المحرر موضوع: ما أشبه اليوم بالبارحة ! ( القسم الثاني )  (زيارة 1972 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

Gorgee mardo II

  • زائر
  ما أشبه  اليوم  بالبارحة  !            ( القسم الثاني )



يقول الآثاري( نيكولاس بوستكَيت) في كتابه ( حضارة العراق وآثارُه ص . 122 ، لم يكن الانحطاط السياسي لدولة آشور مُتوقعاً بهذا الشكل السريع ، كما لم يكن سقوطُها مفاجئاً ،  ولكن اختفاءَها التام كان لُغزاً مُحَيِّراً ، ظَهَرَت امبراطوريات مماثلة وانهارت كالمملكة الحِثِّية العظيمة ، بيدَ أنها لم تختفِ اختفاءً كاملاً  مثلما حدث للدولة الآشورية  ، والشيءَ ذاته يُؤكِّدُهُ المؤرخ ( سِدني سمِث )  <  إن زَوالَ الشعبِ الآشوري سيبقى دائماً ظاهِرةً فريدةً ومُلفتةً للنَظَر في التاريخ القديم ، ممالكُ  وامبراطوريات مُماثِلة قد تَوارَت حَقاً ، ولكن الشعبَ استمَرَّ في الوجود . . . لم يُسلَب ويُنهَب أيُّ بَلَدٍ آخَر على ما يبدو بالصورة الكاملة كما حَصلَ لبِلادِ آشور ! >  ويقول البروفيسور  سيمو باربولا / جامعة هلسنكي  ( بعد حَربٍ أهليةٍ مُطوَّلة استطاع البابليون أي الكلدان والميديون المُخضَعون سابقاً لبِلادِ آشور أن يَقهَروا ويُدَمِّروا نينوى عاصمة الامبراطورية الآشورية في العهدِ الآشوري الحَديث ، وتلاشت المدينة العظيمة في لَهيبٍ من النيران ، ولم تَستَعِد مَنزِلتَها السابقة أبداً . وبعد ذلك بثلاث سنوات  قامَ نفسُ المُتمَردين ثانيةً  بتَدمير العاصِمة الآشورية الغَربية < حرّان >  ساحقين بذلك آخِرَ خَندق للمقاومة لملكِ بلاد آشور الأخير < آشور اوبليط الثاني > هذا الحدَث خَتَمَ مصيرَ الامبراطورية الآشورية ، وهنا ينتهي عادةً عَهدُ الآشوريين في الكُتُب التاريخية ) ويُضيفُ باربولا ( أولاً : قلَّما لَمِسَ  عُلماءُ الآشوريات هذه المسألة حيث يبدو أن أغلبَهُم يتَّفقون وبدونِ الإدلاءِ علناً مع الفِكرَة القائلة بأن الآشوريين قد اُبيدوا عن بِكرة أبيهِم كما ذَكر من قبل المؤرخ سِدني سمِث . ثانياً : على خِلاف وَفرَةِ المعلومات عن فترة الامبراطورية ، فإن المعلومات عن بلاد آشور ذاتِها  يبدو مؤازراً لفِكرة الإبادة الجماعية  والتي تبدو أيضاً  مُعَزَّزة  بإفادات  شهود العَيان القُدَماء . )  وقد  تَحَدّى المؤَرخ الأب ألبير أبونا  في مقالتِهِ المنشورة  في موقع عَنكاوا.كوم  الالكتروني  < البحث عن القومية >  كُلَّ  أدعياء  الآشورية المُعاصرين المُتزَمتين  وبعض المُنجرفين  وراءَهم من الكلدان المُغَرَّر بهم  إن كان  بإمكانِهِم إثبات عدم انقراض الآشوريين النهائي بأدِلَّةٍ علمية وتاريخية بعيداً عن الدَجَل السياسي المبني على التزوير والتحريف.

