقوياء قادرين على تحمل مفهوم الصدمه قادرين على صنع الابداع في زمن الانتكاسه الفكريه ايضا  .هو في ذلك يحبس تلك المعاناة في داخله ربما لا يريد قولها كاملة بل ربما يريد ان يبقيها حبيسه لداخله الذي حمل اثقال الحياة بهموم المجتمع .المعاناة تحملتها اجيال كاملة ولكن تصويرها بهذا الجانب هو تعبير عن ان الهموم هي مشتركه حتى وان خرجت بلسان واحد 
.المراه عنده هي ينبوع الحياة كما يقول شاعرنا وهي جمال لاينضب بريقه المراه لديه الحوض الذي يرتوي منه اشعاره هو يجمع بين الجفاف والمراه بين العطاء الذي تمثله تلك المراه من خلال صورها الجماليه المختلفه فألمراه لديه ليست صوره جميله جامده بل هي صورة ناطقه وشتان بين الامريين وبين الجفاف الذي ربما له صور اخرى كألزوال والخراب ويختصر الشاعر سلبيات الفضاء العدائي الذي يحاصره برمز البرد في مقابل الرمز الاخر الذي هو الدفء الذي يقف بوجه البرد لأبعاده أو ربما لامتصاص ـاثيره وتحويله الى عالم تنجذب اليه الاشياء وليس عالم مخيف او مرعب وينهض بهذه المهمه المراه التي هنا تحمل قالب الحبيبه او صفة الحبيبه ... حيث يقول
برد التخويف يحاصرني
ويحاول دفؤك يبعده
ينتقل الشاعر في قصائده الى الوطن التي هي الارض التي هي مسقط الولاده التي هي الحدود الدوليه هنا يبرز الانتماء الى هذه القطعه او الى حدود الوطن هنا تبرز قيم الانتماء التي لاتفرق بين مساحات الوطن هي دعوه الى الاعتزاز بذلك فيقول في هذا الجانب
مخاطبا بغداد لكونها المشترك بين الجميع لما تمثله من قدسيه في كل شى فهيا المشترك الذي عليه تتوجه انظار الجميع
بغداد لاجفت مواسم نعمة
والنهر يجرى من عرى اثوابك
بغداد قومي من حطام بيوتنا
شمس النهار تنام في اعشابك
ثم يجمع الشاعر بين الاثنان ولا اقول النقيضيين المراه والوطن هما في احدى قصائده شيئا واحد فالمراه تدل على الوطن من خلال صور التعاشق فألاثنان هما قطعه من السحر والجمال وهما يمثلان العشق الذي لاهروب منه ... فيقول
في قصيدته العقراويه
من يسكن خارج عقرا يا سيدتي
ليس مصيبا
قبل عيونك أميا وصرت الان
أديبا
صرت اقول كلاما يشبه صمت
الصوفيين
يشيه شعر البوذيين
ويوزع للاطفال ملبس
أن الصور المتعبه التي عاشها الشاعر في واقعه القريب الذي ربما اكثر عليه التعب وحمله اشياء اثقلت قلبه وجسده فتراه دائما يعود الى تلك التجربه الحياتيه التي كوته وربما كانت هي السبب في بروزه فمن خلال تلك المأساة نراه دائما يصنع قصائده فما ان تجد بوادر الفرح  في شعره الا عاد الى زمن التعب والمشاكسات الكثيره وانا ربما لقربي منه فأنا اعلم اين يقصد في شعره هو يدعوا الى الانتفاظ الى الموروث الذي ربما سلب من جوانبنا القريبه الاعزاء والذي ربما اثقل بألضرب.. علينا تلك التجارب الصعبه نادرا ما نتخلص منها ربما لقسوتها علينا ولعمق جراحها فهي ما زالت تنزف وتذكرنا بتلك الصور البشعه هو دائما يعيش زمن البرد الذي ربما فرض عليه حصارا كبيرا فيحاول ان يكسره من خلال الالتصاق ولو مؤقتا بحالات من الدفء
في احدى قصائده تتحاور فيها الامكنه العراقيه مع الامكنه العربيه هو يسعى الى ايجاد نقاط من التشابه في ذلك لعله ينجح في تبديد همومه المكانيه والنفسيه حيث يقول
بابل طردتني خلف السور
فجئت الى حلب من دون يقين
حلب تجلس خلف البحر وليس لدي
سفين
ابحث عن موصل اخرى في حلب
ابحث عن وطني الضائع منذ سنين
المكان في شعره له قدسيه خاصه فسرعان ما يعود اليه وما اكثر شعره فيه فهو دائما يشدد عليه ومن منا لايعتز به فالمكان يمثل الماضي بما حمل من مشاكسات مختلفه او بما حمل من احلام الطفوله فهو يمثل المسقط وهو البذره الاولى التي شعرنا بها وذلك المكان الصغير هو الذي علمنا الوطن وشدنا اليه ..............
