المحرر موضوع: ينبوع الخبز  (زيارة 7320 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Saadi Al Malih

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 64
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ينبوع الخبز
« في: 13:59 30/06/2011 »


ينبوع الخبز

سعدي المالح


وعيت والطاحونة الحجرية القديمة، المقامة على تلة عند فتحة الكهريز، متوقفة عن العمل. ربما توقفت قبل ولادتي بعقد أو عقدين أو أكثر، لاأعرف بالضبط، لكن الذي أتذكره فقط هو أن جزءاً كبيراً من بنائها كان ما يزال باقيا، وتظهر بعض حجارتها ولا سيما رحاها ظاهرة للعيان من خلال جدار أمامي متداعٍ لتشهد أنها كانت ذات يوم تعمل بهمة ونشاط. ولعل هذه الطاحونة الحجرية كانت واحدة من أقدم الطواحين الحجرية في المنطقة.  
كلما مررنا بقربها، أصدقائي الصغار وأنا، دفعنا الفضول لنعرج عليها، ونتفحص بعض عدتها. نخمن أو نتعجب كيف كانت تعمل هذه أو تلك من القطع المتبقية فيها، أو  تراودنا أسئلة حيرى: كيف كان يدور هذا الحجر على الحجر الأساس ويطحن الحنطة، أو كيف كان يُسحب الماء إليها من الكهريز، ومتى توقفت عن العمل، ولماذا؟. وأحيانا  كنت أتباهى بأن جد والدي (من أمه) ججي كندلان كان طحانا في هذه الطاحونة على الرغم من أنني لم أره قط في حياتي. لكن عدداً من أفراد العائلة كان يذكر ذلك متباهيا ويحكي عنه قصصا بقيت واحدة منها عالقة في ذاكرتي.
ذات يوم قررت العمة راحيل، والدة لوقا توما (جكما) ، قريبتنا وجارتنا، أن تذهب باكراً جداً إلى الطاحونة حتى تكون أول من تطحن حبوبها وتعود مسرعة للقيام بأعمالها الكثيرة في البيت، معتمدة على أن قريبها ججي كندلان سيساعدها في ذلك. وهكذا استيقظت قبل الفجر، وظلام كثيف كان ما يزال يُخيم على القرية. حملت حنطتها على ظهرها في كيس، وتوجهت بخطى واثقة نحو الطاحونة التي كانت في تلك الأيام خارج القرية، وفي منطقة خالية من البيوت السكنية. ولأن العتمة كانت توزع عفاريتها في مكان لتحجب الرؤية وتلعب بالعقول التي ربما لم تشبع النوم بعد في ذلك الفجر، حادت راحيل عن طريقها وسارت في اتجاه بعيد من موقع الطاحونة. ولما مشت مسافة طويلة ولم تصل تلك الطاحونة الملعونة خامرها شك بأن تكون قد أضلت طريقها، فتلبسها خوف مرتعد . وفي هذه الأثناء رأت، كما روت لأهل الحي فيما بعد، مجموعة من الرجال منهمكين في الرقص في حلقة نصف دائرية يحيطون بعازِفَي طبل ومزمار، وما أن لمحوها إلا ونادوها: هيا يا راحيل تعالي وارقصي معنا. تقول راحيل: تسارعت دقات قلبي وتسرب الفزع إلى كل أجزاء جسدي ورحت أرجف! فرميت حالا حنطتي لا أدري أين، وقفلت راجعة مهرولة من شدة الهلع.
في البيت كلما قصت راحيل للناس ما تراءى لها عن الرجال في حلبة الرقص، وكيف أنهم دعوها لمشاركتهم تلك الدبكة قالوا لها: لابد أن هؤلاء كانوا من الجن والعفاريت، وكان عليك أن ترسمي إشارة الصليب ليختفوا. فتقول لهم: نسيت أن أفعل ذلك من شدة خوفي. وتبكي.
كان الخوف من العتمة واللصوص والأغراب في الأماكن البعيدة والمقفرة يولد أحيانا العديد من الرؤى والخيالات، وقيل أيضا في رجل كان يعود في ليل مظلم من أربيل إلى عنكاوا، إنه عندما وصل الوادي في منتصف الطريق خيّل إليه أن مجموعة من الناس يرقصون في حلقة بينما الطبل والمزمار يعزفان بفرح فشاركهم الرقص وواصل فترة إلى إن مرَّ به أحد أبناء القرية فرآه يرقص وحده وسأله عن السبب، فقال له: تعال انضم إلينا وارقص. لكن ابن قريته كان متماسكا فأيقظه من غفوته وأفهمه أن لا أحد هنا غيره.  