الابنُ الكلداني البار  نبوبولاصِّر هو إبنُ الملك ( بيل ابني ) الذي تسنَّمَ عرش بابل عام 702 - 700 ق . م  في عهدِ الملك الآشوري سنحاريب ، فهو إذاً أحد أحفادِ  الملكِ  الكلداني الثائر ( مردوخ بلادان )  كان حاكماً على  القطر البحري على عهد  حفيد سنحاريب (الملك آشور بانيبال ) ،  وكان يتحيّنُ الوقت المناسب ليستعيد عرش بابل من مُغتصبيه الآشوريين ،  فبعد موت آشور بانيبال عام 627 ق . م تفاقمَ  تدهورُ  الأوضاع  في الدولة الآشورية عمّا آلت إليه في أواخر فترة حُكمِهِ  ، فانتهزَ الفرصة نبوبيلاصَّر وأعلن الاستقلالَ عن الدولة الآشورية  واعتلى العرشَ البابلي عام 626 ق . م  ،  مؤسِّساً  سُلالة  بابل الحادية عشر الدولة  الكلدانية  أو البابلية  الحديثة  ثمَّ  الامبراطورية  الكلدانية  أو الامبراطورية  البابلية  الحديثة  .  قامَ  بتصفية الوجود  العسكري الآشوري من المناطق البابلية ،  وفَرَضَ حُكمَهُ على الجنوب بأكملِهِ  بتوحيدِهِ القبائل الكلدانية  تحت  الهويَّة الكلدانية الواحدة ، مُلغياً  بذلك  نظامَ القبائل والبيوتات المتعدِّدة ،  ثمَّ بدأ بضمِّ مناطق واسعة الى مساحة مملكَتِهِ  من الشمال والشرق والغرب  ، وبعد قضائه بالتعاون مع حليفه الملك الميدي  كي اخسار على الدولة الآشورية  ما بين عامي 612 - 609 ق . م  أصبحَ اقليم آشور وكافة المناطق التابعة له حتى حدود  آسيا الصغرى اليوم  بما في ذلك  آشور ونينوى  وأربيل ( حدياب )  كما  أفادَت المصادر التاريخية  <  مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / طه باقر ص. 548  -  عظمة بابل / هاري ساكز ص. 170 - 171 - تاريخ  سوريا  ولبنان وفلسطين / الجزء الأول / فيليب حتي ص. 155 - 156 -  انتصار الحضارة / جيمس هنري  ترجمة أحمد فخري ص. 231 وهنالك  مصادر اخرى كثيرة >  ضمنَ مساحة الدولة البابلية  الكلدانية بالاضافة الى بلاد الشام  وفلسطين  ولبنان وشبه الجزيرة ، حيث احترم  الميديون  مضمونَ المعاهدة  المعقودة  بينهم  وبين الكلدان ، واكتفوا  بما استولوا عليه من الغنائم الهائلة التي حصلوا عليها من العواصم الآشورية ، واحتفظوا بالاقاليم الشمالية والشمالية الشرقية لنينوي التي  كانوا قد استولوا عليها قبل عقد المعاهدة ،  أما  الأقاليم الغربية فخضعت  لسُلطة الدولة الكلدانية  وبخاصةٍ العواصم الثلاث الادارية والدينية والعسكرية  التي  شَغِلَها أبناء الكلدان وأحفادُهُم  منذ ذلك الزمان وحتى اليوم .

بعد سقوط  بابل  بأيدي الملك الاخميني  كورش  خضعت كُلُّ  المناطق الكلدانية الاخرى  لنفوذ  مملكتِه  الفارسية ،  كان كورش  ملكاً  يملك من الدراية السياسية قدراً كبيراً  ،  فتحدَّثَ الى الشعب الكلداني  بحكمةٍ  ولباقة  قائلاً لهم ،  جئت  جالباً لكم السلام  لأُزيلَ عنكم الاضطراب والخصام  ،  وها إنني أدخُلُ  الى هَيكَل الإله ( بيل) وأمُدُّ  يَدَيَّ  إِليه  وأمسُكَ بيدَيه  ليَحُقَّ لي  عَرشُ بابل ، ثمَّ أمر بإعادة  الآلهة التي  كان  قد جَلَبها  نبونَئيد الى بابل الى هياكلها  في المدن الكلدانية ،  فنال رضا  الكلدان وشَكَرَه اليهود لإِصداره أمراً  بالسماح لهم في العودة الى وطنهم إذا  أرادوا ،  وظَلَّ الكلدان يمارسون  أنشطتَهم الحياتية  ضمن  نفوذ المملكة الفارسية  يتمتعون  بحقوقِهم  ويؤَدّون  واجباتهم   وإن كان الحنين الى الاستقلال يُراودُهم