القسم الثاني ..قراءه في ديوان الاستاذ احمد شهاب ..قراءه
دفؤك يلتفت البرد اليه ..
من خلال تجربته الشعريه المعمقه والتي تجاوزت العقدين تحول الشاعر من مرحلة العشق الواضح الدلاله الى البحث عن عشق جديد يتغزل فيه بالكلمه اكثر من تغزله بالحبيبه غاص في اعماق الاحرف واستخلص منها مخطوطات شعريه متكامله من أفكار ومعاني غايه في العمق الوجدان ساعده في ذلك تخصصه في عالم اللغه وتشعبه في اصولها وهذه الانتقاليه في شعره مرت بنواحي مختلفه من ثقافته التي توسعت كثيرا  ووصلت الى حدود جديده وايضا في تفكيره الحياتي وما حمل المجتمع من تحولات مختلفه أثرت في قالبه او ربما من طريقة تعامله أو عملية ادراكه او نظرته الى الحياة  فألانسان يمر بتجارب مختلفه من الافكار الى ان يصل الى الطريق او الى مرحلة القناعه التي حملت تجارب الاخريين وتجاربه المختلفه التي استخلصت فكرا جديدا او خرجت بمفهوم جديد   فيقول في ذلك ..
نزفت صلاتي في دجى محرابك
وطيور احزاني تلوذ بغابك
ونسجت عمري جملة شعريه لترش انهارا على اهدابك .
في ابياته هذه منتهى العشق بل ربما يصل في شعره هذا الى مرحلة الذوبان او الانصهار في الاخر فهو لا يخاطب كائنا اخر بل كائن تحول الى ذاته وسكن اجزاءه وهذه من مراحل الخيال العميق الذي فيه تتوحد النفس بين العاشق والمعشوق  ليس القصد بها قد يكون العشق الواضح او الذي يفهمه البسيط وهذا من حقه ايضا  ربما قصد بها الارض او أي قضيه اخرى أمن بها فألحب عاطفه وجدانيه تتوجه نحو المعشوق أي كان بيانه او طبيعته الماديه
.الشعر عنده ساحه من الهواء النقي الغير ملوث بأتربه الحياة وما اكثرها الان ففي هذه الساحه او الواحة الخضراء يتنفس روحه اولا لينطلق الى الاخر او الى الاذن الصاغيه ويستلذ بقيمة البقاء حيا كشاخص مؤثر في هذا المجتمع القائم لاحدود لشعره هو يخاطب الجميع الكل يفهم قضيته ويؤمن بها عندما يغازل ارضه يدعوا الاخريين الى ذلك في أي بقعه على سطح الارض بل ربما يدعوا السماء الى التمسك بمكانها والاعتزاز به
في شعره بحث عن الحريه وهذا حق للجميع ولكن حريته هنا ان يقول ما يريد او ان يعبر عن ذاته ربما حريته لاتعني الخوف من السلطه فقط بل ربما للانتفاظ على الواقع الذي وجدنا انفسنا فيه مكبلين بقواعد مختلفه من الفكر الجامد الذي ربما لايزال مؤمنا بألخطا الذي ولد فيه على انه قمرا ساطعا البيان
يقول في ذلك في احدى قصائده ..
محاصر ام طليق
كم يصعب التفريق
محاصر بالاماني
وبألذي لا أطيق
ينوء بألحمل ظهري
وما هناك صديق ..
