المحرر موضوع: الدور الاعلامي في الثقافة القومية الوطنية  (زيارة 981 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص دنخـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.nohadra.com
الاعلام هو ذلك الجزء او الوسيلة التي تكون دورها نقل المعلومة الى اوسع الجماهير خلال وسائل المقروءة والمسموعة والمرئية سواء كان من خلال الوسائل المألوفة مثل الجريدة والمجلة والراديو والتلفزيون او غيرها.
لقد اضيف الى هذه الوسائل الاعلامية المألوفة في الوقت الحاضر وسيلة الانترنيت التي فتحت امكانية جديدة وواسعة امام الامكانيات والقدرات التي لها الرغبة والمقدرة المهنية في العمل في حقل الاعلام حيث كان بالامس محصوراً بافراد محدودة قد تكون توجهات عملها يصب في مصالح الحكام والافراد المنتفعين وبعيداً عن طموحات وحاجات الجماهير الواسعة، وفي اكثر الاحيان كان يستغلها الحكام المتسلطين على رقاب الشعب.
ان وسائل الانترنيت من الصفحات الثقافية والاعلامية وفيس بوك وتويتر وجوجل وغيرها قد احدثت ثورة في اسلوب نقل المعلومة الى اوسع الجماهير واصبحت من اكثر الوسائل تأثيراً على الجماهير في عصرنا هذا.
وسائل الاعلام مهما كان شكلها او نوعها لها تأثير كبير على الجماهير سواء كان هذا التأثير سلباً او ايجاباً وذلك حسب الرسالة التي تنقلها هذه الوسائل واتجاهاتها التوجيهية والفكرية، وهي السلطة الرابعة ولكنها اكثر تأثيراً واستقلالاً من كل السلطات الاخرى وهي المعبرة الحقيقية للجماهير الواسعة واصبح بامكانها نقل الحدث من اية نقطة في العالم وذلك بفضل التطور السريع في حقل الانترنيت .
 ان وسائل الاعلام في عصرنا هذا هي من اكثر الوسائل التي تستطيع من التعبير الموضوعي لعقلية الجماهير واحساساتها وروحها وميولها واتجاهاتها المختلفة وفتحت طريقاً جديداً لحماية كل شرائح الشعب وثقافاتها ولغاتها من الاندثار وفتحت ابواب النور ليدخل كل بيت ودون اذن من الحكام المتسلطين وسلطت الضوء على كل زاوية من كرتنا الارضية ليستطيع كل فرد من التعرف بكل قضايا عصره ومعالجة كل المشكلات والتعقيدات التي قد تعثر طريقه في مسيرته الانسانية.
لكي يكون دور الاعلام دوراً فعالاً ومؤثراً ايجابياً في الثقافة القومية الوطنية لشعب بيث نهرين على مؤسساتنا بكل اشكالها الاجتماعية والسياسية ان تعمل على فتح ابوابها امام الكفاءات المهنية الاعلامية المختصة وذات الخبرة الكافية في اختصاصاتها الاعلامية دون النظر الى الجوانب الاخرى التي ليس لها علاقة في الرسالة الاعلامية. اذا استطاعت هذه المؤسسات من كسر الطوق الضيق الذي تعيش فيه حتى الان من التقوقع الحزبي والعائلي والطائفي عندئذ استطاعت ان تخطوا خطوة كبيرة ومتقدمة في مجال خدمة الاعلام القومي الوطني والايديلوجي لان هذه المؤسسات ما جاءت الا لخدمة شعبنا للوصول الى اهدافه القومية الوطنية والعيش الكريم في وطنه بيث نهرين.
اذا استطاعت موسساتنا الاجتماعية والسياسية من تأمين هذا الكادر الاعلامي الاختصاصي في ثقافتنا القومية الوطنية عندئذ استطاع شعبنا ان يكون اكثر انتاجاً في مجال تحقيق طموحاته وحاجاته واقترابه من اهدافه القومية الوطنية الحقيقية والتي هي ادارة نفسه بنفسه على ارضه التاريخية وان يكون سيداً لقراراته لخدمة ثقافته القومية الوطنية وتطور مجتمعنا في بلده.
