المحرر موضوع: مندوبيٌة العراق في (جامعة الحكومات العربية ) .. ودبلوماسية الحفلات على النيل !!  (زيارة 692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي فهد ياسين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 467
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مندوبيٌة العراق في (جامعة الحكومات العربية ) .. ودبلوماسية الحفلات على النيل !!


نظمت مندوبية العراق في جامعة (الحكومات العربية ) في مقرها في حي الزمالك بالقاهرة قبل يومين , أُمسية فنية ! جرى فيها تكريم الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء المصري , بحضور الأمين العام السابق! للجامعة عمر موسى ونائبه السفير أحمد بن حلي ,وعدد كبير من السفراء والدبلوماسيين والمثقفين والفنانين والاعلاميين المصريين والعراقيين والعرب , والقيت كلمات معبرة عن التلاحم الأخوي بين المصريين والعراقيين والعرب! , وأمتزجت الأنغام العراقية والمصرية على ضفاف النيل الخالد! , فقد قدم الفنان نصير شمة معزوفات من التراث العراقي الأصيل , وقدمت الفنانة المصرية أمثال رفعت جمعة وفرقتها أغاني الراحلتين أم كلثوم وفائزة أحمد , وأعقبتها بأغانٍ وطنية ألهبت حماسة الجمع الطيب ! , ثم قدم السفير العراقي الدكتور قيس العزاوي درعا تقديريا ! ليحيى الجمل لدوره الريادي الوطني والقومي المشرف ! , الجمل شكر السفير ثم أضاف ,تم الأتفاق قبل يومين مع السيد نصار الربيعي وزير العمل والشؤون الأجتماعية العراقي على تشغيل العمالة المصرية في العراق ! , اما السفير القطري صالح عبد اللة أبو العينيين فقال اننا سعداء بهذه الأمسية الجميلة , وسيبقى العراق عراق دولة الخلافة !!.
ما ورد أعلاه خبرا تناقلته وكالات الأنباء ومواقع الاٍنترنت , وهو في مضمونه والصور المرافقة له يعبر بشكل جلي عن مأساةٍ صادمة تضاف الى قوائم المآسي التي يتحمل وزرها المواطن العراقي المفجوع بهؤلاء المسؤولين المتربعين في مناصبهم غير المشرٍفة للعراق , فالدبلوماسية بأبسط تعاريفها تعني أن ممثلها يمثل شعبه من خلال حكومته المنتخبة والتي اختارته لمنصبه المحدد بانشطةٍ تنسجم مع أهدافها التي تخدم الشعب وتحافظ على مصالحه وثرواته , والسيد قيس العزاوي ممثل العراق في جامعة (الحكومات العربية ) هو ممثل الحكومة العراقية التي لازال الشعب ومنذ انتخابات السابع من آذار عام 2010 يعاني من نتائج صراعات الكتل المنتخبة على مناصب وزارات الأمن فيها , هذا يعني أن الشغل الشاغل للعزاوي يجب أن يرتكز أولا على ماينفع العراق في الخروج من مأزق التناحر على المناصب , الذي نعلم جميعا دور العرب فيه مثلما هو دور غيرهم , بدلا من أن يقيم حفلات التكريم على ضفاف النيل لمسؤولين في البلد الذي يمثل شعبه فيه لانعرف تحديدا ماهو دورهم في دعم العراق ! , خصوصا والحكومة المصرية التي تضم يحيى الجمل الذي يكرمه العزاوي هي حكومة مؤقتة تحضيرا لانتخابات قادمة لايستطيع أحدا أن يستدل على اتجاهات نتائجها !.
ان الأمسية الفنية! التي أقامها السفير العزاوي في القاهرة تمثل اسلوبا لايمت للدبلوماسية العراقية المطلوبة في العراق الجديد , لابل هي تذكرنا بدبلوماسية النظام السابق المعتمدة على شراء الذمم في اعادةٍ للآساليب المشينة في تمثيل شعب العراق الذي قدم قوافل من الشهداء لأسقاطها ! , فأي درع استحدثه السيد السفير ليقدمه عنوانا للتكريم دون أن يستشير مرجعيته السياسية ؟ وأي صلاحيةٍ سمحت له بأقامة حفلٍ فني يكون فيه القائد الذي يمنح العطايا حسب تقديراته ؟ ومن يتحمل التكاليف المعنوية والمادية لبراعة سفيرنا في أنشطته المبتكره لخدمة شعبه ؟ , اليس من حقنا أن نسأل هل هذه الحفلات الفنية مناسبة لتقليد الأوسمة العراقية التي اقرها البرلمان العراقي قبل اسابيع ؟ أم أن القوانين المقرًة في البرلمان تحكم الداخل ولاتشمل سفارات العراق ؟ قد يرد علينا هنا بأن دروع التكريم ليست لها علاقة بالأوسمة ! ونحن نرد بأن درعا من سفير عراقي وبحفلٍ كالذي نشير اليه هو مسؤولية معنوية وسياسية لحكومة العراق المنتخبة وضعها سفيرنا في الجامعة على أكتاف الحكومة بقصد شخصي لايلتقي مع سياسة حكومة أختارتة ليمثلها !.