استغَلَّ الكلدان  اضطراب الأوضاع في بلاد  فارس ،  فثاروا وأعلنوا الاستقلال  في بابل  بقيادة  أمير من  سُلالة  الملك  نبونَئيد  اسمُه  ( ندينو توبيل )  وتَسمَّى ملكياً  بلَقَب  ( نبوخَذنصَّر الثالث )  ،  وحذا  العيلاميون  حَذوَ الكلدان  وأعلنوا على الفرس العصيان ،  فأرسل  داريوس الأول  قوات  بإمرةِ  قائدٍ  من قادة  جيشِه   لإفشال عصيان عيلام ،  وقاد  بنفسِه  حَملةً  عسكرية  ضخمة  جداً  لإسترجاع  بابل ، وإذ عَلِمَ الملكُ نبوخَذنصَّر الثالث بمقدَمِه ، استعَدَّ  لمواجهَتِه  ، ونشر قواتِه  على سواحل  دجلة  في اقليم آشور وكان في حوزتِه  سفن  راسية  في نهر دجلة ،  تَردَّدَ  داريوس  في الهجوم ، فلجأ الى ايجاد  طريقة  يخدَعُ  بها الكلدان ،  فعَمدَ الى  تقسيم جيشِه الى كتائب عديدة ، استخدَم  بَعضُهم  ظهور الخيول وبعضهم الآخر ظهور الجِمال ، فانطوت الخُدعة على الكلدان ،  أما  هو  وبقية  أفراد جيشه  فقد عبروا النهر وباغتوا القوات الكلدانية  ودارت معركة  بين  الجانبين ،  وكان عنصر المباغتة في صالح الفرس ، حيث تَراجع الكلدان أمامَهم ،  وبعد ستة أيام وفي موقع على ساحل نهر الفرات  يُطلقُ عليه ( زازانو)  التحم الجيشان البابلي والفارسي  ،  وبالنظر لفارق العدد بين  الجيشين  انتصر الفرس  وانسحب نبوخَذنصَّر الثالث مع بقايا جيشِه  الى بابل وتحصَّنوا فيها  ، فلاحقهم الجيش الفارسي  وأحكَمَ الحصار على بابل ،  وبعد سنتَين من الحصار الشديد  ،  اقتُحِمت أسوار بابل في عام 519 ق . م  وقُتِلَ الملك نبوخَذنصَّر الثالث .

يقول المؤرخ طه باقر في ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة / الوجيز في حضارة وادي الرافدين  ص . 513 و 517 ) <   بعد  وفاة  داريوس الأول  عام 485 ق . م ،  خَلِفَه  على العرش إبنُه ( احشويرش الأول  485 - 465 ق . م  Xerxes  I )   وفي السنة  الرابعة  من حُكمِه  ثار الكلدان  ثانيةً  على غِرار  ثوراتهم  خلال  حُكم والده  ،  وقاد الثورة  على  التوالي  الملكان  البابليان ( بيل شماني ) و ( شمش اريبا ) سعياً  للاستقلال  ،  ولكنَّهما  لم يُفلحا بسبب قلة عدد الجيش الكلداني مقارنة  بالعدد  الهائل  للجيش الفارسي   فتَعَرَّضَ الكلدان  للإنتقام  القاسي  ومعبَدِ  بيل للنهب  وبابل للدمار الشامل .

سقطت الدولة الفارسية الأخمينية  بأيدي الاسكندر الأكبر المكدوني  عام 331 ق . م ،  الذي  فرض  سُلطته على عموم  بلاد  ما  بين النهرين  واتخذ  من  بابل  عاصمة له ،  وبعد وفاته  انتقلت السُلطة الى السلوقيين  لأكثر من قرن ونصف القرن ، حيث يقول رضا جواد الهاشمي في كتابه ( الصراع العراقي في زمن الفرثيين والساسانيين ص . 95 ) بأن الفرس الفرثيين استطاعوا  في عام 139 ق . م فرض سُلطتهم على البلاد ثانية ً .  

في كتابه ( ذخيرة الأذهان / الجزء الأول ص . 33 ) يقول بطرس نصري ،  بسبب الأعمال التعسفية الجائرة التي دأبَ على ممارستِها  الفرسُ أثناءَ  حُكمهم  لبابل ، ضد البابليين اضطرَّ  الكثيرُ مِنهم لهجرة الى شمال بلاد ما بين النهرين والشام ولبنان  ووصلَ قسم منهم الى جزيرة قبرص ، ولكنَّ نسبةً كبيرة مِنهم لم تُغادر البلاد  وبضمنهم العديد من المُنتمين الى سُلالات ملوكهم ،  ومنهم  كان الذين تتبعوا مسير النجم غير الاعتيادي الى بيت لحم اليهودية في فلسطين لدى ميلاد المسيح الرب ،  وعُرفوا بملوك العجم أو المجوس ، حيث قَدَّموا للطفل الالهي خضوعَهم  واعترافهم  بملوكيته مُجزلين له هداياهم الملكية ذهباً ولُباناً ومُرا ،  وبعد عودتهم الى بلادهم تَحَدَّثوا بما شاهدوه  ، مُهيِّئين بذلك أرضيةً سهلة لانتشار المسيحية في بلادنا مُستقبلاً .
وقال بهذا الصدد القس يوسف تفنكجي  في مجلة النجم / العدد الخامس لعام 1929 م ص . 225  ما مُلخَّصُه <  إن الطائفة الكلدانية الكاثوليكية ( عُرفت الطائفة منذ عهد الاسكندر المكَدوني بأنها بديل للقومية التي تقلَّصت نفوسُها عبر الظروف الزمنية ) الباقية الى يومنا هذا ،  هي إحدى الطوائف المسيحية الشرقية العريقة في القِدَم بل الأقدم منها في الشق المسيحي كُلِّه ، تفتخرُ هذه الطائفة بالمجوس الذين وافوا من الشرق الى اورشليم ، وسألوا عن الطفل الالهي الذي رأوا نجمه واتبعوه ليسجدوا له .