تأمين الكادر الاعلامي الاختصاصي سوف يكون في صالح الاعلام الحقيقي المستقل الذي ينقل الخبر الحقيقي وتكون مادته الاعلامية على مستوى الاعلام في البلدان المتطورة وبهذه الصورة سوف يكون حقاً قد اخذ اعلامنا مكانته في الاعلام العالمي الذي هو بدوره سوف يكون مدافعاً عن قضية شعبنا وحقوقه ويكون اكثر قرباً من شعبنا وما يجري  عليه من ضغوط نفسية وتهميشه واضطهاده واستمرار سلب ارضه التاريخية.
اذا استطاع شعبنا وتنظيماته الاجتماعية والسياسية من تهيئة الكادر الاعلامي  القادر على فهم ثقافته القومية الوطنية عندئذ استطاع شعبنا من اختصار الطريق للوصول الى الحقيقة التي تؤكد وحدة شعبنا وانتصاره على كل العوامل والعناصر التي تقف دوماً في طريق تقدمه ونيل حقوقه المشروعة لادارة نفسه في ارضه التاريخية . على الكادر الاعلامي ان يدرك مسؤليته الكبيرة تجاه شعب بيث نهرين ويكون عيناً ساهرة لمراقبة اعلام السلطة الحاكمة وبرامجه التنموية والسياسية والاجتماعية ومدى احترامه لمؤسسات المجتمع المدني وممارساته الديمقراطية تجاه شعبنا ومدى تحقيق ما جاء في الدستور العراقي والكردستاني بخصوص تطبيق فقراته التي تخص حقوق شعبنا الثقافية والادارية في مناطق تواجده.
على الكادر الاعلامي لشعب بييث نهرين الكلدان السريان الآشوريين ان يراقب مدى اهتمام السلطات الحاكمة بتشجيع المهاجرين الى الدول المجاورة بالرجوع الى العراق واسكانهم في المناطق التي يرغبون العيش فيها وتعويضهم عن كل الخسائر التي تعرضوا لها نتيجة الارهاب وتوفير العمل لهم حسب اختصاصاتهم وقدراتهم المهنية.
ان الاعلام بكل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية والالكترونية عليه ان لا يقف ساكتاً امام الاقلام المضللة والافكار الهدامة والرجعية في المجتمع العراقي وعلى اعلامنا ان يكشف كل الافكار الدينية المتطرفة والهادمة للمجتمع وابراز كل الجوانب العقلانية والصالحة والبناءة والتعايش السلمي الديمقراطي والاخاء والمحبة بين كل ابناء الشعب في وطننا بيث نهرين.
الاعلام في جوهره جاء من اجل خدمة المجتمع وتنمية وعيه الاجتماعي الانساني، لكي يكون بمستطاعته عكس حاجات هذا المجتمع ومصالحه الفردية والوطنية  ومشاركة تطلعات الجماهير وتصوراتها من اجل غد افضل لكل ابناء الوطن دون فرق بين هذا وذاك من حيث الاختلاف في الرأي واللون والجنس فالكل سواسي في الحقوق والواجبات كما يقول المثل.
الاعلامي الناجح هو ذلك الاعلامي الذي يخدم الثقافة القومية الوطنية الانسانية وينمي الحس القومي الوطني عنده باسلوب واضح ومفهوم ويعمق الحس الديمقاطي وممارسة الديمقراطية عند الجماهير بكل اخلاص.
عندما نتكلم عن دور الكادر الاعلامي نقصد كل الكادر الاعلامي سواء كان يعمل في الاعلام الحكومي او في الاعلام الحزبي او الاعلام المستقل، فعليه بالاضافة الى واجبه الاعلامي عليه واجب وطني ان يكون في خدمة حاجات وطموحات مجتمع شعب بيث نهرين وحقوقه القومية والسياسية المشروعة وان يقوم بمراقبة كل ما يصدر عن الاعلام الحزبي وبرامج الاحزاب ويقوم بدراستها ومناقشتها وتوضيح طروحات هذه الاحزاب لجماهير شعبنا لكي يكون حقاً موضع ثقة عند كل جماهير شعب بيث نهرين.