حتى تلك الآثار القديمة للطاحونة الحجرية اندثرت مع تسارع السنين. ولعل سكان عنكاوا والمنطقة أهملوا طاحونتهم الحجرية مع ظهور الطاحونة الميكانيكية، الأسرع والأسهل والأقل كلفة وجهدا، فرأيت واحدة منها في عنكاوا في أواخر الخمسينيات، كانت تقع على مشارف البيادر المقابلة لمركز الشرطة، وكانت ذات محرك يعمل على دورة مياه ويصدر صوتا يصم الآذان من مسافة بعيدة. أتذكر هذه الطاحونة وأنا طفل صغير أذهب إليها مع والدتي، فيأخذ نمرود الطحان، الذي كانت تغطي طبقة من الدقيق الأبيض شواربه ورموشه وشعره وملابسه، حنطتها وسرعان ما يضعها في الفم العلوي المخروطي من الطاحونة ليخرج الطحين ابيض ناصعا من فم اسطواني في الأسفل حيث يربط به كيسا سرعان ما ينتفخ من شدة امتلائه بدقيق يتطاير منه غبار كثيف ابيض . ولم يكن نمرود هذا من أهل عنكاوا، بل كان قد هاجر إلى العراق من قرى تياري بمنطقة حكاري في تركيا، وهو طفل أثناء الحرب العالمية الأولى في مسيرة شاقة قطعها عشرات الآلاف من أمثاله هربا من القتل. وقد استقر في بغداد أولا، ثم في كركوك، جاء بعدها إلى عنكاوا لتشغيل هذه الآلة العجيبة التي اشتراها أخوه شليمون حنا مراد من الحاكم حيدر أحد قضاة أربيل. وقصة هذه المكنة طويلة، ومختصرها، بحسب بعض كبار السن، أن أحد كهنة القرية؛ القس بولص عجمايا، كان مهتما أن يكون لعنكاوا طاحونتها حتى لا يتجشم الأهالي عناء الذهاب إلى المطاحن الموجودة في القرى الكردية القريبة أو إلى أربيل. لكن أحدا من أهل القرية لم يتشجع على القيام بهذا المشروع الذي كان يعد بالنسبة إليهم مغامرة. وذات يوم كان القس بولص يتحدث عن ذلك إلى الحاكم حيدر من أربيل الذي كانت له علاقة صداقة معه فاقترح ذاك أن يتولى هو المشروع على شرط أن يوفر له القس دونما واحدا من الأرض ليقيم عليه الطاحونة. وتمكن القس عجمايا أن يقنع أحد الفلاحين الأغنياء إلياس علي بك ببيع هذا الدونم من الأرض له. وهكذا أصبح لعنكاوا من جديد طاحونتها بحدود عام 1953، لكن الحاكم حيدر لم ينجح في إدارة الطاحونة فباعها بعد أشهر لشليمون حنا مراد. ولأن هذا الأخير كان يعمل أصلا في مركز تدريب شركة نفط العراق في كركوك لم يكن متفرغا لها فأوكل أخيه نمرود لإدارتها. وكان نمرود يرى نفسه أكثر تمدنا من أهل القرية لأنه عاش في بغداد وكركوك وخالط الانكليز وتطبع ببعض طبائعهم، بينما يعده أهل القرية متعاليا وغريب الأطوار بعض الشيء، لا سيما وأن ابنته أستر، المراهقة في تلك السنوات، كانت تلبس البنطلون وتركب دراجة هوائية!
 وراحت هذه الطاحونة تطحن الحنطة لآلاف الأفواه في عنكاوا والقرى المجاورة بجعجعة لا مثيل لها في القرية وشهرة صاحبها المثيرة للجدل.
وذات يوم امتزج هذا الطحين الذي تنتجه الطاحونة بالدم، إذ قتل على مبعدة أمتار منها شخص كان يكنى يوسف سورايا.  وليوسف هذا قصة مأساوية. ولد في عائلة مسلمة في قرية قريبة من عنكاوا وقرر أن يعتنق المسيحية بعد تحقيق مطلب له تضرع من أجله لمريم العذراء وابنها يسوع عندما كان بالقرب من مزارهما في عقار القرية وهو شاب مراهق كما أدعى. ولأن مثل هذا العمل في ذلك الوقت وفي قرية محاطة من جميع جوانبها بالقرية الكوردية المسلمة كان محفوفا بالمخاطر، لهذا أُرسِل في البداية إلى دير بعيد ونال هناك التعليم المسيحي وعمّد. ثم بعد سنوات عاد إلى عنكاوا شابا مكتملا باسم يوسف. عمل في البداية فلاحا أجيرا عند أكثر من عائلة. ثم في الأربعينيات التحق بقوات الليفي في بغداد، وعندما رحع إلى عنكاوا تزوج من شيرين الراهبة التاركة لسلك الرهبنة ( أخت سيدي الخادمة في بيت بويا قاقوزا) والأختان من أصل تلكيفي، وعمل فلاحا في بيت إلياس علي بك، وصار الجميع يسميه يوسف سورايا، أي السرياني.  قبل اغتياله بسنة تقريبا مرضت زوجته وعادت إلى الدير فتوفيت هناك. أما هو فبقي وحيدا إلى جانب كلبه الأبيض والأمين سيمون الذي كان شديد التعلق به. وكان سيمون يرافقه دائما، ومن شدة حبه له واهتمامه به كان يغسله بين فترة وأخرى بالماء والصابون حتى أصبح ذلك الكلب مضربا للمثل لأن يوسف نفسه ربما لم يكن يغسل جسمه بالصابون بهذه الكثرة. وكان هناك على مبعدة أمتار منه حارس على بناية المدرسة الابتدائية التي كانت في طور الإنشاء يدعى سولبك، يقال أن سولبك هذا اختلف مع يوسف وتوعده بقتله، ويقال أيضا أن بعض الأشخاص الذين كانوا يكنون العداء لعائلة سيده حرضوا سولبك، وهو كوردي مسلم، على قتله باعتبار أن يوسف هذا يُعد مرتداً بالنسبة لسولبك فكمن له ذات يوم وقتله في كوخ ملاصق لهذه الطاحونة حيث كان يحرس بستانا لسيده.
