المحرر موضوع: جوزيف حنا الشيخ: العراق لم يوافق على مدينة صخرية تنقذ الفاو من آثار الميناء الكويتي  (زيارة 4340 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
جوزيف حنا الشيخ: العراق لم يوافق على مدينة صخرية تنقذ الفاو من آثار الميناء الكويتي

 


 
جريدة صوت البصرة - العالم:
قال خبير ورجل اعمال عراقي تعمل اسرته في الموانئ منذ نحو 100 عام، ان الحل الوحيد الذي يضمن للعراق ان يتخلص من اثار ميناء مبارك الكويتي، هو اعتماد خطة سابقة لطمر البحر بملايين الصخور وانشاء ساحل صناعي يمتد كيلومترات عدة داخل البحر قبالة الفاو.

و تحدث جوزيف حنا الشيخ الذي يدير مجموعة حنا الشيخ للمقاولات والمتخصصة ببناء الموانئ، امس الاثنين، عن "حلم اسرة حنا الشيخ" العراقية التي "ساهمت في بناء كل موانئ الخليج، وادارت النقل البحري في المنطقة قرنا كاملا" على حد تعبيره.

ويقول ان هذا الحلم هو بناء ميناء الفاو الكبير، الذي فاوضت المجموعة بغداد بشأنه منذ 6 سنوات دون جدوى. جوزيف الذي يبلغ من العمر ثمانين عاما وتخرج من الولايات المتحدة في اربعينات القرن الماضي، يسخر بشدة من مشروع ايطالي لبناء ميناء اخر بالتعاون مع الحكومة، ويقول "وفق مخططي الذي لم يوافقوا عليه، لن يدفع العراق فلسا، وسأبني مدينة صناعية مساحتها 350 كيلومترا مربعا، تمتد داخل البحر بنحو 250 كيلومترا مربعا، انجزها خلال 3 اعوام بنحو 12 مليار دولار". اما الايطاليون "فسينشئون شيئا يشبه الرصيف مساحته 35 كيلومترا مربعا فقط، وسيتضرر من ميناء مبارك الكويتي بالتأكيد لانه لا يستفيد من العمق البحري، بينما مخطط حنا الشيخ يتقدم داخل البحر عبر عمليات طمر وصناعة سواحل طويلة".

ويقول ان المخطط الذي يحلم به، يتضمن منشآت صناعية وسياحية على مساحة تقدر بـ 350 كم2 ومجمعات سكنية تتسع لنصف مليون نسمة هم الخبراء والعاملون في الميناء ومنشآته الباقية.

وتشهد العلاقة بين العراق والكويت نوعا من التوتر منذ نيسان الماضي، بعد الكشف عن شروع الجانب الكويتي بدق اساس مينائه في جزيرة بوبيان بمحاذاة ميناء ام قصر وقبالة الموقع المفترض لميناء الفاو الكبير، حيث صار الميناءان يتزاحمان داخل قناة مائية ضيقة جدا تمر من البحر امام الفاو ونحو ام قصر.

وتقدمت الحكومة العراقية بطلب رسمي للكويت بايقاف العمل بالميناء لانه سيلحق الضرر بمصالح العراق. وكان وفد حكومي زار الكويت واطلع على الميناء، وحتى اللحظة لم تعلن حكومة نوري المالكي موقفها النهائي ولم يطلع مجلس النواب على تقرير اللجنة المذكورة.

وفي مقابلة مع "العالم" اكد جوزيف حنا الشيخ، رئيس مجموعة حنا الشيخ للمقاولات، ان "مجموعتنا قدمت في 2004 مخططات ميناء الفاو الكبير لحكومة علاوي، واستعنا بـ 5 شركات عالمية وعشرات المهندسين لاعداد الخرائط، وحصلنا على تمويل مبدأي من بنك لازار الفرنسي بـ12 مليار دولار".

ويوضح حنا الشيخ، رجال الاعمال العراقي الشهير، "مفاوضاتنا مع الحكومة العراقية استمرت حتى 2008، ورئيس الوزراء نوري المالكي عين لجنة برئاسة برهم صالح و6 وزراء ولم نلتق منها اي اجابة"، مؤكدا "الدكتور برهم لديه تصور ممتاز حول المشروع، لكنا لم نفهم لماذا توقف عمل اللجنة".

ويلفت الى "عقد اجتماع في بغداد مع نائب رئيس الوزراء آنذاك برهم صالح ووزيرالنفط حسين الشهرستاني بالاضافة الى وزير النقل ورئيس هيئة المستشارين، وحينها اقترح الشهرستاني ان يكون مخطط الميناء متضمنا لمنشآت تصدير للنفط، فأنجزنا مخططا اضافيا لانشاء جزيرة نفطية الى جوار الميناء، بطاقة تصديرية تبلغ 10 مليون برميل يوميا".