كُلُّ هذه المصادر والكثير من المصادر الاخرى غيرها تؤَكِّدُ الوجود الكلداني واستمراره رغم سقوط سُلطانه السياسي ، بينما ليس هنالك أيُّ مصدر يُشيرُ الى وجودٍ آشوري في أية بقعةٍ من بلاد ما بين النهرين ،  إذ بعد سقود الدولة الآشورية على أيدي الكلدان والميديين ما بين عامي 612 - 609 ق . م  إنمحى وتلاشى الاسم الآشوري ذو المدلول الديني بتَحَطُّم صَنم الاله أشور ولم تَقم له قائمة ،  وإذا حدثَ أن يأتي الى ذكر تسمية أثور أو آشور فيكون ذلك دلالةً جغرافية ، لأن مصير الآشوريين آلَ الى الزوال اسوةً بالسومريين والأكديين والكِشيين والميتانيين . . .

ولذلك  قُلنا ( ما أشبه اليوم بالبارحة ) لأننا سنأتي في القسم الثالث من مقالنا هذا  الى شرح  ما ستقوم به  مجموعة كلدانية اخرى عِبر مسيرة كنيسة المشرق الكلدانية الأصل  ، شبيه  بل مُطابق لِمَ  فعلت المجموعة العمورية الكلدانية الاصول التي خرجت من أرض بابل وتَوَجَّهت نحو شمال بلاد ما بين النهرين  وقامت بفعل ما تطرقنا إليه في القسم الأول من هذا المقال .  

بعد افول نجم الامبراطورية الكلدانية التي هَيمَنت على الشرق الأوسط بأكمَلِه لمدة خمسة وثمانين عاماً (626 - 539 ق . م ) وخضوع الشعب الكلداني لأنواع من الحُكم الأجنبي ، إلاّ أنه بقي شعباً حياً يُمارس نشاطه الحياتي كاملاً  ،  وكانت لُغتُه الآرامية الكلدانية السلسة ذات الأبجدية السهلة التي انفردت بها  دون غيرها ، مدعاةً لاعتزاز ممالك الأقوام الأجنبية التي تعاقبت على حُكم  بلاد ما بين النهرين  بعد انهيار الحُكم الكلداني  آخر حُكم وطني أصيل لبلاد  مَهدِ الحضارات ،  فاعتمَدَتها  لغةً رسمية لتسيير شؤون  ممالكهم ،  فكان لها  وكما  للحق أن يُقال الباع الأطول بين بقية اللغات في دفع مسيرة التقدُّم والحضارة العالَمية الى الأمام وقتذاك ،  فقد أوقدت نارَ  ثورةٍ  ثقافية  مُحدِثةً  نقلةً  نوعية  من حيث البحث والتأليف والتوثيق ، و مُختزلةً الجُهدَ الانساني الى حدٍّ كبير لم يسبق له نظير !
عند انبلاج  فجر المسيحية  وقدوم  المُبشرين  رُسلِ المسيح الرب  الى بلاد  الرافدين ، كان العالَمُ آنذاك  تتقاسمُه قوّتان كبيرتان  مُتمثِّلتان في الامبراطورية الرومانية وعاصمتها  روما  والمملكة الفارسية الفرثية  وعاصمتها المدائن ،  كان الرومان  يُسيطرون على غالبية  بُلدان اوربا  والشمال الأفريقي  ومصر وفلسطين  وسوريا  ولبنان وآسيا الصغرى ،  يخضعون جميعاً  لقوانين الدولة المركزية  ودُستورها ،  أما  الدولة  الفرثية  فكانت  تُسيطرُ  على  بلاد  ما  بين النهرين  وماداي  وفارس ، وقد اعتمدت  نظام الممالك  الاقليمية الذي كان الأخمينيون قد طبَّقوه  عند استيلائهم على بلاد ما بين النهرين عام 331 ق . م  في معركة  اربيل الشهيرة  بين الاسكندر الأكبر المكَدوني  وداريوس الثالث الفارسي ،  وكان عددُ  ممالكِ الأقاليم  الخاضعة  للمملكة  عشرون  مملكةً ،  ومِن أشهرها مملكة الرها ( اورهاي ܐܘܪܗܝ )  وحدياب (اربيل ) وبيث كَرماي و حطارا  وتدمر وميشان ( آخر المماك الكلدانية في بلاد بيث نهرين ) وكان يُقيم عددٌ قليل مِن الآراميين مع الكلدان سُكان هؤلاء الممالك .

