المحرر موضوع: خالد في الغابة  (زيارة 3246 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل طلال منصور

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 112
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خالد في الغابة
« في: 11:58 26/07/2011 »
خالد في الغابة
ان المشهد على الساحة السياسية العراقية يذكرني دائما بتلك القصة القصيرةالتي قرآناها ونحن تلاميذ صغار في المرحلة الابتدائية وكان اسم القصة (خالد في الغابة )
وملخصها ان طفل صغير اسمه خالد ذهب الى فراشه وبعد ان نام حلم بانه يسير في غابة كبيرة مليئة بكافة انواع الوحوش وهو يتجول بينها وهي تتعقبه بنظراتها الشريرة تريد ان تفترسه وبعدها نهض خالد من نومه مذعورا خائفآ ,فرآى انه في فراشه فعاد الى نومه بهدوء ..
اما الساحة العراقيةفليست حلم انها حقيقة فالشعب العراقي بكل مكوناته يعيش في صحراء وليس غابة مليئة بالوحوش الكاسرة التي لا ترحم ..
ان الاوضاع التي يعاني منها المواطن العراقي وعلى كافة المستويات واللامبالات التي يتعامل بها القادة وعلى كافة المستويات ومن جميع الكتل بدون استثناء فلا يوجد من جاء ليبني هذا البلد وانما جاء الجميع لينهبوا خيرات هذا البلد كل الى الجهة التي تسنده .
ان عدم الشور بالمسؤولية الملقات على عاتق الشخص مهما كانت صغيرة او كبيرة ومن اعلى المستويات الى ادناها فالكل مقصر في عمله ولا يهمه سوى مصالحه الشخصية ومصلحة اقربائه واصبح حب الوطن ومن يعيش عليه من المثاليات التي لا يحملها حتى القليل من ابناء هذا الوطن الغالي .
ايها الاخوة ان التراجع الذي نعاني منه وعلى كافة المستويات وفي كافة انحاء العراق ينذر بوقوع كارثة لا يحمد عقباها , فالخدمات تتراجع والتعليم يتراجع والامن في تراجع والانتاج في تراجع  واصبح الموظف لا يهمه الا الراتب الذي يستلمه نهاية الشهر وليذهب الجميع (الوطن والشعب ) الى الجحيم ...
ايها الاخوة انها مشكلة كبيرة جدآ وهي في نفس الوقت صغيرة جدآ اذا تمكن القادة من النظر الى الاخر كونه يعيش معه في نفس الوطن وحقوقه متساوية مهما كان جنسه او مذهبه او طائفته.
ايها الاعزاء ان المشكله تكمن في الايدلوجية الجديدة التي يتمسك بها بها القادة العراقيون ومع الاسف الشديد تلاقي القبول لدى الشعب العراقي جميعه , والطامة الكبرى انها بدآت تزحف الى جميع دول الجوار .
هذه الايدلوجية هي حب الذات المذهبية والطائفية ووضعها ميزانا لقياس مدى تمسك الانسان بقوميته او مذهبه الديني , فالعربي الاصيل لا يمكن ان يكون اصيلا الا اذا احل دم اخيه الكردي ,والكردي الاصيل لايمكن ان يكون اصيلا الا اذا احل دم اخيه العربي ,وكذلك بالنسبة للكلداني او الاشوري او السرياني .
وحتى مذهبيآ فالشيعي لايمكن ان يكون شيعيآ علويآ اصيلا الا اذا احل دم اخيه السني , وكذلك بالنسبة للسني لايمكن ان يكون اصيلا الا اذا احل دم اخيه الشيعي  ,والمشكلة الكبرى ان الشعب يطرب لهذهالنغمة الجديدة التي جاءت مع احتلال العراق ولن تزول بزوال الاحتلال ..
ايها الاخوة نحن اليوم احوج ما نكون الى نكران الذات وتضافر الجهود لكل فرد من افراد هذا الوطن حتى نتمكن من اعادة اواصر المحبه والتسامح بين ابناء الوطن الواحد , وحتى نتمكن من اعادة بناء هذا الوطن الغالي .
والى الامام....


طلال يلدو الكلداني | تلكيف
[size=size=22pt][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]