المحرر موضوع: الإيراني الذي أحرق نفسه وسط أمستردام.. ضحية اليأس والتجاهل  (زيارة 591 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل happyday

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 111
    • مشاهدة الملف الشخصي
الإيراني الذي أحرق نفسه وسط أمستردام.. ضحية اليأس والتجاهل

تاريخ النشر : 8 April 2011 - 2:17pm | تقرير: Johan van der Tol (RNW) مفردات البحث اللجوء، سياسة اللجوء، ليرس، الايراني، الجالية الايرانية، أمستردام، انتحار

تقرير: يوهان فان در تول- إذاعة هولندا العالمية/ شهدت ساحة دام وسط أمستردام حادثة مأساوية الأربعاء الماضي عندما قام طالب لجوء إيراني بإحراق نفسه وقد توفي يوم الخميس متأثرا بالحروق. وقد تبين الآن أن الإيراني البالغ من العمر 36 عاماً كان قد تحدث حول خططه للانتحار في مركز اللجوء الذي كان يسكن فيه، لكن الجهات الرسمية الهولندية لم تحاول مساعدته، كما يروي صديقه ومواطنه برويز نوشيراني.
 

 

"لقد فقد القدرة على التحمل. تعب من حالته تماماً. كان متشرداً ينام ليلة هنا وليلة هناك. ليس لديه إقامة، ولا وثائق سفر، ولا مستقبل. لو كان قد عاد لإيران فإن المصير الذي ينتظره ربما لا يختلف عن المصير الذي لاقاه هنا. كان خائفا من أنه لو عاد سيتم اعتقاله وإعدامه." يقول برويز نوشيراني في مقابلة مع التلفزيون الهولندي.

 

رفض متكرر
كان على نوشيراني أن يبلغ أهل الفقيد روستائي في إيران بالخبر السيئ. وهناك على شبكة الانترنت لقطات فيديو صادمة للحادثة التي حصلت وسط أمستردام. يقيم روستائي في هولندا منذ 11 سنة دون أن يحصل على تصريح إقامة، وكان بانتظار أن يتم ترحيله قسراً. جاء إلى هولندا وطلب اللجوء لأنه، حسب أقواله، قد نشر مقالات أغضبت السلطات الإيرانية. لكن طلب اللجوء تم رفضه أكثر من مرة.

 

يقول محامي روستائي في قضية اللجوء، فرانك فان هارن، أنه كان يلاحظ أن موكله كان يعيش حالة نفسية صعبة جداً: "كان ذلك يبدو عليه بطريقة صارخة. كان يتطلع إلي مثلاً بنظرات غاضبة ويظل هكذا لفترة طويلة. أو يقاطعني فجأة أثناء الحديث ليقول إن لا فائدة من كل ما أفعله. هناك علامات كثيرة كانت تـُظهر أن حالته النفسية لم تكن على ما يرام."

 

مسؤولية
في الخامس والعشرين من مارس الماضي كان روستائي في آخر لقاء مع أحد موظفي اللجوء، وقد صرح اثناء اللقاء عن نيته في الانتحار. لكن لا أحد أخذ كلامه على محمل الجد، يقول صديقه نوشيراني، ولذلك لم يساعده أحد. ويضيف نوشيراني إن روستائي أراد في وقت سابق هذا الأسبوع أن يقفز أمام القطار، لكنه تمكن من إقناعه بالعدول عن الفكرة.

 

المحامي فان هارن هو الآخر وجه انتقاداً للسلطات الإيرانية. يقول المحامي إنه ربما يكون رفض طلبه للجوء والسعي لترحيلة من البلاد أمراً مشروعاً، ولكن، يضيف المحامي: "إذا كانت الحكومة ترى أنه بعد ثماني أو عشر سنين لا يزال هنا، وأنه يتآكل من الداخل، ويفقد صحته، بل يفقد وجوده الحقيقي، فلا بد أن يأتي الوقت الذي تشعر فيه الحكومة بمسؤوليتها. لا يمكن الاكتفاء بتكرار الطرد."

 

"بلا رحمة"
كان لدى روستنائي هدف واضح أراد تحقيقه بإحراق نفسه، يقول صديقه برويز نوشيراني: "أراد أن ينهي حياته لإنقاذ حياة أناس آخرين. هناك الكثيرون ممن يعيشون ظروفا مشابهة في مراكز اللجوء، الكثيرون ممن يتم ترحيلهم بلا رحمة."

 

من ناحيته وصف وزير الهجرة واللجوء، السيد خيرد ليسر، وفاة روستنائي بأنها "مأساوية جداً"، لكنه يؤكد أن جميع الإجراءات القانونية في قضيته سارت بطريقة سليمة، وأن الرجل قد استنفد كل الوسائل القانونية المتاحة.

 

السفارة الإيرانية
السفارة الإيرانية في لاهاي عبرت عن أسفها أن يصل مواطن إيراني في الخارج إلى حالة من انسداد الأفق حد الموت. حسب السفارة الإيرانية فإن على هولندا أن تحسن "الأوضاع غير اللائقة للمهاجرين." وفق السفارة فإن هذه هي ثاني حالة وفاة لمواطن إيراني في هولندا خلال أسبوع. ولم يتضح بعد ما هي الحالة الثانية، ولم يكن بالإمكان الاتصال بالسفارة اليوم الجمعة للاستيضاح حول ذلك.



http://www.rnw.nl/arabic/article/349086