إن  أشهر مَن كَتبَ  عن تاريخ  الامة الكلدانية  والدولة  الآشورية مِن بني الكلدان  بعد المؤرخين القدماء  والمؤرخين  والكُتاب الاوروبيين  الذين ألفوا كُتُبَهم  منذ مطلع الجيل التاسع عشر ،  كان العلامة الشهيد  المطران أدي شير مدفوعاً مِن شعوره القومي والوطني  مشوباً بالأسف والاستغراب لانعدام الشعور القومي  لدى أبناء امته الكلدانية المعاصرين الذين  يجهلون أنهم مُنحدرون مِن صُلب  شعبٍ  نبيل فاقَ  شعوبَ العالَم  كُلِّه  في بأسه  وآدابه  وصنائعه ،  فحَملَته  غيرتُه  القومية  كما قال  ليُتحفَ  أبناء  وطنه  بكتابه  الذي عَنونه (  تاريخ كلدو وآثور ) والذي  يقع  في  مُصنَّفين ،  يتحَدَّث بالمُصنَّف الأول عن الامة الكلدانية والدولة الآشورية  قبل الميلاد ، وفي المُصنف الثاني عن الكنيسة الكلدانية  منذ  تأسيسها  في القرن الميلادي الأول  وحتى أوائل القرن العشرين  دون أن  يُغيِّرَ التسمية المُركبة التي وضعها لعِنوان الكتاب التي تتطابق مع ما أورده في المُصَنَّف الأول فقط  ،  مُنطلقاً مِن اعتقادِه  الديني  بهدفِ جَعل المسيحيين شعباً واحداً  وليس قوماً واحداً كما يعتقد البعض ،  وأوضح  دليل على ذلك هي الأدلة الوافية التي قَدَّمها  والمصادر العديدة التي اعتمدها والتي  تؤيِّد مِصداقية  الأحداث التي سردها ، والتي  تُعطي  فهماً دقيقاً  للقاريء  بعدم  تطابق عنوان الكتاب  مع مُحتواه ،  لأن  مُعظمَها  يؤَكِّد  ويُثبت  بشكل  قاطع  بأن الكلدان قومية مُستقلة لامةٍ عظيمة ،  تَحدَّت  الأهوالَ والمصائبَ  التي تَعَرَّضت لها قبل الميلاد منذ قيام أول دولة لها بعد الطوفان وحتى آخرها الأعظم بينها عام 626 ق . م  حيث استطاع العيلاميون غزوَ دولتها الاولى ولكن الكلدان عادوا فحرَّروها  ،  ثُمَّ اضطروا بعد ذلك لخوض حروب دفاعية تحررية ضد الغُزاة الآشوريين  دامت زهاءَ ألف عام حتى تكلَّلت  بالنصر الكلداني الساحق عام 612 ق . م ، ولكن العيلاميين عادوا واحتلوا بابل عاصمة الكلدان عام 539 ق . م ، وبالرغم من قيام الكلدان بعدة محاولات لتحرير بلادهم إلا أنهم لم يُفلحوا ولذلك استمروا خاضعين لسُلطة الغرباء ،  واستطاعوا المحافظة  على هويتهم  ولغتهم وحضارتهم ، وممارسة تقاليدهم وعاداتهم حتى  بعد اعتناقهم للمسيحية  في القرن الميلادي الأول .

كانت  اللغة التي  يتحدَّث  بها  مُبَشِّرو  بشارة الخلاص المسيحية هي اللغة الآرامية  الكلدانية التي  كان اليهود  قد  تَعَلَّموها  خلال  فترة  السبي البابلي  وتوارثتها  أجيالُهم  اللاحقة  ومنهم  الرُسُل المُبَشِّرون وتلاميذهم  ،  وهي ذات  لغة سُكان بلاد  ما بين النهرين الكلدان  ذوي العدد  الديمغرافي  الأكبر في البلاد  ، فكانت العاملَ الأكبر لتَقبُّل الكلدان  البشارة  بيُسر وسهولة  ورغبةٍ  غامرة ، وكانت الرها التي مِنها ابتدأ انتشار المسيحية الى الديار الشرقية بواسطة الرُسُل المُبَشِّرين الوافدين من فلسطين ، وقد سمّاها السلوقيون ( أديسا ) تيمُّناً بأديسا المكَدونية ،  مَقَرّاً لملوك  أسروينا وقد طغى اسم ( أبكَر ) على أغلبهم ، وكان أبكَر اوكوما الخامس الذي اشتهر بحسب التقليد الكنسي  المتوارث  بمراسلته للرب يسوع المسيح له المجد ، ومِن ثَمَّ اعتنق المسيحية هو وجميع أبناء مملكته على يَدَي مار أدي الذي شفاه مِن مِرضِه المُزمِن .  
وكانت اللغة والثقافة الكلدانيتان أيضاً هما السائدتين عند دخول التبشير الخلاصي الى أرض بلاد النهرين ، بفضل العباقرة الكلدان العلماء <  كِدينو ، رماني  ، نبو  ، سِدينو  وبرحوشا  ( بيروسس ) أبي التاريخ  الكلداني  بالإضافة  الى  جهود  الكَتَبَة  الكلدان الذين  قاموا  بتأسيس المدارس  أمثال : أخوتو  ،  خونزو  ، سين لِقي اونيني  ،  وايكور ذاكر ،  بيدَ  أنَّ  الأخمينيين  وبهدف  تحطيم  الروح  الوطنية  لدى الكلدان ، عمدوا  الى تشويه  الاسم الكلداني  ونسجوا حوله  وحول بابل  ، الأساطيرَ  تُهماً  وتحريفاً  لِمَ خَصَّهُما به  الكتابُ المقدس / العهد القديم  ،  مِما جعل الكلدان  ينفرون منه  بعد اعتناقهم  المسيحية  .  وتبَنوا  الاسم  الديني  ( مشارقة ܡܕܢܚܝܐ)  أو (  المسيحيين -  سورايي  أو سُريايي  ܣܘܪܝܝܐ )  بدلاً  عن  اسمهم  القومي  ( كَلدايي  ܟܠܕܝܐ )   ويقول  المطران أدي شير في مقدمة  كتابه <   تاريخ كلدو وآثور / الجزء الثاني  >  بأن الاسمَ  السرياني  لم  يكن يُشير الى  امة  بل الى الديانة المسيحية  لا غير ، ومِما  يُثبِت  ذلك  ما أتى  في كتاب   تاريخ  ايليا  مطران نصيبين ( 975 - 1046 م )  فإنه  فسَّرَ  لفظة  ( سرياني  ܣܘܪܝܝܐ ) بلفظة  نصراني . وجعلوا  اسمَ   كنيستهم  ( كنيسة  المشرق ܥܕܬܐ ܕܡܕܢܚܐ ) وأُطلقت عليها  أسماء  اخرى مِنها ( الكنيسة الكاثوليكية ܥܕܬܐ ܩܬܘܠܝܩܝ ) ( كنيسة فارس ܥܕܬܐ ܕܒܦܪܣ (

