المحرر موضوع: ثقافة الحوار والرأي الآخر  (زيارة 1038 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
ثقافة الحوار والرأي الآخر
 
عـزمـي البيـر
على مرّ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، زرع النظام الشمولي ثقافة واحدة، ثقافة الرأي الواحد وقمع الآراء وقلع جذور الحوار، وذلك من خلال المؤسسات الثقافية والإعلامية، حيث جيرة جميعها لتمجيد وتعظيم النظام آنذاك، واستغلال جميع منابر الإعلام وربطها بالقيادة والحزب الحاكم وبشخص القائد الأوحد أو قائد الضرورة أو رمز الأمة وغيرها من الأسماء والألقاب بحيث كنا نجبر ولساعات طوال على مشاهدته أو الاستماع له في جميع المحطات المرئية أو المسموعة أو المقروءة وحتى في جميع المناهج الدراسية ابتداءاً من رياض الأطفال ووصولاً إلى الجامعات، ناهيك عن إجبار الفنان والمثقف بحب القائد وتمجيد، وإهدار أموالاً طائلة في سبيل زرع وترويج هذه الثقافة.
وبعد التغيير الذي حصل في العام 2003 إثر الإطاحة بالنظام البائد، تم الشروع بتغيير تلك المفاهيم عبر تشريع دستور يكفل حقوق جميع أبناء الشعب، ويضمن توزيع الثروات بشكل عادل، إضافة الى تغيير المناهج الدراسية لجميع المراحل، وإلغاء وزارة الإعلام وتحويل منتسبيها الى الوزارات الأخرى وربط المؤسسات الإعلامية بهيئة مستقلة وبشكل حر.
انها بداية صحيحة لاقتلاع تلك الجذور والمفاهيم البالية، ولكن على الرغم من تلك الإجراءات، فلا تزال هناك بعض المفاهيم المتوارثة التي تشكل إرهاصات فكرية داخل المجتمع، بيدّ ان المسؤولية تقع علينا جميعاً كمثقفين -من خلال المؤسسات الثقافية ومنظمات المجتمع المدني- للعمل على محاربة تلك المفاهيم وبأساليب ديمقراطية بهدف زرع ثقافة الحوار والاستماع والإصغاء للوصول إلى مجتمع متحضر معاصر