لحق سيمون بجنازة يوسف حتى المقبرة في التلة المسماة قصرا، وظل يدور هناك بين الناس إلى أن وري صاحبه التراب وتفرق الناس. إلا أنه هو لم يغادر، فجثم فوق القبر لا يبارحه. استمر هذا الوضع أياما وليال حتى أثار انتباه بعض أهالي المنطقة، رأفوا بحال الكلب المسكين وقدموا له بعض الأكل تعاطفا مع مشاعره. بيد أنه لم يقترب من الأكل وظل على حاله جاثما فوق القبر يشم رائحة صاحبه إلى أن وجد ذات يوم ميتا فوق القبر.
وكلما جاء ذكر يوسف هذا قالت أمي أنه مات شهيدا وتشبهه بحبة الحنطة التي تقع على الأرض وتموت لتأتي بثمر كثير. فكنت أتعجب من أين لها هذا الوصف. ولم أكن أعرف في ذلك الوقت أنها تستعير كلمات الانجيل:" "الحق الحق أقول لكم: إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُتْ، فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير" (يوحنا12: 24). وعلمت فيما بعد أن الحنطة كانت مضربا للمثل بالموت من أجل الآخرين والشهادة في المسيحية، والسيد المسيح نفسه استخدم الحنطة في الكثير من أمثاله، كما في مثل الزارع "فكلمهم كثيرا بأمثال قائلا هوذا الزارع قد خرج ليزرع. وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق. فجاءت الطيور وأكلته. وسقط آخر على الأماكن المحجرة حيث لم تكن له تربة كثيرة. فنبت حالا إذ لم يكن له عمق ارض. ولكن لما أشرقت الشمس احترق. وإذ لم يكن له أصل جف. وسقط آخر على الشوك فطلع الشوك وخنقه. وسقط آخر على الأرض الجيدة فأعطى ثمرا بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين" (متي 13: 2 ـ 23، مرقس4: 3ـ 20). ومثل الحنطة والزؤان "قدم لهم مثلا آخر قائلا. يشبه ملكوت السموات إنسانا زرع زرعاً جيداً في حقله.  وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زؤانا في وسط الحنطة ومضى. فلما طلع النبات وصنع ثمراً حينئذ ظهر الزؤان أيضا  فجاء عبيد رب البيت وقالوا له يا سيد أليس زرعا جيدا زرعت في حقلك. فمن أين له زؤان. فقال لهم. انسان عدو فعل هذا. فقال له العبيد أتريد أن نذهب ونجمعه. فقال لا، لئلا تقلعوا الحنطة مع الزؤان وأنتم تجمعونه.  دعوهما ينميان كلاهما معا إلى الحصاد. وفي وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولا الزؤان واحزموه حُزماً ليُحرق. وإما الحنطة فاجمعوها إلى مخزني" (متي13: 24ـ 30) ومَثل البذار التي تنمو من ذاتها، وقال "هكذا ملكوت الله كان اِنسانا يلقي البذار على الأرض وينام ويقوم ليلا ونهارا والبذار يطلع وينمو وهو لا يعلم كيف. لأن الأرض من ذاتها تأتي بثمر. أولا نباتاً ثم سنبلاً ثم قمحاً ملآن في السنبل. وأما متى أدرك الثمر فللوقت يرسل المنجل لأن الحصاد قد حضر" (مرقس4: 26ـ 29). والرجل الغني الذي أخصبت كورته (لوقا 12: 16ـ 21). كما استخدم الرسول بولس حبة الحنطة التي تزرع في الأرض فتنمو في شكل جديد رمزاً لقيامة الأجساد (1كو15: 37).
وتقول ترتيلة مسيحية: إني حبة القمح ذقت الموت كي أحيا..قلبي من طعن الرمح أسقى حبه الدنيا.. قوتاً روحياً حيّا. وقال مار أغناطيوس الأنطاكي ، ثالث بطاركة الكنيسة السريانية الغربية الذي سيق سنة 107 ميلادية إلى  ساحة روما وألقي للحيوانات المفترسة في إحدى رسائله مشجعا المؤمنين على التمسك بالايمان :" أنا هو القمح الإلهي الذي ستطحنه أنياب الحيوانات المفترسة إلى دقيق كي أصبح خبزا صافيا للمسيح".
بينما يشبه الشاعر الرهاوي قوريللون ( أواخر القرن الرابع / أوائل القرن الخامس) مراحل الحياة الأرضية للمسيح بحبة القمح ابتداءً من طمرها في التربة وانتهاءً بتحويلها إلى خبز.
مار أفرام الملفان من القرن الرابع يقول " الخبز السماوي لم ينقذ العالم بل القربان المقدس " والقربان كما هو معروف مصنوع من القمح.
كل هذه الأهمية والمكانة التي منحت للخبز تاريخيا وترسخت في الثقافة الجمعية للأصلاء من أهل المنطقة، وكذلك الحاجة الماسة إليه للأكل وكمورد رزق أيضا، وخصوبة الأرض وملاءمتها لزراعته، جعلت منه مادة محاطة بهالة من القداسة، حتى أضحت مسألة رمي الخبز التالف أو سقوط بعض كسرات منه على الأرض أقرب إلى جريمة أو خطيئة. وعلى هذه الأفكار والممارسات تربيت وتربى جيلي، فكانت الحبوب نبض الحياة الدائم من الصباح إلى المساء.
أذهب إلى بيت جدي أجد عنبرا كبيرا وعدة عنابر صغيرة للحنطة لها فتحة أمامية مسدودة بحاجز فخاري تخزن فيها الحنطة للاستعمالات اليومية في الشتاء، أما في الصيف فأخرج في أي طرف من القرية أرى بيادر الحنطة منتشرة حولها من كافة الأطراف. أخرج بين الحقول إما تجوالا أو لمذاكرة دروسي المدرسية في الربيع فأقطف أكثر السنابل امتلاء وآكل ما أشاء من حبوب الحنطة الخضراء الطازجة التي تذوب في الفم. وعندما تنضج هذه الحبوب أكثر وتصبح ما نسميه الفريكة أجمع حزمة من هذه السنابل لشويها بإشعال النار مباشرة في شعيراتها واطفائها بسرعة قبل أن تحترق حبوبها، ويكون ذلك ألذ وأطيب. وعندما يأتي بائع العنب أو الرمان أو التين إلى القرية تقول لي جدتي خذ هذا اللكن ( صحن معدني) واذهب إلى البيدر وأملأه بالحنطة من الكومة الفلانية وقايضه بما عنده هذا البائع، فأركض بسرعة وأعود حاملا "لكناً" مليئا بالعنب أو الرمان أو أي فاكهة أخرى.  
وبعدما تحصد الحنطة وتدرس وتصفى وتصبح جاهزة للاستعمال تأخذ كل عائلة كمية من أفضل حنطتها لتسلقها في قدر كبير جدا ينصب على قاعدة ويلقم بنار متواصلة وقودها القش  أو التبن أو روث البقر إلى أن تسلق وتسمى بالسليقة فيأتي أطفال المحلة حاملين طاساتهم ليأخذوا حصتهم من هذه السليقة الطيبة. وكنت أتلذذ كثيرا بتلك السليقة اللذيذة. ومن هذه السليقة بعد تجفيفها تصنع أنواع البرغل والحبية.
بينما الأهم من هذا أن ترى كيف تتحول حبات القمح إلى دقيق أبيض في الطاحونة. لكن طاحونتنا توقفت بعد سنوات وهمد صوتها إلى الأبد بعد أن قطع نمرود أصابع إحدى يديه سهوا فيها ولم يعد قادرا على ممارسة عمله على النحو المطلوب بيد واحدة.. وهكذا عادت عنكاوا إلى محنتها لتعيش من دون طاحونة من جديد. وبدأ أهلها يأخذون حنطتهم إلى طاحونة قريبة تقع في منطقة خالية في الشمال الشرقي من أربيل، ولهذا كانت تسمى بطاحونة العراء أي ( جول) بالكردية، وكان الناس أما يذهبون بأنفسهم إلى الطاحونة أو يسلمون حنطتهم لرجل من القرية يدعى صليوا فيأخذها في عربة يجرها حمار في الصباح الباكر ليعيدها مساء مقابل بضعة دراهم أو حصة من الدقيق . وهكذا كان تفعل والدتي.
ولا أدري في تلك السنة كيف ولماذا اختلفت أمي مع ذلك الرجل، فلما نفد الطحين من البيت وغدت مضطرة لأن ترسل حنطتها إلى الطاحونة نادتني وقالت لي:
- يا ابني لقد كبرت وأصبحت قد الحمار، يكفيني أعلفك وأعلف إخوانك يوميا ولا فائدة ترتجى منكم!
 لم أتعجب من لهجتها لكن ما أثار شكوكي أنها لن تقول لي هذا الكلام الآن لو لا خطة ترسمها في مخيلتها. فقلت معاتبا:
-   لكننا يا أمي ندرس ولم نقصر في دروسنا وسنفيدكم مستقبلا.
وسرعان ما واجهتني:
-   المستقبل بعيد، ومن يدري هل سأعيشه أم لا، سأستعير الآن حمارة الجيران وأحمّلها كيس الحنطة هذا- مشيرة بيدها إلى كيس كبير من الحنطة مطروحا على الأرض في الحوش- وتأخذه إلى الطاحونة!
انتابني قلق مفاجئ:
-   كيف أذهب إلى الطاحونة وحدي، لا أعرف الطريق إليها أولاً، ولا موقعها ثانياً، ثم إنها بعيدة وفي منطقة غير مأهولة.
لم تسمح لي أمي بمزيد من الكلام ، فقبل أن أنهي تبريري رأيتها تختفي بسرعة وتعود وهي تقود حمارة الجيران، وتطلب مني مساعدتها لتحميل الكيس على ظهر الحمارة، ثم تناولني عصا صغيرة وبضعة دراهم وزوّادة للطريق وتشير بيدها:
-   هو ذا الطريق أمامك، والحمارة نفسها تعرفه، لن تقف بك إلا عند الطاحونة، طريق العودة هو نفسه.
تأكدت من أن لا مجال لأي نقاش أو اعتراض، ولا محالة من تنفيذ الأمر. تناولت العصا والزوادة ولكزت الحمارة فلم تتحرك. رفعت العصا قليلا ونهرتها به فأطاعت وسارت نحو الطريق الذي تعرفه. لكن أمي صاحت ورائي:
-   انتبه، إياك أن تقتل الحمارة بعصاك، تذكر إننا يجب أن نعيدها للجيران سليمة.
نهرت الحمارة نهرة أقوى من سابقتها، عناداً لأمي، فتراكضت الحمارة في الطريق وأسرعت أهرول وراءها.    
 في الحقيقة ، بالرغم من ممانعتي، كنت أرغب في خوض هذه التجربة والذهاب إلى الطاحونة وحدي وكنت أشعر بزهو خاص إزاء أداء ذلك العمل الذي يدل على الرجولة والاستقلالية وأنا في الثانية عشر من عمري، فكنت وأنا أسير خلف الحمارة أفكر كيف إنني سأقص لزملائي أخبار هذه الرحلة الممتعة في يوم ربيعي بين الحقول الخضراء، وكيف أديت هذا العمل الكبير وحدي.
في حوالي منتصف الطريق مال كيس الحنطة المثبت فوق ظهر الحمارة إلى طرف اليمين فأسرعت إليه أحاول رفعه قليلا وموازنته إلا إنني لم افلح من القيام بتلك المحاولة لرفعه أكثر مما يجب بحيث جعلت التوازن يختل ثانية وينقلب الكيس في الجهة الأخرى اليسار، ويسقط على الأرض. حاولت رفعه من على الأرض وإعادته إلى ظهر الحمارة فلم أتمكن من رفعه إلا قليلا، كان ثقيلا بما فيه الكفاية. أوقفت الحمارة على طرف الطريق وجلست على الكيس لا ادري ماذا أفعل. بكيت أولا ورحت أعاتب والدتي على تحميلي ما لا أقدر عليه وتعريضي لمثل هذه الورطة. ثم فكرت أن الطريق عادة لا يخلو من المارة فلا بد أن يطرقها غيري. بعد انتظار قصير حسبته دهرا رأيت قافلة صغيرة قادمة، وما أن بلغتني أدرك رجالها إنني في ورطة، فهبوا لمساعدتي، وحمّلوا الكيس على ظهر الحمارة واقترحوا علي مرافقتهم حتى الطاحونة.
كانت الطاحونة عبارة عن بناء طيني قديم يشبه خانات الطرق معبأ بغبار ابيض كثيف يقبع داخله جهاز حديدي يصدر صوتا قويا ورتيبا لا يسمح لأي كان أن يسمع الآخر مهما صرخ. وإلى جانب هذا البناء مربط للدواب من حمير وبغال وأحصنة.
قضيت ساعات طويلة في الطاحونة، تحدثت مع أناس لا اعرفهم، تجولت بين الحقول المحيطة بالبناء، واستمعت كثيرا إلى صوت الطاحونة المرتج والرتيب وراقبت طيورا تطير في سماء المنطقة أسرابا وفرادى، أكلت بعض الحشائش. وعندما جاء دوري وقفت أشاهد كيف ينتفخ الكيس المعلق في فم الطاحونة بالدقيق الأبيض، ثم سحبت الكيس إلى الخارج وحملته بمساعدة آخرين على ظهر الحمارة التي توجهت من تلقاء نفسها نحو الطريق التي جاءت منها.
بعد الظهر عدت إلى البيت ومعي كيس الطحين، فرحت والدتي كثيرا وقالت لي: الآن أصبحت رجلا يُعتمد عليك، تعال أصب لك الأكل قبل أن يبرد.
جلست ونفشت ريشي كديك منتصر، فلاحظت والدتي ذلك نهرتني وقالت: لا تتباهى كثيرا وإلا فقد عملك قيمته.  أكلت صامتا لكن في داخلي كنت انفش ريشي مثل طاووس فقد أصبحت مساهما في صنع الخبز الذي نأكله.
والخبز عندنا يصنع في التنور الطيني منذ القدم. مئات التنانير اكتشفت في الخرائب البابلية والآشورية تثبت أن أجدادنا القدماء كانوا أوائل من صنعوا خبزهم في التنانير. وأصل الكلمة (ܬܢܘܪܐ تنورا) سرياني وتنحدر من جذر ( ܬܢܐ- تنا) التي تعني الدخان و (ܢܘܪܐ- نورا) التي تعني النار، والتنور فعلا هو الأتون أي موقد النار. و"المنجد في اللغة والأعلام" يرجع الكلمة إلى أصلها السرياني. ومنها أيضا كلمة "التنورة" اللباس النسائي الذي يلبس من الخصر إلى الأسفل لتشبهه بالتنور. وتسمية هذا الثوب بالتنورة معروفة فقط في بلدان المشرق العربي التي سادت فيها اللغة السريانية سابقا بينما تسمى في مصر "جونيلة" المستعارة من الايطالية، و في بلدان المغرب العربي " Jope " المستعارة من الفرنسية.