ويُضيفُ أدي شير ، <  بعد فتوحات العرب تلاشى الكلدانُ الوثنيون المُنَجِّمون  من هذه الديار ،  وسُمّوا مُسلمين لآعتناقهم الديانة الاسلامية .  فعادَ أجدادُنا الكلدان المسيحيون  واسترجعوا الاسم الكلداني . وقد استشهد على ذلك  بأقوال المؤرخين ومِنهم : ابن العبري في كتابه المُسمّى ( معلثا ) لما تكلَّمَ عن الامة الكلدانية النسطورية  قال : <  الشرقيون العجيبون أولاد الكلدان القدماء >  وفي  كتابه  ( تاريخ الدول ) في بحثه عن فروع اللغة الآرامية ، سَمّى لغة أهل جبال آثور وسواد العراق ( الكلدانية النبطية ) وكثيرون آخرون مثل صاحب كتاب ( طبقات الامم ) وكتاب ( القوانين السنهادوسية ) .
ويستطرد <  فترى ان للكلدان المسيحيين أسماء كثيرة في التواريخ : فسُموا آراميين نسبةً الى آرام بن سام الذي استوطن هذه البلاد وعَمَّرها بنسله . وفُرساً لكونهم وجدوا في مملكتهم . ومشارقة لأنهم في الشرق . ونساطرة لإتِّباعهم تعليم نسطور بطريرك القسطنطينية . وسرياناً شرقيين تمييزاً لهم  عن السريان الغربيين وهم اليعاقبة .  ولكن اسمهم الأصلي : كلدان اثوريون  جِنساً  ووطناً : لأن منشأ كنيستهم ومركزها كلدو وآثور . ولغتهم الجنسية والطقسية هي الكلدانية ويُقال لها أيضاً الآرامية . وغلطاً سُمِّيت سريانية كما انه غلطاً أيضاً سُمِّيَ أجدادُنا النصارى سرياناً .