البيئه الشعبيه او عالم الريف كان الاساس لهذا الشاعر ففيه كانت البدايه او المحاوله الاولى في هذا العالم وهناك تفتحت اساريره الشعريه فدخل اولا في عالم غزل البيئه وما تحمل من جماليه وراح ايضا يتدرج في فكره فقرر في شعره الدخول في صراع مرير مع الاخريين او مع العرف الاجتماعي الذي ربما اصابه بضربه في ظهره في اصعب الاوقات انتقل الى الرشيديه وهي قريه ولكن وجودها وملاصقتها للموصل اعطاها سمة المدينه من باب وسمة القريه من باب اخر وعملية التلاقح بين المفهومين اثرت في شعره فتارة تجده ريفيا في عشقه وتجده مفكرا في مدينيته فهنا يقول في احدى قصائده التي حملت عنوانا نغم يحبو الى مقام الرشيديه ..
حزن تجمع في الجفون شتاءا
وسماء قلبي تنحت الانواء
واتيت وجهك كي ازور طفولتي
والم من ذاك النقاء نقاءاهذه حقولك كم لبست شموسها
ولثمت في بيوتها الاضواء ..
هنا يتغزل بهذه القريه التي تقع بمحاذاة نهر دجله والنهر عند الشاعر هو الالهام فهو يخاطب نهره كل يوم وربما حاوره في اكثر من محاوره ناطقه فالنهر شريان الحياة وهو العطاء وهو الماء المتدفق الذي ينتقل من قريه الى مدينه الى عاصمه الى دوله اخرى كلها عيون تنظر الى قدوم ذلك الماء الذي يحمل اسرار الناس وشجونهم  ..ينتقل الشاعر الى طفولته التي كانت في هذه القريه فيبدا بوصف دقيق لأسلوب حياته وطبيعتها وما رسم لها من مشاكسات او من ذكريات بريئه فقد خاض في عالم الصغار طفلا يلهو مع اصدقاءه في صنع الطائرات الورقيه التي يصنعها لتحلق في عالم الفضاء فهو قائدها ولكن على الارض يحركها كيفما يشاء  ثم يتكلم شعريا عن تلك الذكريات فيبدا في مرحلة الاسترجاع الى شخوص معينه او ربما كانت له معها ذكرى اواثر اخر فيقول في بيت اخر
هذا الزقاق مررت في ابوابه
فوجوه من راحوا هنا تترأى
هذه الشوارع شاهدتني عاشقا
اذ شلت بين جوانحي عفراء
في شعره هذا تبدأ عملية الاسترجاع في ذكراه فيعود الى منطقته او قريته بمنظر جديد هو الان يبدأ بوصف تلك اللحظات شعريا فيدخل في عالم من العشق لكل اثر كان قد مر عليه مرورا طبيعيا ولكنه الان تحول الى اثرا لابد من تمجيده والاطراء له هو لم يغادر تلك القريه جسديا بل ربما نظرته او فكره جعلته يشعر بذلك .وعملية خروجه  الان كليا من عالم الريف الى عالم المدينه وما تحمل من متغيرات هي مع العصر الجديد سواء كانت تغيرات فكريه او أي تغيرات اجتماعيه اخرى تغتير ما موجود في الريف بالرغم من كل ذلك الا ان الريف ما زال يحمل الذكرى المؤلمه له فما زالت تلك الكوارت الاجتماعيه التي ضربت حياته صغيرا حاضره وماثله امامه ما زالت الاحداث بدراميتها البشعه وما زالت صور الشخوص تتقاذف امامه في احلامه الليليه وفي عالم النهاري من خلال الخيال الذي لايفارق شاعرنا  فهي مخزون لايستطيع نسيانه او حتى تناسيه فما زالت تلك الصور تلهمه الشعر وتدعوه الى حمل الكلمه كسلاح كما يقول في احدى لقاءته ..
انه عالم الانتفاضه على ذلك التجاوز الخطير الذي لم يستطع محاربته صغيرا لعوامل مختلفه فهو يدعو اليه الان كونه عالما قذرا يسلب من الانسان حقه في الحياة ..يمتاز شعره ايضا بحكم طفولته وما صاحبها من انتكاسات كنا قد اشرنا عليها بروحية الثائر الذي يريد الانتفاضه على الموروث الخاطى الذي اثقله هما واتعب جسده ولكن شظ فكره فيقول في قصيدته التي حملت عنوانا جميلا ..الرافضون يقول
لم يبق في طرواده سوى عيون زينب تهون المراره
سوى وجيه رائع يحمل في سماره البكاره
ويقنع الربيع بالرجوع
ويقنع الشموس بالطلوع
ويقنع الحبارى
فيخرج الحفاة رافضين من تنهد العباره .

