المحرر موضوع: "عنكاوا كوم" تحاور المطران صليبا شمعون:  (زيارة 3436 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عنكاوا دوت كوم

  • مشرف
  • عضو مميز متقدم
  • *
  • مشاركة: 37779
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"عنكاوا كوم" تحاور المطران صليبا شمعون:
للمستشرقين دور مهم في ازدهار حركة النشر بالنسبة للمؤلفات السريانية



 
 

 
عنكاوا كوم – الموصل – سامر الياس سعيد
 
 
عرف عن المطران صليبا شمعون نشاطه المتميز في رفد المكتبة السريانية والدينية عموما بمؤلفات مهمة أغنت المدارك لدى المتابعين وساهمت بارتقاء بثقافتهم وقد كان لهذا النشاط خطوة أولى سبقت تسنمه رئاسة أبرشية الموصل للسريان الأرثوذكس وذلك في نهاية الستينيات حيث سبقها تسليطه الضوء عن الزيارة الرسولية للكنيسة السريانية الهندية وهو كتاب تغطية لأخبار رحلة البطريرك يعقوب الثالث الى كنيسة الهند السريانية عام 1964وعدت بذلك أولى محاولاته القلمية وتبعها بإصداره لعدة مؤلفات منها كتاب (افاق المعرفة عند ابن العبري) وكتاب (اللغة السريانية وادابها وعلاقتها باللغة العربية) وكتاب اللغة السريانية ماضيها وحاضرها وكتاب (الممالك الآرامية) وكتاب (الراعي والرعية ) الذي عني بتغطية لأخبار زيارة قداسة البطريرك زكا الاول لأبرشية اميركا الشمالية عام 1981 وكتاب (تاريخ أبرشية الموصل السريانية) الصادر عام 1984 وحفلت السنوات القليلة السابقة بعدة مؤلفات منها (مئة كلمة وكلمة) وترجمة لقصيدة التوبة لابن قيقي و(سيرة والدة الله مريم من ولادتها حتى انتقالها )وأخيرا الكتاب الذي حمل عنوان( تاريخ مار ديونسيوس التلمحري (الجزء الرابع ) ..وقد تركزت الاصدارت الأخيرة حول الحفاظ على هوية التراث السرياني من خلال الترجمة والتي بدت محورا أساسيا للحوار التالي:
 
*ماهي العوامل التي اسهمت في الحفاظ على تلك المصنفات السريانية ونقلتها لعهدنا الحالي دون ان تتأثر بالكثير مما طال الأديرة والكنائس من هجمات ونكبات متنوعة ؟
 
- لقد كان للمستشرقين دور مهم في الإسهام بالمحافظة على تلك المصنفات فقد اهتم هولاء كثيرا بنشر التراث المسيحي وبالأخص الارث السرياني وذلك في القرن الثامن عشر وكانوا حينما يجدون مخطوطة لأي مصنفات سريانية يحاولون نشرها سواء بلغتها الأصلية او بالترجمة الى لغاتهم وكان تركيز بعض المستشرقين (كناو) و(بييج )على المخطوطات السريانية بلهجتيها الشرقية والغربية.
 
*إذن ،في أي عهد يمكن تصنيفه بعهد ازدهار الثقافة ورواج حركة النشر للمخطوطات ؟
 
- ازدهار النشر يبرز دور هولاء المستشرقين ومن خلال اهتمامهم بنشر المخطوطات لذلك اعتبر القرن الثامن عشر من أهم العقود التي حملت رواجا لنشر المخطوطات والتصانيف وقد جاهد المستشرقين في تعلم اللغة لكي يزيدوا من وهج البحث والتحقيق فيما وجدوه من مخطوطات.
 