وبشأن تفاصيل المخطط الذي اعدته المجموعة المتخصصة ببناء الموانئ يقول الشيخ "هناك ثلاث مخططات لميناء الفاو، احدها حكومي والثاني للشركة الايطالية وهما المهددان بالخنق من قبل المشروع الكويتي".

ويوضح " الشركة الايطالية قدمت مخططا لانشاء الميناء على مساحة 35كم بـ 6 مليار دولار، الا ان المخطط الذي قدمته مجموعتنا (مجموعة حنا الشيخ) سيقام على مساحة 350 كم بكلفة 12 مليار دولار وقد تنخفض الى 8 مليار بسبب الازمة الاقتصادية العالمية التي خفضت الكلف كثيرا".

ويتابع بالقول "مخططنا سيكون بطول 35 كم وعرض 10 كم على ان يكون 15كم من منشآت الميناء مشيدة بامتداد صخري كبير بل مدينة صناعية داخل البحر وبغاطس وفق معايير دولية تسمح بدخول السفن العملاقة"، ويضيف "وسيتضمن عمليات طمر مليار متر مكعب داخل البحر بـ 25 مليون طن من الحجر"، مشددا بالقول "مخططنا لا يتأثر بميناء مبارك ، وهو سيناريو الحل العملي الوحيد، لن تتمكن لا الكويت ولا ايران من خنقه".

ويشير رئيس مجموعة حنا الشيخ الى ان "ميناء الفاو الكبير سيتضمن منشآت صناعية وبتروكيماوية، ومكاتب للوكالات الاستثمارات الاجنبية، بالاضافة الى منطقة صناعية ضخمة للصناعات الثقيلة والخفيفة، كما ستتضمن منطقة سياحية على البحر تشمل فنادق 5 نجوم و 4 نجوم على كورنيش سياحي، ومدينة سكنية تتسع لـ 500 ألف نسمة، كما يتضمن المخطط بناء محطة كهرباء بطاقة 2000 ميغاواط بالاضافة الى محطة لتحلية مياه البحر".

ويلفت رجل الاعمال الذي يعد احد ابرز خبراء الموانئ في منطقة الخليج والشرق الاوسط الى انه "اقترح على الحكومة العراقية تحويل ادارة الميناء الى شركة عراقية مساهمة ونحن المستثمرون نمنح 25% من اسهمها للحكومة العراقية مجانا و 75% يشتريها العراقيون حصرا".

ويردف قائلا "لازلت احلم بموافقة بغداد، وبالامكان تخفيض تكاليف الميناء الى اقل من 8 مليار دولار، وينجز خلال 3 سنوات فقط، وارى ان الوضع الامني يسمح جدا بالمباشرة في ذلك لاننا سنعمل وسط البحر الامين".

ويتحدث الشيخ عن المشاريع التي نفذتها مجموعته التي تنشط في الشرق الاوسط بالتحديد ولديها مشاريع اخرى في اسيا واوربا، فيقول "تخصصنا ادارة الموانيء والملاحة، ومجموعة حنا الشيخ القابضة اسهمت في بناء اغلب موانئ الخليج". ويقول "في النقل البحري لم ينافسنا في المنطقة سوى شركة ماكنزي البريطانية في خمسينيات القرن الماضي وهو ما دفعنا للاستحواذ عليها، ونحن نتعاون مع اغلب الشركات المتخصصة في ادارة الموانئ والملاحة العالمية".

وينوه بالقول "حتى الشركة الايطالية عرضت علينا المساهمة في بناء ميناء الفاو الذي اتفقت عليه مع الحكومة العراقية، لانها تعاني من ضائقة مالية، لكن مجموعة حنا الشيخ لم توافق على المخطط الضعيف والمحدود للايطاليين".

وعن تاريخ عائلته يقول ان "شركة حنا الشيخ القابضة اسسها مطلع القرن العشرين ثلاثة اخوان هم رفائيل وميخائيل وجبرائيل، ولدينا 8 اشخاص من عائلتنا حاليا يعملون في مجال بناء الموانئ على مستوى عالمي".

حنا الشيخ الذي بلغ الثمانين يقول لـ "العالم"، "انا ابن رفائيل وعملت في الشركة طوال الستة عقود الماضية بعد عودتي من اميركا وحصولي على البكالوريوس في الاقتصاد". وينوه الشيخ الى ان عائلته لها تاريخ يتمد الى قرن من الزمان في البصرة بعد ان هاجر اليها اجداده من الموصل، ويستذكر الاعمال الخيرية التي قامت بها الاسرة في البصرة من بناء الكنائس والجوامع والاسواق واطلاق بطولات رياضية.

ويختم جوزيف حديثه بالقول "تركت العراق في 1968، بعد شهرين من انقلاب البكر وصدام. واخبرت من ودعني باني لن اعود للعراق الا بهدية تليق به، وبعد 2003 اخبرت الجميع بان ميناء الفاو هو هديتي ويبقى على العراق قبولها او رفضها".
 



http://basvoice.com/ar/news.php?action=view&id=2680
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم