المحرر موضوع: السيد جورج هسدو همنا في المهجر من همكم في الداخل  (زيارة 1316 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sami Oshana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 6
    • مشاهدة الملف الشخصي
ان الحالة التي تمر بها مؤسساتنا القومية هي نتيجة طبيعية لممارسات تنظيماتنا السياسية التي وجدت في هذه المؤسسات امتدادا لعملها الجماهيري. فقد عملت هذه التنظيمات جهدها من اجل خلق المؤسسات ذات الطابع الجماهيري وتحويل الموجود منها الى تابع بعد مصادرة ارادته لتستخدم بعد ذلك كوسيلة من وسائل التعبئة الجماهيرية ضاربة بعرض الحائط الاهداف الحقيقية التي تأسست من اجلها تلك المؤسسات في خدمة مختلف شرائح شعبنا وما اسفر عنه من تحويل مؤسسات قومية ذات برامج خدمية وتنموية طموحة الى مجرد عناوين تظهر بين الفينة والآخرى لتؤيد وتمجد دور التنظيم الفلاني بحسب املاءات ممثل ذلك التنظيم.  
ان الطرق التي اتبعتها بعض تنظيماتنا السياسية في تهميش دور المؤسسات القومية الموجودة في المهجر واستبدال قياداتها بقيادات اخرى خانعة قد عرى ادعاءات تلك التنظيمات في النضال من اجل الارادة الحرة لابناء شعبنا لا بل واثبت صحة العكس. فعلى كل مؤسسة قومية اليوم ان تعلن لاى جهة حزبية او كنسية تقدم فروض الطاعة والولاء لتنال بركة تلك الجهة ودعمها ولعنة الجهات الاخرى ومقاطعتها وكنتيجة طبيعية تفقد هذه المؤسسة صفتها القومية وتنزلق في منحدر الصراعات الحزبية والكنائسية. ان سياسة فرض اللون الواحد لم تفارق فكر احزابنا السياسية فرغم ادعائها بمحاربة الدكتاتورية وسياسة الوصاية من الآخرين نجدها هي نفسها تحاول فرض ارادتها على مؤسسات شعبنا من اجل اقحامها في دائرة الصراع السياسي بين تلك الاحزاب والضحية دائما هي شعبنا المغلوب على امره حتى وصل الامر الى مقاطعة كل مطرب يغني بأسم فلان من المعسكر المنافس او مقاطعة فعاليات المؤسسة "س" لعدم انصياعها لارادة وتوجيهات جناب مسؤول التنظيم الفلاني. حتى اغفلت تنظيماتنا السياسية اهدافها المعلنة التي تأسست للنضال من اجلها وانشغلت في تأجيج دوامة الصراع الداخلي بين المؤسسات القومية فاليوم انتخابات المؤسسة "س" وعلينا دعم علان لانه اثبت ولائه الاعمى لشخصنا واقصاء فلان الفلاني لانه اثبت العمالة والخيانة بعد رفضه القاء كلمتنا الشخصية والتمجيد بتنظيمنا دون غيره في المناسبة الفلانية ...الخ  
اخي العزيز ان جاءت انتخابات اتحاد النساء الآشوري مخيبة للامال وانتم في العراق حيث لازالت الديمقراطية في طور الولادة والنمو اسيرة مخلفات العهد الدكتاتوري فما قولكم ونحن في بلاد المهجر حيث الممارسة الديمقراطية قد قطعت شوطا كبيرا واخذت مكانتها في مختلف نواحي الحياة اليومية ليأتيك احدهم ممن لايفكون الخط ويحاول تلقين الاجيال الناشئة من مثقفي وخريجي هذه البلدان اصول الممارسة الديمقراطية التي تتطلب من ضمن ما تتطلب (بحسب رأيه) ضرورة الرضوخ لتوجيهات جنابه المنزلة كونه يمثل التنظيم الفلاني والاعتراف بدور القائد الضرورة والا فالويل ثم الويل! اليست هذه بالمهزلة الحقيقية؟!!
نحن في المهجر ليس علينا سوى الذهاب الى المقاهي لسماع المآسي والتعرف على كل ما هو جديد في اخبار التنظيم "ص" في مواجهته مع المؤسسة "س" خصوصا عندما تستقي الخبر من عناصر التنظيم مباشرة وهم يتبجحون بكل وقاحة بالتهجم والتشتيم ويروجون لمقاطعة فعاليات تلك المؤسسة كونها لم تمتثل لارادتهم ولم تعترف بدورهم الاستعلائي..عفوا (القيادي) لابل وحتى التهديد بخلق مؤسسات بديلة من اجل ضرب عمل تلك المؤسسة القومية. والادهى من ذلك هو عند مواجهة مسؤولي ذلك التنظيم بتلك الحقائق من قبل الحريصين والمهتمين بالشأن القومي يأتيك الجواب من ذلك المسؤول متلونا بحسب مناخ ذلك اليوم فهو تارة الحمل الوديع الذي لاعلم له بهذه التصرفات وسيحاول جهده لكن ليس له ان يوقفها وتارة اخرى يكون التبرير ان هذه المؤسسة مدفوعة من قبل آخرين وانها مؤامرة محاكة ضد تنظيمنا!!
وان كانت انتخابات اتحاد النساء الآشوري آشورية 100% فما بالك بانتخابات التنظيم "ص" التي جاءت عشائرية 200% في دلالة واضحة على مدى انحسار الفكر القومي في تنظيم يدعي الدفاع عن حقوقنا القومية.. ليكون التطابق باللون المذهبي والعشائري صفة من صفات ذلك التنظيم "القومي"!!
اخي الكريم ان المسألة تجاوزت حدود سيطرة تنظيماتنا السياسية على مؤسساتنا القومية فنحن اليوم نواجه سياسة الشخصنة التي باتت تهدد كينونة احزابنا السياسية ذاتها وكأننا في عصر "اذا قال صدام قال العراق" حيث اضحت اعراض هذا المرض سمة ملازمة لمعظم ممثلي هذه التنظيمات وصار اثبات الولاء الشخصي اساسا للتقييم والترفيع في هذه التنظيمات وما يدور في فلكها من مؤسسات عوض الكفاءة والتضحية!! حتى تجد تنظيماتنا السياسية مثقلة بالقياديين والمسؤولين من طراز العهد الصدامي المقبور المتجدد ممن يتقنون عبارة " نعم سيدي" و "نفذ ولا تناقش" والمؤمنين بمبدأ "شيلني وشيلك" فما عليك سوى ان تهز رأسك بالموافقة حتى تحافظ على منصبك.. والله يعين امتنا التي ابتلت بتنظيمات على هذه الشاكلة!!