المحرر موضوع: ما قبل ثورات الربيع العربي وما بعدها وانعكاساتها على مسيحيي الشرق ألأوسط  (زيارة 1114 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نافــع البرواري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 386
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما قبل ثورات الربيع العربي وما بعدها وانعكاساتها على مسيحيي الشرق ألأوسط
نافع البرواري
عندما سقط النظام الدكتاتوري في العراق , كشّرت  ألأحزاب ألأسلامية الراديكالية المتطرفة عن أنيابها , لتعيث فسادا في ألأرض , وقتلا ودمارا في نسيج المجتمع العراقي الذي كان الى يوم سقوط النظام مجتمع متماسك بالرغم من كُلِّ الجرائم التي أرتكبها النظام البائد (نظام البعث بقيادة الدكتاتور صدام حسين) بحق المواطنين العراقيين , وبغض النظر عن خلفياتهم الدينية والطائفية والقومية .
لم يكن النظام البعثي السابق  يفرِّق في ظلمه واستبداده  بين الشيعي والسني وبين العربي والكردي وبين المسيحي والمسلم , فالكل كانوا سواسية مظلومين,  والكل كانوا مرعوبين, ذاقوا أهوال الحروب العديدة وويلاتها وعانوا من الحصارألأقتصادي الظالم في زمن  هذا الطاغية, وهو نموذج و مثال للطغات والدكتاتوريين في الوطن العربي .
ولكن الغريب والعجيب والذي لا يمكن فهمه وأستيعابه هو مابعد سقوط الدكتاتور صدام حسين والدكتاتور حسني مبارك والدكتاتور معمر القذافي وانظمتهم القمعية (وسيعقبهم الباقون لامحالة ), حيث ظهرت أحزاب اسلامية راديكالية مثل حزب الدعوة وحزب الفضيلة في العراق , وحزب الأخوان المسلمين والسلفيين  في مصر وتحالفوا مع احزاب اخرى  وخطفوا حلم الشعوب العربية بالتمتع بالحرية والديمقراطية وتحقيق احلامهم بالعيش بسلام وامن ومساواة .
يا للكارثة يا للمصيبة التي فيها نتوقع تكرار مأسات هذه الشعوب (الشعوب العربية) كما حدث في أيران عندما خطفت الأحزاب الأسلامية الراديكالية , بقيادة الملالي , وعلى راسهم الخميني , ثورة الشباب ألأيراني , حيث ضحَوا الكثيرون من الشباب بحياتهم ثمنا لتلك الثورة على نظام الشاهنشاه محمد رضا بهلوي ( سقط سنة 1979) والمعروف بدكتاتوريته وعنجهيته ونهبه لثروات ايران . ولكن ها قد  مضى أكثر من 30 سنة على تلك الثورة التي سميت بالثورة الأسلامية ولا زال الشعب الأيراني يرزخ  تحت حكم الملالي ,وأصبح هذا النظام كابوسا مرعبا ورمزا للتخلف والعنصرية والأرهاب واكثر قمعا ووحشية ضد شعبه وخاصة ضد الشباب الذين يعانون ويلات هؤلاء الملالي الطغات الذين يدعون انّ شريعتهم استمدوها من الله وأنّ الدولة وكل ألطوائف الشيعية في العالم يجب أن يتبعوا ولاية الفقيه في قم.
 
وهكذا شهدنا اختطاف وقتل حلم الشعب ألأيراني  وكذلك انقسام الشعب العراقي الى طوائف ومذاهب منها الطائفة الشيعية التي في غالبيتها  تتبع ولاية الفقيه في ايران وباعوا وطنهم على حساب هذا الولاء , وحدثت حروب طائفية بين الشيعة والسنة وشهدنا مذابح رهيبة على الهوية بعد سقوط النظام البعثي في العراق  سنة 2003 , ولا زال العراقييون يعانون من نتائج تلك الحرب, وقد شهدنا في زمن ألأحزاب الأسلامية المتطرفة التي حكمت العراق بالحديد والنار , وذاق العراقيون عامة والمسيحيين خاصة مرارة الموت والأرهاب والترهيب والهجرة والقتل والذبح بسبب الصراع الرهيب بين هذه الأحزاب للسيطرة على الحكم على حساب دماء ألأبرياء.
والغريب  المضحك والمبكي في نفس الوقت هو أنّ هذه ألأحزاب هي كانت مظطهدة  ومظلومة من قبل النظام البعثي في العراق والشاهنشاهي في ايران .  وهكذا كان ألأخوان المسلمون مضطهدون من قبل النظام العسكري  في مصر  , وكانت السجون ألأيرانية في عهد الشاهنشاه والسجون العراقية في عهد صدام حسين وكذلك السجون المصرية في عهد حسني مبارك مليئة بالاف المعتقلين من تلك ألأحزاب ألأسلامية , ولكن هاهي تلك ألأحزاب تلعب نفس الدور الذي مارسته ألأنظمة الدكتاتورية السابقة  وتكرر ألأخطاء نفسها في زمن الدكتاتوريين الطغات ,لا بل أن الأحزاب ألأسلامية يلعبون بالنار  , وذلك بأثارة النعرات الطائفية والعرقية والدينية والقومية بين الطوائف والديانات والقوميات,  وكذلك زرع فكر التعصب الديني والطائفي في بلدانها, وبذلك فتحت هذه ألأحزاب أبواب الجحيم على نفسها وعلى ألأخرين وتعرض بلدانها الى مزيد من  الأنقسامت, فمن يستطيع أن يطفي هذه النيران؟  سؤال يحتاج الى أجابة. اليوم نشاهد عبر منابر ألأعلام والقنواة الفضائية وغيرها مشاهد رهيبة مرعبة تدمي القلوب وتقتل امال الشعوب العربية عندما نشاهد ألأنظمة الدكتاتورية المتهاوية تقمع شعوبها بالحديد والنار وتستعمل جميع الأسلحة الفتاكة لقتل شعوبها دون رحمة ولا شفقة (كما حدث في ليبيبا ويحدث في سوريا واليمن هذه الأيام) .
انها مشاهد لا بد  من الوقوف والتامل فيها ودراستها لمعرفة أسبابها وجذورها ليتم معالجتها في المستقبل . فما حدث في تونس ومصر وليبيا خاصة وما يحدث في سوريا واليمن هذه ألأيام هي ظاهرة تاريخية لا يمكن الا دراستها بتعمق لاستخلاص الدروس والعبر منها.
والغريب العجيب أنّ هناك شواهد بدأت تظهر في الدول العربية (ومنها على سبيل المثال  مصر), تؤكد أنّ الثورات العربية التي سميت بالربيع العربي يتم الألتفاف عليها وخطفها من قبل ألأنظمة السابقة بالتعاون مع الأحزاب الأسلامية الراديكالية المتطرفة (كما في حالة مصر بوجود المجلس العسكري التابع للنظام السابق بالأتفاق مع الأحزاب الأسلامية الراديكالية)
قبل أيّام شاهدنا وشاهد العالم بأسره مشاهد تقشعر لها ألأبدان  عن أعمال بربرية لا تقوم بها حتى الوحوش الكاسرة , ففي شوارع القاهرة وفي وضح النهار وقف الجيش المصري الصامد أمام حشود المسيحيين المطالبين بحقوقهم المشروعة والذين كانوا يمارسون أبسط حقوقهم وهو التظاهر في ساحة ماسبيرو أمام بناية  ( التلفزيون )المصري لتحقيق مطالبهم المشروعة وهي بأختصار أن يُعترف بهم  بأعتبارهم مواطنين مصريين أسوة ببقية المواطنين المسلمين في مصر, وارادوا (المسيحيين) أن يحصلوا على هذا  المطلب المشروع  والمقدس, ليمارسوا شعائرهم الدينية بكل حرية ويبنوا لأنفسهم الكنائس وألأديرة اسوة بالمواطنين المسلمين .
 ولكن كان الجيش المصري الباسل!!!( في زمن ثورة 25 يناير وفي عهد المجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي, والبلطجية المستاجرين), بالمرصاد لهم فأطلق الجيش (ويقولون طرف ثالث )النار على المتظاهرين العزل في وضح النهار وكانوا( البلطجية) يمتطون المدرعات وألآليات العسكرية . وأنطلق الهجوم على ألأخوة ألأعداء(المسيحيين العزل من السلاح) وكانت ساحة الحرب هي شوارع القاهرة , وحصد الجيش المصري عشرات القتلى ومئات الجرحى ورجعت القوات المصرية الى ثكناتها العسكرية غانمة منتصرة بفضل الله وبفضل ضباط الجيش وجنوده ألأحرار ألأبطال .
علما أنّ قوات الجيش المصري المنتصر فقدت ثلاثة قتلى وعدد من الآليات احترقت في ساحة المعركة.
عاش الجيش المصري الباسل عاش الجيش العراقي الباسل , عاش الجيش الليبي الباسل , عاش الجيش السوري الباس ,  عاش جيش حزب الله البطل ,عاش الجيش اليمني الباسل , عاشت جيوش الأمة العربية, ولتفتخر هذه الجيوش الى ألأبد بسحق شعوبها (سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين)  , وحرق كنائس وجوامع شعوبها (سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين).
الله أكبر , ألله أكبر, وليخسأ الخاسئون والى مزيد من ألأنتصارت لقواتنا العربية المسلحة الباسلة على( قطعان شعوبها)