المحرر موضوع: خذوا فَكلوا هذا هو جسد "لبنان"  (زيارة 2455 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Leila Gorguis

  • leila
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 868
  • الجنس: أنثى
  • لبنان .. قلبي !!
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

خذوا فَكلوا هذا هو جسد "لبنان"
[/color][/size]



إنهَشوا .. مزقوا .. إلتهموا أحشاءه فإن أوجاع لبنان قد فاقت كل الآلام!
لو عاد المسيح على الأرض لسُميَ "لبنان". ولو ردد "كلامه الجوهري" من جديد لَقالَ "خذوا فكلوا هذا هو جسد لبنان" ولأضفنا "خذوا واشربوا هذا هو دم أطفالنا" لتسلم فلسطين وسوريا وايران والأردن ومصر وووو.. والصين أيضاً، ومن يدري قد يصبح إستقلال "تيبيت" وحرية المعتقدات فيها من مسؤولية جسد لبنان ودماء شعبه أيضاً.
لو نُعِتت كلماتي بالكفر فأهلاً بهكذا كفر وكم يشرفني أن أكفرَ في زحمة المعتقدات الدينية المتطرفة التي أحرقت وطني في جهلها وتخلفها!
كفري يضع وطني وأطفاله الأبرياء فوق الله والأنبياء والملائكة والشياطين وكل الأحزاب وسلاطينها الصغار والكبار.
كفري يقدس "الإنسان" بأوجاعه وحزنه وإنكساره أمام مشيئة الأغبياء، ليصير الإنسان-الإله.
إن أوصال وطني تُقطّع إرباً إرباً لله ولعباده، هل تسمعون؟!
إن لبنان يُمزق ويحرق قرباناً للرؤساء وسياساتها النتنة، للجوار"الصديق" وللبعيد، لأرباب العالم المتغطرسين وشعوبهم السذج..
ولم يعد لأصحاب الأقلام أي كلام يقال أو يكتب في وسائلهم الإعلامية، كل أبجدياتهم قد استهلكت حتى آخر قطرة من دمائهم ودموعهم .. وعاد السكوت ليَسترِدَ قيمته الذهبية في زمن إنحطت فيه كل القيم الإنسانية وسقطت الى الحضيض.

سجِّل أيها التاريخ سجِّل ..
أطفالنا يرضعون "وقف إطلاق النار" من نهد بُتِرَ قبل أن يدر الحليب.
إنساننا يُغتصب قبل أن يبلغ والليل شاق وطويل طويل.
والمتفرجون كُثرٌ .. يتلون الدعوة تلو الدعوة، الإستنكار تلو الإستنكار، يتباهون بالهزائم وبالإنهيارات ، يجمعون الأموال والإعانات للنازحين والمنكوبين "المعلبين" من جديد في خانة المهجرين.
المتفرجون كثر .. ونحن نرقب في هلعنا المفاوضات والرحلات المكوكية، التسويات الاستراتيجية لحل أزمتنا، المعادلات التوازنية في المنطقة والعالم، المساعي والطبخات الدبلوماسية، الإفتراضات والتحليلات العسكرية، التعزيزات الدولية والمراهنات السياسية ووو ...
كل الترقبات وعباراتها الرنانة ما عادت تنفعنا وكل ما يقال هراء، نحن شعب عرف البحار والسماوات والأرض مرتعاً لأحلامه ولترحاله فما يُهدم سيبنى ولكن من سيعيد بناء النفوس؟!
من سيستأصل الخوف من عيوننا؟
من سيفرغ دموع الحزن من كؤوسنا؟
من سيرفع الحجر عن قبور موتانا؟
من سيمسح الدماء عن جباهنا؟
من سيعزينا يوم تهدأ المدافع وتُحصى خسائرنا؟
من سيعيد المهاجر والراحلين من سفرهم العقيم؟
من سينسينا ما حفظته ذاكرتنا ونقشته في رؤوسنا ونخاعنا وقلوبنا وأعصابنا حتى الجنون؟
من ومن سيعيد لأطفالنا طفولتهم؟
ومتى سنسترجع لبنان لنا.. لم نعد نريد أصدقاء ولا أعداء .. لا نريد الشرق ولا الغرب..
ولا نريد أن تُساق جثث أطفالنا الى مجلس الأمن وجلساته الخجولة والمخجلة.
لم نعد نريد أدياناً فطوائفنا قد تعددت "وقلَّ فيها الدين" حتى العقم..
لم نعد نريد الجنة ولا مفاتيحها .. المطهر يرضينا إن تجَنَبنا النار ..
لم نعد نريد "لبنان" موطناً حاملاً خطايا العالم..

لبنان ليس المسيح فارحموه ..احبلوا وانجبوا في دياركم، أرضنا قد كفرت بأبنائها فكيف بصغائركم؟!
لم نعد نريد ان نقول ونكتب ما نريده بل ما لا نريده فعسى العالم يفهمنا بهذه الإرادة التي لا زلنا نملك المقولة فيها بعد أن فقدنا الأمل بالحلول الموعودة ولم نعد نملك سوى الدموع نذرفها على الأموات والأحياء حتى إشعارٍ آخر، هل تفهمون؟

إن كان العالم قد فَرَش الموتَ أو الموتَ على موائدنا فسنلتهمه لأن شعب لبنان يحيا في الموت ويبعث مع "فينيقه" كلما غابت شمس وأطل فجر من خلف الرماد...


ليلى كوركيس
مونتريال - كندا



[/font][/b]
ليلى كوركيس -  Leila Gorguis
        www.ankawa.com