المحرر موضوع: حرية المرأة من حرية الرجل  (زيارة 1445 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كريم إينا

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1311
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حرية المرأة من حرية الرجل
« في: 10:34 16/08/2006 »
حرية المرأة من حرية الرجل
هناء سالم
إن هذا الواقع المرير يثير غضب كل نساء العالم والغريبات منهنَّ وما زلنَ يحاولنَ تصحيح المفاهيم الخاطئة السائدة التي تعدّها جنساً أو أنوثة فقط وتختصرها في قالب المرأة الجميلة الضعيفة. إن نظرة الرجل بحاجة إلى الشفاء لذا إرتبطت قضية تحريرالمراة بقضية تحرير الرجل من نظرته إليها فكل المحاولات عبر التاريخ التي ميّزت الرجل عن المرأة في كثير من الأصعدة والمجالات ساعدت على تضخيم الفروق النفسية والإجتماعية بينهما. هكذا أصبح من الصعب على الرجل التخلّي عن إمتيازات وهمية أو عن نظرته إلى المرأة كإنسانة أوطأ لذا على المرأة العصرية تحقيق إنسانيتها كاملة ولا يمكن تحرير الرجل من نظرته إلى المراة إذا لم تغيّر المرأة نظرتها إلى ذاتها، هذه النظرة متآتية ومتأثرة بالتربية الأسريّة والثقافية والإجتماعية وحتى بمعايير ورثتها منذ طفولتها فخضعت المرأة لهذه العقلية بصمت غرس في نفسها شعوراً بالنقص والحرمان والخوف والعجز، فلم تجد المرأة جرأة للتعبيرعن ذاتها أو حتى المطالبة بحقّها وقبلت كل الأمثال الشعبية الظالمة بها. إن عقلية المجتمع هذه فرضت عبر التاريخ على المرأة قناعة بأنها تابعة للرجل وغير مسؤولة عن مكانتها ومركزها وعليها ألا تحمّل نفسها أكثر من طاقتها لأن مصيرها مرتبط بالرجل أو الزوج. إن قضية المرأة الضحية هي قضية الرجل الضحية وضحية معتقدات فكرية على مر العصور. وعندما تحرر المرأة ذاتها ستجبر الرجل على أن يتحرّر من نظرته إلى المرأة كإنسانة أقل شأناً، أمام العنف الفكري الإجتماعي ضد المرأة وحقوقها لابدَّ لها أن تبدأ بالدخول إلى ذاتها لتكتشف بأن لديها إرادة قوية كإرادة الرجل فيتوجّب عليها اليوم أن تنمّي طاقتها الإنسانية وتصقلها بالعقل وتتخلّى عن الشعور بالذنب وتحميل المجتمع المتخلّف والأسرة الجاهلة مسؤولية حرمانها أو شعورها بالنقص. قضية المرأة لم تعد قضية المجتمع بل قضية ذات بعد أكبر بكثير من المجتمع، إنها قضية لا تمس حياة نصف المجتمع فحسب ولكنها تمس حياة المجتمع بأكمله، والهدف من تجديد المرأة هو إطلاق إمكانياتها الفكرية جميعاً من أجل إثراء المجتمع فكرياً وإثراء حياة وشخصية النساء بالعمل المنتج والمشاركة في تطوير المجتمع. واليوم بالرغم من هذا الواقع المرير ما زالت المرأة في العالم عموماً والمرأة العربية خصوصاً مصرّة على تكملة المسيرة كي تحقق إنسانيتها التي من خلالها فقط تستطيع أن تؤدي دورها الحقيقي والمطلوب في هذا المجتمع الذي تسوده أعمال العنف والجريمة والذي تزايد فيه التشدّد الديني إلى حد المقالات وليس فيه من الدين سوى القشور.