ويسترسل العلامة أدي شير قائلاً <  إن أجدادَنا الكلدان المسيحيين اشتهروا هم أيضاً نظير آبائهم الكلدان الوثنيين . فانه كما أن الصنائع  والمعارف بلغت عند  الكلدان الآثوريين الى أسمى درجة ومنهم اقتبسها اليونان والفُرس وغيرهم من الشعوب القديمة. وامتدَّت  فتوحاتهم حتى جزيرة قبرص ومصر غرباً والى بحر قزوين والبحر الآسود شمالاً وحتى بلاد ماداي وعيلام شرقاً والى جزيرة العرب جنوباً . كذلك الكلدان النساطرة بفتوحاتهم الدينية عَظُمَت شُهرتُهم وخلَّدوا لهم ذِكراً جميلاً مؤبَّداً . إذ إنهم كأجدادهم افتتحوا بلاد فارس وماداي والعرب وأرمينيا وسوريا وقبرص ومصر حتى بلاد الهند والصين وتركستان وغيرها من البلاد التي لم يقدر أجدادُهم الوثنيون أن يفتحوها بقوة أسلحتهم القاطعة . >
ويُضيفُ أدي شير ، <  بعد فتوحات العرب تلاشى الكلدانُ الوثنيون المُنَجِّمون  من هذه الديار ،  وسُمّوا مُسلمين لآعتناقهم الديانة الاسلامية .  فعادَ أجدادُنا المسيحيون واسترجعوا الاسم الكلداني . وقد استشهد على ذلك بأقوال المؤرخين ومِنهم : ابن العبري في كتابه المُسمّى ( معلثا ) لما تكلَّمَ عن الامة الكلدانية النسطورية  قال : <  الشرقيون العجيبون أولاد الكلدان القدماء >  وفي  كتابه  ( تاريخ الدول ) في بحثه عن فروع اللغة الآرامية ، سَمّى لغة أهل جبال آثور وسواد العراق ( الكلدانية النبطية )وكثيرون آخرون مثل صاحب كتاب ( طبقات الامم ) وكتاب ( القوانين السنهادوسية )
ويستطرد <  فترى ان للكلدان المسيحيين أسماء كثيرة في التواريخ : فسُموا آراميين نسبةً الى آرام بن سام الذي استوطن هذه البلاد وعَمَّرها بنسله . وفُرساً لكونهم وجدوا في مملكتهم . ومشارقة لأنهم في الشرق . ونساطرة لإتِّباعهم تعليم نسطور بطريرك القسطنطينية . وسرياناً شرقيين تمييزاً لهم  عن السريان الغربيين وهم اليعاقبة .  ولكن اسمهم الأصلي : كلدان اثوريون  جِنساً  ووطناً : لأن منشأ كنيستهم ومركزها كلدو وآثور . ولغتهم الجنسية والطقسية هي الكلدانية ويُقال لها أيضاً الآرامية . وغلطاً سُمِّيت سريانية كما انه غلطاً أيضاً سُمِّيَ أجدادُنا النصارى سرياناً .

ويسترسل العلامة أدي شير قائلاً <  إن أجدادَنا الكلدان المسيحيين اشتهروا هم أيضاً نظير آبائهم الكلدان الوثنيين . فانه كما أن الصنائع  والمعارف بلغت عند  الكلدان الآثوريين الى أسمى درجة ومنهم اقتبسها اليونان والفُرس وغيرهم من الشعوب القديمة. وامتدَّت  فتوحاتهم حتى جزيرة قبرص ومصر غرباً والى بحر قزوين والبحر الآسود شمالاً وحتى بلاد ماداي وعيلام شرقاً والى جزيرة العرب جنوباً . كذلك الكلدان النساطرة بفتوحاتهم الدينية عَظُمَت شُهرتُهم وخلَّدوا لهم ذِكراً جميلاً مؤبَّداً . إذ إنهم كأجدادهم افتتحوا بلاد فارس وماداي والعرب وأرمينيا وسوريا وقبرص ومصر حتى بلاد الهند والصين وتركستان وغيرها من البلاد التي لم يقدر أجدادُهم الوثنيون أن يفتحوها بقوة أسلحتهم القاطعة . >


وينقلُ لنا الشهيد  أدي  شير  ما قاله أدولف دافريل بمقالتِه  في  كلدو المسيحية : < ان الكنيسة النسطورية أبرزت مدة أجيال عديدة قُوَّة امتدادٍ عجيب خارق العادة . فإن قُوَّةَ هذه الفتوحات الدينية ( Nepotisme ) والمَيل إليها هما علامتان فارقتان إتَّصفت بهما النسطرة دون غيرها . والأمر الغريب هو أن الرسالات النسطورية لم تكن نتيجة فتوحات دنيوية أو آلة نفوذٍ سياسي بل سببها الوحيد هو المَيل الشديد الذي كان  للنصارى في الأجيال المتوسطة الى نشر الايمان  وافتتاح  الرسالات  النبيلة >  ثُمَّ  يتكلم  أدولف عن انتشار النساطرة في سيلان وسومطرة والصين وبلاد التتر والهند واورشليم وقبرص  فبهمَّةِ هؤلاء المُرسلين الغَيورين  ارتفعَ شأنُ الكلدان النصارى  وازدادوا وكَثُروا حتى أن عددَهم فاقَ المائَة مليون .
و مِما اشتهر به أيضاً  الكلدانُ النصارى أنهم حيثما ذهبوا بفتوحاتهم الدينية ، زرعوا مع تعليم الانجيل بذور المعارف والتَمَدُّن المسيحي وهذا ما أجمع عليه العُلماء . إن مسيو شارل  إوديس بونين  بمقالتِه في قِدَم النساطرة في آسيا الوسطى بعد أن بحثَ عن امتداد الكلدان النساطرة في بلاد الصين وتركستان ومغولستان  قال ما تعريبُه : <  إن للنساطرة دوراً مُهمّاً  في تاريخ التمَدُّن العمومي . فإن كهنتهم هم أول مَن أدخلوا التمَدُّن في آسيا الوسطى . ومِن المعلوم أنه مِن الحروف السريانية النسطورية ، تَوَلَّدَ  في القرون الوسطى  على يد  غُزاة  آسيا القلمُ  التركي  الايغوري  والمغولي والمانجوني . والقلمان الأخيران مُستعملان الى يومنا هذا . ومِن جهةٍ اخرى إن أشهر ديانات آسيا أعني بها اللاماوية ( Lamaisme ) أخذت أشياء كثيرة مِن طقس النساطرة  ولعَلَّ مِن مُعتقدِهم أيضاً > .