وليس غريبا أن يخترع قدماء العراقيين هؤلاء التنور، فقد كانت أرضهم المحصورة بين الزابين الأعلى والأسفل شمالا وجنوبا، وحتى نهر دجلة غربا، على الأرجح، هي الموطن الأول للحبوب في بلاد ما بين النهرين، في الأقل هذا ما يشير إليه نص سومري قديم.  وكان السومريون يرون أن الإله آن ( إله السماء) هو الذي أنزل الحبوب من السماء تحت التسمية الإلهية "أشنان" التي غدت فيما بعد آلهة الحبوب، وكانت تتفوق على آلهة الماشية:
"في ذلك الزمان ،
كان البشر لا يأكلون سوى العشب
كما يفعل الخرفان
عند ذلك
أنزل (آن) الحبوب من السماء"
ويبدو أن الحبوب أصبحت ذات أهمية بالغة في العهد السومري، فقد حولت مجتمعهم الرعوي البدائي إلى مجتمع زراعي. وهذا التحول جعل الشعراء يتغنون بالحبوب كثيرا ويشبهون نساءهم بها أو بالعكس، فيصف نشيد سومري نينورتا بـ " البذرة المخصبة!"
وفي قصيدته يشبّه شاعر آخر الحبوب بفتاة جذابة: "إله الصيف جعل أشنان تنمو بشكل رائع كفتاة جذابة".
من جهته يخاطب دموزي حبيبته إينانا مشبها صدرها بحقل فسيح يسكب الحبوب. فيقول لها:
"صدرك يا اينانا هو حقل
حقل متسع ينتج الزروع
حقل فسيح يسكب الحبوب"
وفي  قصيدة أخرى يستجيب الفلاح أنكيميدو لدعوة العرس المقدمة من دموزي، ويقدم لها الطحين من بين هدايا العرس:
"سوف أحمل إليك الطحين
وأجلب لك البيقة
سوف أجلب لك العدس"
وشاعر آخر يصف صوامع الحبوب فيقول:
"صوامع لا تتوقف عن سكب الحبوب
عنابر ممتلئة حَبّاً."
ولهذا كانت الحاجة إلى اختراع التنور لصنع الخبز وحفظه. وللخبز المرقوق المصنوع في تنور الطين نكهة تختلف عن المصنوع على الساج مثلا، ناهيك عن المصنوع في الأفران العصرية. لقد صورت عملية صناعة الخبز المرقوق في التنور في قصة قصيرة لي تحت عنوان " حرس قومي" في مجموعتي " حكايات من عنكاوا". ولا يزال التنور التقليدي هذا مستعملا في بعض القرى السريانية الكلدانية الآشورية. وخبز التنور هو ألذ خبز آكلته في حياتي، لكني لا أنكر أن في آسيا الوسطى مئات الأنواع من الخبز المصنوعة معظمها في المواقد الطينية والحجرية، فعندما يذهب المرء إلى سوق شعبي في طشقند أو سمرقند أو أية مدينة أخرى يحتار أي نوع الخبز يختار فكل الأنواع لذيذة ومشهية ومصنوعة من القمح.
والتنور هذا بعد الانتهاء من صنع الخبز فيه يبقى حارا متوقدا مليئا بالجمر فيستغل لتحضير الهريسة في جرار فخارية: لحم بعظم وحبية أو لحم بعظم وحمص، لتوضع في داخل التنور لكي يستوي الأكل فيها على نار هادئة حتى الصباح.  
أما الخبز الإفرنجي الذي يسميه العراقيون "الصمون" نسبة إلى سيمون الفرنسي الذي كان أول من صنعه في العراق، فلم نعرفه إلا مؤخرا، في الستينيات من القرن الماضي. وكانت البداية من خلال النوع الأسمر منه الذي كان يجلبه العم إلياس من معسكر الجيش القريب في أربيل. كان العم إلياس يعمل كناسا في المعسكر وكان يجمع ما يتبقى من الصمون العسكري من هنا وهناك ويأتي به إلى القرية ليبيعه مقابل بضعة فلوس يوميا. كان البعض ينتظر العم إلياس ليمر بالمحلة ويشتري منه صمونه العسكري الأسمر اليايس. أما نحن الأطفال فكنا نلتهم هذا الصمون وكأنه كعك لذيذ. ثم فتح فرن للصمون الحكومي في القرية. لكن مع ذلك لم يتردد الكثير من الناس على خبز "الحكومة" في البداية، إلا من كان مضطرا، أو بعض النساء المتمدنات كالمعلمات والممرضات والموظفات اللواتي وجدن فيه فرصة للتخلص من صنع الخبز في البيت. فالخبز المحلي المصنوع في تنور البيت كان يضاهى وينافس كل أنواع الخبز. ولم آكل أنا شخصيا للآن خبزا أطيب وألذ من ذلك الخبز المرقوق الحار الذي كانت تخرجه أمي بعجالة من فم التنور وترميه لي قائلة: كُل... هنيئا.



