المحرر موضوع: فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟  (زيارة 964 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل باقر الفضلي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 495
    • مشاهدة الملف الشخصي
فلسطين: النكبة..الحدث الذي لا ينسى...!؟

باقر الفضلي

النكبة.. الحدث الوحيد الذي ظل وسيظل فريداً في معناه وفي مدلولاته؛ الحدث الذي غطى على غيره من الأحداث ذات الشأن التي شهدتها شعوب الأرض عبر قرن من الزمن،  والذي إشتق إسمه من معناه، بما إتسم به من أهمية تأريخية وإنسانية، وبما سجله في التأريخ المعاصر من معان الظلم البشري والتراجيديا الإنسانية، ومجافاة العدالة؛ الحدث الذي سجله التأريخ كأكبر وصمة عار في جبين ما يدعى اليوم ب "المجتمع الدولي" و"الشرعية الدولية"..!؟


فالشعب الفلسطيني كأي الشعوب الأخرى، لم يهبط الى الأرض بلا وطن، ولكنه الشعب الوحيد من سرق وطنه، وتم إجباره على الترحال والتشرد في الشتات، متأبطاً كل الوثائق والأسانيد، والقرارات الأممية، التي تعترف له بحقه في وطنه الذي شرد منه، منذ ثلاث وستين عاما..!!!؟


تمر اليوم، الذكرى الثالثة والستون على الحدث (النكبة)، وفي أجواء فريدة في وصفها؛ فعلى الصعيد الداخلي، تمكنت الفصائل الوطنية الفلسطينية من إجتياز الخطوة الأولى على طريق وأد الإنقسام الوطني، والسير قدماً بإتجاه بناء مقومات السلطة الوطنية الموحدة بقيادة منظمة التحرير الوطنية الفلسطينية، والتمهيد لخوض النضال على المستوى الدولي لإعلان الدولة المدنية الديمقراطية الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس، طبقاً لقرارات الشرعية الدولية.


وعلى الصعيد الإقليمي والعربي بالذات، أصبح جلياً أمام الشعب الفلسطيني بكافة فصائله الوطنية، وفي ظل الظروف الراهنة، حيث إرهاصات رياح التغيير الشعبية، باتت من الشمولية، بشكل لم يتح لأي من بلدان المنطقة أن يكون في منجى من تأثيرات تلك الرياح؛ جلياً أن يدرك هذا الشعب أهمية القرار الوطني، وأهمية وحدة هذا القرار، وأهمية أن يكون للصوت الفلسطيني المتوحد المستقل، دوره المسموع، على مستوى الجامعة العربية، التي نفسها تمر بحالة من التصدع والإنقسام وفقدان الموقف الموحد في الشؤون العربية القومية..!


وفي نفس الإتجاه، فقد كشفت أحداث السنوات العشر الأخيرة، وتداعيات رياح التغيير على مستوى المنطقة، ما تمتلكه القضية الفلسطينية من أهمية إستثنائية، ومن دور متميز على الصعيد العالمي والإقليمي، وما يمثله السير قدماً بإتجاه وضع القرارات الدولية بشأن حل الدولتين موضع التنفيذ، والإقرار بوجود الدولة الفلسطينية كأمر واقعي لا يقبل التأجيل بعد كل هذا الزمن الطويل من المماطلة والتسويف، ما يمثله ذلك، من ضرورة سياسية وإنسانية، يشكل حلها مفتاح السلام في المنطقة وعلى صعيد العالم..!


فالشعب الفلسطيني وهو يستذكر مأساة (النكبة)، وكل معاناة الأباء والأجداد، وأهوال التشريد والحصار، والفصل العنصري، أوما يعانيه اليوم، شبابه وقادته السياسيين من أهوال صنوف التنكيل والعذاب في سجون الإحتلال الأسرائيلي، أوما يمثله عسف الإستيطان الإحتلالي العنصري، من هدر للحقوق الإنسانية وللكرامة الوطنية؛ إن كل هذا الذي يستذكره اليوم ويرتسم في مخيلة الفلسطينيين، من ظلم وعسف وإضطهاد، والذي يطالهم كل يوم وكل لحظة، لا يمثل وفي أقل مستوياته، إلا جريمة مستمرة بحق الإنسانية، ترتكبها إسرائيل ومن يدعمها من تلك الدول التي تدعي "الديمقراطية"، وفي مقدمتها أمريكا؛ الجريمة التي وقف المجتمع الدولي ولا يزال يقف أمامها، موقف المتفرج بعيداً عن تحمل أية مسؤولية أخلاقية وإنسانية، في ردع المعتدي، أو في الحدود الدنيا دعم نضال الشعب الفلسطيني في إسترداد حقوقه المغتصبة، وإقامة دولته الوطنية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية..!

وليس أمام المرء وهو يستذكر المحنة الفلسطينية في سنتها الثالثة والستين، إلا أن يمجد كفاح هذا الشعب الأبي الصامد في سوح النضال، وهو يسطر آيات البطولة في سبيل تحقيق أهدافه المشروعة في وطن حر مستقل، ولكل شهدائه الأبرار المجد والخلود..!
14/5/2011