وعَمّا قاله الأب لابور يقول أدي شير : <  إن الكنيسة النسطورية ما برحت  مدة أحد عشر جيلاً تَنشر التمَدُّن  والتربية المسيحية بين  أهالي آسيا  القديمة  والشرق الأقصى .  وقال  أيضاً :  <  إن النصارى الكلدان نالوا أعلى المناصب في الدولة العباسية وعَلَّموا ساداتهم الذين كانوا الى ذلك الحين في حالة الجهل فلسفة اليونان وعلم الفلك وعِلم الطبيعيات والطب . ونقلوا الى العربية تأليفات اريسطاوطاليس واوقليديس وبطليموس وابقراط وجالينوس وديويسقوريدس ،  وبواسطة الكلدان أيضاً تعَلَّم العرب الأرقام الهندية وآلة الاسطرلاب وغير ذلك .
وأتى في قاموس اللاهوت الكاثوليكي  تأليف علماء المانيا   ما تعريبه :  <  إن العلوم الشرقية  في زمان فتوحات العرب كانت  محصورة  خاصةً  عند الكلدان . فكانوا يُعلِّمون  في مدارس اورهاي ونصيبين  وساليق أو ماحوز  ودير قوني اللغات الكلدانية  والسريانية  واليونانية  والنحو و المنطق  والشعر والهندسة والموسيقى والفلكيات والطب . وكان لهم مكاتب عمومية يحفظون فيها تآليف المُعلمين > .
لَعَمري ، إن المدارس  والمُستشفيات  كَثُرَت جداً عند الكلدان حتى أن الأب لابور أخذه العَجَبُ مِن ذلك وقال : <  إنه ليس  مِن امةٍ  على الأرض  بارت امة الكلدان النصارى في  تأسيس المدارس ، فاتسعت  صناعة التأليف عندهم اتساعاً  عجيباً  حتى أن عدد المؤلفين منذ الجيل الرابع الى نهاية الجيل الثالث عشر الذي فيه انطفأت العلوم لديهم فاق الأربعمائة . وتأليفات بعض هؤلاء المؤلفين فاتت الخمسة عشر والثلاثين والأربعين . وتصنيفات مار أفرام لا تُعَد . وميامر نرساي ما عدا الكتب العديدة التي ألَّفها تبلغ 360 . وميامر يعقوب السروجي 700 . وجبرائيل اسقف هرمزدارداشير له ثلاثمائة مؤلف ويوسف حزايا الف وتسعمائة .

إن هذه  الشواهد والأدلة التاريخية هي حقائق صارخة  تؤَكِّد استمرارية  وجود الامة الكلدانية و دَورها  الريادي  في تأسيس كنيستِها  المشرقية العِملاقة التي كانت  الجزءَ المُكَمِّل الأقوى  للكنيسة الكاثوليكية الجامعة حتى أواخر القرن الخامس ،  حين أجبرَتها العواملُ  السياسية الآنية  وتفاقم الصراع بين  مؤيِّدي المذهبين المتضادِدَين اللذين اعتُبرا مِن قبل الكنيسة الجامعة  هَرطقتين  عُرفتا  بالنسطورية والمونوفيزية ،  وبالرغم عن بعد منطقة ظهورهما في الغرب ،  إلاّ أن كنيسة المشرق اكتوَت بنارهما  وسسببتا شرخاً عظيماً في بنيانها  أدّى الى انقسامها ، فكان أن قسماً  قليلاً نسبياً مِن أبنائها تبنّى المذهب  المونوفيزي  والقسم الأكبر تقبَّلَ  المذهب النسطوري  مُضطراً لسببَين  اولهما  لمحاربة البِدعة المونيفيزية  وثانيهما  لرفع  شكوك  ملوك الفُرس  بولاء  مسيحيي المملكة الفارسية للدولة الرومانية  التي كانت تعتنق المذهب الكاثوليكي الذي كانت تعتنقه كنيسة المشرق ،  لأن  وحدانية المذهب كانت  تُقوِّي ظنونَ الفرس بعدم إخلاص مسيحيي مملكتهم .

سيليه القسم الثالث قريباً

الشماس كوركيس مردو
في  25/ 8 / 2006