*لكل مهنة وعمل أدواته الخاصة بها فالكاتب يعتمد أدواته من إتقان في البحث والتحقيق وكذلك كل عامل يحترف مهنة فماهي الأدوات التي يرتكز عليها المترجم؟
 
- من الضروري ان يكون ملما باللغتين اللتين يحاول الترجمة منها واليها وبإلمام تام فضلا عن استعانته بالمعاجم الخاصة بهاتين اللغتين بالإضافة لامتلاكه لخلفية ثقافية عن أي موضوع يقوم بالترجمة حوله.
*من خلال الكم الذي قمت بترجمته والعائد لازمان وعهود مختلفة ،هل لمست فارقا بين عهد وأخر في الارتقاء بلغة الكاتب؟

- وجدت في كل الكتب التراثية التي كتبت باللغة السريانية إنها كتبت بلغة متقنة ولان تختلف من جيل لأخر أما الصعوبة التي تكمن في الترجمة فترتبط بالأساليب التي يعتمدها الكاتب وكمثال فقد وجدت ان لغة الكاتب مار ديونسيوس التلمحري وهو يخط كتابه الذي قمت بترجمة جزئه الرابع قد كتبه بلغة بسيطة فلذلك كنت أتوقف عند الهدف الذي أراده الكاتب ومعنى الكلمة التي وضعها لأقوم بترجمة ما يرادفها حتى تنسجم مع سياق ما سطره هذا المؤرخ .
 
*وما هو المفهوم الذي استنبطته من خلال ترجمة الكتب السريانية والزاخرة بالإرث والأصالة ؟
 
- هذه المؤلفات تعتمد اللغة فتارة تجدها بسيطة وتارة أخرى تجدها معقدة فضلا عن ان هنالك من يكتب مستعينا ببعض المفردات الأجنبية او بالأخص اليونانية والتي لايوجد ما يقابلها في أي معجم سرياني.
 
*وماهي خارطة الطريق التي تعتمدها في ترجمة كتاب ومالذي يغريك او يدفعك لترجمته وإتاحته للقارىء العربي؟
 
- ميول ورغبات القراء هي التي تدفعني في ان أجد فيه رغبة لدى القاريء وأكثر الكتب التي قمت بترجمتها اعتمدت فيها ميول ورغبات القراء فلذلك قمت بترجمة قصيدة لابن قيقي حيث رغبت في إتاحة هذا النوع من الشعر للأدباء والشعراء بوجه الخصوص.
 
*ولكن هنالك مصنفات اعتمدت كتبا لاتعترف بها الكنيسة كما هو الحال مع الكتاب قبل الأخير والمعنون بـ (سيرة والدة الاله ) ؟
 
-وجدت الأناجيل المنحولة في العصور الأولى للمسيحية وأعطيت بعضها أسماء لرسل حتى تمنحها مصداقية وقد سميت بعضها بإنجيل الطفولة وعند طبع الكتب أضيفت بعض التفاصيل والفصل الرابع من سيرة العذراء لم يترجم ولكن من هذه الناحية تمت الإشارة الى الاقتباس من أناجيل منحولة.
 
*بينما تشهد حركة الترجمة من السريانية الى اللغة العربية ازدهارا ملحوظا فلماذا لاتتناسب تلك الحركة مع ترجمة الكتب باللغة العربية الى اللغة السريانية تشجيعا في ازدهار لغتنا؟
 
-اليوم نفتقر الى قراء باللغة السريانية والذي يعرف اللغة فالكتب متوفرة لديهم وبهذه اللغة إما للذي يحتاج للاطلاع على تراثنا السرياني ومن أصحاب لغة الضاد فنحن نضطر الى نقل تلك الكتب للاطلاع عليها والاطلاع على مصنفيها ومؤرخيها.
 
*من بين الكم الكبير من الكتب التي سطرها مدادك سواء تأليفا او ترجمة ،أيهما ذاع صيته ووجد صدى كبير لدى أوساط القراء ؟
 
-كتاب يحمل عنوان (مئة كلمة وكلمة) وهو مجموعة من المواعظ والكلمات الروحية التي تصدرتها مجلة صدى المحبة التي تصدرها أبرشيتنا وتم إصداره عام (2006) وبعد عدة أشهر نفذ من المكتبات بل وردتني طلبات عديدة لإعادة طبعه.
 