غير متصل أمير بولص أبراهيم

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1050
  • الجنس: ذكر
  • القاص
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #1 في: 23:23 30/06/2011 »
      احيانا يأخذنا الحنين إلى الماضي قد يكون ذلك لما حدث من تغيير في انماط الحياة أو لشوقنا لتلك الايام لما كانت تحمله من غرائب وحكايات اهلنا  وتراثنا المجيد ..
 شكرا استاذ د. سعدي لهاذا النزف التراثي في سرد الذكريات ..استمتعت بجد لما دونته عن ينبوع الخبز

          تحياتي

غير متصل Ghazi Hanna

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2842
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ينبوع الخبز
« رد #2 في: 15:33 07/07/2011 »
شكرا استاذ د. سعدي المالح لهذا السرد التراثي من الذكريات ..استمتعت جدا لما دونته عن ينبوع الخبز

          تحياتي

غير متصل س . السندي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 131
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ينبوع الخبز
« رد #3 في: 18:37 07/07/2011 »

بداية تحياتي لك ياعزيزي ألأستاذ سعدي المالح على هذه الملحمة ألإنسانية والتاريخية والجغرافية والأدبية ،

 والتي هي مليئة بالذكريات والتي ليست بعيدة عن ذاكرة معضم العراقيين الكبار

خاصة المهاجرين منهم من القرى وألأرياف ... لذا مرة أخرى لك تحياتي وإلى المزيد من الذكريات والأهات

والتي تجمع بين الحب والعشق ومرارة الذات ...  ولذا لك مني وللقراء بعض الشعر في أبيات

حنطة تجمع بين الحب والنوى

وحقول تجمع المحبين والعشاق وكل من نوى  

فهى الزاد قبل أن تكون ملجا للحب ومن هوى  

لأن خظرة الحقول تطرب النفس وتشفيها دون دوى
 
ودون طبل أو مزمار ودون دون كأس والكل إستوى

*   *   *  

                                            سرسبيندار السندي
                                          مواطن من بلاد الذكريات   

غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/
رد: ينبوع الخبز
« رد #4 في: 02:21 08/07/2011 »


أجد هنا وثائقية رائعة لتاريخ لا زالت بقاياه صرح شامخ في حياة الاوفياء لا يتآكل رغم أعاصير الزمن

أصفق من الاعماق لهذه الذاكرة المتقدة بالحنين

شكرا لهذه الفرصة أستاذ سعدي ويسعدني قراءة المزيد

تحياتي
انهاء

غير متصل hanna hanna

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3118
  • الجنس: ذكر
  • حنا و نجاة
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #5 في: 04:17 08/07/2011 »



                            شكرا  للاخ  العزيز  سعدي  المالح

       على  هذه  الذكريات   الحلوة  والجميلة  على  قريتنا  عـنكاوة

      والـتي  كنا نسميها سابقاا بــ عـيـنـكاوة   او  عين كاوة......

     وعلى ذكريات  هذه المطحنة  لصاحبها  نمرود  ابو  كوركيس ..

      وذكريات  المرحوم  الشهيد  يـوسـب ســـورايــا وافتكر كان اسم زوجته  شيرين

     وكان يخدم في بيت  المرحوم   الياس  عليبك...وحول  الجـــن

    كـما  كنت اسمعه  من  كبار السن   حول قيام  مجموع  من  الجن  من الرقص

   ليلا   بين   الـقــصـرا   ومارت شموني   وكما كانوا يطلبون  من الذين يصادفونهم

  ويصيحون باسمائهم  للمشاركة  في  الرقص  ...

