أعلن السفير الإيراني لدى بغداد خلال الأسبوع الماضي أن من حق بلاده دخول أراضي إقليم كوردستان ومنع النشاطات التي توجه ضدها. وقال حسن دانائي فر في مؤتمر صحفي عقده ببغداد إن "حزب الحياة الحرة الكوردستاني (بيجاك) يستخدم الأراضي العراقية ضد إيران ومنها تنطلق هجماته عليها، لذا من حق ايران ان تجابهها وتدافع عن نفسها".
أضاف دانائي فر أن "إيران سبق وأن أوضحت أسباب قصفها للحدود العراقية، وان هدفها منه الدفاع عن نفسها من الهجمات التي تنطلق من الحدود ضدها". وأشار الى أن من حق بلاده أن تقضي على نشاطات حزب الحياة الحرة الكوردستاني ضد إيران.
تعتقد أيران أن العراق لايستطيع الدفاع عن حدوده ولذلك تقوم بأختراق كل القوانيين الأقليمية والدولية التي تحرم على الدول قصف الدول المجاورة لها أو القيام بالتعدى على سيادة أراضيها و مجالها الجوي. ويبدو كذلك واضحا أن أيران تعمل بكل جهد لدفع القوات الأمريكية للأنسحاب من العراق لأعتقادهم أن ذلك سوف يجعل العراق أكثر ضعفا ورضوخا لأطماعهم في بلادنا.
يعرفف الجيمع أن لو أيران كانت تملك حسن النية تجاه العراق والشعب العراقي لكان من الأحرى بها أن تقوم بعرض مصادر قلقها من هجمات جماعة الحياة الكردستانية الحرة على الحكومة العراقية ومطالبة الجانب العراقي بالمساعدة في أيقاف تلك الهجمات. يعرف الجيمع كذلك أنه كان من الممكن لأيران التوجه للأمم المتحدة لطلب المساعدة أذا ما فشلت في الحصول على مساعدة الحكومة العراقية. ولكن وعلى العكس من ذلك قامت أيران بقصف الأراضي العراقية بالصواريخ والمدفعية بشكل مكثف مما أدى إلي مقتل وأصابة وترحيل المئات من العراقيين الأبرياء الذين ليس لهم علاقة بجماعات المعارضة الأيرانية.
لقد أكدت معظم التقارير والمعلومات الأستخباراتية أن أيران تستضيف العديد من المليشيات المسلحة التي تقوم بالهجوم على الأراضي العراقية مما تسبب في قتل واصابة الألاف من العراقيين الأبرياء, ويأتي على رأس قائمة المليشيات التي تأخذ من أيران قاعدة لها مليشيات حزب الله وجماعة أبو درع والعديد من عناصر جيش المهدي. ولقد أكدت تلك التقارير أن أيران تقوم كذلك بتمويل وتدريب وتشجيع تلك المليشيات على الهجوم وقتل العراقيين الأبرياء. ونحن نسأل هنا هل يعطى هذا الحق للعراقيين بالقيام بالتعدى على المجال الجوي والأراضي الأيرانية لملاحقة تلك الجماعات؟
علينا نحن العراقيين أن نقف جميعا في وجه ذلك العدوان الأيراني على بلادنا من خلال الحفاظ على وحده العراق ومن خلال دعم وتقوية قوات الأمن والجيش العراقي للدفاع عن أراضي وشعب العراق. علينا كذلك أن نطالب الحكومة العراقية بفتح المجال أمام بقاء القوات الأمريكية في العراق لمدة أكبر حتى يساعدوا العراق في الدفاع عن أراضيه ويقوموا بتدريب القوات العراقية حتى تصبح قادرة على تولي تلك المهمة الصعبة بعد رحيل قوات الأحتلال.