*هل لك ان تطلعنا على خطة العمل عند وضعك لترجمة كتاب ما ؟

-تبدأ أولى الخطوات بقراءة المصنف او المخطوطة المنشورة باللغة السريانية وبعدها اقوم بترجمتها بمسودة اقوم بإعدادها بصورة شبه نهائية لاحقا لأتيحها للأب الربان داؤد متي شرف لتنضيدها على الحاسوب حتى تخضع النصوص المنضدة للتصحيح والتدقيق بعد الطبع وبعدها تخضع النصوص لعمليات التنسيق والإخراج النهائي للكتاب واختيار العناوين الفرعية وإخراج الغلاف الخارجي بالإضافة لشكل ونوع الحروف في متن الكتاب.
 
*هنالك الكثير من المؤرخين الذين اعتدت مؤلفاتهم كمرجعيات مهمة في التاريخ الكنسي فمن منهم تعده الأهم فقي هذا المجال ؟  

- أشهر المؤرخين السريان هو يوحنا الافسسي حيث كان يزاوج بين التاريخين اليوناني والاسكندري الذي ينقص عن التقويم الميلادي311 سنة ومعه في تلك الحقبة كان أيضا اوسابيوس القيصري وسقراط وجاء بعد الافسسي المؤرخ مار ديونسيوس التلمحري ومن ثم جاء بعده المؤرخ مار ميخائيل الكبير والذي استند على المؤلفات التاريخية للافسسي والتلمحري وقد اعتمد بعد مار ميخائيل الكبير المؤرخ ابن العبري والذي اعتمد على ما تركه الثلاثة السابقون.
 
*هنالك بعض التواريخ المفقودة التي تشكل فراغا في التاريخ الكنسي ومنها الجهل بتواريخ بناء بعض الكنائس فهل هنالك حلقة فارغة بين تلك العهود وما بعدها ؟  

-لايشير التاريخ الى بصمات لمؤرخين بعد ابن العبري الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي وتعود بعض التفاصيل التاريخية بعد هذا التاريخ الى حقبة تولي البطريرك افرام برصوم حيث كانت حركة الكتابة شبه معدومة قبل عام 1933 وهو العام الذي شهد جلوس البطريرك المذكور على الكرسي البطريركي وكنا نستقي بعض التواريخ المفقودة من خلال وضعها من كتاب الكتب الخاصة بالصلوات الطقسية في الكنيسة وتوالت النهضة في كتابة التواريخ المهمة في العهود اللاحقة وهي العهود الخاصة بحقبتي البطريرك يعقوب الثالث ومن بعده بطريركنا الحالي زكا الاول عيواص.
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية



غير متصل بشير متي توما الطورلّي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 239
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

إن نيافة المطران مار غريغوريوس صليبا شمعون غمتاز بكثرة عطائه في حقل الترجمة من السريانية الى العربية وبلغة رشيقة وجميلة تَدلُّ على تضلعه الواسع من اللغتين السريانية والعربية فبالإضافة الى ما ذكر في اللقاء فقد ترجم كتاب ألأيام الستة لمار يعقوب الرهاوي المتوفى في 708 م وهو كتاب رائع يبحث في الطبيعيات والجغرافيا بحسب النظرة السائدة زمن المؤلف وكذلك ترجم تأريخ البطريرك مار ميخائيل الكبير المتوفى 1199م وهو بثلاثة أجزاء أدام الله صحته وعطاؤه لأغناء المكتبة العربية بالتراث السرياني وللتعريف به وبأهميته بالنسبة للحضارة ألأنسانية
 
الدكتور بشير الطورلي