   .وكما تعيدنا  الى  ذكريات  الماضي  الجميل ......  الله  على  تلك الذكريات.......

   وذكريات الكــهـريـز، الـسـاقية  ،  الـعـيـن  ---  والتي   اختفت  فجاة  او  سـرقت

    من  قبل  القرى المـجاورة . وقصصها  الكثيرة   وحلاوتها  وخاصة  عندما كانت  تقوم  مجموعة  فتيات

     بنقل الماء من العين بواسطة  الحمير  ويلحق  بهم شباب القرية...

   كان  طريق بين القرية  والعين   السبيل  لملاقاة  والحديث  عن الحب ، والغزل،

     والزواج   ....  وكما  قرات يا  عزيزي  قبل شهر ما كتبته عن  كهريز  عنكاوة......
 
  عزيزي  سعدي  ارجوا  كتابة كل الذكريات والتي في بالك  عن عـنـكـاوتـنـا   الحـبـيـبة
 
   لان اسلوب كتابتك  للذكريات صادق  وجميل  تعيدنا  للماضي.....   ماضي  ابـائـنـا   واجدادنا

  ومن خلال   قـريـتـنـا العظيمة عنكاوة ....

    مرة اخـرى  اقـدم  لك  حبي واحـتـرامي والتوفيق ..واذكـرك  بصـديقك  المرحوم فـاضل نـوري

                                                    حــنــا  يـوسـف  حــنـا
                                                 امـريكا/ ساندياكو
 


  



    


      

غير متصل azadhandola

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 128
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #6 في: 09:19 09/07/2011 »
شكرا استاذ سعدي المالح على شرح وكتابة هذة الأشياء ومعالم الجميلة وتراث القديم
التى لم نعاصرها عن بلدتنا الحبيبة عنكاوة نعم انا سمعت عن الطاحونة من ابن نمرود (كوركيس)
وهوة في شيكاغو وكان صديق اخي جبار عزيز ..........

                    ازاد عزيز حندولا
                  امريكا ــ شيكاغو

غير متصل نبيل دمان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #7 في: 08:28 10/07/2011 »
حكايات تراثية جميلة، سردها لنا الصديق الاديب سعدي المالح، ولكن اذا سمح لي الكاتب والاخوة القراء بملاحظة صغيرة عن عنوان الحكاية( ينبوع الخبز) فبرأيي لم تكن موفقة، لاول وهلة تصورت انه خطا مطبعي في وضع النقاط على الحروف فاعتقدت ان العنوان هو( ينبوع الخير) ، اتصور ان كلمة الينبوع تعني عين الماء، فما علاقة عين الماء بالحديث عن الخبز؟  يقال مجازاً ( ينبوع الحكمة) ، ارى عنوانا اقرب لتلك الذكريات مثل( مصدر الخبز) .
نبيل دمان

غير متصل arkhawan

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1319
  • الجنس: ذكر
  • كم منزل في الارض يالفه الفتى وحنينه ابدا لاول منزل
    • رقم ICQ - 221
    • AOL مسنجر - patros
    • ياهو مسنجر - arkhawan_sve@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ينبوع الخبز
« رد #8 في: 23:07 11/07/2011 »
  تحياتي

غير متصل haifa-alias

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 8
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ينبوع الخبز
« رد #9 في: 23:35 11/07/2011 »
تحياتنا لك يا دكتورنا  العزيز  ونشكرك  جدا  على مواضيعك الشيقة  نتمنى لك دوام الموفقية  والعمر المديد          هيفاء وسمير

غير متصل عصام المـالح

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 392
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #10 في: 10:04 12/07/2011 »
تحياتي ابن العم،
لا استطيع ان اصف مشاعري لهذه الحكاية الممتعة باسلوب مشوق وسرد سلس شدني من اول السطر الى اخره مستمتعا ومسترجعا لذكرياتنا في عنكاوة القديمة رغم ان عقدي الاول لم اعشه في عنكاوة الا انني اتخيل بالضبط كيف كانت عنكاوتنا الرائعة باحداثها وحكاياتها المشوقة.

دمتم ذخرا لنا والمزيد من الابداع.

تحياتي
عصام المالح
"Everybody wants to go to heaven, but no body wants to die"
Peter Tosh

غير متصل Marel

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 183
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ينبوع الخبز
« رد #11 في: 22:33 16/07/2011 »
                                                        ܞ
تحياتنا لك يا دكتورنا  العزيز  ونشكرك  جدا  على مواضيعك الشيقة  نتمنى لك دوام الموفقية  والعمر المديد   

غير متصل MUNIR_QUTTA54

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1966
    • مشاهدة الملف الشخصي
رد: ينبوع الخبز
« رد #12 في: 10:09 22/07/2011 »


          طاب يومك ياأخي الاستاذ سعدي وراقة لي هذه اللوحة

          الأثريه الخالده وستكون على مر السنين هكذا مادام لنا

          ادباء كشخصك الكريم  ** لك مني كل الود  0

          سلام الرب معك

             منير قطا
[/color]