 
أنا هنا لا أحمل بغضا شخصيا للسيد السفير , الذي كان معارضا لمنهج النظام السابق , والذي تواجد في بغداد بعد سقوط الصنم وشارك بجهد وطني في سنوات الجمر التي أعقبت سقوط الصنم , لكنني لا أفهم أن السيد العزاوي المفترض أنه يجب أن يعمل مستندا الى تراكم سياسي ثر يتأسس على وجوده في باريس لعقود ومواصلته لفكر يناضل في فضاءاتة من أجل غد أفضل لشعبه , يعيدنا الآن في أمسيةٍ على ضفاف النيل الخالد ! الى أساليبٍ ناضل هو شخصيا ضدها ! , وان كنت لا أقرء الحدث بعينٍ وطنية ! فليعلمني السيد السفير الف باء القراءة الوطنية لسلوكه .
زمنيا ! أحاط ( بالحفل السريالي ) للسيد السفير حفلان للقتل في العراق , الأول عشية التحضير لأمسيته الفنية , عندما ضرب الارهاب الأعمى أبناء كركوك يوم الخميس الماضي , والثاني عندما أعاد الارهابيون فعلتهم في بغداد اليوم , وكانت حصيلة جناحي حفل السيد السفير ( زمنيا ) عشرات الشهداء والجرحى من أبناء شعبه في حلقات مستمرة لمسلسل تقف ورائه أيادِ يعرفها المحتفي بهم سيادته ! .
أما الطامة الكبرى ! , فان سيادته استمع بأذن من عجين وأخرى من الطين ! لتعليق الجمل الذي كرمه , حين قال ( تم الاتفاق مع وزير العمل والشؤون الاجتماعية العراقي السيد نصار الربيعي قبل يومين على تشغيل العمالة المصرية في العراق ) ! , ونحن لانعيب على سيادته السعادة الغامرة التي اجتاحته لهذا الخبر الذي قد يكون هو بيت القصيد المعتمد أساسا لتكريم الجمل ! فهو يصب في منهج سيادته القومي ! الذي يرتقي الى تحقيق نظريته في تحمل العراقيين الضيم من أجل سعادة اشقائهم العرب !, فهل
يُعقل أن السيد العزاوي لايعرف واقع البطالة وتأثيراتها على الوضع السياسي في العراق ؟ وهل يصح أن يوافق سيادته على تفضيل العمالة المصرية وفي هذا الوقت بالذات على ملايين الايدي العاملة العراقية وعوائلها المتضورة جوعا والتي تتظاهر في جُمع ساحة التحرير والمحافظات العراقية من أجل الحصول على فرصة عمل تحقق بها كرامتها وحقها في العيش في بلد تجمع فيه الحكومة التي يمثلها العزاوي عشرات المليارات من عوائد النفط الذي هو ملك العراقيين ؟.
لازلنا نستبشر خيرا بهيئة النزاهة ولجنتها في البرلمان العراقي مع كل مايرافق عملها من دسائس وامتناع وتحريف والتفاف وتسقيط وممانعة , ونحن هنا نطالب بتوضيح واعلان لموقف هذه الهيئات من واقعة القاهرة التي اشرنا اليها ! , والسؤال هنا هل للنزاهة في حكومة العراق ذراعا تصل الى هؤلاء الذين يهدرون حقوق الشعب المعنوية والمادية ؟ وهل نستبشر خيرا ممن يتحملون مسؤولياتهم أمام شعبنا في أن يلتفتوا الى الفاسدين خارج العراق الذين يبددون ثروات الشعب ويستهينون بتضحياته ويتنعمون بحياة كالسلاطين في وقت لايجد فيه الاشراف من العراقيين قوتهم الا في المزابل ؟ .
آخر ما اُريد أن اشير الية هو تصريح السيد صالح عبد الله أبو العينين ! سفير حكومة قطر  عندما قال ( اٍننا سعداء بهذه الاُمسية الجميلة , وسيبقى العراق .. عراق الخلافة ! ) , أن يكون اسم السفير القطري أبو العينيين فهذه حقيقة نرجو ان لايكون سفيرنا قد اغفلها ! فقد عرف القطريون من يختاروا لتمثيلهم شكلا ومضمونا ! فالرجل ابو العينيين يريد منا العودة الى زمن الخلافة , لكنه لم يفصح أي خلافة يعني ؟ واكيد أن سفيرنا لم يستعلم منه عن ذلك !؟.
هل سيرد علينا سعادة السفير أم ترد علينا وزارة الخارجية العراقية ؟ أم سننتظر ردا ممن لا يروق لهم فضحنا لمن يتاجر بمصير العراقيين خدمةً لمصالحه الضيقة ؟.
علي فهد ياسين