  القراءه الثالثه والاخيره  ..قراءه في ديوان الشاعر احمد شهاب
دفؤك يلتفت البرد اليه ..
الهجره المكانيه ليست عالم او حلم لهذا الشاعر ولم تشكل عنده هاجسا على الاطلاق فهو من دعاة الالتصاق بالوطن او بالارض التي تشكل عنده الهاجس والاغنيه والحوض الذي يرتوي منه في عطشه الشعري ربما لكونه لايعرف الهروب والهجره ربما تمثل في احدى معانيها الهروب من الواقع السوداوي او الضبابي هو شاعر يبحث عن مواجهه الاشكاليات بشعره فمن خلال شعره يتصدى لهذه الاوجاع المختلفه التي ربما جعلته صلبا امامها ربما يهاجر شعريا او يصور الم تلك الهجره من خلال القصيده المكتوبه فقط  .في شعره هاجس الخوف موجود او ربما القلق بمعنى ادق فهذا هاجسه الاول ومنه ينطلق في الكثير من قصائده المختلفه التي راودت المكان او الوطن او الحبيبه في قمة تأمله وحزنه من الماضي الذي ربما ترك فيه الكثير من الذكريات المؤلمه نراه دائما  يعود الى واقعه الحالي ويترك الحلم والغوص به احيانا هذه العوده هي عوده حتميه فألواقع كائن موجود لابد من مخاطبته احيانا فهو شى ملموس مفروض علينا لانستطيع ان نؤثر به الا بقدر معين والوقوف امامه او مواجهته هي امر حاصل في شعره بصور ذلك الواقع بصوره مأساويه تعبر عن معاناة جيل كامل تحمل الحروب وألامها المختلفه من دمار ووحشيه في التعامل ومن مناظر القتل بكل أشكاله فيقول في ذلك ..
عساكر من خلفنا
عساكر امامنا
والحب مثل ارنب محاصر
والليل مثل ارنب محاصر
والصبح مثل قطة ترصدها الكلاب
وزهرة الحقول ماتت في دفاتر العذاب
بعد انفجار هائل رأيتها مقطوعة الاهداب
قد اصبحت فراشه ميته
وجملة يابسه في اخر الكتاب
انه في ابياته هذه  يصور تلك اللحظات العصيبه التي يمر بهعا الانسان خصوصا هؤلاء الذين لم يروا الحرب بل سمعوا بها وقرأهوا في كتاب التاريخ هؤلاء الصغار الذين تفتحوا مثل البراعم التي ما زالت تحبوا على الارض او ما زالت خطواته قليله .عبر عن قلقه وقلق الطبيعه من هذه المناظر المؤلمه فصور الحب تلك العاطفه التي لاتفهم غير معنى العشق بحالة ارنب محاصر يبحث عن منفذ للهروب حتى لايكون تحت مرمى الخصم او هدفا لسلاحه الفتاك انه استخلص من عمقه ودخل في عالم الرمزيه التي تشد القارى الذواق لها .الصور الشعريه تتكامل في ابياته فنجدها محمله بالعبارات المؤثره التي تشد المتذوق لها ويذهب في شعره في غيبوبه طويله ليخرج من اعماقه ما تحمل من شجون وتكوينات جميله من الصور الشعريه التي تعبر عن واقع متعب وماضي تعيس والمراه في شعره ليست صوره جميله تشد الانظار لها بل هي العطاء والكائن الذي لايغيب ابدا فهي متنفس له وساحه من الالهام الشعري بل في بعض الاحيان يبرز قساوة المجتمع او بعض المجتمعات عليها والتي تعتبرها مجرد قطعه من الاثاث تنقل وتباع حسب الرغبه وحسب كمية العطاء .. 
