المحرر موضوع: أحداث 11 ايلول نعمة ام نقمة  (زيارة 1412 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير اسطيفو شـبلا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 678
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أحداث 11 أيلول/ نعمة ام نقمة
سمير اسطيفو شبلا
في 11/سبتمبر 2001 كان العالم مع الحدث الذي دخل التاريخ من اوسع ابوابه! انه سقوط البرجين للتجارة العالمية/واشنطن – بضربة خاطفة ومدروسة، مما اصبح (الحدث) مادة تدرس في الجامعات والكليات الحربية العالمية، وكانت النتائج من الناحية النفسية حيث شعر الامريكيون ولأول مرة بصدمة أدت الى شعورهم بانهم فقدوا قيادة العالم، لان الضربة الانتحارية كانت في عمق الاقتصاد الامريكي، وكذلك ضربة قوية لاستخباراتها العسكرية، وتكتمل الصدمة في سياستها الخارجية لاحقاً، ويؤكد الدكتور عبد العليم الأبيض – الخبير في الاعلام الامريكي "الضربة جاءت ضد رموز امريكا،،،حيث توقفت الحياة من كاليفورنيا الى ألاسكا" ونتيجة لصدمة الحدث اتخذت سياسة امريكا شعار (اما ان تكون معنا او ضدنا) وجاءت ردة الفعل باعتبار ما حدث كشرارة لحرب كونية مستمرة!
الاحداث بعد ايلول 2001 ونتائجها
*صعود مصطلح (الارهاب) الى السطح بشكل اصبح مادة لشن حروب استباقية من قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من اوربا والغرب والشرق الاوسط وخاصة الدول العربية منها، ومن خلال دراستنا ومتابعتنا ما حدث بعد 11 ايلول الى هذا اليوم يتضح مايلي:
**انها حرب عالمية ثالثة بكل المقاييس! شرارتها الاولى (سقوط برجي التجارة الدولية /واشنطن) وقودها – الشعوب وتغيير الانظمة تحت شعار"مكافحة الارهاب" – اي تختلف عن الحربين الكونيين 1914/1918 – 1944/1945 – الاختلاف الجوهري هو (الاستمرارية) استمرارية الحرب – اي المعروف ان الارهاب ليس له مكان وزمان، انه متعدد الاشكال والافكار، عليه نرى ان الحربين العالميتين دامت (8 سنوات ونصف تقريباً) في حين ان مدة الحرب الحالية 10 سنوات ولا زالت مستمرة! وتستمر 10 سنوات اخرى الى تطبيق سياسة الغرب بتطبيق الديمقراطية مع الاحتفاظ بخصوصيات كل بلد او انتصار الفكر التكفيري القاعدي وانواعه واشكاله، وهذا يعني اسلمة اوربا وامريكا والغرب! حسب رؤية هؤلاء المتأسلمين والمستأسدين، فلمن تكون الغلبة يا ترى؟
***اذن حدثُ 11 ايلول ادى حرب كونية تختلف عن الحروب العالمية السابقة! باختلاف الظرف الموضوعي وخاصة التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة وتوصيل المعلومة خلال ثواني الى ابعد قرية في العالم، فكان الانتفاء لما يسمى "حرب الجواسيس" اضافة الى فتح مخازن تجار الاسلحة التي انتفت الحاجة اليها ايضاً في مخازن الدول المتقدمة! فلا بد من خلق اسواق جديدة للتخلص منها، وكانت حروب – افغانستان وباكستان والعراق والسودان وليبيا، 5 دول والحرب مستمرة 10 سنوات ولا زالت – واليمن وسوريا وايران ولبنان البلدان المرشحة القادمة! لـ10 سنوات اخرى واكثر، وهكذا يكون تطور الحرب المستمرة بخلق فوضى وثورات شعوب بكل الطرق والوسائل وخاصة الانترنيت والسيطرة عن بعد هي السمة الاساسية للحروب الاستباقية القادمة
****ذهب ضحية 11 ايلول 4آلاف امريكي، وكانت الحرب على الارهاب (افغانستان 5 آلاف امريكي وقوات التحالف – في العراق 6212 امريكي حسب البنتاغون – في باكستان وباق الاماكن المتفرقة في العالم 4 آلاف! فيكون مجموع قتلى الامريكان والتحالف خلال الحرب الحالية ولمدة 10 سنوات = 19212 ضحية! واذا ضربنا الرقم في 4 أضعاف لكي ننصف بين التقارير الرسمية الاعلامية وغير الرسمية (ومنظمات حقوق الانسان المستقلة) يكون المجموع = 76848 ألف اصابة والجرحى نضرب العدد في 5 = 374240 ألف جريح، والان ان قارنا هذه الارقام بعدد شهداء العراق فقط وجرحاه منذ 2003 ولحد اليوم نجد ان العدد يفوق بعدد شهداء العراق في الحرب العراقية/الايرانية التي دامت 8 سنوات! والرقم التقريبي لشهدائنا هو من 900000 – مليون شهيد! وعدد جرحانا هو من مليونين – ثلاثة ملايين جريح! هذا في العراق فقط، اضافة الى نتائج الحرب الكارثية على جميع الدول ولكن ما يهمنا هو العراق اليوم كمثل حي وكانت النتائج
 (تدمير البنى التحتية – اسقاط النظام والدولة معاً – الفوضى وساحة تصفية الحسابات – اختبار الاسلحة وصراع السياسات الدولية والاقليمية – تشرذم وتشقق النسيج العراقي – تغيير في نفسية العراقي من حيث (القيم والمبادئ والاخلاق والوطنية) – تكريس الطائفية والتحزب والتمذهب – والنتيجة تفريخ الدكتاتورية الى دكتاتوريات صغيرة ومتنوعة وبالوان واشكال متعددة) - تعالوا معنا ايها الاخوة لنساعد على اخراج الحمار من هذا الوحل! فهل تقدرون على هذا الحمل الثقيل؟ انها دعوة وطنية خالصة لمجلس التغيير والاصلاح وكل عراقي وطني شريف حر، ومن جميع الافكار والمكونات والتيارات التي تؤمن بالوطنية العملية وليس الوطنية الورقية كتعبير واقعي
من هنا لا نستغرب الصراع بين الاضداد والصراع بين الاحباب معاً وفي نفس الوقت، نجد بين كل دعوة الى التقارب والتفاهم تلقى بحائط مسدود (هذه دولة القانون وتلك العراقية وما بينهما) (هنا التيار الصدري وامريكا وايران) (هناك اقليم كردستان والمركز وكركوك وما تسمى المناطق المتنازع عليها في جزر القمر) (المراكز الدينية الاسلامية المختلفة فكرياً واستقطاب المجموعات والمكونات والاحزاب والتيارات) (لم نكن نسمع سابقاً – سنة وشيعة الا بالمناسبات – كنا نسمع "الاسلام" بالمناسبات) (عندما كنا نشتري بيت او نؤجر نسأل عن الجيران كونهم طيبين (خوش ناس) ولم نكن مطلقاً ان نسأل هل هم شيعة ام سُنة ام كلدان او سريان او اشوريين او يزيديين او يهود! اما اليوم انقلبت الاية 180 درجة) (ماذا عن ارض العراق التي اصبحت تربتها صالحة لتفريخ التكفيريين والقاعديين والاسلام السياسي "الذي سمعنا عنه اليوم" والاحزاب المرتبطة بهذا السيد وذاك الشيخ وهذه العشيرة وتلك الطائفة وذاك المذهب – وكل واحد يخرج عضلاته ويستقوي امام بني قومه فقط) (ماذا نقول عن خيانة الذات والقوم والوطن بكل انواع واشكال الخيانة) (وعن هؤلاء التوابع "جزء للسعودية وآخر لايران والثالث لامريكا والرابع لكردستان والخامس لتركيا وماذا بقي للسادس ايها السيدات والسادة؟؟
 هذه جزء من النتائج التي كنا نحن اهل الدار السبب الرئيسي في تكريسها ليس لقلة خبرتنا الحياتية والسياسية فقط بل في ولمراهقتنا الفكرية ايضاً
والان بعد هذه الوقائع من المقارنات فهل كانت عملية 11 أيلول نعمة ام نقمة؟ بغض النظر بمن يقف وراءها! لنعود الى نقطة البداية وهو صعود علاقة الاسلام وصراعه الدائم مع الغرب وديمقراطيته وحقوق الانسان والمرأة، هذا الصعود الى السلم الاعلى كان من نتائج 11 أيلول/سبتمبر، وبرز مفهوم حرية التعبير والرأي والعقيدة،عند عدم توازن الافكار خلال التطبيق العملي لهذه الحرية تعتبر من اوليات مرحلة المراهقة الفكرية التي لا نرغب الخروج منها نحو مرحلة جديدة من الفكر الانساني الخلاق! والصورة الحالية تؤكد اننا مراوحين بين مرحلة الطفولة والمراهقة الفكرية ولا اشارات الى الانتقال الى مرحلة متطورة من مراحل الفكر والخطاب الديني الاسلامي أولاً والمسيحي ايضاً من نواحي متعددة، وهذا ما حدث للعراق وفتح الباب بصفقتيه امام رياح التغيير وجرف معه النظام والدولة والمؤسسات ونفسية وطيبة الشعب العراقي!!! فهل نبقى نراوح في مرحلتنا ام ننتقل الى الامام ولو مثل السلحفاة فنحن ممنونين،؟ لنسأل انفسنا سؤالاً بسيطاً: لماذا نرى ونقبل ان المصانع الامريكية وتجارتها وصناعتها واعلامها ومعها جميع الدول الاوربية والغربية والدول الاقليمية وقسم من دول الشرق! كلها تعمل وتشتغل لصالح افرادها وشعوبها ونحن نعيش بلا امن ولا امان وهجرة وتهجير وفقر وجوع ولا كرامة ولا استقلال، فهل بهذا نبقي على كراسينا وفكرنا المتحجر؟ والى متى؟ هناك ثورات الشعوب لم تكتمل بعد، ومخاضها اليم جداً، ووليدها ربما يكون ديمقراطيات مُدَكْترة او دكتاتوريات صغيرة مُدَقْمرطة! هذا في حالة الترميم/العراق نموذجاً، ومن يريد التغيير والاصلاح الجذري تكون آلامه أشد وولادته عسيرة تتطلب جراحين اختصاص! اذن لنُحَوّل النقمة الى نعمة وهذا يتطلب اناس وفكر من نوع خاص، اين انتم يا نخبتنا؟ انه الاصلاح والتغيير آت لا محالة
shabasamir@yahoo.com
www.icrim1.com