المحرر موضوع: الكلدان والقومية  (زيارة 1007 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فريد وردة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 515
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الكلدان والقومية
« في: 14:09 07/05/2011 »
سلام ومحبة للجميع

غالبا ما نسمع بمصطلح القومية الذي ظهرا لأول مرة في أوربا نهاية القرن الثامن عشر بسبب تراجع دور الكنيسة مع بداية الثورة الصناعية وبروز ألمصطلحات الحديثة وقت ذاك كالليبرالية والراديكالية والرأسمالية ومن ثم ألاشتراكية وغيرها.وأعتقد نهايته ستكون في أوربا  أيضا نتيجة مشروع ألاتحاد ألاوربي وبروز دور الكنيسة من جديد وثورة ألاتصالات الحديثة وألانترنيت .

تعريف القومية

هي ببساطة جماعة من البشر بينهم رابط مشترك هو ألارض واللغة والتاريخ والدين.

أستخدم هذا المصطلح كثيرا في القرن الماضي لدرجة أنه فقد مصداقيته وهيبته بالنسبة لللأجيال اللاحقة لكثرة الكوارث التي أصاب بها ألاجيال السابقة بسبب تبنيهم القومية من غير وعي وثقافة ودراسة أي بصراحة هم أجبروا على تبني فكرة القومية 
من قبل دول عظمى كانت تتصارع فيما بينها خدمة لمصالحها الذاتية مما أدى الى مأساة أنسانية وحروب أكلت ألاخضر واليابس وأبسط مثال ما حصل لأخواننا اللذين يدعون أنفسهم  ألاثوريين ومن بعدهم بعض الدول العربية .

والعجيب أن بعض الحركات والدول ورغم الذي حصل لها لا زالت لحد ألان تتباهى وتتفاخر بأنها كانت السباقة لتبني هذا المشروع حقا أنها مصيبة كبرى .

بعد هذا الموجز البسيط نأتي ألان الى موضوعنا الرئيسي وهو [الكلدان والقومية]

ببساطة شديدة لأن خير الكلام [ما قل ودل]

الكلداني جذوره مغروزة بهذه ألارض منذ الخليقة ويمتاز بشغفه للحياة وحبه للمعرفة والتطور والرقي وأسهاماته لا حصر لها في جميع الميادين . ومنذ القرن ألاول أعتنق ألانسان الكلداني  المسيحية وزادته نور على نور لما فيها من قيم روحية وأنسانية ورغم المذابح التي تعرض لها بعد الغزو ألاسلامي ألا أنه أستطاع أن يصمد ويستمر الى ما لا نهاية بمشيئة الرب . ومن أهم صفاة الكلداني هي حبه للعمل  , صادق , لا يغدر , أمين , وسهل المعشر وحبه الذي لا يوصف لوطنه وبقية شعبه .

غالبية الشعب الكلداني يحترم كنيسته ورجال الدين الموقرين الحاصلين على أعلى الشهادات والذين يبدلون الغالي والنفيس لخدمة شعبهم رغم الظروف الصعبة والهجمة الشرسة الذين يتعرضون لها من قبل أخوة محسوبين عليهم وأيضا من قبل أعداء المسيحية . وكان من النادر أن يتطرق رجال الكنيسة الى المواضيع السياسية والشعارات الرنانة الجوفاء في ألاحتفالات الدينية لمعرفتهم المسبقة بأنها مغامرات ليست في مكانها وزمانها نتيجة للأنظمة الدكتاروية  الحاكمة وأيضا أن جميع أوراق اللعبة كانت بيد الدول ألاستعمارية التي لا يهمها سوى مصالحها فقط . وأن ألايام أثبتت أنهم كانوا على صواب وجنبوا شعبهم الكوارث ولهم منا الشكر . لكن هذا لا يعني أنه ليس هناك كلدان قادرين على تحمل المسؤولية حالما تكون الظروف ملائمة ومناسبة بوجود ديمقراطية حقيقية وأرضية خصبة للعمل السياسي والحزبي خدمة للصالح العام والتاريخ القريب خير شاهد على وجود رجال ونساء كلدان كانوا قادة بحق ومنهم على سبيل المثال آغا بطرس ويوسف سلمان [فهد] مؤسس الحزب الشيوعي العراقي والثائر المناضل توما توماس وغيرهم كثيرين أنخرطوا في ألاحزاب التي كانت موجودة أيمانا منهم لخدمة وطنهم.

 وبعد زوال أخر نظام دكتاتوري في العراق أي بعد 2003 تنفس الشعب الحرية لأول مرة بعد قرون من الظلم والتعسف وظهرت أحزاب كثيرة على الساحة ونتيجة الحريات أنخرط أبناء الوطن في هذه ألاحزاب أيمانا منهم بخدمة وطنهم ولكن للأسف الشديد الفرحة لم تتم نتيجة ظهور تيارات دينية متطرفة وأنتشار الطائفية وأصبح المشروع السياسي والديمقراطية في العراق مهدد بالفشل بسبب المصالح الشخصية والفساد الذي طال أجهزة ومؤسسات الدولة وللأسف الشديد وأكررها ثانية للأسف الشديد ظهرت أحزاب وحركات من شعبنا المسيحي الذي هو بمثابة أخوك في الدم يحاول أقصائك ومحو أسمك وهويتك وتاريخك نتيجة أحلام وخزعبلات مخلوطة بفكر شوفيني عنصري عشعش في رأسهم ألاجوف من قبل دول أستعمارية أستخدمتهم كطعم ثم غدرت بهم
وظل هؤلاء القلة النشاز المرضة عقليا الى هذا اليوم يحلمون بعودة مدينة دمرت عن بكرة أبيها من قبل ألاقوام الذين ذاقوا المرارة والعذاب من حكمهم المقيت فثاروا وأنتفضوا عليهم ومحوهم عن بكرة أبيهم حتى أتى ألاستعمار البريطاني ولعب لعبته المعروفة.

لذلك عندما أحس الكلدان أنهم مستهدفين من قبل أقرب أخوتهم بالدم لمحو تاريخهم وهويتهم هبوا يدا واحدة بوجه هذه القلة النشاز ألتي أخطأت مرة أخرى عندما أستغلت الطيبة التي يمتاز بها الكلدان اللذين يؤمنون بوطن ديمقراطي مدني حر يكفل الحريات الدينية والثقافية لجميع أطيافيه . هبوا وهم ألاكثرية الساحقة ليلقنوا هؤلاء المغرر بهم اللذين يريدون تزوير التاريخ بهلوسات لا يصدقها حتى المجنون. وبهذا القدر أكتفي وشكرا.

يتبع   الفاتيكان ودوره الحضاري العالمي