المحرر موضوع: بناء هوية على انقاض هويات الاخرين  (زيارة 1294 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
بناء هوية على انقاض هويات الاخرين

(انني افتح نوافذي للشمس والريح ولكني اتحدى اية ريح تقتلعني من جذوري )
                        المهاتما غاندي

تعتبر بلاد ما بين النهرين ملتقى حضارات متعددة ومتنوعة فقد تفاعلت وتداخلت اديان وثقافات واجناس مختلفة وسكنت المنطقة شعوب مختلفة كذلك تعرضت المنطقة الى غزوات وهجرات بشرية على امتداد تاريخها الطويل كل ذلك اسفر عن قيام واقع حضاري متنوع ومتداخل بشكل كبير على جميع المستويات
العرقية والفكرية والدينية

واليوم لاينبغي ان لاينسينا حقيقة العلاقات المتنوعة قد نشأت بين الشعوب والحضارات منذ اقم العصور
واطلقت عليها اسماء مختلفة والمثاقفة بعكس الغزو الثقافي الذي يتضمن في طياته الرغبة في محو
الاخر والحاقه وفرض التبعية عليه فالمثاقفة تقوم على الاحترام والاعتزاز بخصوصية الاخر وفي اطارها
تتفاعل الجماعة وتتواصل بهدف الاغتناء المتبادل لهذا فهي تفرض الثقة والرغبة في التواصل والتقدم
واكتساب المعرفة

ان اخطر الهويات هي تلك التي لا تحقق الا على انقاض هويات الاخرين ينبغي ان تكون هوية اي فرد
او جماعة متفقة او متوافقة مع الاخرين لا ان نرفضها والغائها والممارسات العدوانية والانفعالية لا
تلغي الاختلافات والتمايزات وانما تدخلها في علاقة صراعية بدل ان تكون العلاقات تواصلية وتفاعلية
ولا يمكن فهم الاخر الا بتقدير وتحديد مساحة الاختلاف معه فالاختلاف في حدوده الطبيعية والانسانية
ليس ام سيئا الامر السيء والخطير في عدم الاعتراف بشرعية وحق صاحبه في ان يكون مختلفا ومن
الضروري ان ندرك ان فشل تجربة لا يعني فشل الفكر بل علينا ان نجرب ثانية او ثالثة اذا اقتضى الامر
واعتقد ان التجربة يمكن تطل بنا على نتائج جديدة وافاق جديدة

فالتوحيد بين مكونات الامة لا تعني باي شكل من الاشكال مصادرة الاختلافات وحالات التنوع والتعدد
الموجودة في محيطنا الجماهيري والسياسي ( الكلداني الاشوري السرياني ) وأنما تعني تنمية
المشتركات والالتزام السياسي والعملي بالقضايا المصيرية للامة


زورا وديع