ان الشاعر يبحث عن التهدئه دائما فهو لايدخل العنف في مفكرته الا بكونه عمل هدام او انه حالة وقتيه سرعان ما تنجلي من الحياة انه  يدعوا الى نسيان ذلك من خلال بث ألامل في نفوس الاخريين فألامل هو الانتظار انتظار القادم الذي سيزيح ما تحمل الحياة من صور مفجعه اثرت في الحياة وأعطتها لها شيئا كارثيا فينطلق في ابياته هذه الى المستقبل الذي يراه قريبا وان الشمس مهما طال غيابها فأنها سوف تشرق من جديد وأن الزهور مهما بقت عالقه جذورها في الارض فأنها سوف تنبت وتشح ببريقها فيقول في ذلك في قصيدته المسماة سيدتي ........
أطمئن الشوارع المزدحمه
وباعة الجرائد
أطمئن الاكشاك في ارصفة الشوراع
فربما اراك ياعزيزتي في سنة ليس بها مليشيا
ليس بها من يمنع التجوال
ليس بها حواجز الاسمنت والتراب
وربما اراك يا عزيزتي في سنة ليس بها خراب
يمتاز شعره بغزارة المقارنه بين مرحله اخرى مرحله ربما تحمل العطاء والهدوء وكل المصطلحات الهادئه وبين مرحله ربما مثلت في جلها المأساة ربما لايقصد بذلك فقط المجتمع بل قصد بذلك نفسه فحياته مليئه ببعض الانتكاسات المؤثره التي اثرت في طبيعته التخاطبيه بل اصبحت جزءا منه ربما لثقلها عليه وقد أشرنا الى ذلك الجانب في مكان اخر فهو دائم الاستشهاد بذلك ربما لكثره احباطه ويقارن ذلك بما يشعر او يتحسس به الاخر الذي ربما مر عليه مرور صدفه واكثاره من هذا الجانب ربما محاوله منه لبث امل التغير في شخصيته ولكن ربما نجح في ايصاله شعريا ولكن فشل في تغيره فكريا فما زال التوجس سمه له في كل خطاب فما زال المجتمع في طور النمو ولم يصل الى اللحظه المطلوبه  ...هو بين ذلك في هذه الابيات
اريد أي حفره تسترني ولو كمفحص القطاة
مطوق بالخوف كل ليله
لاادخل الحمام لااستعمل المناشف الصغيره
لااسمع الاغاني الجميله
فربما تنفجر النغمات
يا سادتي سادة الاهات ..
تكثر في شعره المأساة وبأمكان القارى المتذوق ان يستقرأ تلك المأساة في غالب ابياته انه لايستطيع ان يغادر هذا العالم ولو حاول مغادرته لانطفأت جذوته الشعريه ان ذلك الماضي كابوسه الدائم وملهمه الاساس في شعره انه كمن يتنفس الهواء ولا يراه انه في حال من البحث الدائم عن ذاته  ..في هذه الابيات كأنه انسان ضائع يبحث عن نفسه اولا انه يعيش الضياع النفسي فهو يحاول ان يستقرأ نفسه التي اصبحت مجهوله له فكيف تكون واضحه لمن هي امامه فهنا يقول ..
ابحث عن وطني الضائع منذ سنين
ابحث عن فاديه
ابحث عن ترف
ابحث عن جبن الصبح وشاي الصبح
لكن ليس هناك صباح
اه لو اقدر ان ابكي
لو امسك اثوابك كي تسكت في هذا الليل جراح  ..
واخيرا .حول عنوان الديوان اعطى الشاعر لمفردة البرد طابع عدائي او طابع فيه شى من العدائيه او القلق وهي تسميه جديده او اختيار جديد وجعل نقيضها الدفء الذي يرمز لطابع الحنان فأدخل هاتان المفردتان بطابع من التنافس في احتواء بعضهما او امتصاص زخمها ...
ونتمنى ان يأخذ هذا الديوان الملى بألكثير من القصائد التي تحتاج الى قراءه دقيقه لما فيها من عمق في الوصف والدقه في التعبير ان يأخذ هذا الديوان مكانته في الشعر العربي  وهي فرصه كبيره لشاعرنا ان يكون اصدار هذا الديوان في مصر حيث تكفلت تلك الدار التي قامت بطبعه تكفلت بتوزيعه في الدول العربيه من خلال مهرجانات الكتاب العربي التي تنتقل من دوله والى اخرى ..فمزيد من التألق والابداع لهذا الشاعر التلكيفي الاصيل ..